واقعة ..فرواية ..فاشاعة .

السلام عليكم
اتعلمون كيف يتم بناء اشاعة ؟ ...يقول المثل الشعبي المعروف" البيضة ماتقول طق الا مايبدا فيها شق " ففي غالب الاحيان ينطلق بناء الاشاعة من خبر او نبا عن حادثة او واقعة تتناقلها السن رواتها سواء عايشوها او شاهدوها او سمعوها من مصادر سبقتهم في سردها ..وان كان السند الاصلي لها صحيحا فان ما يعقبه يكون ضعيفا سواء بالزيادة او النقصان ..حين تختلف الروايات والرواة بين الصادق منهم والكاذب ..وتتفشى المعلومة ويكبر حجمها ويتضاعف حسب هؤلاء باضافاتهم واكاذيبهم لدرجة ضياع الرواية الاصل الحقيقية والواقعية ..وتجد الاشاعة مناخا مناسبا للتفشي والانتشار كالنار في الهشيم في مجتمع يختلط فيه الحابل بالنابل والصالح بالطالح فتجد اذانا تتلقفها وعقولا تصدقها وقلوبا تتاثر بها لدرجة فقدان بوصلة التمييز والفحص والتمحيص والفرز والتدقيق ..ومما يسمح للاشاعات بالانتشار والتفشي كثرة مبتكريها ومخترقيها حسب غاياتهم واهدافهم منها ..ومنها ماتكون بدافع التندر او السخرية او الضحك على ذقون الناس ..وعادة مايكون صناع الاشاعات لهم غايات ذاتية وهؤلاء يصح وصفهم بالمرضى والمضطربين نفسيا او الذين تدنت اخلاقهم لتصل ابلغ منزلة من الانحطاط والفساد والتيه والضلال ..ساحدثكم اليوم عن كيفية صناعة اشاعة حديثة تقول الرواية حسب مصدرها الاول ان طفلا من تلامذة التعليم الاساسي باحدا الجهات توفي بعد ان ارتفعت درجة حرارة جسمه بصفة فجئية ارتفاعا زائدا عن اللزوم وكانت مشيئة الله ان ياخذ عبده والموت حقا على جميع خلق الله ولا احد يعلم ساعته الا الخالق ..طبعا بعد الاجراءات الطبية اللازمة لجثة المرحوم الصغير الذي فارق الحياة في ريعان طفولته تاكدت معلومة مهمة ان اسباب الوفاة كانت داء اصيب هذا الفقيد وهو عبارة عن فايرس خطيرا يفاجئ الانسان بغتة وينهي حياته ..وتبعا لذلك قامت الجهات الطبية الصحية باجراء فحوصات وتلاقيح لتلامذة تلك المدرسة تفاديا للاخطار ان كانت موجودة اصلا وحتى لا تتكرر الحادثة مستقبلا وهي اجراءات روتينية ضرورية تتطلبها الخشية من حدوث المكروه لا قدر الله ..الى هاته الحالة انتهت الرواية في اطارها الزمكاني ولا خلنا انها ستستمر وتتضاعف وتكبر معها الاشاعة ..اشاعة الوهم والخوف التي غزت القلوب وزعزعت عدة نفوس بالريبة والافراط في تجنب المكروه الذي قد يحدث وقد لايحدث ..يردد بعضهم القولة التالية " اللي خاف نجا " وشمر صناع الاشاعات عن سواعدهم وفتق السنتهم بالزيادة والنقصان والتعتيم والتضخيم وجعلوا من الحبة قبة ..لتصل الانباء الى مدارس ومعاهد مجاورة ..ولم تقف عند حد الخشية وتجنب الاسوا ..بل يردد بعضهم ان الطفل الفقيد مصابا بداء خبيث معدي لكل من اختلط به او جالسه او لعب معه او اكل وشرب من طعامه ..والبعض الاخر لم يتردد في منع ابنائه من الذهاب الى تلك المدرسة ..وكثير من الروايات المتناقلة باختلاف راويها وناقليها نسال الله ان تقف عند ذاك الحد ولا تتناقلها وسائل الاعلام وبالاخص منها المواقع الاجتماعية حتى يتجنب مجتمعنا مزيدا من الاشاعات السامة التي هو في غنى عنها وتكفيه بقية الاشاعات الاخرى وما اكثرها واكثر صناعها ....

و ما أكثرها هذه الأيام.. يقال أن الإشاعة أنواع.. منها الضارة و منها النافعة.. فإذا كانت تحمل مصلحة للبلاد و العباد فنعمة الإشاعة هي.. لكن للأسف غالبا ما يكون ضررها أشد من نفعها.. و إن في حادثة الإفك لعبرة لأولي الأبصار.

دام إبداعك عم صلاح

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشكي للعروي

السلام عليكم
اتعلمون كيف يتم بناء اشاعة ؟ ...يقول المثل الشعبي المعروف" البيضة ماتقول طق الا مايبدا فيها شق " ففي غالب الاحيان ينطلق بناء الاشاعة من خبر او نبا عن حادثة او واقعة تتناقلها السن رواتها سواء عايشوها او شاهدوها او سمعوها من مصادر سبقتهم في سردها ..وان كان السند الاصلي لها صحيحا فان ما يعقبه يكون ضعيفا سواء بالزيادة او النقصان ..حين تختلف الروايات والرواة بين الصادق منهم والكاذب ..وتتفشى المعلومة ويكبر حجمها ويتضاعف حسب هؤلاء باضافاتهم واكاذيبهم لدرجة ضياع الرواية الاصل الحقيقية والواقعية ..وتجد الاشاعة مناخا مناسبا للتفشي والانتشار كالنار في الهشيم في مجتمع يختلط فيه الحابل بالنابل والصالح بالطالح فتجد اذانا تتلقفها وعقولا تصدقها وقلوبا تتاثر بها لدرجة فقدان بوصلة التمييز والفحص والتمحيص والفرز والتدقيق ..ومما يسمح للاشاعات بالانتشار والتفشي كثرة مبتكريها ومخترقيها حسب غاياتهم واهدافهم منها ..ومنها ماتكون بدافع التندر او السخرية او الضحك على ذقون الناس ..وعادة مايكون صناع الاشاعات لهم غايات ذاتية وهؤلاء يصح وصفهم بالمرضى والمضطربين نفسيا او الذين تدنت اخلاقهم لتصل ابلغ منزلة من الانحطاط والفساد والتيه والضلال ..ساحدثكم اليوم عن كيفية صناعة اشاعة حديثة تقول الرواية حسب مصدرها الاول ان طفلا من تلامذة التعليم الاساسي باحدا الجهات توفي بعد ان ارتفعت درجة حرارة جسمه بصفة فجئية ارتفاعا زائدا عن اللزوم وكانت مشيئة الله ان ياخذ عبده والموت حقا على جميع خلق الله ولا احد يعلم ساعته الا الخالق ..طبعا بعد الاجراءات الطبية اللازمة لجثة المرحوم الصغير الذي فارق الحياة في ريعان طفولته تاكدت معلومة مهمة ان اسباب الوفاة كانت داء اصيب هذا الفقيد وهو عبارة عن فايرس خطيرا يفاجئ الانسان بغتة وينهي حياته ..وتبعا لذلك قامت الجهات الطبية الصحية باجراء فحوصات وتلاقيح لتلامذة تلك المدرسة تفاديا للاخطار ان كانت موجودة اصلا وحتى لا تتكرر الحادثة مستقبلا وهي اجراءات روتينية ضرورية تتطلبها الخشية من حدوث المكروه لا قدر الله ..الى هاته الحالة انتهت الرواية في اطارها الزمكاني ولا خلنا انها ستستمر وتتضاعف وتكبر معها الاشاعة ..اشاعة الوهم والخوف التي غزت القلوب وزعزعت عدة نفوس بالريبة والافراط في تجنب المكروه الذي قد يحدث وقد لايحدث ..يردد بعضهم القولة التالية " اللي خاف نجا " وشمر صناع الاشاعات عن سواعدهم وفتق السنتهم بالزيادة والنقصان والتعتيم والتضخيم وجعلوا من الحبة قبة ..لتصل الانباء الى مدارس ومعاهد مجاورة ..ولم تقف عند حد الخشية وتجنب الاسوا ..بل يردد بعضهم ان الطفل الفقيد مصابا بداء خبيث معدي لكل من اختلط به او جالسه او لعب معه او اكل وشرب من طعامه ..والبعض الاخر لم يتردد في منع ابنائه من الذهاب الى تلك المدرسة ..وكثير من الروايات المتناقلة باختلاف راويها وناقليها نسال الله ان تقف عند ذاك الحد ولا تتناقلها وسائل الاعلام وبالاخص منها المواقع الاجتماعية حتى يتجنب مجتمعنا مزيدا من الاشاعات السامة التي هو في غنى عنها وتكفيه بقية الاشاعات الاخرى وما اكثرها واكثر صناعها ....

مقال رائع بجد
وهذا ما نتمناه كنموذج في المنتدى الغالي
هذه هي المقالات التي نحن في حاجة لها
بارك الله فيك اخي صلاح على حسن اختيارك

.