
" chingal-wingalالامور في الشنقل وانقل
هذا هو مفهوم لغوي دخيل على لغتنا العربية ..ولا تتعبوا انفسكم كثيرا في البحث عن معنى هذين المفردين فلي تفسيرا ذاتيا الا اني احبذ اضافة كلمة ثالثة لهما حتى تكتمل الجملة واضيف المفردة الى البداية فاقول الامور في" المنقل –شنقل – وانقل
"Mingal-chingal-wingal "
طبعا الكلمات مبهمات غامضات مجهولات ..فحسب مفهومي لكلمة منقل في مفهومنا العامي نقول فلان تمنقل او فلانة تمنقلت اي وقع عليه او عليها القبض " امنقله الرافل " وبعد ما يتمنقل تاتي الكلمة الثانية " تشنقل " اي شنقلوه في العربة .." الباقة " وتاتي الكلمة الثالثة " انقل " اي تم نقله الى جهة غير معلومة ا والى ثكنة من الثكنات الله لايوريها لحبيب ..وهذه المفاهيم بقطع النظر عن اصل الكلمات ولغتها الاصل تغيرت بعد الثورة واصبح الكثير يرددها تاكيدا على نجاح عمله ..فحين ينهي احدهم عمله على احسن وجه يقول اموري في الشنقل وانقل ..ظنا منه انه احسن عمله واتقنه وانهى بذلك مهمته على افضل حال ..من هنا اتخذت هاته الكلمات حتى اعيد صياغة محتوى افكاري بناء عليها وغوصا في واقعنا اليوم واني ارى ان ساستنا الموقرين ابقاهم الله لنا وداموا ذخرا للوطن العزيز وان لم يلتجئ بعضهم الى مخاطبة فئات من الشعب بهاته المفردات الا اني اراه يتخذ من اللغة الفاظا وعبارات مماثلة تقريبا تؤدي المفهوم نفسه بناء على القولة المشهورة " وخاطب الناس او القوم او الشعب بمايفهمون " وليس بالتي هي احسن وابلغ ..فيقول احدهم مخاطبا ذوي الاحتياجات الخاصة " المعطلين عن العمل " تهنوا وارتاحوا اموركم في الشنقل وانقل " اي نحن جادون في القضاء على البطالة في غضون اشهر معدودة ولن تطول مدة انتظاركم وتنتهي معها معاناتكم ..واما اخر يحدث الطبقة الشغيلة من موظفين وعملة واعوان في القطاع العام والخاص فيقول مايقوله غيره " ان شاء الله اموركم في الشنقل وانقل " سوف يتم في القريب العاجل منحكم زيادات في الجرايات والامتيازات وحاضركم افضل من ماضيكم ومستقبلكم احسن من حاضركم " غير اصبروا شوية والمليح يبطى " اما الطرف الاخر فهو يطمئن الجهات بالعدل والمساواة وبمشاريع خيالية " تحسب تخلط " الاف المشاريع المبرمجة خلال هاته السنة تصل الى خمسة الاف مشروع تنموي يشمل كافة المناطق مدنا وقرى واريافا ..والامور مع ذلك في الشنقل وانقل " واما من يحدث الفئات الفقيرة ومحدودة الدخل التي " مشات في الارجل " بعدما تدهورت المقدرة الشرائية ووصلت لمرحلة لم يشهدها الشعب ولم تعرفها البلاد منذ الاستعمار ذلك ان البيض الذي كان يتخذه التلامذة للتندر ورميه على بعضهم البعض في اخر الموسم الدراسي سوف تنتهي تلك العادة السيئة من حيث لم يشتهوا ولم يرغبوا لارتفاع اثمانه ولربما يفضل هؤلاء التندر بالنقود النحاسية بدل منه ..ناهيك عن الملكة الجديدة لتونس الجديدة " للا الطماطم " التي وضعت تاج الثورة على راسها وجعلت بقية الغلال والفواكه تحت ارجلها وفي خدمتها بما فيها المستوردة بالعملة الصعبة ..بعد ان انقلبت على عرش ملك الخضروات " السلطان الفلفل " الذي مات في ريعان شبابه دون ان يعمر في الحكم طويلا وخرج منه ذليلا يجر اذيال الخيبة والهزيمة ..وهذا كله بفضل سياسة "الشنقل ونقل "التي بدات تعطي مفعولها يوما بعد يوم ..وان كان هؤلاء السادة اتخذوا هاته السياسة في حكم الشعب حاضرا وانطلت على اغلبه ما تخفيه تلك المفردات فانه قد ينقلب السحر على الساحر مستقبلا حين تحفظ الرعية وبالاخص منها الطبقة الناخبة تلك المفردات وتمتلكها او تنتزعها من سادتها الجدد وتصبح بذلك ملكا مشاعا عاما لكافة ابنائها ولا تقبل التنازل عليها بل تجعل منها اسلحتها المستقبلية في مخاطبة من يتقدم لسدة الحكم مستقبلا فتقول لهم " امورنا في الشنقل وانقل " وهذه بضاعتكم ردت اليكم ..فسوف نشنقلكم وننقلكم حيث كنتم قبل الثورة " والعين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم " يلا ياشباب امورنا في الشنقل وانقل ..وان شاء الله لافينا واحد يتمنقل "
بخاطركم

[/COLOR][/SIZE][/CENTER]