منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-17, 15:31 رقم المشاركة : 1



Icon14 الاسلاميون في الحكم ..مقال يحتاج قراءة وتحليل.


السلام عليكم.

الاسلاميون في الحكم ..الاولويات والمهمات الصعبة ..هذا هو عنوان المقال الذي راق لي ورايت انه يحتاج الى قراءات ومواقف ..قد نتخذ منه لاحقا محورا للنقاش والتحاور في بلاغته ووصفه الدقيق للمرحلة الحالية بعد الثورات العربية .
لا شك أن أمر تصدر الإسلاميين للمشهد السياسي في العديد من البلدان العربية بات أمرا متفقا عليه بعد ذلك الفوز الذي حققه الإسلاميون في كل من تونس والمغرب ومصر بل وما سبقه من فوز الإسلاميين ممثلين في حركة حماس في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي على الرغم من كل العقبات التي اعترضتها في خوض الانتخابات البرلمانية منذ خمس سنوات تقريبا إلا أنها تمكنت من الفوز بالأغلبية البرلمانية واكتساب حق تشكيل الحكومة الفلسطينية.
ولعل ذلك التغيير الكبير في الموقف السياسي لصالح الإسلاميين يعكس إلى أي مدى كانت تتوق الشعوب العربية إلى أن يخرج المشروع النهضوي الإسلامي للنور بعد غيبة طويلة له ليس على المستوى النظري ولكن على المستوى العملي حيث عملت كل التيارات والأيدلوجيات - التي تمكنت من الوصول إلى سدة الحكم على مدار العقود الماضية - على تهميش هذا المشروع ورجاله بل والعمل وباستمرار وإصرار على تشويه قادته وتخويف الناس والمجتمع الدولي منهم ومما يطرحون.
لكن اليوم غير الأمس فقد أصبح الإسلاميون قاب قوسين أو أدنى من تولي زمام الأمور في المنطقة العربية فالإرادة الشعبية قالت مقولتها ولم يعد من الممكن أو حتى من المقبول أن تعود الأوضاع لما كانت عليه من التهميش والتضييق لا على الإسلاميين وحدهم ولكن على الجميع بلا استثناء حتى تتساوى الفرص أمام الجميع وتظل كلمة الشعب وإرادته فوق كل محاولات الاستبداد أو الاستفراد بالحكم.
وهنا تتجلى بوضوح خطورة المسئولية الملقاة على عاتق الإسلاميين إذا ما تمكنوا من احتلال الصدارة بالفعل خلال المرحلة المقبلة فالإشكالية الحقيقية ليست في وصول الإسلاميين ومشروعهم للصدارة فذلك ربما يكون مرهونا بعامل الزمن وطبيعة النضال والجهاد من أجل تحقيقه لكن المشكلة الأكبر هي كيفية إنجاح المشروع الإسلامي واكتساب ثقة الناس إذ الفشل في مثل هذه الحالة لا يعني لدى الكثيرين - من المتربصين للإسلاميين ومشاريعهم - فشلا لاجتهاد أو رؤية بشرية تستند لمرجعية إسلامية وحسب ولكنه سيكون في نظر هؤلاء فشلا للرؤية الإسلامية ذاتها وهو ما سيكون السلاح الأنجع والأقوي الذي يعطيه الإسلاميون أنفسهم لهؤلاء المعادين من أجل القضاء عليهم وإقصاءهم من جديد.
ويعني هذا أن الإسلاميين الذين قدر لهم أن يتصدروا المشهد في بعض البلدان وكانوا أسبق من غيرهم في بلدان أخرى ربما تكون في الطريق كالأردن وليبيا وسوريا يحملون على عاتقهم مسئولية ضخمة ستبيض وجه المشروع الإسلامي كله بعد محاولات طمس وتشويه وستخفف من العبء الملقى على كاهل الإسلاميين اللاحقين وبالتالي فهم لا يمتلكون رفاهية الشعور بالزهو والانتصار فالمعركة المقبلة أشد وطأة وتحتاج إلى يقظة واستعداد فالغفلة والركون فيها يعني الموت والتراجع لأسوأ مما كانوا عليه.
ويأتي ترتيب الأولويات كأول تحدي محتمل سيواجه الإسلاميين في الحكم إذ لابد أن يوازن الإسلاميون بين ما يرونه أولوية بحسب برامجهم وأفكارهم وبين ما يطمح الشعب إلى تنفيذه على أيديهم فالاختلال بين هذا وذاك سيقابله حالة من فقدان الثقة بين الشعب والإسلاميين ومن ثم الانفضاض من حولهم والتصديق الكامل لما يروج عنهم من قبل المعادين وهو ما يفرض على الإسلاميين ضرورة إدراك الواقع المعاش والاحتياجات الشعبية من الأساسيات كالأمن والغذاء والملبس فهي اللبنة الأولى التي تضمن حالة من الاستقرار الذي يبني الأوطان ويحقق النهضة.
والإسلاميون مطالبون بأن يرسخوا للحرية وأن يقتلعوا جذور الفساد والاستبداد فثورة الشعوب التي جاءت بهم يمكن أن تكون مرة أخرى لتذهب بهم فما قدموه من تضحيات لم يكن لاسقاط طاغية والمجئ بآخر وإنما ليروا مجتمعا حرا يشعر فيه كل إنسان بآدميته وحقه في التعبير والاعتزاز بذاته وصون كرامته وعليه فالأولى بالإسلاميين هو العمل على توفير المناخ الملائم للحرية والحوار وقبول الآخر وبث القيم التي تكفل احترام الثوابت والمعايير الإسلاميية فضلا عن التقاليد والثقافة الخاصة بكل شعب على حدة.
والحقيقة أن قضية الحرية بالذات ستكون ربما المحك الأهم في علاقة الإسلاميين بغيرهم فرهان الآخرين أن الإسلاميين لا يؤمنون بديمقراطية الصندوق إلا لمرة واحدة وهو المبدأ الذي على أساسه انطلق النظام الحاكم في معركته ضد الإسلاميين في الجزائر زمن فوز جبهة الإنقاذ بالأغلبية البرلمانية وعليه فإن تأكيدات الإسلاميين على احترامهم للإرادة الشعبية أي كانت هو فعل صائب فهي رسالة مكررة لنقض ما يتم الترويج له لكن لابد أن يصدقه العمل وذلك بالبعد عن كل الزلات والسقطات التي تشعر الآخر أو حتى تعطيه فرصة لاتهام الإسلاميين بأنهم يزيفون هذه الإرادة.
لكن في المقابل فإن ذلك لا يعني أن يلتزم الإسلاميون حالة من الإفراط في مبادئهم وقيمهم فذلك في حد ذاته كفيل بإسقاطهم أيضا حيث يتحولون في نظر الناس والمجتمع لنفعيين يتبعون أية وسيلة لتحقيق الهدف فضلا عن تخليهم بذلك عن مبدأ شرعي رئيسي فالله عز وجل كما تعبدنا بالغايات تعبدنا بالوسائل ومن ثم جاء رفض المبدأ الميكافيللي "الغاية تبرر الوسيلة".
والحقيقة أن خيط دقيق للغاية يفصل بين الإيمان بالحرية وتطبيقها وبين حالة التسيب والتنازل عن الهدف الرئيسي للمجتمع الإسلامي, يحتاج ـ كما أشرنا آنفا ـ إلى حالة وعي من الإسلاميين واستحضار كل النماذج النبوية والتاريخية حول هذه القضية لطرح تصور تفصيلي عن الشكل الأفضل والأكثر تعبيرا عن روح الإسلام وهو ما لن يتأتى بالشكل المطلوب إلا في ظل حالة من الوئام والتناغم بين التيارات الرئيسة للحركة الإسلامية في هذه البلدان حتى لا تُستغل الثغرات في العلاقات البينية للحركة الإسلامية ضد الإسلاميين.
وتأتي إشكالية الاستقلال والعلاقة مع الغرب كواحدة من أهم أولويات الإسلاميين أيضا فالمجتمع الإسلامي لم يعد وبحكم ثورة الاتصالات والمواصلات يستطيع أن يعيش منعزلا عن بقية المجتمع الدولي بل إن الكثير من المصالح المتبادلة أصبحت عامل اضطرار للتداخل وتوثيق الصلات والاستجابة لحسابات بعضها له من الأهمية بالقدر الذي لا يمكن تجاهله أو التغافل عنه بل ووضعه في الدرجات الأولى من الاهتمام.
وهنا لابد أن يدرك الإسلاميون أن التبعية التي عاشتها الأنظمة العربية البائدة للغرب كانت واحدة من أهم الأسباب التي دفعت الشعوب للثورة وبالتالي فإن قضية الاستقلال أصبحت أمرا ملحا وضروة شعبية فضلا عن كونه مبدأ عقدي يرتبط بالولاء والبراء يحتاج تحقيقه إلى الكثير من الجهد والطاقة والتخطيط المحكم إذ من البديهي أن الغرب بقدراته الهائله ووجوده الراسخ في قلب المنطقة سيعمل على إفشال كل المشاريع التنموية وإفساد العلاقات العربية العربية بهدف الإبقاء على حاجة المنطقة له.
لكن لا يعني الاستجابة لمطالب تحقيق الاستقلال أن يؤثر الإسلاميون الصدام مع الغرب والدخول في معارك ربما تستنزف طاقاتهم بعيدا عن أولويات أخرى تكون نتيجتها النهائية أن تتحول رغبة الشعب في الاستقلال ودعم الساعين له إلى نقمة ورفض وعليه فإن إدارة ملف العلاقات الخارجية مع الغرب يحتاج إلى دراسة جادة أولا للذهنية الغربية ومحركاتها وثانيا للإمكانيات والمصالح التي تمتلكها البلدان العربية ويمكن أن تستخدم لصالح الشعوب العربية في الضغط على الغرب وثالثا للاستفادة من تجارب الاستقلال في العالم.
وأخيرا فإن هذه الأولويات ليست هي كل ما على الإسلاميين أن يفعلوه ولكنها ربما الملفات الأهم في المرحلة الحالية فهل يعي الإسلاميون متطلبات المرحلة؟
طبعا المقال منقول والغاية كما اسلفت تناول محتواه واثراء الحوار من خلاله
دمتم بخير



  رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 18:06 رقم المشاركة : 2

افتراضي


مقال أكثر من ممتاز لخص لنا ما يجب على الإسلاميين القيام به للحفاظ على الثقة اللتي قدمها لهم الشعب .

لكني أعتقد أن النهضة قد تعلمنت فهي إعتبرت بعض الأفلام إبداعا بينما لم تحرك ساكنا أمام التشويش على محاظرات دينية .



  رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 18:26 رقم المشاركة : 3

Icon4


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشكي للعروي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم.

الاسلاميون في الحكم ..الاولويات والمهمات الصعبة ..هذا هو عنوان المقال الذي راق لي ورايت انه يحتاج الى قراءات ومواقف ..قد نتخذ منه لاحقا محورا للنقاش والتحاور في بلاغته ووصفه الدقيق للمرحلة الحالية بعد الثورات العربية .
لا شك أن أمر تصدر الإسلاميين للمشهد السياسي في العديد من البلدان العربية بات أمرا متفقا عليه بعد ذلك الفوز الذي حققه الإسلاميون في كل من تونس والمغرب ومصر بل وما سبقه من فوز الإسلاميين ممثلين في حركة حماس في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي على الرغم من كل العقبات التي اعترضتها في خوض الانتخابات البرلمانية منذ خمس سنوات تقريبا إلا أنها تمكنت من الفوز بالأغلبية البرلمانية واكتساب حق تشكيل الحكومة الفلسطينية.
ولعل ذلك التغيير الكبير في الموقف السياسي لصالح الإسلاميين يعكس إلى أي مدى كانت تتوق الشعوب العربية إلى أن يخرج المشروع النهضوي الإسلامي للنور بعد غيبة طويلة له ليس على المستوى النظري ولكن على المستوى العملي حيث عملت كل التيارات والأيدلوجيات - التي تمكنت من الوصول إلى سدة الحكم على مدار العقود الماضية - على تهميش هذا المشروع ورجاله بل والعمل وباستمرار وإصرار على تشويه قادته وتخويف الناس والمجتمع الدولي منهم ومما يطرحون.
لكن اليوم غير الأمس فقد أصبح الإسلاميون قاب قوسين أو أدنى من تولي زمام الأمور في المنطقة العربية فالإرادة الشعبية قالت مقولتها ولم يعد من الممكن أو حتى من المقبول أن تعود الأوضاع لما كانت عليه من التهميش والتضييق لا على الإسلاميين وحدهم ولكن على الجميع بلا استثناء حتى تتساوى الفرص أمام الجميع وتظل كلمة الشعب وإرادته فوق كل محاولات الاستبداد أو الاستفراد بالحكم.
وهنا تتجلى بوضوح خطورة المسئولية الملقاة على عاتق الإسلاميين إذا ما تمكنوا من احتلال الصدارة بالفعل خلال المرحلة المقبلة فالإشكالية الحقيقية ليست في وصول الإسلاميين ومشروعهم للصدارة فذلك ربما يكون مرهونا بعامل الزمن وطبيعة النضال والجهاد من أجل تحقيقه لكن المشكلة الأكبر هي كيفية إنجاح المشروع الإسلامي واكتساب ثقة الناس إذ الفشل في مثل هذه الحالة لا يعني لدى الكثيرين - من المتربصين للإسلاميين ومشاريعهم - فشلا لاجتهاد أو رؤية بشرية تستند لمرجعية إسلامية وحسب ولكنه سيكون في نظر هؤلاء فشلا للرؤية الإسلامية ذاتها وهو ما سيكون السلاح الأنجع والأقوي الذي يعطيه الإسلاميون أنفسهم لهؤلاء المعادين من أجل القضاء عليهم وإقصاءهم من جديد.
ويعني هذا أن الإسلاميين الذين قدر لهم أن يتصدروا المشهد في بعض البلدان وكانوا أسبق من غيرهم في بلدان أخرى ربما تكون في الطريق كالأردن وليبيا وسوريا يحملون على عاتقهم مسئولية ضخمة ستبيض وجه المشروع الإسلامي كله بعد محاولات طمس وتشويه وستخفف من العبء الملقى على كاهل الإسلاميين اللاحقين وبالتالي فهم لا يمتلكون رفاهية الشعور بالزهو والانتصار فالمعركة المقبلة أشد وطأة وتحتاج إلى يقظة واستعداد فالغفلة والركون فيها يعني الموت والتراجع لأسوأ مما كانوا عليه.
ويأتي ترتيب الأولويات كأول تحدي محتمل سيواجه الإسلاميين في الحكم إذ لابد أن يوازن الإسلاميون بين ما يرونه أولوية بحسب برامجهم وأفكارهم وبين ما يطمح الشعب إلى تنفيذه على أيديهم فالاختلال بين هذا وذاك سيقابله حالة من فقدان الثقة بين الشعب والإسلاميين ومن ثم الانفضاض من حولهم والتصديق الكامل لما يروج عنهم من قبل المعادين وهو ما يفرض على الإسلاميين ضرورة إدراك الواقع المعاش والاحتياجات الشعبية من الأساسيات كالأمن والغذاء والملبس فهي اللبنة الأولى التي تضمن حالة من الاستقرار الذي يبني الأوطان ويحقق النهضة.
والإسلاميون مطالبون بأن يرسخوا للحرية وأن يقتلعوا جذور الفساد والاستبداد فثورة الشعوب التي جاءت بهم يمكن أن تكون مرة أخرى لتذهب بهم فما قدموه من تضحيات لم يكن لاسقاط طاغية والمجئ بآخر وإنما ليروا مجتمعا حرا يشعر فيه كل إنسان بآدميته وحقه في التعبير والاعتزاز بذاته وصون كرامته وعليه فالأولى بالإسلاميين هو العمل على توفير المناخ الملائم للحرية والحوار وقبول الآخر وبث القيم التي تكفل احترام الثوابت والمعايير الإسلاميية فضلا عن التقاليد والثقافة الخاصة بكل شعب على حدة.
والحقيقة أن قضية الحرية بالذات ستكون ربما المحك الأهم في علاقة الإسلاميين بغيرهم فرهان الآخرين أن الإسلاميين لا يؤمنون بديمقراطية الصندوق إلا لمرة واحدة وهو المبدأ الذي على أساسه انطلق النظام الحاكم في معركته ضد الإسلاميين في الجزائر زمن فوز جبهة الإنقاذ بالأغلبية البرلمانية وعليه فإن تأكيدات الإسلاميين على احترامهم للإرادة الشعبية أي كانت هو فعل صائب فهي رسالة مكررة لنقض ما يتم الترويج له لكن لابد أن يصدقه العمل وذلك بالبعد عن كل الزلات والسقطات التي تشعر الآخر أو حتى تعطيه فرصة لاتهام الإسلاميين بأنهم يزيفون هذه الإرادة.
لكن في المقابل فإن ذلك لا يعني أن يلتزم الإسلاميون حالة من الإفراط في مبادئهم وقيمهم فذلك في حد ذاته كفيل بإسقاطهم أيضا حيث يتحولون في نظر الناس والمجتمع لنفعيين يتبعون أية وسيلة لتحقيق الهدف فضلا عن تخليهم بذلك عن مبدأ شرعي رئيسي فالله عز وجل كما تعبدنا بالغايات تعبدنا بالوسائل ومن ثم جاء رفض المبدأ الميكافيللي "الغاية تبرر الوسيلة".
والحقيقة أن خيط دقيق للغاية يفصل بين الإيمان بالحرية وتطبيقها وبين حالة التسيب والتنازل عن الهدف الرئيسي للمجتمع الإسلامي, يحتاج ـ كما أشرنا آنفا ـ إلى حالة وعي من الإسلاميين واستحضار كل النماذج النبوية والتاريخية حول هذه القضية لطرح تصور تفصيلي عن الشكل الأفضل والأكثر تعبيرا عن روح الإسلام وهو ما لن يتأتى بالشكل المطلوب إلا في ظل حالة من الوئام والتناغم بين التيارات الرئيسة للحركة الإسلامية في هذه البلدان حتى لا تُستغل الثغرات في العلاقات البينية للحركة الإسلامية ضد الإسلاميين.
وتأتي إشكالية الاستقلال والعلاقة مع الغرب كواحدة من أهم أولويات الإسلاميين أيضا فالمجتمع الإسلامي لم يعد وبحكم ثورة الاتصالات والمواصلات يستطيع أن يعيش منعزلا عن بقية المجتمع الدولي بل إن الكثير من المصالح المتبادلة أصبحت عامل اضطرار للتداخل وتوثيق الصلات والاستجابة لحسابات بعضها له من الأهمية بالقدر الذي لا يمكن تجاهله أو التغافل عنه بل ووضعه في الدرجات الأولى من الاهتمام.
وهنا لابد أن يدرك الإسلاميون أن التبعية التي عاشتها الأنظمة العربية البائدة للغرب كانت واحدة من أهم الأسباب التي دفعت الشعوب للثورة وبالتالي فإن قضية الاستقلال أصبحت أمرا ملحا وضروة شعبية فضلا عن كونه مبدأ عقدي يرتبط بالولاء والبراء يحتاج تحقيقه إلى الكثير من الجهد والطاقة والتخطيط المحكم إذ من البديهي أن الغرب بقدراته الهائله ووجوده الراسخ في قلب المنطقة سيعمل على إفشال كل المشاريع التنموية وإفساد العلاقات العربية العربية بهدف الإبقاء على حاجة المنطقة له.
لكن لا يعني الاستجابة لمطالب تحقيق الاستقلال أن يؤثر الإسلاميون الصدام مع الغرب والدخول في معارك ربما تستنزف طاقاتهم بعيدا عن أولويات أخرى تكون نتيجتها النهائية أن تتحول رغبة الشعب في الاستقلال ودعم الساعين له إلى نقمة ورفض وعليه فإن إدارة ملف العلاقات الخارجية مع الغرب يحتاج إلى دراسة جادة أولا للذهنية الغربية ومحركاتها وثانيا للإمكانيات والمصالح التي تمتلكها البلدان العربية ويمكن أن تستخدم لصالح الشعوب العربية في الضغط على الغرب وثالثا للاستفادة من تجارب الاستقلال في العالم.
وأخيرا فإن هذه الأولويات ليست هي كل ما على الإسلاميين أن يفعلوه ولكنها ربما الملفات الأهم في المرحلة الحالية فهل يعي الإسلاميون متطلبات المرحلة؟
طبعا المقال منقول والغاية كما اسلفت تناول محتواه واثراء الحوار من خلاله
دمتم بخير
بسم الله الرحمان الرحيم


بارك الله فيك على الموضوع المنتقى بعمق تفكير وحنكة سياسية ان امكن القول
هي حقا معادلة صعبة
لا يجب ان تفشل هذه التيارات التي وصلت للحكم باسم الاسلام لأن فشلها سيستغل لتشويه الاسلام
هل هذه التيارات قادرة فعلا على ذلك دون التنازل عن مبادىء كانوا ينادون بها والاستجابة لضغط أعداء الاسلام؟
عند التنازل الا يمكن لأعداء الاسلام استغلال ذلك لتقزيمه وتشويهه؟
هل حقا من وصلوا للحكم بطرق ديمقراطية حديثة تختلف شكلا و مضمونا مع التنظيم والتشريع الاسلامي ونظرته لمفهوم الحاكم ومفهوم الدولة الاسلامية قادرين على كسب التاييد الداخلي والخارجي والقبول بفصل الدين عن السياسة والتي تختلف جذريا مع مبادىء الحكم في الاسلام سابقا؟؟؟
هل اتفق العرب يوما على مبادىء ثابتة ؟
في النهاية اقول ان المعادلة فعلا صعبة وصعبة جدا والاجابة لا يمكن ان تكون بنعم او لا بل بنعم وكيف او بلا ولماذا.

للحديث بقية ان شاء الله

.



  رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 19:43 رقم المشاركة : 4

افتراضي


السلام عليكم
في بداية تعليقي الذاتي على هذا المقال الذي نال اعجابي واعجابكم اقول مايلي
من المعلوم والمؤكد ان صاحب المقال لم يكن تونسي الجنسية او احد مواطني تلك البلدان العربية التي ذكرها في مقاله ..او عاش وعايش حثيثيات ووقائع الثورات العربية الناجحة في ازالة انظمة مستبدة قابعة على صدور شعوبها عقودا خلت من الزمن ..ولا كذلك معايشته لفوز التيار الاسلامي في المغرب الشقيق مؤخرا في كنف نظام ملكي معلوما للجميع بادر الى اصلاحات سياسية متتالية ومستمرة حسب ما يراه سادة الحكم هناك وما يقبله الشعب والقوى السياسية الفاعلة فيه ..ولا كذلك عايش الاجواء الفائتة التي شهدتها فلسطين الحبيبة في فوز حركة حماس الاسلامية وما عقبها من انتكاسات وازمات فرقت بين الشعب الواحد واضعفت القضية الاساسية ..فنتائج انتخابات بلدنا تونس الاخيرة التي جاءت بعد الثورة المباركة وكانت افضل مكسب وانجاز تاريخي مشهود له بنجاحاته .وحسب راي الكاتب يرى فوز الاسلاميين في هاته الاقطار على كونه فوزا ساحقا بنسبب هامة حازت اثرها على كافة المقاعد السيادية في البلاد بعد توحد الخيار الجماعي لدخول القوى والكتل السياسية الجديدة وليدة الثورة معترك الديمقراطية التي اساسها الانتخاب الحر المباشر وقبول نتائج صناديق الاقتراع العامة الشعبية كاحد ركائز العمل السياسي الناشئ المرتقب تثبيت اسسه وركائزه كنظام بديل لما كان مالوفا مسبقا ..ورغم ان الدستور الذي يخط اسس النظام المرتقب اعتماده في تونس مثلا لم يتم اعداده واعتماد بنوده وفصوله بعد فان ملامح النظام الحالي افرزت كتلا حزبية فائزة بنسب متفاوتة ومتقاربة دون ان تكسب القوى المنسوبة الى التوجه الاسلامي نسبة الاغلبية المطلقة التي تخول لها حكم البلاد خلال المرحلة الحالية دون اللجوء الى الشراكة في الحكم والتوحد مع قوى واطياف سياسية تختلف معها في الايديولوجيا الفكرية والخيارات والتوجهات ..كحزبي المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل من اجل الحريات ..وبالتالي نرى ان هاته الترويكا الحاكمة حاليا هي خليطا بين متناقظات فكرية جمعتهم السياسة والحكم لفترة محددة ومؤقتة ..ومن جهة اخرى بقيت تيارات فائزة بنسب ضئيلة في عدد المقاعد عبارة عن معارضة للسلطة الحاكمة تتجمع حولها بقية التيارات السياسية الاخرى المنهزمة وغير المشاركة في الانتخابات السابقة ..وبالتالي فان القول في شان هاته الجماعات الحاكمة في بلدنا اليوم لا يمكن اعتبارهم بالساسة الاسلاميين بصفة مطلقة عامة بل هم خليطا ممتزجا بين فئات مختلفة كما ذكرت انفا اقتضت المصلحة ان تجمع بينهم وتوحد صفوفهم لادارة الحكم حاليا وبصفة مؤقتة ولا هو حكما اسلاميا خالصا وقائما بذاته ..وبالتالي ان نالت هاته السياسة نجاحات فهي لن تحسب الى الاسلاميين وحدهم دون ان يشار الى الاخرين المشاركين لهم في الحكم وكذلك حين الفشل وقد تختلف النظرات والقراءات تجاه تلك النتائج وتتبدل من طرف لاخر كان يفتخر المتحمسين والمحسوبين على الاسلاميين بنجاح قادتهم ان نجحوا وينسبوا نتائج نجاحاتهم الى اعتماد الحكم الاسلامي الرشيد و الاشادة بقادتهم الاسلاميين المحنكين الموفقين وكذلك تفعل بقية المنتسبين الى الاحزاب السياسية الحاكمة الاخرى ..وطبعا يبقى الاختلاف بينهم ساري المفعول في نتائج الفوز او الهزيمة ولا يستبعد الصاق تهم الفشل الى طرف دون اخر ..وكذلك شان االبقية المتبقية المنسوبة الى المعارضة ..وفي ختام تناول هذا العنصر الاول من المقال كتمهيد لبقية الافكار الواردة ضمنه اقول ان ما شهدناه في تونس مؤخرا بعد الثورة لم يكن فوزا للاسلاميين او المحسوبون على الاسلام بصفة عامة فوزا ساحقا ذات اغلبية مطلقة خولت لهم ادارة حكم البلاد بمفردهم حتى يراقبهم الشعب ومن خلاله بقية الشعوب العربية الاسلامية الاخرى وحتى البلدان الاجنبية في كافة ارجاء المعمورة فيحكموا على سياساتهم بالفشل او النجاح ؟ باعتبار مشاركتهم في الحكم لاطراف تخالفهم التوجه والانتماء الحزبي والفكري و الايديولوجي ..
ولنا ان شاء الله عودة



  رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 22:29 رقم المشاركة : 5

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشكي للعروي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
في بداية تعليقي الذاتي على هذا المقال الذي نال اعجابي واعجابكم اقول مايلي
من المعلوم والمؤكد ان صاحب المقال لم يكن تونسي الجنسية او احد مواطني تلك البلدان العربية التي ذكرها في مقاله ..او عاش وعايش حثيثيات ووقائع الثورات العربية الناجحة في ازالة انظمة مستبدة قابعة على صدور شعوبها عقودا خلت من الزمن ..ولا كذلك معايشته لفوز التيار الاسلامي في المغرب الشقيق مؤخرا في كنف نظام ملكي معلوما للجميع بادر الى اصلاحات سياسية متتالية ومستمرة حسب ما يراه سادة الحكم هناك وما يقبله الشعب والقوى السياسية الفاعلة فيه ..ولا كذلك عايش الاجواء الفائتة التي شهدتها فلسطين الحبيبة في فوز حركة حماس الاسلامية وما عقبها من انتكاسات وازمات فرقت بين الشعب الواحد واضعفت القضية الاساسية ..فنتائج انتخابات بلدنا تونس الاخيرة التي جاءت بعد الثورة المباركة وكانت افضل مكسب وانجاز تاريخي مشهود له بنجاحاته .وحسب راي الكاتب يرى فوز الاسلاميين في هاته الاقطار على كونه فوزا ساحقا بنسبب هامة حازت اثرها على كافة المقاعد السيادية في البلاد بعد توحد الخيار الجماعي لدخول القوى والكتل السياسية الجديدة وليدة الثورة معترك الديمقراطية التي اساسها الانتخاب الحر المباشر وقبول نتائج صناديق الاقتراع العامة الشعبية كاحد ركائز العمل السياسي الناشئ المرتقب تثبيت اسسه وركائزه كنظام بديل لما كان مالوفا مسبقا ..ورغم ان الدستور الذي يخط اسس النظام المرتقب اعتماده في تونس مثلا لم يتم اعداده واعتماد بنوده وفصوله بعد فان ملامح النظام الحالي افرزت كتلا حزبية فائزة بنسب متفاوتة ومتقاربة دون ان تكسب القوى المنسوبة الى التوجه الاسلامي نسبة الاغلبية المطلقة التي تخول لها حكم البلاد خلال المرحلة الحالية دون اللجوء الى الشراكة في الحكم والتوحد مع قوى واطياف سياسية تختلف معها في الايديولوجيا الفكرية والخيارات والتوجهات ..كحزبي المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل من اجل الحريات ..وبالتالي نرى ان هاته الترويكا الحاكمة حاليا هي خليطا بين متناقظات فكرية جمعتهم السياسة والحكم لفترة محددة ومؤقتة ..ومن جهة اخرى بقيت تيارات فائزة بنسب ضئيلة في عدد المقاعد عبارة عن معارضة للسلطة الحاكمة تتجمع حولها بقية التيارات السياسية الاخرى المنهزمة وغير المشاركة في الانتخابات السابقة ..وبالتالي فان القول في شان هاته الجماعات الحاكمة في بلدنا اليوم لا يمكن اعتبارهم بالساسة الاسلاميين بصفة مطلقة عامة بل هم خليطا ممتزجا بين فئات مختلفة كما ذكرت انفا اقتضت المصلحة ان تجمع بينهم وتوحد صفوفهم لادارة الحكم حاليا وبصفة مؤقتة ولا هو حكما اسلاميا خالصا وقائما بذاته ..وبالتالي ان نالت هاته السياسة نجاحات فهي لن تحسب الى الاسلاميين وحدهم دون ان يشار الى الاخرين المشاركين لهم في الحكم وكذلك حين الفشل وقد تختلف النظرات والقراءات تجاه تلك النتائج وتتبدل من طرف لاخر كان يفتخر المتحمسين والمحسوبين على الاسلاميين بنجاح قادتهم ان نجحوا وينسبوا نتائج نجاحاتهم الى اعتماد الحكم الاسلامي الرشيد و الاشادة بقادتهم الاسلاميين المحنكين الموفقين وكذلك تفعل بقية المنتسبين الى الاحزاب السياسية الحاكمة الاخرى ..وطبعا يبقى الاختلاف بينهم ساري المفعول في نتائج الفوز او الهزيمة ولا يستبعد الصاق تهم الفشل الى طرف دون اخر ..وكذلك شان االبقية المتبقية المنسوبة الى المعارضة ..وفي ختام تناول هذا العنصر الاول من المقال كتمهيد لبقية الافكار الواردة ضمنه اقول ان ما شهدناه في تونس مؤخرا بعد الثورة لم يكن فوزا للاسلاميين او المحسوبون على الاسلام بصفة عامة فوزا ساحقا ذات اغلبية مطلقة خولت لهم ادارة حكم البلاد بمفردهم حتى يراقبهم الشعب ومن خلاله بقية الشعوب العربية الاسلامية الاخرى وحتى البلدان الاجنبية في كافة ارجاء المعمورة فيحكموا على سياساتهم بالفشل او النجاح ؟ باعتبار مشاركتهم في الحكم لاطراف تخالفهم التوجه والانتماء الحزبي والفكري و الايديولوجي ..
ولنا ان شاء الله عودة
بسم الله الرحمان الرحيم

تحليلك حقا ممتاز

فقط لي وجهة نظر وهي الآتية
لن ينظر الغرب او ما يسمى باعداء الاسلام الى النتائج كما تراها انت رغم منطقيتها
بل سيركز على الاسلام في جانبه السياسي طبعا وخاصة وان الاغلبية المطلقة وفي جميع البلدان التي نجحت ثوراتها في طرد الأنظمة التقليدية بجميع التهم المنسوبة اليها وفي مقدمتها الدكتاتورية هي من الاسلاميين
التهم التي ستلقى في حالة الفشل لا قدر الله ستكون من الداخل وكذلك التبجح عند النجاح
ثم
هذا التغيير الجذري الجديد في السياسات العربية في الحكم والسلطة سينظر له على مستوى كل هذه الدول وليس على مستوى منفرد
هنا تظهر المعادلة الصعبة في توجهات البلدان العربية ونظرتها السليمة للامور
وكذلك نظرة الغرب لتوافق او تظارب هذه السياسات الجديدة العهد القليلة التجربة حسب رايه مع العولمة ومع مصالحه الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية وغيرها الكثير

لذلك اقول وحسب رايي طبعا ان الحكم بالنجاح او الفشل ليس بيد من سيعتلون منصة الحكم فقط بل بيد القوى العالمية التي بيدها عديد الوسائل والطرق للضغط على النتيجة المنتظرة من هذا التغييرفي العالم العربي وهنا اقصد مصر بالخصوص

للحديث ان شاء الله بقية




.



  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:35


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت