الزمقتال والزمهبال ومازال مازال.

الزمقتال والزمهبال التونسي ..طبعا الكلمة الاولى يعرفها الكثير منا وهي حسب التعريف الوجيز لها هي معنى لثلاث كلمات : الزمن.المكان.القتال.وتعني حسب ماتعارف عليه جمع لعدة فنون رياضية نبيلة ويقال ان محدثها التونسي محمد المنصف الورغي الذي كان نكرة في بلادنا وذاع صيته مؤخرا بعد الثورة كما ذاعت كلمة الزمقتال وانتشرت عدة صور للتدريبات والتمارين ..منها بالاخص رياضة التاكوندو والكاراتي وغيرها من الالعاب القتالية المعلومة وغير المعلومة ويقال انها جامعة لعدة العاب للدفاع عن النفس ..اما الزمهبال فهذه مفردة حديثة كتابتي هذه ومن تلحيني على نفس البحر والمقام وهي لا تختلف عن الاولى الزمقتال الا في عجزها : الزمن .المكان .الهبال –حاشاكم-.اضيف اليها كلمة تونسي باعتبارنا نحن التونسيون نوابغ في التاليف والتلحين والالقاء وماشابه ..نحن شعبا فريدا وعجيبا بدوره عن بقية الشعوب الاخرى وبالاخص العربية التي نصدر لها مفردات وعبارات لم يتوصل الى معرفتها عباقرة اللغة قديما وحديثا ..وبما ان الغاية ليس التعريف برياضة الزمقتال بل الزمهبال فاني بذلك اضع منطلقا لها من هذا المنبر ..فهي لعبة يحذقها الكبير والصغير ولا تتطلب امكانات جسدية ولا فكرية ضخمة وعسيرة ..بل ارى ان اغلبنا قادرا على حذقها والتفاني فيها لدرجة التميز والابداع وقد برز هذا بعد الثورة حيث برز على الساحة الوطنية كما هائلا من الزمهباليين ان صح التعبير اكثر من الزمقتاليين الذين لم تتكاثر اعدادهم بعد بمافيه الكفاية وهذا يعود اساسا الى حداثة اللعبة وعوامل السن والبدانة لدى الكثير منا فعوض تعلم هذا الفن الرياضي النبيل للدفاع عن النفس عند الضرورة وتهذيب الروح عملا بالقول التالي العقل السليم في الجسم السليم التجا بعضهم وهم كثر الا ما رحم ربك الى ايسر السبل واقصر الطرق فعوضها بلعبة الزمهبال وهي كما قلت يسيرة وميسرة ولا تتطلب غير اللسان والتحاذق اللغوي بشتى اللغات الحية والميتة العالمية ..وانتقل بذلك مجتمعنا من مجتمع مثقفا رياضيا وفنيا الى مجتمع مثقفا سياسيا وبامتياز قاطع النظير وضاعت مفردة النخبة ولم تعد هناك ابراجا ذهبية ولا فضية تحول وتفصل بين هاته النخب وعامة الناس ..وهذا يعود كما اسلفت الى رقي المجتمع وزيادة درجات الوعي فيه لحد التخمة ..حققنا بذلك نموا فكريا ووعيا شاسعا معمما ففاق العرض الطلب وبتنا نبحث عن اسواق خارجية تنتشلنا من الافلاس وتقبل منا منتوجاتنا الاستراتيجية الحساسة وهي ما شملته كلمة الزمهبال .وحتى تتضح الرؤية اكثر وتشكل الالفاظ ليستقيم قراءة المضمون اقول في امثلة عابرة سريعة اضع ضمنها مفهوما للزمهبال التونسي في نقاط محددة على سبيل الذكر لا الحصر .
1.الزمهبال الاول
يقال ان قانونا بصدد الطرح على المجلس التاسيسي للمصادقة عليه وهو متعلقا باقصاء التجمعيين من الحياة السياسية اقصاء ابديا لارجعة فيه ..يقول احد الزمهباليين ان الاحزاب الداعمة لهذا القرار لجات الى استقطاب ثلة من خيرة ابناء البلاد بعد الثورة من التجمعيين العاملين في عدة مؤسسات وادارات واماكن سيادية وسياسية لها وزنها وقبلت بهم بينها لانها تحتاج الى خبراتهم وتجاربهم وانهم من الشرفاء النظاف والذين لم تدنس صفحات تاريخهم النضالي بما يدعو لاقصائهم وان بعضهم اجبر على الانتماء والعمل في صلب الحزب المنحل والنظام مكرها ..وكثيرا من التبريرات الزمهبالية التي رجحت كفتهم لاستقطابهم من جديد والتعويل على خدماتهم وحنكتهم وبالتالي ما بقي في الساحة منهم غير الفتات الذي لايغني ولايسمن من جوع وان القانون اذا صودق عليه فهو يحرم بقية الاحزاب الاخرى من التركة التجمعية وبالتالي تنقصهم خبراتهم وتجاربهم ولن يكون لهم مستقبلا ولا نجاح في اية مناسبات انتخابية . اما البعض الاخر فهو يرى خلاف ذلك ويسال ويتسائل هل تتخذ النهضة مثلا العبرة والدرس من فوز احمد شفيق في الانتخابات المصرية الحديثة ؟ فتحمي نفسها وتقيها من خطورة التجمعيين ويالتالي تمرر قانون الاقصاء حتى تضمن فوزها وعدم مواجهتهم مستقبلا ؟.
2.الزمهبال الثاني
على اثر صدور قرار وزير العدل الاخير بشان اعفاء عددا من القضاة برز على الساحة الوطنية عدة ردود افعال واقوال من اهمها الصادر عن السادة القضاة ومناصريهم ويعتبرون انه تدخلا سافرا ومحاولة سيطرة السلطة التنفيذية على سلطة القضاء الذي يجب ان تكون مستقلة وذات سيادة ويقرون بوجود فساد في السلك ويعترفون بذلك سرا وعلانية غير انهم لايفضلون الطريقة والاسلوب المعتمد في محاسبة المفسدين منهم ويرون ان الحل الوحيد في ذلك يعود اليهم في اقامة محاكمات عادلة وبعيدة كل البعد عن تدخل السلطة التنفيذية ولا اي طرف خاجي ..ويقول بعضهم ان القضاء لم يسارع الى تنظيف بيته بتلقائية والحال ان الثورة قاربت على نهاية السنتين دون ان نرى محاكمة لقاض افسد في حق القضاء وحق الشعب والبلاد ..وان من حق الوزارة ان تلتجا الى اعتماد المرسوم الذي يخول لها اقصاء من ترى انه يستحق ذلك ..ويرى البعض الاخر ان قرار الوزارة يعتبر بمثابة رصاصة الرحمة حيث ان عزل هؤلاء القضاة دون محاكمتهم افضل من محاكمتهم ومحاسبتهم عن فسادهم واجرامهم والعزل بهاته الطريقة الهادئة مريحا بدل رمي بعضهم ان ثبتت ادانته السجن .
3. الزمهبال الثالث
تسارعت خلال الايام الاخيرة وتيرة المعارضة بمختلف شرائحها واختلافاتها وتنوعها للدعوة الى اسقاط الحكومة وتعويضها بحكومة ائتلاف وطني او حكومة وحدة وطنية مستقلة عن الاحزاب الفائزة في الانتخابات الاخيرة ..على شاكلة حكومة الغنوشي والسبسي الفائتتين ..ويرى البعض انها دعوات للعودة الى الوراء وبالتالي الغاء الانتخابات التي حدثت ورضي بها الغالب والمغلوب ..وانها دعاوات لمزيد تدهور الاوضاع وتدحرجها نحو الاسوا والاتعس ولربما تقذف بالبلاد الى هاوية المجهول التي لا يعلمها الا الخالق ..
وختاما لم ينتهي الزمهبال التونسي الى هذا الحد بل اين تدير وجهك وتسير بك قدماك تجد امثاله وحيث تحدثك منابر الحوارات عبر الفضائيات وترجمك بوابل من الزمهباليين جددا وقدامى لدرجة انك قد تجد نفسك قادرة على حذق الفن الجديد وهو على شفى اخراجك من عقلك وافتقاد بوصلة التركيز والتمييز بين الصادق والكذوب والزمتقال والزمهبال التونسي بامتياز .