الشعب يريد تطبيق الشريعة
تاريخيا لم يألف ويتعود هذا الشعب على مسيرات مشابهة لما نراه اليوم
ويرفع شعارات مطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية واعتبارها المصدر الرئيسي
للتشريع تدرج كأهم الفصول الرسمية في الدستور المستقبلي للبلاد المزمع
اعداده وصياغته في المجلس الوطني التاسيسي ..وان عدنا الى اول مجلس تاسيسي عرفته بلادنا ابان الاستقلال لم يحدثنا اباؤنا واجدادنا عن مسيرات مماثلة قام بها الشعب التونسي مطالبا فيها ومتمسكا بتطبيق الشريعة الاسلامية في نظام الحكم الذي خلف الاستعمار الفرنسي وسعى لبناء الدولة المدنية الحديثة ...ولا كذلك سجل لنا التاريخ الوطني ان خلافات وقعت بين اعضاء ذاك المجلس التاسيسي حين اقروا دستور البلاد الاول عند تحرر الوطن من المستعمر الاجنبي .ليصلنا ويصل اجيالنا ذاك الدستور الذي من اهم فصوله الفصول الاولى منه التي تقر بان تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة دينها الاسلام ولغتها العربية ..ومع مرور الزمن شهدت البلاد تغييرات ومستجدات حدثت على مراحل لتترك خلفها مجتمعا متفتحا على الغرب والعالم باسره ..نهل من حضاراته الكثير سلبا وايجابا ..الا ان سياسات التغريب والتهميش وطمس الهوية الاصل لهذا الشعب جعل الاجيال الحاضرة تقف على تراكمات ورواسب دخيلة لا تمت للعروبة والاسلام بشيء ..ومع التلاعبات الكثيرة بفصول وبنود ذاك الدستور اختل توازنه وبرزت نواقصه وعيوبه مما استدعى الى اعادة صياغته واصلاح ما فسد منه او اعادته الى الاصل والمنبع ليحفظ لابناء الوطن على مختلف شرائحهم وميولاتهم الفكرية والعقائدية حياة مجتمعية كريمة ملؤها التعايش السلمي والامني والمساواة والعدالة الاجتماعية بين كافة مكوناته .. وان عدنا الى هاته المسيرات الشعبية المختلفة التوجهات فاننا نطرح اكثر من سؤال هل ان الوسيلة الوحيدة الناجعة بعد الثورة لانجاز مكسب او مطلب هي المسيرات والاحتجاجات ؟ وهل يتم الاصغاء والانصات لصوت الجماهير الشعبية التي اتخذت المسيرات والاحتجاجات لابلاغ مطالبها ؟ و هل هناك مؤشرات على ترك الشريعة الاسلامية والتخلي عنها من الدستور الجديد مما حرك الشارع التونسي لنصرة الشريعة الاسلامية والقيام بمسيرات في البلاد وصولا الى مقر المجلس التاسيسي ؟
ام ان هناك من يرى ويعتقد ان" افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم" وهذه هي قاعدة تنتهجها عدة قوى في مباغتة الخصوم تفاديا لاخطارها وتجنبا للهزيمة ..؟
واخيرا راينا وشاهدنا وعايشنا ماضيا وحاضرا ان رغبات وطلبات الشعوب لاتغير من سياسات حكامها ..حدث ذلك في اكثر من بلد يدعي الديمقراطية ويصدرها للشعوب المتخلفة الاخرى مسيرات شعبية عارمة تجوب بلدان اوروبا وامريكا وغيرها من بلدان العالم المتقدم الراقي تنادي بمنع الحروب كا الحرب على العراق وافغانستان وحتى الشيشان وصربيا ولكن لم تجدي مسيراتها ولا اعتصاماتها نفعا امام خيارات وقرارات حكامها فكانت الحروب وكان دمار بلدان وافناء وابادة شعوب ..وكذلك كانت مسيرات الشعوب العربية التي ساندت القضية الفلسطينية و الحرب عل العراق ولبنان مجرد احاسيس وعواطف تلاشت في مهب الرياح دون ان تظفر بمكسب او انجاز تاريخي مشرف للامة ولانظمتها المتهاونة المستبدة .فهل تحيد سياسات اولي الامر منا الجدد عن تلك الحقائق وتغير التاريخ فتمتثل لارادة الشعب من خلال المسيرات والاحتجاجات ؟
وغدا لناظره قريب..........
