رسالة إليكِ يا نفسي...!!
رسالة أرسلها إليك ، نعم إليك أنت ..
أرسلها بما فيها من عبر وعبارات وعبرات..وعظات وآيات..ونصائح غاليات..
وآهات وهمسات ..
أرسل إليك زفراتك.. وآهاتك ..وخواطرك..وأفكارك...وآمالك.. وآلامك..وأحلامك..
تصلك مكتوبة لتكون أوعى ..وللقبول أدعى..ولغيرك قد تكون أنفع وأبقى..وكم استفاد قارئ أكثر من كاتب ..وسامع أكثر من متحدث.. ورُب مبلغٍ أوعى من سامع..
نفسي العزيزة ..
إن أغلى ما لدى الإنسان نفسه التي بين جنبيه ..
فيا نفسي .. كم آلمتي نفسك بالهوى..واتبعتي سبل الردى..وقد غويتي مع من قد غوى..
فكل تحرك وسكون هو لأجلك أيتها النفس لكي تسعدين وتفرحين وتسرحين وتمرحين..أفلا تتبعين ما يسعدك في دنياك..ويخلدك فرحة سعيدة في أخراك..
ألا تتبعين أوامر مولاك ؟!..وتبحثين عن رضاه وتتجنبي مناهيه ومساخطه..
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) .
فـقِي يانفس نفسك أن تكوني...مع الشيطان في أصل الجحيم..
***
فيا نفس توبي قبل ألا تستطيعي أن تتوبي ...
واستغفري لذنوبك الرحمن غفار الذنوب...
أيـا النفس.. لم تكبلين نفسك بالهموم ؟ وتقتلينها بالأحزان والغموم؟ إنك إن طرحت عن قلبك الران ..تجدين كل أمر قد يجلب لك الهموم قد حسن وزان..مهما تكالبت عليك الابتلاءات والأحزان..وإن صبرت وفّى الأجر لك الرحمن..الكريم المنان ..
)إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ).. نفسي لماذا تتعجلين؟.. لماذا تضجرين؟..لماذا تيأسين ؟..
لماذا لا تصبرين؟!!..نعم خلق الإنسان من عجل..
ولكـن ؟!
ألا تنظرين إلى المستقبل !!..
بكل رجاء وأمل..
تبكين ..
تتضايقين ..
تتحسرين ..
والفرج ينزل إليك من السماء أو يخرج لك من الأرض..
أو يولد لكِ من رحم المحنة منحة من الله ..
ومن خلال المصيبة رحمة من الرحمن ..
ضاقت فما استحكمت حلقاتها ....فرجت وكنت أظنها لا تفرجٌ
***
لشتدي أزمة تنفرجي .....قد آذن ليلك بالبلج
فيــا نفسي الغاليـة ..
أوليس بعدالعسر يسرا ؟؟بل يسرين ، فأبشري واشرحي بالله صدراَ..
بلى وربي ... فإن ربك قد فد أخبرك بأن مع العسر يسرا..
وهل تظنين يانفس ..أن عسر واحد سيغلب يسرين من الله ؟!
فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسراً ) يانفس إنـه التأكيد بالفرج من الله ..فعلام الإستعجال ؟؟!
ما بين طرفة عين وانتباهتها... يغير الله من حالٍ الى حالِ
قال تعالى : (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ً)</ >كم هي مؤثرة هذه الآيـة فيها من الرحمة والتصبير من الله العليم الخبير , فمن ذا الذي يعلم غيب إلا الله خالقكِ يانفس ونافخ الروح فيكِ
تأملي يانفس ..تأملي ..في هذه الآيه.. ">لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ً)
تـأملي الأمل ..ونظري هناك بعين الرجاء ..لعلك ترين الخير بل الخيركله...
أيانفسي الغــالية ...
سلمي أمرك الله فرعايتهٌ لك أشفق , وتقواه ومراقبتك له أوفق ..
وقد تتغير الأحوال وتتبدل , فهذه الدنيا...دائمة التغيير وكثيرة الأحداث ...وقدر الله دأئم الحركة..
أيتها النفس العزيزة..
قد تستغرقك اللحظاتك الحاضرة بما فيها من آلام وهموم ..
وقد تشعرين أن منافذ المستقبل مغلقة دونك , فتعيشين في سجن الآلام الحاضرة والحظات الحزينة ,وتشعرين وكأنها لانهاية لها....
لماذا يانفسي كل هذا ؟!
فهذه ليست الحقيقة ..واعلمي أن مامن ضيق إلاوبعده فرج , ومامن عسر إلاوبعده يسر..
والله كل يوم هو في شأن .. ">يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) فهو سبحانه ..يجبر كسيرا، ويعطي قوما، ويمنع آخرين، ويميت ويحيي، ويرفع ويخفض،ويٌفرِحٌ ويٌترح ,
لا يشغله سبحانه شأن عن شأن، كل يوم هو في شأن ..
الله... يريد أن تستقر هذه الحقيقة في فيك يانفس ,
لتظل أبواب الأمل مفتوحة أمامك ..
والتطلع للمستقبل دائم بما فيه من تغيير الأوضاع والأحوال .
لسانك وحالك وأحوالك ندي بالرجاء , لا تغلقين على نفسك يانفس سجن اللحظة الحزينة .
بل تتطلعين للحظات التالية التي قد تحمل في طياتها ما ليس لك في الحسبان . .
[ (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ). >أيـــانفسي ..
أيـــانفسي..
أيـــانفسي ..
هذه بعض الخلجات , التي تضطرم في حناياكِ
وبعضُ من الآهــات التي تتأوهين بهـا لذاتكِ
فــاحرصي على أن تنادي في آخر لحظــاتكِ
بــ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي
