أخبروني بعودتها من سفر طويل في صمت وحيرة شدتني دهشة غريبة، عادت تلك الرعشة بعد سنوات من الغياب لم يكن قلبي يخفق من قبل مثل هذا الخفقان، وفرائسي كانت ترتعد وغمرتني فرحة لم أفرحها من قبل كان لون وجهي يتغير وبــــان عليَ الإضطراب والقلق هذا كله لسماع إسمها، آه كم مضى لم أسمع أسمها بالكاد نسيته، كيف لهذا القلب أن يحي من جديد كان منذ رحيلها كصخرة... ماتت فيّ الرحمة، ورودك ذبلت في يديّ، غابت البراءة عني، رائحة المطر التي كنت استنشقها عند مواعيدك الزائفة فقدت فيها حاسة الشم عندي، وكل الحواس حتى الحاسة السادسة قبل أن تنبس بحرف كنت أنا انطقه أولا...مات كل شيئ فيّ حتى الصورالأجمل منك لم يهتز لها قلبي...بعد كل هذا يهتز قلبي من جديد عند سماع اسمك كم هوجميل اسمك الذي احيان بعد غياب...أخبروني بأن تفاصيل وجهك هي نفسها لم تتغيري وتلك الخانة التي على جبهتك لم تمحها السنون ولا شتاء الغربة...أخبروني بالطريق الذي ستسلكينه إنه نفس الطريق ونفس الرصيف الذي كنت ارتاده في الصباحات والمساءات أعد خطواتك نحو بيتك القديم، نفس البيت أمامه شجرة الصفصاف التي كنت أرقد تحتها تحت زخات المطر ، على ضوء القمر كل الفصول شاهدة على مكاني، لم يتغير شيئ فقط هو الزمن تغير... رأيتها وعرفتها في نيسان،ورحلت في نيسان فأخبروني أنها عادت في كذبة نيســـــــــــان فما اسعدها وماأجملها كذبة في نيســــــــان ...