منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-13, 11:14 رقم المشاركة : 1



افتراضي جاءت لتشارك فرح شقيقها فعادت من الغد في صندوق.



كل نفس ذائقة الموت ..وقل ما يصيبنا الا ما قدر الله لنا ..هكذا هي الحياة كلنا عابري سبيل ..وفي بدايةالرواية الحصرية التي انقلها لكم باعتباري شاهد عيان وعشت مجرياتها وتابعت احداثها لحظة بلحظة ..بحكم الجوار طبعا ..وفي الحقيقة اختلطت علي العناوين وان اخترت هذا العنوان فاني ارى ان رواية الواقعة لربما تجمع اكثر من عنوان باعتبارها خبرا وقصة وعبرة ..فالرواية تقول في ليلة البارحة ..كان يقام بجواري حفل ختان احد ابناء الجوار وكنت استمع الى صخب الاغاني والزغاريد والهتافات ..وهذا شان افراحنا ومناسباتنا ..الرجل بعد جهد جهيد رزقه الله بابن واحد لاغير لذلك اراد ان يقيم له فرحا اشبه بالعرس وله ما اراد ..طبعا استدعى اقاربه من كافة الاماكن وجيرانه واصدقائه جاؤوا لمشاركته فرحته تلك ..وبعد الساعة العاشرة تقريبا وعلى انغام الموسيقى الشعبية اختلط الحضور باختلاط الانغام بمضخمات الاصوات وخرج والدي الطفل بعد ان تزينوا وارتدوا افضل وانسب اللباس والفرحة تغمر محياهم ..فالجميع شارك بالتهليل والتصفيق والهتاف والرقص ومصافحة البعض والسؤال عن احوالهم ..في الاثناء كان لصاحب الفرح شقيقة تكبره سنا جاءت من ولاية القيروان لتشارك اخاها وابنه فرحتهما ولم تكن تعلم ان الموت يترقبها ..انها مشيئة الله ..ولا تدري نفس متى واين تموت وكيف تموت ..وانا لله وانا اليه راجعون ...كانت المراة في مقتبل العمر ولها ابناء ..طارت بها الفرحة فلم تقدر على ان تريح نفسها من الرقص والغناء والزغاريد ..وفجاة غابت عن الانظار واعتلت سطح المنزل بعيدا عن الانظار ..لربما شعرت بتعب وضيق ولم تكن تريد ازعاج الحضور وبالاخص شقيقها وتعكير اجواء الفرحة ..وكان الفرح يقام في خارج المنزل في النهج المقابل له ..لم يفتقدها احدا ولم يسال عنها لمدة ساعة من الزمن والجميع غارقا في اجواء الفرح والمرح ..وفجاة صعد احدهم سطح المنزل لقضاء حاجة ما واذا به ياتي بالخبر الفاجعة ..وانقلب الفرح الى ماتم ..ادركوا المراة وهي تصارع الموت ..تقدم اليها احد العارفين ممن ينتمون الى القطاع الصحي او الطبي وقام باسعافات اولية قصد انقاذها حينها ادرك انها تعيش اخر لحظات عمرها.. تم نقلها على جناح السرعة الى اقرب مستشفى ولكن مشيئة الله كانت محتومة فارقت المراة الحياة وانقلب بذلك الفرح الى ماتم والغناء الى عويل ونديب وعزاء ..انتهت الرواية وفي صبيحة هذا اليوم عاد اقاربها بجثمانها الى مقر اقامتها تاركة لوعة وحسرة ولربما دروسا ..دروسا من واقع الحياة ..وحتى يرتفع الالتباس عن اسباب المنية يقال ان الفقيدة تعرضت الى ازمة حادة باعتبارها مصابة عافاكم الله بمرض غلظ الدم ولربما لكثرة نشاطها وما تناولته من اطعمة زاد من ضغط دمها ولكنها مع ذلك لم تسعى الى احراج اقاربها ولم تطلب نقلها الى المستشفى حين شعرت بالتعب والضيق ..واغلبهم لم يكن يعلم حقيقتها ولم يكن بخلده انها كانت تصارع الموت بعيدة عن الانظار وحيدة على سطح المنزل ..ومهما كانت الاسباب والمسببات فان الموت علينا حق وحين تاتي ساعته لا مفر منه ..هي رواية لواقعة وعبرة لمن يعتبر ..ربنا اعفو عنا وارحمنا واجعل نهايتنا على ذكرك ..وتب علينا وعلى عبادك ..واستغفر الله العظيم وانا لله وانا ايه راجعون .




  رد مع اقتباس
إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نفايات اليوم .. سيارات الغد !! siiriinn التكنولوجيا والاقتصاد - ثقافة عامة 3 2011-09-09 14:41



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:16


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت