- قطعة أدبية رائعة في وصف صديقه :
إني مخبرك عن صاحب .. كان أعظم الناس في عيني ، وكان رأس ما أعظمه عندي صغر الدنيا في عينه .. كان خارجاً من سلطان بطنه ..
فلا يشتهي ما لا يجد ولايكثر إذا وجد وكان خارجاً من سلطان فرجه .. فلا يدعو فلا يدعو لى ريبة ولا يستخف به رأياً ولا بدن!
وكان خارجاً من سلطان لسانه ..
لا يقول .. ما لم يعلم
ولا ينازع .. فيما يعلم !
وكان خارجاً من سلطان الجهالة ..
فلا يقدم أبداً .. إلا على ثقة بمنفعة
وكان أكثر دهره .. صامتاً ! فإذا نطق .. بذ القائلين .!
كان يرى .. متضعفاً مستضعفاً
فإذا جاء الجد .. فهو الليث عادياً !!
وكان .. لا يدخل في دعوى ولا يشترك في مراء ولا يدلي بحجة
حتى يرى .. قاضياً عادلاً وشهوداً عدولاً ...
وكان .. لا لوم أحد على ما قد يكون العذر في مثله .. حتى يعلم ما اعتذاره .!
وكان .. لا يشكو .. وجعاً إلا لمن يرجو عنده البرء ..
وكان .. لا يستشير صاحباً لا من يرجو عنده النصيحة .!
وكان .. لا يتبرم ولا يتسخط ولا يشتهي ولا يشتكي !
وكان .. لا ينتقم على الوليِ ولا يغفل عن العدو
ولا يخص نفسه عن إخوانه بشيء من .. اهتمامه وحيلته وقوته !
- أعدل السير أن تقيس الناس بنفسك فلا تأتي إليهم إلا ما ترضى أن يؤتى إليك .
- إن وجدنا الناس قبلنا .. كانوا أعظم أجساماً وأعظم مع أجسامهم أحلاماً وأشد مع قوتهم للأمور امتحاناً .. وأطول أعماراً وأطول بأعمارهم للأشياء اختباراً ..