منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-20, 15:49 رقم المشاركة : 1



افتراضي الدين كواقعًا عمليًّا



أهلا و سهلا بكلٌ الأخوة بالمنتدى الإسلامي
و تحديدا المنتدى الإسلامي العام




الدين كواقعًا عمليًّا




الحمدلله ... فكثير من معالم الدين وتعاليم الشريعة معلومة للسواد الأعظم من الناس لكنهم في شوق وتلهف لرؤيتها واقعا عمليا مشاهد في حياة دعاة الهداية وحملة الرسالة ليدركوا صدق مطابقتها للواقع وموافقتها لمستجدات الأحداث، فتطمئن بذلك قلوبهم ويكتمل يقينهم وتزدادوا حبا لها وتمسكا بها ، فإن من أسباب نجاح الأنبياء وتأثر الناس بهم والاستجابه لهم نزولهم إلى أرض الواقع وتطبيقهم للمبادي التي جاءوا بها وقناعتهم بما يقولون وتحملهم المشاق والصعاب في سبيل إيصال أفكارهم وإبلاغ رسالتهم يقول أحدهم (ماأريد أن أخالفكم
إلى ما أنهاكم عنه).

فعايش الناس تعاليم الدين الحنيف على هيئة صورا حية ونماذج عملية، وشاهدوا رسوم الشريعة صافية نقية بعيدا عن التنظير الذي لاوجود له في واقع الحياة، وكان صلى الله عليه وسلم يحرص عند توجيه أصحابه بأمر أو نهي أن يبدأ بنفسه ويؤكده بفعله أو تركه فمن ذلك مثلا في الجوانب الاجتماعية يقول (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وفي العبادة يقول(فعلت ذلك لتعلموا صلاتي فصلوا كما رأيتموني أصلي).

وحين قدم له طعام وهو متكيء جلس وقال (إني لا اَكل متكئا) وعندما مد إليه النساء أيديهن لمبايعته قبض يده وقال (إني لاأصافح النساء) ، وقد روى الصحابة رضي الله عنهم مئات الأحاديث التي تبدأ بقول أحدهم (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كذا وكذا) مستدلين بما رأوا قدوتهم يفعله على صحة تصرفات وقعت منهم، وماذلك إلا لما للفعل من أثر أقوى وأسرع من القول المجرد، فإن موقف عملي وتصرف واحد يغني عن عشرات المقالات والكلمات ويبطلها ، وكم من العادات والقاليد انتشرت بسبب فعل الناس لها مع أنهم قد لايفقهون معناها ولايدركون مقصدها وكثير من الأحكام الشرعية يطبقها الناس وهم لايعرفون الدليل عليها وما ذاك إلا لأنهم ربما شاهدوا من يفتدى به يفعلونها.

وفي المقابل مما يسقط قيمة الشخص أيا كان ويجعله ممقوتا عند الله وبين الخلق الإختلاف الشاسع بين قوله وفعله والتباين بين تنظيره وواقعه، وقد ذكرهم الله في كتابه بقوله (لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) ، ووصفهم بعدم العقل (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) وأخبر صلى الله عليه الصلاة والسلام أن عقوبة الذي يأمر الناس بالمعروف ولايأتيه وينهاهم عن المنكر ويأتيه في الآخرة أن تندلق أمعائه في النار فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى!

وأشد من أولئك من يجادل بالباطل ليستحل الحرام ويستبيح المنكرات بأدنى الشبه، ويتخوض في حدود الله بحجج واهية، اتباعا للهوى وطاعة للنفس الأمارة بالسوء ومسايرة للواقع ...

فهل يدرك من مالت به الأهواء فتردى بعد الهدى الذي كان عليه،وغوى بعد الرشاد الذي كان يدعو إليه، أن الدنيا -بكل لذائذها- لاتغني عن الآخرة شيئا...؟!!

وهل يتنبه من اغتر بهم واستدل بفعلهم أنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، فالاثم ماحاك في صدرك وإن أفتاك الناس وأفتوك! فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.




المصدر : مفكرة الدعاة





آخر تعديل siiriinn 2011-02-20 في 15:55.
  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:33


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت