يتعرق بعض الناس بشكل مفرط رغم أنهم لم يبذلوا أي مجهود ورغم انخفاض درجات الحرارة، ويتسبب ذلك في حرج بالغ لهم قد يدفعهم للعزلة. وينتج التعرق المفرط عن خلل في بعض الغدد العرقية.
وتعرق الجسم عملية ضرورية يتكيف من خلالها الجسم مع محيطه محافظا على درجة حرارة صحية وسليمة له. لكن يوجد أشخاص يكون معدل التعرق عندهم أكبر من المعدل الطبيعي بشكل لافت، فتقوم أجسامهم بإفراز الكثير من العرق حتى وإن لم يكن الجو حارا أو إذا لم يبذلوا مجهودا. ويعد الأطباء هذه المسألة حالة مرضية تسمى "الإفراط في التعرق".
وحياة المصابين بمرض فرط التعرق ليست سهلة، فكثيرون منهم يشعرون بالحرج، إذ تشكل هذه المسألة عبئا نفسيا كبيرا عليهم. كما أن ردود أفعال الأشخاص تجاههم قد يدفعهم للوحدة.
ويتعرق هؤلاء المرضى بمعدل أكثر من المعدل الطبيعي وبأشكال مختلفة، فهناك من يتعرق عن طريق الإبطين، ويتسبب هذا في وجود بقعة في تلك المنطقة. وهناك من يعرق من يديه أو من رجليه، والحالة الأصعب هم المرضى الذين يفرزون العرق من مناطق متعددة من الجسم.
وهناك اختبارات عديدة يجريها الطبيب على مريض التعرق المفرط، فأولا يتم الكشف عن كمية التعرق، إذ يقوم الطبيب بتثبيت ورق ترشيح تحت إبط المريض وبعد دقيقة يزن الورق ويحسب مقدار العرق الذي أفرز ويقارن بالمستويات الطبيعية.
ثم يأتي اختبار اليود الذي يكشف المناطق الأكثر تعرقا، إذ يوضع محلول اليود على منطقة جافة من جلد المريض ثم يرش فوقها نشا الطعام، وعند التعرق يمتص النشا اليود ويتلون.
وتوجد خيارات مختلفة لعلاج فرط التعرق، والبداية تكون بتجنب العوامل التي تؤدي للعرق، كالقهوة والسجائر. وإذا لم ينجح هذا يمكن محاولة استخدام وسائل مانعة للعرق توضع على الجلد. وإذا لم تنجح هذه العلاجات يمكن استخدام مادة البوتوكس التي تشل الغدد العرقية.
وفي الحالات المستعصية تكون عملية الشفط هي الحل الوحيد، وفيها تشفط الغدد العرقية، وتستخدم فقط لمنطقة الإبطين، إذ تفتح فيها ثقوب صغيرة، ولا تستغرق العملية أكثر من ساعة.
وعند إجراء عملية شفط الغدد العرقية يتم البحث عن الغدد المتواجدة بين الأنسجة الدهنية والجلد ثم إزالتها، وفي خطوة أخرى شفطها. وهذه العملية تحاول الحد من التعرق المفرط وجعله طبيعيا للأبد، وبعد العملية تكون هناك متابعة منتظمة للتأكد من الشفاء.
المصدر:دويتشه فيلله