بعد أيام معدودات وبفضل من الله العزيز الحكيم
يطل علينا هلال شهر رمضان المعظم
شهر التوبة والرحمة والخير والبر والاحسان
شهر الصيام عن المفطرات بجميع انواعها
وليس الامساك عن الماكل والمشرب فقط
ورغم معرفة الجميع بما ورد حول بركة هذا الشهر العظيم
فان الجحافل المتراصة من التونسيين والتونسيات
لا تكف هذه الأيام عن الاكتظاظ المفرط داخل المغازات
وفي المحلات والأسواق وكلها لهفة في اقتناء اكثر ما يمكن
من السلع بجميع انواعها وكأننا على ابواب حرب طويلة
اوكارثة طيبعية لا قدر الله
لو قمنا بعملية احصائية بسيطة حسب ما يشاهد يوميا
فالنتيجة وبكل بساطة ستكون ان ما يقتنى في هذا الشهر العظيم
يظاهي ما يقتنى في اشهر عديدة في سائر السنة
فهل نحن قادمون على شهر صوم وزهد وعبادة وشفاء
من امراض المعدة وغيرها الكثير كما بين العلم ذلك استنادا
الى كتاب الله الحكيم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؟
ام هو موعد سنوي مع التبذير والتخم وتفاقم الأمراض؟
ام هو موعد مع استعراض العضلات المادية في ترصيف
الطاولات بكل انواع الماكولات الباهضة الثمن؟
هل حقا هم قادرون على اكلها كلها؟
ام القاء اغلبها عند الصباح على مراى الفقراء والمساكين؟
هل فكر هؤلاء ان شهررمضان المعظم
شهرعبــــــــادة وليس شهرعـــــــــادة؟
لا تضيعوا الفرصة التي منحنا اياها الله الحكيم الكريم
فلتجعلوا الشهر كما امر الله
للتقوى والعبادة
للزهد والقناعة
للرحمة والرافة والحب والألفة
لجمع اكثر ما يمكن من الحسنات
واجتناب السيئات
وذلك هو الفوز العظيم
فربما لن تعود لنا الفرصة مرة اخرى
