منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-02, 22:27 رقم المشاركة : 1



Thread Dot 16 هي جذابة...


تفاحة نيوتن وضعت الجاذبية الأرضية موضع الاستخدام ، تفاحة آدم وضعت جاذبية المعرفة موضع الاستخدام ، في الحالتين كان هناك سقوط ، تفاحة نيوتن سقطت على الأرض ، وآدم بتفاحته هبط إلى الأرض ، الجاذبية هي القوة التراجيدية الكبرى للأرض ، إنها تلاعب لتجربة العواطف مع الإثم ، واللذة ، والألم ، لفهم ما هو جذاب يحتاج الأمر إلى معرفة ، إلى مهارة المعرفة بالأشياء ، وليس التعلم ، المعرفة هي وقوفك بالتجربة على صحة وقيمة ما تعلمته ، نيوتن شاهد التفاحة وهي تسقط بين قدميه ، وآدم نظر بحسرة والجنة تضيع من بين يديه ، الجاذبية لا يكفي فيها أن تعلم ، فقط أن تعرف هو ما يجعل ما يفترضه الآخرون مجرد افتراضِ حقيقة بالنسبة لك ، الجذاب هو وبكل بساطة الحد الفاصل بين ما يُعتقد أنه صحيح وحقيقي وبين تفوق الخطأ بما أن الكامل والصحيح و الحقيقي يغلق الباب أمام كل معرفة ، المرأة الكاملة الجمال يقف جمالها كعائق أمام جاذبية معرفتها ، قد يكون الجمال بناء معقداً وصعباً لكنه و بتجلِّيه المباشر يحتاج منا لموقف منه أكثر من حاجته للفهم ، الجذاب بسيط وغير معقد لكنه وبغموضه الذي يشبه السر يمتلك مفهوم الممكن وهذا ما يجعلنا نحب كشفه عن نفسه لنا بطرق لا تخلو من فنّ ، المرأة الجذابة تشبه المكان المعزول و المقدس ، تجد نفسك مشدوداً إليه وتترقب فيه كل الحركات الأشد خفاء ، التفاصيل المعتمة والتي يعجز المنطق عن قياس فتنتها هي جذابة؛ يعني أن وجودها يجد الجسارة على أن يكون محل سؤال عندك ، هي جذابة يعني أن هناك حكاية لا يمكن فهمها برؤية مختزلة أو مرور متعجل ، الجذابة تبتعد عن المبالغة في كل شيء أمام الجميع ، لكنها لا تكبح جماح نفسها عن فعل شيء ، جماحٌ هي تعلم جيدا أن غيابه أكثر خطورة من العيش معه ، غرائزها الشريرة والسرية هو أجمل ما فيها ، لأنها تعلم أن بعض الشر إذا لم ينقذها فهو لن يسمح بضياعها ، كل امرأة جذابة لا تفكر في ما يؤذيها أو يزدريها .. لا .. لا .. فقد مرت بهذا ، الجذابة لا تدفن رأسها في الوسادة أبدا ، إنها تفكر فيما لا يمكن رفضه ولا يمكن قبوله ،هذا ما يجعل نظرتها متوحشة ، هذا ما يشعر الجميع أنها أكثر من أن تُحَب و أكثر من أن تُحِب ، هناك تهديد يحافظ على جاذبيتها ، تهديد يخبرك بأن تنسى معها الطمأنينة وأن تستعد للصدمات والمخاطر ، الوصول لمعنى جاذبيتها لا يعني شيئاً سوى تحمل جرعة كبيرة من الرعب الحميم ، الجذابة لا تعتبر جسدها قطعة من الديكور المنزلي ، بل تنظر إليه كمحرابٍ للوصول إليه عليكَ أن تكون محارباً خشناً لكن مع عدم التخلّي عن الرقة ، سارقاً وقحاً لكن مع عدم التخلّي عن أن تكون روحك مُضاءة بالحنين للعطاء ، عليك أن تكون قاسياً لكن مع إمكانية موتكَ من فرط الدهشة ، عليكَ أن تمر بكل الذنوب ، بكل الآثام ، بكل الآلام ، و أن تكون قد ابتلعت جحيمكَ وبكيتَ ثم تُبتَ عن كل هذا ، بهذا فقط تصبح توسلاتك جديرة بأن تُضاء كشموع في محرابها ، هناك سيحترق كل جنونك وتمسككَ بظلالكَ .
هي جذابة تعني أنها حزينة ، ولا تطرح على نفسها السؤال البليد: لمَ هي حزينة ؟ لأنها تعرف أن كل الأجوبة ستكون حزينة ، هي جذابة لأن جراحها ضُمِّدَتْ بعناية و أُقفِلت كل الطرق المؤدية إليها ، لكنها وبمجرد أن تقع في حبكَ تجعل من جراحها ترتيلةً جميلةً ، أو حكاية ستسمعها و أنت فاغر الفم ومذعوراً ، ستجد أن البلاغة هي أن تكون لغتكَ منفلتة ، متطرفة ، سوقية ، لكن لا يتلاشى فيها أثر الذوق الذي يعطي بريقاً لكل ما يتكلم عنه ، النضج وحده لا يكفي لتكون المرأة استثناءً ، لا يكفي لأن تكون المرأة جذابة ، يجب أن يكون النضج مزوّداً بمعرفة أن ثمة أكثر من امرأة تعيش بداخلها ، وأن كل امرأة مستقلة عن الأخرى ومختلفة عنها ، عليها أن تجد التوازن ، التناغم ، التمازج المطلوب لجعلنا مبهورين ، مأخوذين بجمال لا نعرف سببه ، مفتونين بعمل تمّ في الخفاء وعلى مهل لكنه يظهر كلُغْزٍ في ابتسامتها، المرأة في بداية العشرينات من عمرها لا يمكن أن تكون جذابة ، قد تكون جميلة ، لكنها أبدا لن تكون جذابة ، فكل ما فيها يمكن رفضه بسبب سذاجته ، وحدها المرأة في منتصف العمر تصلح لأن تكون نموذجاً للجاذبية ، للغموض ، في هذه السن لا تنظر المرأة إلى ذكرياتها كعملٍ مضاد لمستقبلها ، بل تنظر إليها على أنها عالمٌ حميم ٌوعنيفٌ قد سبق وكانت فيه ولا شيء يمنعها من العودة إليه ، يجب أن لا ننسى جاذبية الجانب الأُمومي للمرأة في منتصف العمر ، ذاك الجانب الدافيء واللذيذ ، هذا ما يجعلها تتفهم ما لا رجاء فيه فيكَ ، هذا ما يجعلها سماءً تصلح لأن تمشي فيها على مهل ، هناك ستكون كآبتك مفهومة ، مَلَلُكَ يتحول بسبب عدم إساءة فهمه إلى رحلةٍ للبحث عن ذاتك ، هناك تصبح عواطفكَ أكثر صعوبة وغير قابلة للاقتحام ، هناك فقط يمكن الفصل بين ما يمكن أن يُهَدِّئ روعكَ وما يمكن أن يجعلك تُضيء كنجم قبل انطفائكَ ، هي جذابة لأنها تعرف أنها تمتلك هذه المعرفة بكَ ، لأنها تعرف كيف تُكوِّن هي نفسها ثقتكَ في امتلاك القوة لفعل أي شيء من أجلها ، لأنها تعرف بابتسامتها الرائعة كيف تجعلك تتخطى ألمكَ بسهولة ، وبضحكتِها التي تنفي العدم تجعلكَ لا تُفرّق بين أن تكون المجرم أو أنك أنت من ترتكب ضده الجريمة ، هي جذابة لأنك في اللحظة التي تفهم فيها كل أسباب جاذبيتها تكون هي قد قبلت بك قبولا كليا ستشعر عندها بقبول حميم لنفسك ولذلك الجانب المظلم فيك ، علينا أن لا نفكر في أن سبب جاذبية المرأة في منتصف العمر هو تماسكها .. لا ، بل إظهارها تنافر أفكارها وعدم تماسكها هو ما يميزها ، جاذبيتها تكمن في التحكم التام في هيَجان هذه الأفكار غير المتواضعة وغير الخجولة والمحفوفة بالشهوة ، في إقناعك عندما تتحدث عن هذه الأفكار أنها تعرف عن ماذا تتكلم ، تعرف نتيجة أفكارها و أسباب وجودها ، وليس لديها قسمٌ مجهول من حياتها ، لا شيء مستبعد من هذه الحياة لا النهم للوجود ، ولا الغضب ، لا الكبرياء ، ولا التعرض للإهانة ، لا الوله بالمتعة ، ولا الخشوع في الصلاة ، لا الرغبة ، ولا الألم الذي يسببه عدم الموت في الرغبة ، لا شيء مستبعد من حياتها حتى طعم الفشل لا تعمل على تنقيحه وتعتبره عنصرَ بقاء ، هي جذابة لأنها لا تحاول انتزاعك من شيء وتجد فيك بديلاً لرغبتها في الموت ، لا تحاول تعليمك شيئاً و تستثمر تجربتها في الولع بعدم تدجينك ، هي جذابة لأنها ستسخر منكَ وأنت تحاول أن تبدو كرجل رزين و ربما حكيم ، ستعمل هي بكل مكرها وخبثها على إيضاح أنك لست سوى كارثة ، إنسان وقع في حبها لكنه لا يمتلك المعرفة التي تُمَكِّنه من عيش عذابه بشكل مريح ، ولا يتقن حبها للدرجة التي تبعده عن أن يخاف من الوحدة بعد الموت ، هي جذابة لأن ما يشد انتباهكَ إليها هو تلك الهالة من السنوات المحسوبة وغير المحسوبة ، من الحزن غير المبالغ فيه والفرح المستعار لوقت قصير، من الوقوع المفاجيء والوقوف البطيء ، من لحظات عظيمة وأخرى بائسة لكنها ممتعة ، من الاستغناء عن التفاصيل والاستعداد للحلم بتفاصيل أخرى ، هالة تتذوقها وهي تنظر إلى نفسها في المرآة وتقول : أحبه لأنه الوحيد الذي عرف أني التفاحة ، وهو من صرخ: وجدتها وجدتها ، ومدّ إليَّ يده ليأخذني ويهبط بي إلى مكان الحلم أو الحقيقة.. لا أدري ..عليكم أنتم أن تختاروا الاسم الأكثر جاذبية للحب .



  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-03, 13:32 رقم المشاركة : 2

افتراضي


موضوع جميل أخي

لا تحرمنا من مواضيعك




  رد مع اقتباس
إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كوني غامضة .. تكوني جذابة !! mounirinho الأسرة والطفل والطفولة 4 2011-09-14 20:34



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:20


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت