" .. لَيسَت للذكرَى .. "

2012-12-20, 21:25

هي مدوّنَة تضمّ قصاصاتٍ متواضعة بقلمي ..
أعنونها دائمًا بـ " حتى اشتعالٍ آخر " , لكن لا أدري لمَ قررتُ أن أنفض عنها هذا العنوان العتيق لأُلبسها آخَر ..
هو ذا الذي ترونَه بأناقةٍ (خ)ــريفية مُحاكَة بأهازيج الوجع و هذياناتي .

لا أدّعي ملكَة الكتابة أو أنّ القلم ال يرتعشُ بين أصابعي سيّال ,
بل إنهُ عدوّي , أحيانًا يهادنني فأكتُب و في أحايين كثيرة تصيبهُ إعاقةُ مفاجئة تمنعهُ من مراقصة الورق و عقلي ..

امممم ..
سأعود : )

2012-12-20, 21:27

ما نفعُ الثواني إن لم تكُن وطنًا مشتركًا بيني وبينك ..
نكبرُ معًا فيه ..
نواسي فيه بعضنا إذا ما وقفنا أمام المرايا لنسمع حكمها علينا بالإعدام " كِبرًا " ؟
أعرفُ ما ستقول وما ستفعل في غضون هذه الرهبة ,
أعرفُ أنك ستطبطبُ على كتفي و تدسُّ في كفِّك كفّي لتهمس : " لا تأبَهي .. فكل البشر يكبرون إلاّك " .
ولأني أعرفُ نفسي حين يُرمَى بها بين ضفَّتَي صوتك و تكتكة الثواني , فإني حتمًا سأردّ قائلة : " بل قُل كل البشر يكبرون إلاّ أنا و أنت . فكيفَ يطيبُ لي الصبا دون أن تُشاركني ألاعيبه ؟ "

2012-12-20, 21:29

لن ألومك إن نسيت كيف يبدو الشتاء في مدينتنا و بأي المعجزات نغادره إلى الربيع سالمين .
جميلٌ أن تجد في المنافي دفئًا يُنسيك هذا الشقاء ,
و لكن أتراه أنساك كيف كنا نُنسي أنفسنا هذا الشقاء دون أن نغادره , و بأي الحيل الساذجة كنا نهرِّب الدفء لعظامنا من حيث لا نعلم؟
أتراك نسيت جلستنا الثابتة على المقعد لساعات قبل أن أثب فجأةً و أجذبك من يدك الباردة قائلة : " دعنا نركض .. حتى ندفأ ! " .. ؟
و كيف كان اللهاث يذيب قيود الجليد لتتحرر أضلاعنا من سجن زُجّ بها فيه دون ذنب ؟
سأشقى أكثر إن عدت من طوافك حول الذكريات دون أن تكون محملاً بإجابة تؤكد لي أنك لم تنسَ

2012-12-20, 21:31

- 1992 - تاريخٌ يأخذني إلى نظراتنا, أو بالأحرى إلى نظراتي !
إلى شعرك الأسود وطفولة ضحكتك,
إلى غيرتي من الهواء عليك,
إلى طفولتي !
إلى ما فقدتُه حين أحببتك, إلى الوردة الصفراء التي ماتت تحت أكعاب نسيانك,
إلى الخجل المُرتجَل,
إلى الشوق الذي لا يُحتمل,
إلى مدينة حدودها المدرسة, وسكانها أنا وأنت والمقعد,
إلى الكتاب المدرسي وذلك النص الذي قرأناه سويًّا بصوتي المفقود وصوتك المعهود ,
إلى العقاب الذي أبعدني عنك !

كلها كرَاكيبُ الحنين ! فلا تأبه لها !
ضعها كما فعلت أسفل لسانٍ صامت

2012-12-20, 21:32

كيف لليلة كلثومية أن تمضي بسلام؟
هكذا .. دون أن تحمل معها شيئًا مني / منا, من ماضينا المحروق و دخانه ؟

كيف لها أن تعتصر من ضلوعي نعاسًا يخالف الأرق , أو حلما لم تعجنه أيادي الأباليس؟
كيف أعود إلى وسادتي بكبريائي المعتاد دون أن تشمّ رائحة تلك الـ " أروح لمين " أو " الآهات " و تنفر من رأسي و كأنها تشترط عليه أن يغتسل بدماء حواسي بعد أن يقتص منها .. كي لا تنتهك أم كلثوم حرمة الرقاد؟
كيف أتجاهل وشوشة مضمنة بين سطور صوتها و كأنها تردد إسمك لي ؟
كيف لمأدبة الذكرى هذه أن لا تجعلني أسأل نوادل الألحان عن الطعم المفقود / عنك؟

2012-12-20, 22:00

لك
لقلمك
ليس اطراء
بل اعجاب بسلاسة الاسلوب
في
كلمات ثائرة
على
احساس مرهف

2012-12-20, 22:05

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة youssef81151

لك
لقلمك
ليس اطراء
بل اعجاب بسلاسة الاسلوب
في
كلمات ثائرة
على
احساس مرهف

إشادة أسعدتني بحَق ..
شكرًا عميقة ..
دُم بالقُرب (F)

2012-12-20, 22:09

شكرا لقلمك الثري ياغالية
كلماتك اعتبرها بمثابة زجاجة عطر
وقعت على أرض من رخام
تمتلكين أسلوب رائع
" ماشاء الله تبارك الرحمان"

كم أنتِ
رائعة يازينب
سعيده بوجودك معنا:)

2012-12-20, 22:13

صراحةً قلم روعة ،

مرحباً بيك بيننا أختنا الكريمة

احتراماتي لك ولقلمك

2012-12-20, 22:18

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صعبة المنال

شكرا لقلمك الثري ياغالية
كلماتك اعتبرها بمثابة زجاجة عطر
وقعت على أرض من رخام
تمتلكين أسلوب رائع
" ماشاء الله تبارك الرحمان"

كم أنتِ
رائعة يازينب
سعيده بوجودك معنا:)

يا حمامَة .. كيف لا تَطربُ الروح بهديلك ؟
قسَمًا , اطمأَنَّت لك النفس مع أنّي أدرى الناس بنفسي التي قلّما تطمئن .
شُكرًا لدعمك أخيتي القديرة
(f)

2012-12-20, 22:21

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SYSTEM

صراحةً قلم روعة ،

مرحباً بيك بيننا أختنا الكريمة

احتراماتي لك ولقلمك

" و بيك أكثر والله " ..
ما أبهى التحرُّر من الفصحى أحيانًا و العودة إلى حِجر اللهجة العامية لتجدل فروة الحرف ..
شرّفتَني بهطولك
(F)

2012-12-21, 01:45

للإبداع عنوان و أنتِ أحد عناوينه
نورتِ المنتدى بتواجدك

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
نشطاء "أنونيموس" يخترقون موقعى: "CIA" و"الإنتربول"	sirine	التكنولوجيا والاقتصاد - ثقافة عامة	0	2012-05-11 13:07
"مايكروسوفت": الاتصال بـ"الفيس بوك" عبر "ويندوز لايف ماسنجر"	BOYKA	التكنولوجيا والاقتصاد - ثقافة عامة	3	2010-08-24 13:39

2012-12-20, 21:25	رقم المشاركة : 1
	" .. لَيسَت للذكرَى .. " هي مدوّنَة تضمّ قصاصاتٍ متواضعة بقلمي .. أعنونها دائمًا بـ " حتى اشتعالٍ آخر " , لكن لا أدري لمَ قررتُ أن أنفض عنها هذا العنوان العتيق لأُلبسها آخَر .. هو ذا الذي ترونَه بأناقةٍ (خ)ــريفية مُحاكَة بأهازيج الوجع و هذياناتي . لا أدّعي ملكَة الكتابة أو أنّ القلم ال يرتعشُ بين أصابعي سيّال , بل إنهُ عدوّي , أحيانًا يهادنني فأكتُب و في أحايين كثيرة تصيبهُ إعاقةُ مفاجئة تمنعهُ من مراقصة الورق و عقلي .. امممم .. سأعود : )

2012-12-20, 21:27	رقم المشاركة : 2
	رد: " .. لَيسَت للذكرَى .. " ما نفعُ الثواني إن لم تكُن وطنًا مشتركًا بيني وبينك .. نكبرُ معًا فيه .. نواسي فيه بعضنا إذا ما وقفنا أمام المرايا لنسمع حكمها علينا بالإعدام " كِبرًا " ؟ أعرفُ ما ستقول وما ستفعل في غضون هذه الرهبة , أعرفُ أنك ستطبطبُ على كتفي و تدسُّ في كفِّك كفّي لتهمس : " لا تأبَهي .. فكل البشر يكبرون إلاّك " . ولأني أعرفُ نفسي حين يُرمَى بها بين ضفَّتَي صوتك و تكتكة الثواني , فإني حتمًا سأردّ قائلة : " بل قُل كل البشر يكبرون إلاّ أنا و أنت . فكيفَ يطيبُ لي الصبا دون أن تُشاركني ألاعيبه ؟ "

2012-12-20, 21:29	رقم المشاركة : 3
	رد: " .. لَيسَت للذكرَى .. " لن ألومك إن نسيت كيف يبدو الشتاء في مدينتنا و بأي المعجزات نغادره إلى الربيع سالمين . جميلٌ أن تجد في المنافي دفئًا يُنسيك هذا الشقاء , و لكن أتراه أنساك كيف كنا نُنسي أنفسنا هذا الشقاء دون أن نغادره , و بأي الحيل الساذجة كنا نهرِّب الدفء لعظامنا من حيث لا نعلم؟ أتراك نسيت جلستنا الثابتة على المقعد لساعات قبل أن أثب فجأةً و أجذبك من يدك الباردة قائلة : " دعنا نركض .. حتى ندفأ ! " .. ؟ و كيف كان اللهاث يذيب قيود الجليد لتتحرر أضلاعنا من سجن زُجّ بها فيه دون ذنب ؟ سأشقى أكثر إن عدت من طوافك حول الذكريات دون أن تكون محملاً بإجابة تؤكد لي أنك لم تنسَ

2012-12-20, 21:31	رقم المشاركة : 4
	رد: " .. لَيسَت للذكرَى .. " - 1992 - تاريخٌ يأخذني إلى نظراتنا, أو بالأحرى إلى نظراتي ! إلى شعرك الأسود وطفولة ضحكتك, إلى غيرتي من الهواء عليك, إلى طفولتي ! إلى ما فقدتُه حين أحببتك, إلى الوردة الصفراء التي ماتت تحت أكعاب نسيانك, إلى الخجل المُرتجَل, إلى الشوق الذي لا يُحتمل, إلى مدينة حدودها المدرسة, وسكانها أنا وأنت والمقعد, إلى الكتاب المدرسي وذلك النص الذي قرأناه سويًّا بصوتي المفقود وصوتك المعهود , إلى العقاب الذي أبعدني عنك ! كلها كرَاكيبُ الحنين ! فلا تأبه لها ! ضعها كما فعلت أسفل لسانٍ صامت

2012-12-20, 21:32	رقم المشاركة : 5
	رد: " .. لَيسَت للذكرَى .. " كيف لليلة كلثومية أن تمضي بسلام؟ هكذا .. دون أن تحمل معها شيئًا مني / منا, من ماضينا المحروق و دخانه ؟ كيف لها أن تعتصر من ضلوعي نعاسًا يخالف الأرق , أو حلما لم تعجنه أيادي الأباليس؟ كيف أعود إلى وسادتي بكبريائي المعتاد دون أن تشمّ رائحة تلك الـ " أروح لمين " أو " الآهات " و تنفر من رأسي و كأنها تشترط عليه أن يغتسل بدماء حواسي بعد أن يقتص منها .. كي لا تنتهك أم كلثوم حرمة الرقاد؟ كيف أتجاهل وشوشة مضمنة بين سطور صوتها و كأنها تردد إسمك لي ؟ كيف لمأدبة الذكرى هذه أن لا تجعلني أسأل نوادل الألحان عن الطعم المفقود / عنك؟

2012-12-20, 22:00	رقم المشاركة : 6
	رد: " .. لَيسَت للذكرَى .. " لك لقلمك ليس اطراء بل اعجاب بسلاسة الاسلوب في كلمات ثائرة على احساس مرهف

2012-12-20, 22:09	رقم المشاركة : 8
	رد: " .. لَيسَت للذكرَى .. " شكرا لقلمك الثري ياغالية كلماتك اعتبرها بمثابة زجاجة عطر وقعت على أرض من رخام تمتلكين أسلوب رائع " ماشاء الله تبارك الرحمان" كم أنتِ رائعة يازينب سعيده بوجودك معنا:)

2012-12-20, 22:13	رقم المشاركة : 9
	رد: " .. لَيسَت للذكرَى .. " صراحةً قلم روعة ، مرحباً بيك بيننا أختنا الكريمة احتراماتي لك ولقلمك

2012-12-21, 01:45	رقم المشاركة : 12
	رد: " .. لَيسَت للذكرَى .. " للإبداع عنوان و أنتِ أحد عناوينه نورتِ المنتدى بتواجدك

" .. لَيسَت للذكرَى .. "

خواطر و مقالات أدبيّة