منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-25, 13:14 رقم المشاركة : 1



افتراضي العمــــل عبــــادة






العمــــــل عبـــــــادة




اخوتي في الله
العمل في المطلق وبكل معانيه الدنيوية والآخروية يحبه الله عزوجل واوصى به عباده المؤمنين
للافادة والاستفادة اقدم لكم هذا الموضوع المنقول واتمنى ان يفيد محتواه قراءنا الكرام


الأهداف والعناصر : يستهدف الخطيب من خلال هذه الخطبة ما يلي :
- تذكير الجمهور بنعمة الله علينا في تسخير الكثير مما في الكون والأرض لنا .
- بيان حكمة الله الخبير في هذا التسخير : (العمل والتعمير ).
- توضيح حكم ومكانة العمل(الكسب من عمل اليد ) في الإسلام .
- - عرض القدوة في العمل والكسب من حياة الأنبياء ( ومن سير الخلفاء والصالحين ).
- تعداد فوائد وثمرات عمل الأفراد على أنفسهم وبلدهم وأمتهم .
- تحديد سمات العمل ( الكسب ) المحمود في الإسلام .

الخطبة الأولى : بعد الحمد لله والشهادتين والوصية بالتقوى :
يا عباد الله :
لقد خلقنا الله عز وجل لنكون خلفاء الأرض ، واستعمرنا فيها لينظر كيف نعمل ، وسخر لنا ما في الكون عامة ، وما في الأرض خاصة كي نستفيد منها ونستعملها في تسيير وتسهيل حياتنا ، لتكون عونا لنا على الخلافة والعمران المحمود في طاعة الله ومرضاته ، وتحقيق شرعه والعمل بمنهاجه والاستفادة من آلائه ونعمه وتسخيراته .
يقول الله تعالى : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً .... ، ثم قال بعدها بآيات : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ... ، وقال : ... هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ... ، أما آيات التسخير فكثيرة ، ومنها اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ{32} وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.
لقد وضع الله تعالى أسباب الرزق والقوة والتمكين والعمران في هذه الأرض بعد تذليلها وتدحيتها وتهيئتها لعيش الإنسان ، وطلب منا أن نمشي في مناكبها ، ونسعى في طلب أرزاقها ومنافعها وأدوات القوة فيها ، قال تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ، لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ... ،إن ذلك يعني أن تحصيل الأرزاق واكتساب أسباب المعيشة والقوة ، والاستفادة من تسخيرات الله في الكون والأرض ، يقتضي العمل والجد والاجتهاد والسعي في الأرض استعانة بالله وتوكلاً عليه وعملاً بشريعته وابتغاء مرضاته ، مما يجعل الفرد والأسرة والأمة يملكون قُوْتهم وقوتهم ، ويستفيدون من خيرات الأرض ظاهرها ومذخورها ، وينعمون بآلاء الله المنبثة في جنباتها ، ويلاحظون آثار رحمة الله في أرضهم وحياتهم .
يا أخوة الإسلام :
إذا كان العالم اليوم يحتفي بالعمل والعمال في بداية شهر مايو من كل عام , فلقد رفع الإسلام من شأن العمل والمهنة والحرفة ، لأنه أراد من أتباعه أن يكونوا أهل جد واجتهاد ، وتحصيل وطلب واسترزاق ، ولم يشأ لهم أن يكونوا أهل بطالة وعطالة .
أراد هذا الدين لحملته أن يكونوا أصحاب يد شريفة عليا ، تعطي ولا تستجدي ، وتصنع وتزرع ولا تتسول ، وتحقق لنفسها الكفاية في كل الفنون والحاجات والأعمال ، وتستجمع لذاتها كل أسباب ووسائل القوة المادية والمعنوية .
قال تعالى : وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ ... ،والقوة في الآية نكرة في سياق الإثبات ، وتعني عند أهل الأصول كل أنواع القوة ومنها القوة الاقتصادية والعسكرية .
واعتبر الإسلام العمل والسعي من أجل طلب الرزق وتحصيل الكسب عبادة لله عز وجل ، وقرن بينها وبين عبادات القربى ، قال تعالى : فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ،وعند الطبراني كلام رسول الله : عن ذلك الرجل الذي رآه هو وأصحابه ، وعجبوا من جلده ونشاطه ، فقالوا : يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله ، فقال رسول الله : (( إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله )) .
كما قدم الأنبياء والمرسلون على مدار الزمان لأتباعهم قدوات حسنة في جمال الاعتماد على الذات وطلب العيش والسعي للكسب ، والعمل الشريف ، فقد بينت آيات القرآن والأحاديث النبوية أن الأنبياء امتهنوا الرعي والحدادة والنجارة وكانوا يأكلون من عمل يدهم فموسى عليه السلام عمل أجيراً عند صاحب مدين ، وداود عليه السلام يصنع الدروع السابغات من الحديد ونوح يصنع السفينة ، وزكريا يعمل في النجارة .
جاء في الصحاح : (( كان زكريا عليه السلام نجاراً )) مسلم ، (( كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده )) البخاري .
ثم يؤكد رسول الله أنه هو وإخوانه الأنبياء قد عملوا في رعي الأغنام ، قال : (( ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم )) فقال أصحابه ، وأنت يا رسول الله ؟ قال : (( وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط )) البخاري ، وعمل رسول الله في التجارة كما جاء في السيرة .
يا أتباع رسول الله :
بعد أن قدم لنا رسول الله مع إخوانه الأنبياء والمرسلين قدوة حسنة في العمل والمهنة والكسب وطلب الرزق ، يحثنا قدوتنا الحبيب على أن نعمل ونتكسب ، ويجعل ذلك واجباً .
يقول رسول الله : من حديث أن بن مالك رضي الله عنه : (( طلب الحلال واجب على كل مسلم )) رواه أحمد بإسناد جيد كما في مجمع الزوائد .
ويقول من حديث المقدام رضي الله عنه : (( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ... )) . البخاري ، ويقول : من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( خير الكسب كسب العامل إذا نصح )) رواه أحمد ورواته ثقات .
ومن حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه كما عند البخاري يقول رسول الله: (( لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل ، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها ، فيكف الله بها وجهه ، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه )) .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه زاد : (( فإن اليد العليا خير من اليد السفلى )) .
وهنا يلزم التأكيد على أن ما أشار إليه رسول الله من ثمرات العمل والكسب ، وكونه تعف الإنسان ويكفيه مهانة الحاجة والسؤال ، ويجعله صاحب يد عليا لا سفلى ، هذا الأمر المحمود لا يقتصر على الفرد أو الجماعة ، بل هو يشمل الأمم ، فالأمة الإسلامية إذا وظفت قدرات وإمكانات رجالها وشبابها وكافة أفرادها في توفير احتياجاتها وتحصيل أسباب قوتها ، من خلال العمل الشريف والنشط والمتقن والأمين ، فإنها تستغني بذلك عن غيرها وغالبهم من أعدائها .
وأي قوة ترجى من أمة ليس عندها مما يعمل أبناؤها مما تتغذى أو تكتسي ، وليس لديها من صنع أبنائها ما تقتات وتحمي نفسها وتدافع عن دينها وسيادتها .
هذه هي الطفولة الصارخة التي تعيشها الأمة ، أنها تعتمد في غذائها وشرابها ولباسها ودوائها وسلاحها على الأمم الأخرى بل وعلى أعدائها ، لذا فهي تتسول منهم وتنقاد إليهم ، وفارق كبير بين استجداء الأطفال وأخذ وكسب الأبطال ، يا أمة النبي الكريم صاحب العمل والحركة والحميد من الفعال .
عباد الله :
لقد اعتبر فقهاؤنا رحمهم الله تعالى ، إن حاجة الأمة من الأعمال والصنائع والحرف من فروض الكفايات ، لأنها فيها عمران الأمة وسداد حاجتها والحفاظ عليها وصيانة دينها ودنياها ، وكونه لا يستطيعها ويحسنها كل أحد ، ولكن يحتاج إليها كل أحد .
وفروض الكفايات واجبة على مجموع الأمة ، فإن قام بها بعض أفرادها وسدوا الحاجة منها ، سقط الواجب على الأمة ، ونجت من الإثم ، وإن لم يحدث ذلك فالأمة تتحمل وزر هذا الأمر وأثمه حتى يقام هذا الواجب فيها .
علماً بأن العلماء يؤكدون أن القيام بما هو من فروض الكفايات ، أحرى بإحراز الدرجات وأعلى في مثوبة القربات ، من فروض الأعيان ، فإن ما تعين على المتعبد المكلف ، لو تركه أختص بالإثم وحده ، وإذا أقامه انفرد بالأجر وحده ، أما لو تعطل فرض من فروض الكفايات لعم الإثم الكافة على اختلاف الرتب والدرجات ، فالقائم به كاف نفسه وكافٍ جميع المخاطبين ورافع عنهم الحرج والعقاب ، وآمل في أفضل الثواب ، فكيف يستهان بقدر من يحل محل المسلمين أجمعين )) ، الإمام الجويني رحمه الله .
ويضاف إلى ما سبق من كلام الإمام الجويني _ رحمه الله _ أن الله تعالى قد خفف على الصالحين من عباده في نوافل العبادات من أجل القيام بمهمات الأمة ومصالحها العامة مما يدل على أهميتها ، في آخر سورة المزمل يخفف الله على عباده الصالحين من نافلة قيام الليل من أجل الضرب في الأرض وتلبيه حاجات النفس والأمة .
قال تعالى : ... وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ .....
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ، ورزقنا أتباع ما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
الخطبة الثانية :
بعد الحمد لله والشهادتين والوصية بالتقوى
يا أهل الإسلام :
إن العمل الشريف والسعي العفيف لطلب الرزق وفق ما أمر الله تعالى به وسنه رسوله ، لا يقتصر على عمل دون آخر ، فكل ما تحتاجه الأمة ، وكان مجال عمل شريف وكسب حلال ، فهو في محل الإجلال وموضع الاحترام في الإسلام ، ويدخل في ذلك الأعمال الفكرية والذهنية أو اليدوية ، ويدخل في ذلك الأعمال التي تتطلب شهادات جامعية أو خبرة شخصية ويدخل في ذلك الأعمال المكتبية أو الميدانية . فالأمة تحتاج إلى الوظائف القيادية ، والمهن الجماهيرية ، والحرف العادية ، تحتاج إلى التدريس والوعظ والطب والهندسة والمكتبة والإدارة والتجارة والنجارة والحدادة ، تحتاج إلى القضاء والمحاماة ، تحتاج إلى الجنود والحماة ، إلى الأعمال الحكومية ، والقطاع الخاص ، تحتاج إلى الأعمال المتعلقة بحاجة الأمة في الداخل والخارج ، في السلم والحرب وفي كل شؤونها .
وإن قيام كل واحد بأداء دور في هذا الجانب ، وسد ثغرة في هذا المجال ، يعتبر جهاداً وعملاً صالحاً رصيناً , وقد حدد الإسلام وبيَّن الواقع ، الكثير من الثمرات والفوائد الدنيوية والأخروية للفرد العامل وللأمة العاملة الساعية غير البطالة المبطلة ، ومن ذلك ما ذكرناه في الخطبة الأولى من التحرر التام من التبعية والحاجة إلى الآخرين أفراداً وأمما ، ومن القوة الشخصية والأسرية والأممية التي تحققها الصناعات والزراعات والاعتماد على الذات ، ويمكن أن يضاف إلى ذلك ما يلي :
1. طاعة لأمر الله تعالى ، وأتباع لسنة رسوله  ، وإقتداء بأنبيائه .
2. أطيب الكسب والأكل ، ما كان من عمل اليد وعرق الجبين ، وعند ابن ماجه يقول الرسول : (( أفضل ما أكل الرجل من كسب ... )) .
3. يورث القدرة على الصدع الحق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولذا كان الأنبياء يتعففون عن أموال الناس ويكسبون معيشتهم بأنفسهم ، ويرفعون شعاراً : ( وما أسألكم عليه من أجر ، إن أجري إلا على الله )) .
4. سبباً في أجور وثواب القيام بفروض الكفايات .
5. دليلاً على النشاط واطراح الكسل والخمول الذي تعوذ منه الرسول  .
6. ما ورد في حديث رسول الله والذي أخرجه الدارمي ، والنسائي ومالك في الموطأ من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ وفيه : (( من طلب حلالاً استعفافاً عن المسألة )) وفي رواية (( وصيانة لنفسه )) وكداً على عياله ، وتعطفاً على جاره ، لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر )) .
7. غفران الذنوب ، عند الطبراني يقول : (( من أمسى كالاً من عمل يده ، أمسى مغفوراً له )) ، ويقول بعض السلف : إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة .
8. بالعمل والجد يبلغ المرء المعالي ، وتحقق الأمة لنفسها مكانه القيادة والريادة .
يقول الشاعر :
وخل الهوينا للضعيف ولا تكن نئوماً ، فإن الحر ليس بنائم
وإنك لا تستطرد الهم بالمنى ولا تبلغ العليا بغير المكارم
واسمعوا إلى كلام الحكماء : يقول عمر بن الخطاب _ رضي الله تعالى عنه _ : ( ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إلى من موطن أتشوق فيه لأهلي ، أبيع وأشتري ) ، ويقول نعمان الحكيم _ رحمه الله _ وهو يوصي ولده : ( يا بني : استغنِ بالكسب الحلال عن الفقر ، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال : رقة في دينه ، وضعف في عقله ، وذهاب مروءته ) .
ومما يجب التنوية إليه والتأكيد عليه أن العمل المقصود والسعي المنشود والكسب المرغوب الذي نتحدث عنه ، هو الكسب الحلال والعمل الشريف والسعي المحمود الذي يتوافق مع مبادئ وتعاليم الإسلام ، ويكون طيباً ويؤدى بإتقان تصحبه نية صالحة ، ويخلو من الظلم والغش والخداع والخيانة ، ولا يلهي عن الواجبات الدينية والقربات الروحية .
فيا أهل الإيمان :
علينا أن نسعى جميعاً لنعمر الأرض ، ونستفيد مما سخره الله لنا فيها ، ونأخذ بأسباب القوة في كل ميدان ، ونعمل جاهدين على أن نسد حاجة أمتنا ، ونوفر طلباتها ، ونحررها من كل تبعية واستجداء ، وأن ننطلق لنضرب في الأرض ، ونبتغي من فضل الله ما يغنينا ويعفنا ويصوننا عن الحاجة ، ولنكون أصحاب يد عليا تكسب وتنفق وتعطي وتتصدق وتعمر وتنشر الخير . ويقع على ولاة الأمر والحكومات واجب العمل على توفير الوظائف والأعمال لأفراد الشعب وحمايتهم من البطالة التي استشرت في مجتمعات وبلاد المسلمين . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
ثم الصلاة والسلام على رسول الله والدعاء .


ينابيع تربوية


.



  رد مع اقتباس
قديم 2012-02-25, 23:21 رقم المشاركة : 2

افتراضي


يجب أن لاينسى كل موظف وموظفه
أن من عَطَّل مصالح المسلمين ولم يقض ِ حوائجهم وهو قادر على ذلك واقع تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين ، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم ، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة )) . رواه أبو داود والترمذي .
فالله الله في الحرص على قضاء حوائج المسلمين وعدم تأخيرهم أو تعطيلهم ، واعلم بأن في قضاء حوائج الناس تفريجاً لكربهم ، وتيسيراً لأمورهم . وما أحسن قول القائل :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهـب العرف بين الله والناس

ويجب أن نتذكر جلوسنا في مكتبنا أو مكان عملنا ، ومحافظتنا على مواعيد الحضور والانصراف ، وحرصنا على أداء عملنا بالشكل المناسب ، عبادة من العبادات ، وطاعة من الطاعات التي تتقرب بها إلى الله سبحانه متى صَلُحت نيتك ، واحتسبت ذلك عند الله جلَّ وعلا
ولا ننسى أن جلوسنا في مكتبنا ، وقضائنا لحاجة المراجعين أمانة وعبادة متى احتسبنا ذلك عند الله سبحانه . يقول أحد دعاة الإسلام : (( إن المسؤولية في الإسلام مغرم لا مغنم ، فاصرف نظرك أن تظن أن المنصب وسيلة لك إلى السعادة ، فلن يكون إلا إذا جعلته لله سبحانه )) .
جزاك الله خيرا عمي يوسف على موضوعك القيم وجعل إدراجك في موازين حسناتك
وأسأل الله الكريم ان يجعلنا ممن يتقن عمله
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ))



  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:34


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت