منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-23, 21:40 رقم المشاركة : 1



Yes العشرة المبشرون بالجنة



اللهم إجعل مواضيعى في خدمة الإسلام و المسلمين ترفع بها درجاتى و تدلنى على عمل الخير و فعله اللهم إهد إخوانى و أخواتى المسلمات لما تحب و ترضى

أقدم لكم هذا الموضوع على بركة الله تعالى لإفادتكم بحول الله






العشرة المبشرون بالجنة هو مصطلح عند أهل السنة يستخدم للإشارة لعشرة من الصحابة وعدوا في بعض أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة وهم العشرة الأكثر فضلاً وخيرةً بين الصحابة بحسب وجهة النظر السنية؛ ومن الأحاديث الواردة، الحديث الذي رواه عبد الرحمن بن عوف:

عن النبي أنه قال: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة»

العشرة المبشرون بالجنة

  • أبو بكر بن أبي قحافة (عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي).
  • عمر بن الخطاب بن نُفيل العَدَوِي القرشي.
  • عثمان بن عفان بن أبي العاص الأُمَوِي القرشي.
  • علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي.
  • الزبير بن العوام بن خُوَيْلِد الأَسَدِي القرشي.
  • طلحة بن عبيد الله بن عثمان التَيْمِي القرشي.
  • عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزُهْرِي القرشي.
  • سعد بن أبي وقاص بن وُهَيْب الزُ هري القرشي.
  • أبو عبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجرّاح الحارثي القرشي.
  • سعيد بن زيد بن عمرو العَدَوِي القرشي.



[M]youtube.com/watch?v=HQeRmGLECGw[/M]

يتبع ...



  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 21:43 رقم المشاركة : 2

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة







أبو بكر الصّدّيق، واسمه عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي، أول الخلفاء الراشدين وأحد أوائل الصحابة الذين أسلموا من أهل قريش ورافقوا النبي محمد بن عبد الله منذ بدء الإسلام، وهو صديقه ورفيقه في الهجرة إلى المدينة المنورة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة، أسلم على يده الكثير من الصحابة. وهو والد عائشة زوجة الرسول . ولد سنة 50 ق هـ (573م) بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر.

كان سيدًا من سادة قريش وغنيًا من كبار أغنيائهم، وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية. يُعرف في التراث السني بـ "أبي بكر الصّدّيق" لأنه صدّق النبي محمد في قصّة الإسراء والمعراج، وقيل لأنه كان يصدّق النبي في كل خبر يأتيه. بُويع بالخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11 هـ، واستمرت خلافته قرابة سنتين وأربعة أشهر. توفي في يوم الإثنين 22 جمادى الأولى سنة 13 هـ.


اسمه ولقبه وكنيته


اتفق جمهور أهل النسب وجزم به البخاري وغيره من المحدّثين على أن اسمه الأصلي هو "عبد الله" سمّاه به النبي محمد لما أسلم، وكان اسمه قبل ذلك "عبد الكعبة"، وقال أكثر المحدّثين أن "عبد الله" هو اسمه سماه به أهله. ويرى كثيرٌ من المحدّثين أن اسمه كان "عتيق"، سمّاه به النبي محمد، وقيل بل سمّاه بذلك أبوه، وقيل بل أمّه. بينما رجّح النووي والسيوطي وابن عساكر أن "عتيقًا" لقبٌ له وليس اسمًا. واختلفوا لم سمي "عتيقًا" فقيل: سُمي بذلك لعتاقة وجهه وجماله (والعتق: الجمال)، وقيل أنّ أمه كانت لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت ثم قالت «اللهم هذا عتيقك من الموت فهبه لي»، وقيل إنما سُمي عتيقًا لأنه لم يكن في نسبه شيء يُعاب به، وقيل كان له أخوان عتق وعتيق فسمي باسم أحدهما، وقيل غير ذلك.

وأما لقب "الصّدّيق" فقيل أنه كان يُلقب به في الجاهلية لِما عرف منه من الصدق، إذ كان وجيهًا رئيسًا من رؤساء قريش وإليه كانت الديات في الجاهلية، وكان إذا حمل شيءًا قالت فيه قريش: «صدّقوه وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه أبو بكر»، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه. وفي الإسلام سُمي "الصّدّيق" لمبادرته إلى تصديق النبي محمد في كل ما جاء به، وأول ما اشتهر به لتصديقه له في خبر الإسراء والمعراج،عندما كذبت قريش ذلك الخبر وجاءوا إلى أبي بكر قائلين: «هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس»، فقال «لئن كان قال ذلك لقد صدق». ويُروى عن علي بن أبي طالب أنه كان يقول ويحلف بالله «أنّ الله أنزل اسم أبي بكر من السماء "الصديق"».

نسبه وأسرته

  • أبوه: أبو قحافة، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . ويلتقي في نسبه مع النبي محمد بن عبد الله عند مرة بن كعب. أسلم يوم فتح مكة في السنة 8 هـ، وكان بصره مكفوفًا، إذ أتى به أبو بكر إلى النبي محمد فأسلم بين يديه. ولم يزل أبو قحافة في مكة لم يهاجر، حتى توفي بعد وفاة ابنه أبي بكر بستة أشهر وأيام في شهر محرم سنة 14 هـ وهو ابن 97 سنة.
أمّه: أم الخير، واسمها سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وهي ابنة عم أبي قحافة. أسلمت قديمًا في دار الأرقم بن أبي الأرقم عندما طلب من النبي محمد أن يدعوا لها الله أن تسلم قائلاً :«يا رسول الله، هذه أمّي برّة بوالديها، وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها، عسى أن يستنقذها بك من النار» فدعا لها فأسلمت. توفيت قبل أبي قحافة وبعد ابنها أبي بكر، وورثته.

زوجاته

  • قتيلة بنت عبد العزى: وقد اختلف في إسلامها، وهي والدة عبد الله وأسماء. كان أبو بكر قد طلقها في الجاهلية، فيها نزل من القرآن آية: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ بعد أن رفضت ابنتها أسماء من أن تدخلها بيتها في المدينة المنورة.
  • أم رومان بنت عامر: وهي من بني كنانة بن خزيمة، مات عنها زوجها الحارث بن سخبرة في مكة، فتزوجها أبو بكر، وأسلمت قديمًا، وهاجرت إلى المدينة المنورة وهي والدة عبد الرحمن وعائشة. توفيت في المدينة المنورة في ذي الحجة سنة 6 هـ.
  • أسماء بنت عُمَيس: أسلمت قديمًا قبل دخول دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر بها زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، فولدت له هناك: عبد الله، ومحمدًا، وعونٍا. فلما هاجرت معه إلى المدينة المنورة سنة 7 هـ، واستشهد يوم مؤتة، تزوج بها أبو بكر، فولدت له: محمدًا وقت الإحرام فحجت حجة الوداع، ثم توفي أبو بكر، فغسّلته. ثم تزوج بها علي بن أبي طالب.
  • حبيبة بنت خارجة: أنصارية من الخزرج، أسلمت وولدت لأبي بكر أم كلثوم بعد وفاته. تزوجها من بعده "خبيب بن أساف بن عتبة بن عمر".
صفاته

كان أبو بكر أبيض البشرة نحيف الجسم خفيف العارضين (صفحتا الوجه) في ظهره انحناء لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه، معروق الوجه (لحم وجهه قليل)، غائر العينين نأتئ الجبهه، عاري الأشاجع (أصول الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف).

حياته قبل الإسلام


ولد أبو بكر في مكة المكرمة بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر. ونشأ فيها في حضن أبوين لهما الكرامة والعزّ في قومهما مما جعل أبا بكر ينشأ كريم النفس، عزيز المكانة في قومه. وكانت إقامته في مكة لا يخرج منها إلا لتجارة، إذ كان في الجاهلية رجلاً تاجرًا، ودخل بصرى من أرض الشام للتجارة وارتحل بين البلدان وكان رأس ماله 40 ألف درهم، وكان ينفق من ماله بسخاء وكرم عُرف به في الجاهلية. كما كان من رؤساء قريش في الجاهلية وأهل مشاورتهم ومحببًا فيهم، أخرج ابن عساكر عن معروف بن خربوذ (مولى عثمان) قال: «إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أحد عشر من قريش اتصل بهم شرف الجاهلية والإسلام فكان إليه أمر الديّات والغرم». وكان أعلم قريش بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها، وبما كان فيها من خير وشر، فكانت العرب تلقبه بـ "عالم قريش". كان رجلاً تاجرًا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته،وقد قال له ابن الدغنه حين لقيه مهاجرًا: «والله إنك لتزين العشيرة، وتعين على النوائب، وتفعل المعروف وتكسب المعدوم». كان أبو بكر يعيش في حي حيث يسكن التجّار؛ وكان يعيش فيه النبي، ومن هنا بدأت صداقتهما حيث كانا متقاربين في السنّ والأفكار والكثير من الصّفات والطّباع.

كان أبو بكر ممن حرّموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية، فلم يشربها،وقد أجاب من سأله هل شربت الخمر في الجاهلية؟ بقوله: «أعوذ بالله»، فقيل: «ولم؟» قال: «كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان مضيّعًا لعرضه ومروءته». ولم يسجد أبو بكر لصنم قط، قال أبو بكر في مجمع من الصحابة: «ما سجدت لصنم قط، وذلك أنّي لما ناهزت الحلم، أخذني أبو قحافة بيدي فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام، فقال لي: هذه آلهتك الشّمُ العوالي، وخلاني وذهب، فدنوت من الصنم وقلت: إني جائع فأطعمني فلم يُجبني فقلت: إني عار فأكسني، فلم يجبني، فألقيت عليه صخرة فخرَّ لوجهه».

إسلامه


تختلف الروایات في سبقته بالإسلام وجاء الطبري في تاریخه بأقوال مختلفه بین أنه أوّل من أسلم من الذکور وبین أنه أسلم قبله أکثر من خمسین .ولكن يؤمن المسلمون السنة بروايات تقول أنه أول من أسلم من الذكور البالغين ، روی عن ابن اسحاق انه الوحيد الذي أسلم دون تردد وصدق دعوة محمد على الفور .

حياته بعد الإسلام


بعد أن أسلم أبو بكر، ساند النبي محمد بن عبد الله في دعوته للإسلام مستفيداً من مكانته بين أهل قريش وحبّهم له، فأسلم على يديه الكثير، منهم خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيدالله. كذلك جاهد بماله في سبيل الدعوة للإسلام حيث قام بشراء وعتق الكثير ممن أسلم من العبيد المستضعفين منهم: بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة، وزِنِّيرة، والنَّهديَّة، وابنتها، وجارية بني مؤمّل، وأم عُبيس. وقد قاسى أبو بكر من تعذيب واضطهاد قريش للمسلمين، فتعرض للضرب والتعذيب حين خطب في القريشيين، وحين دافع عن محمد لما اعتدى عليه الوثنيون، وقاسى العديد من مظاهر الاضطها . من مواقفه الهامة كذلك أنه صدَّق النبي في حادثة الإسراء والمعراج على الرغم من تكذيب قريش له، وأعلن حينها دعمه الكامل للنبي وأنه سيصدقه في كل ما يقول، لهذا لُقب بالصِّديق . بقي أبو بكر في مكة ولم يهاجر إلى الحبشة حين سمح النبي لبعض أصحابه بهذا، وحين عزم النبي على الهجرة إلى يثرب؛ صحبه أبو بكر في الهجرة النبوية

هجرته

هاجر الكثير من المسلمين إلى يثرب، وبقي النبي في مكة وبعض المسلمين منهم أبو بكر الذي ظل منتظراً قراره بالهجرة حتى يهاجر معه، وكان قد أعد العدة للهجرة، فجهز راحلتين لهذا الغرض واستأجر عبد الله بن أريقط من بني الديل بن بكر وكان مشركًا ليدلهما على الطريق، ولم يعلم بخروجهما غير علي وآل أبي بكر . وفي ليلة الهجرة خرج الرسول عليه الصلاة والسلام في الثلث الأخير من الليل وكان أبو بكر في انتظاره ورافقه في هجرته وبات معه في غار ثور ثلاثة أيام حتى هدأت قريش في البحث عنهما فتابعا المسير إلى يثرب، ويروى أن خلال الأيام الثلاثة جاء كفار قريش يبحثون عنهم في غار ثور إلا أن الله أمر عنكبوتا بنسج خيوطه على الغار وأمر حمامة بوضع بيضها أمامه مما جعلهم يشككون في وجودهما داخل الغار ، ووفقاً للروايات قال أبو بكر للنبي :«لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا» فطمأنه قائلاً : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا». وقد ذُكر هذا في القرآن . وحسب رواية ابن إسحاق فإن أبا بكر أمر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما بالنهار ويأتي ويخبرهما في الليل، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه ويأتي بها إلى الغار في المساء فيشربا من حليبها فإذا غادر عبد الله بن أبي بكر الغار في الصباح تبعه بالغنم ليزيل أثاره عن الطريق، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام إذا أمست بما يصلحهما . ويعد أهل السنة هجرة أبو بكر مع النبي محمد إحدى مناقبه العظيمة.

حياته في المدينة


بعدما وصل الرسول وأبي بكر للمدينة، قام النبي بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، آخى بين أبي بكر وعمر بن الخطاب . عاش أبو بكر في المدينة طوال فترة حياة النبي وشهد معه الكثير من المشاهد، تقول الروايات أنه ممن حاولوا اقتحام حصن اليهود في غزوة خيبر، وأنه ممن ثبتوا مع النبي في معركة حنين حين انفض عنه المسلمين خوفاً وتفرقوا، كذلك يقال أنه حامل الراية السوداء في غزوة تبوك حيث كان هناك رايتان إحداهما بيضاء وكانت مع الأنصار والأخرى سوداء وقد اختلفت الروايات على حاملها فقيل علي بن أبي طالب وقيل أبو بكر. تزوج من حبيبة بنت زيد بن خارجة فولدت له أم كلثوم، ثم تزوج من أسماء بنت عميس فولدت له محمدًا.

خلافته

وردت في السنّة النبوية عند أهل السنة والجماعة نصوص كثيرة تصرّح بفضل أبي بكر وتقديمه على غيره من الصحابة. ومن هذه النصوص ما أشارت إلى أحقّية أبي بكر في تولي الخلافة بعد النبي محمد. فمنها:
  • ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وأحمد في المسند وغيرهم:
« عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : أتت امرأة النبي ،فأمرها أن ترجع إليه، قالت : أرأيت إن جئت ولم أجدك ؟ كأنها تقول : الموت، قال : «إن لم تجديني فأتي أبا بكر»
  • وما رواه مسلم في صحيحه وأحمد في المسند وابن حبان في صحيحه والنسائي في السنن الكبرى والحاكم في المستدرك وغيرهم:
«عن عائشة قالت: قال لي رسول الله في مرضه: «ادعي لي أبا بكر أباك، وأخاك، حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى. ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر»
  • وروى الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الإسناد، عن أنس بن مالك قال:
«بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله ، فقالوا: سل لنا رسول الله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك؟ قال: فأتيته فسألته، فقال: «إلى أبي بكر».
  • وروى البيهقي في دلائل النبوّة عن سعيد بن جمهان عن سفينة والحاكم في المستدرك عن عائشة، وقال هذا حديث صحيح الإسناد:
« قالت: أول حجر حمله النبي لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرا آخر، ثم حمل عثمان حجرا آخر، فقلت : يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعدونك ؟ فقال : «يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي»
  • وروى البخاري ومسلم وأحمد وأصحاب السنن وغيرهم عن عدد من الصحابة منهم أبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمر وعائشة:
«لما مرض رسول الله مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد فأعادوا له، فأعاد الثالثة فقال: «إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس» فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي أن مكانك ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه.

قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح": قال النووي: (أجمعت الصحابة على عقد الخلافة له وتقديمه لفضله).

وبعد وفاة النبي بويع أبو بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة.
وجهز في فترة حكمه حروب الردة؛ ضد أولئك الذين رفضوا دفع الزكاة، وأرسل جيشاً بقيادة أسامة بن زيد كان قد جهزه النبي محمد قبل وفاته لقتال الروم.

عهده بالخلافة إلى عمر بن الخطاب


قبيل وفاة أبو بكر، شاور طائفة من ذوي النظر والمشورة من الصحابة، فاتفقت كلمتهم على أن يعهد بالخلافة من بعده إلى عمر بن الخطاب ‎ وقد ذكر ذلك الطبري وابن الجوزي وابن كثير: «أن أبا بكر خشي على المسلمين أن يختلفوا من بعده ثم لا يجتمعوا على رأي، فدعاهم لما أثقل عليه المرض إلى أن يبحثوا لأنفسهم عن خليفة من بعده. إلا أن المسلمين لم يتفقوا فيما بينهم على من يخلف أبا بكر، فوضعوا الأمر بين يدي أبي بكر، وعندئذ أخذ يستشير أعيان الصحابة، كلاً منهم على انفراد، ولما رأى اتفاقهم على جدارة عمر وفضله، طلع على الناس وأخبرهم أنه قد استخلف عمر عليهم، فقالوا جميعاً: سمعنا وأطعنا.» ، وبعد أن رأى أبو بكر موافقة الناس جميعاً على استخلافة عمر عليهم، دعا عثمان بن عفان وأملى عليه الكتاب التالي: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به أبو بكر خليفة رسول الله عند آخر عهده بالدنيا وأول عهده بالآخرة، في الحال التي يؤمن فيها الكافر ويوقن فيها الفاجر؛ إني استعملت عليكم عمر بن الخطاب، فإن صبر وعدل فذلك علمي به ورأيي فيه، وإن جار وبدّل فلا علم لي بالغيب، والخيرَ أردتُ، ولكل امرئ ما اكتسب، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون»

وفاته


توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء 7 جمادى الآخرة في سنة 13 هـ الموافق 634 م في المدينة المنورة عن عمر يناهز 63 سنة، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام ، ودفن في بيت عائشة إلى جوار الرسول رسول الله محمد ‪ﷺ. وترك من الأولاد: عبد الله، عبد الرحمن، محمد، عائشة أسماء وأم كلثوم

شهادة علي بن أبي طالب في أبي بكر


قد ذكر ابن الجوزي بسنده في كتابه "التبصرة": «لما قبض أبو بكر الصديق وسجى عليه ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قبض رسول الله قال: فجاء علي بن أبي طالب مستعجلاً مسرعاً مسترجعاً فقال: "رحمك الله يا أبا بكر كنت إلف رسول الله وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته وكنت أول القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً وأشدهم لله يقيناً وأخوفهم لله وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل وأحوطهم على رسول الله وأحد بهم على الإسلام وأحسنهم صحبة وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم وسيلة وأشبههم برسول الله هدياً وسمتاً وأشرفهم منزلة وأرفعهم عنده وأكرمهم عليه فجزاك الله عن رسوله وعن الإسلام أفضل الجزاء... فإنا لله وإنا إليه راجعون رضينا عن الله عز وجل قضاءه وسلمنا له أمره والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبداً كنت للدين عزا وحرزا وكهفا فألحقك الله عز وجل بنبيك محمد ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك" فسكت الناس حتى قضى كلامه ثم بكوا حتى علت أصواتهم وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله .»

يتبع ...



  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 21:47 رقم المشاركة : 3

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة







هو أمير المؤمنين، أبو حفص العدوي القرشي، فاروق هذه الأمة، ووزير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومَنْ أيَّد الله به الإسلام وفتح به الأمصار، وهو الصادق المحَدَّث الملْهَم، الذي قال فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب) رواه الحاكم، الذي فرَّ منه الشيطان، وأُعلِي به الإيمانُ، وأُعلن الأذان!
روى الإمام
أحمد في (مسنده) أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه).

جهوده في خدمة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :


هو الذي سنَّ للمحدثين التثبتَ في النقل، وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب، فقد روى
البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي سعيد الخدري أنه قال: كنت جالسًا بالمدينة في مجلس الأنصار، فأتانا أبو موسى [الأشعري] فَزِعًا أو مذعورًا، قلنا: ما شأنُك؟ قال: إن عمر أرسل إليَّ أن آتيه، فأتيت بابَه فسلمتُ ثلاثًا، فلم يرُدَّ عليَّ فرجعتُ، فقال: ما منعك أن تأتينا؟" فقلت: "إني أتيتُك فسلَّمتُ على بابك ثلاثًا، فلم يردوا علي فرجعتُ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا استأذن أحدُكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع). فقال عمر: أقم عليه البينة وإلا أوجعتك! فقال أبيُّ بن كعب: لا يقوم معه إلا أصغرُ القوم. قال أبو سعيد قلت أنا أصغر القوم. قال فاذهب به. وفي رواية لأبي داود أن عمر - رضي الله تعالى عنه - قال لأبى موسى: "إني لم أتهمْكَ، ولكن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شديد!"، وفي رواية أخرى عندأبي داود أيضًا أن عمر قال لأبي موسى: "... ولكن خشيت أن يتقوَّل الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

وفي السياق نفسه روى
البخاري ومسلم في (صحيحيهما) أن عمر استشار الناسَ في إملاصِ المرأة [أي التي تُضرب بطنُها فتلقي جنينَها]، فقال: مَنْ سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى في السِّقْط؟ [وهو الجنين يسقط من بطن أمه قبل تمامه ذكرًا كان أم أنثى] فقال المغيرة بن شعبة أنا سمعته قضى فيه بغُرَّة عبد أو أمة. قال: ائتِ بمن يشهدُ معك على هذا. فقال محمد بن سلمة: أنا أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا.

وهذه الأخبار وغيرها تظهر لنا بجلاء كيف كان حرصُ
عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - على أن يتثبتَ ويتأكد عنده خبرُ الصحابي بقول صحابِي آخر من غير تهمة للأول، وتوضِّح لنا أن الخبر إذا رواه ثقتان كان أقوى وأرجح مما انفرد به واحد، وفي ذلك – أيضًا - حضٌ على تكثير طرق الحديث من أجل مزيد من الاستيثاق والتثبت.
وقد كان عمرُ - رضي الله تعالى عنه - من وَجَلِه أن يُخطِئ الصحابيُّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يأمرُ الصحابة أن يُقِلُّوا الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولئلاَّ يتشاغل الناس برواية الأحاديث عن حفظ القرآن.

فعن
قَرَظة بن كعب الأنصاري قال: خرجنا نريد العراق، فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار [اسم مكان]، فتوضأ ثم قال: أتدرون لم مشيت معكم؟ قالوا: نعم، نحن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشيت معنا [ أي لِحَقِّنا وإكرامًا لنا]، قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل!! فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم [يريد: فلا تصدُّوهم بالأحاديث فتشغلوهم]، جردوا القرآن وأقِلُّوا الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وامضوا وأنا شريككم، فلما قدم قرظة قالوا: حدِّثنا. قال: نهانا ابن الخطاب، رواه الحاكم.

وقد أسس - رضي الله تعالى عنه - لأدب التحديث، فعن
سليم بن حنظلة قال: أتينا أُبَيّ ابن كعب لنتحدث عنده، فلما قام قمنا نمشي معه، فلحقه عمر فرفع عليه الدِّرة، فقال أُبَيّ: يا أمير المؤمنين اِعلَمْ ما تصنع؟ فقال عمر: أما علمتَ أنها فتنةٌ للمتبوع ذلةٌ للتابع؟!
وهكذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حافظًا لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحارسًا للشريعة حتى استُشهد - رضي الله تعالى عنه - في أواخر ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية، والأرجح أنه عاش ثلاثًا وستين سنة - رضي الله عنه -.

يتبع ...




  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 21:53 رقم المشاركة : 4

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة






هو أبو عمرو الأموي، ذو النورين، ومَن تستحي منه الملائكة، ومن جمع الأمة على مصحف واحد بعد الاختلاف، ومَن افتتح نوابُه إقليم خراسان وإقليم المغرب.

كان من السابقين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين في سبيل الله، شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وزوجه بابنتيه: رقية ثم أم كلثوم رضي الله عنهم أجمعين، ومن نظر في تحريه وقت أمره بجمع القرآن علم مرتبته وجلالته.


وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وثالث الخلفاء الراشدين، وهو أفضل من قرأ القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة.

وهو معدود في البدريين - مع أنه لم يحضر المعركة -؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يتخلف على زوجته رقية ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضرب له بسهمه وأجره.


وكان عمرُه قريبًا من عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر الصديق، فكان قرينًا لهما، وكان أكبر من عليّ بن أبي طالب بثمان وعشرين سنة أو أكثر.

وكان ممن جمع بين العلم والعمل والصيام والتهجد والإتقان والجهاد في سبيل الله وصلة الأرحام، وكان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته رضي الله عنه.


جهوده في خدمة الحديث النبوي:


لازم ذو النورين النبي - صلى الله عليه وسلم – فاستفاد منه استفادة جمة وأخذ عنه جملة كثيرة من العلم، مما جعله من كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، وهذا العلم الغزير الذي تحمله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتلك الأحاديث التي رواها عنه، لم يجعلها حبيسةً في صدره، بل أداها لمن وراءه كما سمعها، ولم يبدل ولم يغير، وأول من روى عنه هم أبناؤه ومواليه؛ فقد روى عنه بنوه: عمرو وأبان وسعيد ومولاه: حُمران ومولاه: الحارث، كما روى عنه من الصحابة والتابعين: أنس بن مالك، وأبو أمامة بن سهل، والأحنف بن قيس، وسعيد بن المسيب، وأبو وائل، وطارق بن شهاب، وأبو عبد الرحمن السُلمي، وعلقمة بن قيس، ومالك بن أوس بن الحدثان، وخَلقٌ سواهم.


وقد روى - رضي الله تعالى عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عددًا من الأحاديث التي انتفعت بها الأمة انتفاعًا عظيمًا، كحديث: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري، هذا الحديث يقول عنه التابعي الإمام المقرئ أبو عبد الرحمن السُّلمي أنه هو الذي أجلسه وجعله يتفرَّغ وينتصب لإقراء الناس القرآن، وذلك بعد أنه سمعه من عثمان - رضي الله تعالى عنه -.


ومن منهج عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - في خدمة الحديث النبوي أنه كان يهتم بالجانب العملي التطبيقي ولا يكتفي بمجرد البيان النظري، ومن أمثلة ذلك روايته لبعض أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في باب الوضوء، فبعد أن روى عنه حديثًا في فضل الوضوء، بيَّن - رضي الله تعالى عنه - عمليًا صفة الوضوء الشرعي، فقد روى الإمام مسلم في (صحيحه) عن عُروة عن حُمران مولى عثمان أنه قال: فلما توضأ عثمان قال: والله لأحدثنَّكم حديثًا والله لولا آية فى كتاب الله ما حدثتكموه [قال عروة: الآية {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} إلى قوله تعالى: {اللاعنون}]، إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التى تليها»، وفي رواية في الصحيحين: «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه».


وروى عن عثمان مولاه حمران بن أبان - أيضًا - أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا ومسح برأسه وظهر قدميه ثم ضحك، فقال لأصحابه: ألا تسألوني عما أضحكني؟ فقالوا: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء قريبًا من هذه البقعة، فتوضأ كما توضأت، ثم ضحك، فقال: "ألا تسألوني ما أضحكني؟" فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: "إن العبد إذا دعا بوَضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإن مسح برأسه كان كذلك، وإذا طهر قدميه كان كذلك"، رواه أحمد.


هذه بعض الأحاديث التي رواها عثمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في باب الوضوء خصوصًا، وتدل على عِلم عثمان وحرصه على الاستزادة من الهدي النبوي، وحرصه على تعليم غيره ممن فاتته الصُحبة بطريقة عملية تطبيقية.


وفاته - رضي الله تعالى عنه - :


قال الحافظ الذهبي: "هاجت رؤوس الفتنة والشر، وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة، وقاتلوه - قاتلهم الله - فصبر، وكَفَّ نفسه وعَبيده حتى ذُبح صبرًا في داره والمصحف بين يديه! وزوجته نائلة عنده، وتسور عليه أربعة أنفس، وقتله سودان بن حمران يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة، وعاش بضعًا وثمانين سنة".


يتبع ...




  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 21:57 رقم المشاركة : 5

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة







هو أبو الحسن الهاشمي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، وُلد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فرُبِّي في حِجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يفارقْه، وكان ممن سبق إلى الإسلام، وصاهر المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وجاهد في الله حق جهاده، وصار من فرسان الإسلام، وشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له في سبب تأخيره له بالمدينة: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟).

نهض بأعباء العلم والعمل، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، وشهد له النبي - صلى الله عليه وسلم بالجنة -، وقال:
"من كنت مولاه فعلي مولاه" رواه الترمذيوابن ماجه، وقال: (لا يحبُّك إلا مؤمنٌ ولا يبغضك إلا منافق) رواه الترمذي والنسائي، ولم يزل بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - متصديًا لنشر العلم والفُتيا، وكان أحدُ أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر. ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم يُنقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي.


جهوده في خدمة السنة النبوية :


كان
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إمامًا عالما متحريًا مستوثقًا في الأخذ والتحمُّل لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بحيث إنه يَستحلِف من يحدِّثه بالحديث! ويقول في ذلك: "كنتُ إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وكان إذا حدثني عنه غيرُه استحلفته، فإذا حلف صدقته!".

وقد روى عن النبي - صلى الله عليه و سلم - علمًا كثيرًا، فكان يقول: "سلوني سلوني! سلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أَنَزلت بليل أو نهار!"، ورُوي أن عليًا ذُكر عند عائشة - رضي الله تعالى عنها -، فقالت: "أما إنه أعلم من بقي في السُّنة".

ومع كثرة علمه الذي تحمله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُرْوَ عنه إلا خمسمائة وستة ثمانين حديثًا فقط، وهو أقل مما رُوِي عن بعض الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأسباب منها: انشغاله بالقضاء والإمارة والحروب التي جعلته لا يتفرغ للفُتيا وعقْد مجالس التحديث التي كانت سببًا في انتشار علم بعض الصحابة،
كابن مسعود وابن عباس وابن عمر.


منهجه في الرواية والتحديث :


كان من أبرز ملامح هذا المنهج تَوقي الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو أحد الرواة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (
من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم، وكان يقول: "إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأن أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتُكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة!" رواه البخاري ومسلم، ولذلك كان ابن عباس يقول: "إذا جاءنا الثبْت عن علي لم نعدل به".


وكان من منهجه – رضي الله تعالى عنه – أيضًا في الرواية؛ عدم رواية المنكر وغير المشهور من الحديث الذي يشتبه على عامة الناس ولا تدركه عقولهم، فقد ورد عنه أنه قال: (
حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذَّب اللهُ ورسولُه؟!).


وكان - رضي الله تعالى عنه - لا يحدِّث مَن لا يثق به من أهل الأهواء والبدع، فكان يضِنُّ بما عنده من العلم ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عمَّن لا يستحق أن يضع علمه عنده، وفي نصيحته لتلميذه
كُميل بن زياد إشارة لذلك، حيث قال له: "إن هاهنا - وأشار إلى صدره - علمًا لو أصبتُ له حَمَلةً!".


وقد استشهد أمير المؤمنين في سابع عشر رمضان من عام أربعين وسِنُّه ستون سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين رضي الله عنه.


يتبع ...




  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:06 رقم المشاركة : 6

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة






منزلة طلحة بن عبيد الله

هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، يكنى أبا محمد، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض. وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر ، وأحد الستة أهل الشورى الذين تُوُفِّي رسول الله وهو عنهم راضٍ، وأحد الذين كانوا مع رسول الله على الجبل فتحرَّك بهم.

كان طلحة بن عبيد الله رجلاً آدم، حسن الوجه، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، ولا بالسبط. وأمه الصعبة بنت الحضرمي، وقد أسلمت وهاجرت، وعاشت بعد ابنها قليلاً.


متى ولد طلحة بن عبيد الله؟ ومتى أسلم؟


ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم في بدايات الدعوة الإسلامية، فهو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام.

قصة إسلام طلحة بن عبيد الله


عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: قال لي طلحة بن عبيد الله : حضرت سوق بُصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة بن عبيد الله: قلت: نعم، أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعدُ؟ قال: قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه.

قال طلحة بن عبيد الله: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعًا حتى قدمت مكة، فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد بن عبد الله الأمين تنبَّأَ، وقد تبعه ابن أبي قحافة. قال: فخرجت حتى دخلت على أبي بكر، فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلقْ إليه فادخلْ عليه فاتّبعه؛ فإنه يدعو إلى الحق. فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله ، فأسلم طلحة وأخبر رسول الله بما قال الراهب، فسُرَّ رسول الله بذلك.


ولم يشهد طلحة بن عبيد الله غزوة بدر؛ وذلك أن رسول الله كان وجَّهه وسعيد بن زيد رضي الله عنهما يتجسسان خبر العير فانصرفا، وقد فرغ رسول الله من قتال من لقيه من المشركين، ولكنه شهد غزوة أحد وما بعدها من المشاهد مع رسول الله .


كرم طلحة بن عبيد الله


أكرم العرب في الإسلام طلحة بن عبيد الله ، جاء إليه رجل فسأله برحم بينه وبينه، فقال: "هذا حائطي (بستاني) بمكان كذا وكذا، وقد أعطيت فيه مائة ألف درهم، يراح إليَّ بالمال العشية، فإن شئت فالمال، وإن شئت فالحائط".

وقال قبيصة بن جابر: صحبت طلحة بن عبيد الله ، فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل مالٍ من غير مسألة منه.


طلحة بن عبيد الله يوم أحد


لما كان يوم غزوة أحد أبلى فيه طلحة بن عبيد الله بلاءً حسنًا، وبايع رسول الله على الموت، وحماه من الكفار، واتّقى عنه النبل بيده حتى شلِّت أصبعه، ووقاه بنفسه.
مواقف من حياة طلحة بن عبيد الله مع الرسول

أنا لها يا رسول الله

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَالَ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟" فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "كَمَا أَنْتَ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "أَنْتَ". فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟"

فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: "كَمَا أَنْتَ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا. فَقَالَ: "أَنْتَ". فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ، حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟" فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ، فَقَالَ: حَسِّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "لَوْ قُلْتَ بِاسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ"، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ.


بشارته بالشهادة


عن أبي هريرة أن رسول الله كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله: "اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَو صِدِّيقٌ أَو شَهِيدٌ".

بعض المواقف من حياته مع الصحابة


طلحة بن عبيد الله مع علي بن أبي طالب

عن رفاعة بن إياس الضبي، عن أبيه، عن جده قال: كنا مع عليٍّ يوم الجمل، فبعث إلى طلحة بن عبيد الله أنِ الْقِني، فأتاه طلحة ، فقال: نشدتك الله، هل سمعت رسول الله يقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من ولاه وعادِ من عاداه؟" قال: نعم. قال: فلِمَ تقاتلني؟ قال: لم أذكر. قال: فانصرف طلحة .

طلحة بن عبيد الله مع أبي بكر الصديق


دخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر ، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر -وكان مضطجعًا-: أجلسوني. فأجلسوه، فقال لطلحة: أبالله تخوِّفني؟! إذا لقيت الله ربي فساءلني، قلتُ: استخلفتُ على أهلك خير أهلك.

أثر طلحة بن عبيد الله في الآخرين


روى عن رسول الله ، وروى عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى بنو طلحة، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس.

طلحة بن عبيد الله المعلم والقدوة


عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، قال: كنا نصلي والدواب تمرُّ بين أيدينا، فذكرنا ذلك لرسول الله ، فقال: "مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ".

من كلمات طلحة بن عبيد الله


عن طلحة بن عبيد الله قال: "لقد أُعطي ابن عباس فهمًا لقنًا وعلمًا، وما كنت أرى عمر يقدم عليه أحدًا".

وقال : "إنا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء، لكننا نتصبر".


وقال أيضًا: "الكسوة تُظهِر النعمة، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء".


وفاة طلحة بن عبيد الله


قُتل طلحة بن عبيد الله يوم موقعة الجمل سنة 36هـ؛ وذلك لما قرَّر الانسحاب من المعركة، بعدما أخبره عليٌّ بحديثٍ لرسول الله كان قد نسيه. يقال: رماه مروان بن الحكم بسهمٍ، فأرداه قتيلاً.

يتبع ...



آخر تعديل Musulman 2012-06-23 في 22:09.
  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:15 رقم المشاركة : 7

افتراضي رد: العشرة المبشرون بالجنة






اسمه وشرف منزلته

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، أبو عبد الله حواريّ رسول الله ، وهو ابن عمة رسول الله صفية بنت عبد المطلب، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى بعد مقتل عُمر.

ولد الزبير بن العوام سنة 28 قبل الهجرة، وقد أسلم بمكة قديمًا على يد الصِّدِّيق، وكان عمره حينئذٍ 15 سنة، وعذّبه قومه لإسلامه، فقد كان عم الزبير يعلقه في حصير، ويدخن عليه بالنار ليرجع إلى الكفر، فيقول: لا أكفر أبدًا.

هجرته

كان من المهاجرين بدينهم إلى الحبشة، تزوج أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وهاجرا إلى المدينة، فولدت له أول مولود للمسلمين في المدينة عبد الله بن الزبير ، ثم مصعب .

قلة روايته للحديث


كان حريصًا على ملازمة رسول الله ، إلا أنه لم يروِ الكثير من الأحاديث؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ : مَا لِي لاَ أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا؟! قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".

من مناقبه


1- كان أول من سلَّ سيفًا في سبيل الله؛ فعن عروة وابن المسيب قالا: أول رجل سلَّ سيفه في الله الزبير، وذلك أن الشيطان نفخ نفخة، فقال: أُخذ رسول الله . فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه، والنبي بأعلى مكة.
2- حواري رسول الله ؛ فعَنْ جَابِر بن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ يَوْمَ الأَحْزَابِ: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟" قَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا. ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟" قَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ : "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".
3- نزلت بسيماه الملائكة؛ فعن عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- قال: كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء الزبير.
4- في "يوم قريظة" جمع له رسول الله بين أبويه؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رضي الله عنهما- عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: "بِأَبِي وَأُمِّي".

في غزوة بدر


كان الزبير أحد مغاوير الإسلام وأبطاله في يوم الفرقان، وكان على الميمنة، وقد قتل الزبير في هذا اليوم العظيم عبيدة بن سعيد بن العاص، كما قتل السائب بن أبي السائب بن عابد، ونوفل بن خويلد بن أسد عمه.

من أخلاقه


كان وقافا عند أوامر رسول الله

عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رضي الله عنهما- أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرُّ. فَأَبَى عَلَيْهِ، فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِيِّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِلزُّبَيْرِ: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ". فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ. فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ". فَقَالَ الزُّبَيْرُ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65].

متوكلا على الله


كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلاً: "إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي". فسأله عبد الله : "أي مولى تعني؟" فأجابه: "الله، نعم المولى ونعم النصير". يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت في كربةٍ من دَيْنِهِ إلا قلت: يا مولى الزبير، اقضِ دينه. فيقضيه.
ومما روى عن رسول الله

عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ حَالِقَةُ الدِّينِ لاَ حَالِقَةُ الشَّعَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ".

موقعة الجمل


بعد استشهاد عثمان بن عفان أتمَّ المبايعة الزبير وطلحة لعليٍّ ، وخرجوا إلى مكة معتمرين، ومن هناك خرجوا إلى البصرة للأخذ بثأر عثمان، وكانت وقعة الجمل عام 36هـ؛ طلحة والزبير -رضي الله عنهما- في فريق، وعليٌّ في الفريق الآخر. وانهمرت دموع علي عندما رأى أم المؤمنين عائشة في هودجها بأرض المعركة، وصاح بطلحة : "يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت؟" ثم قال للزبير : "يا زبير، نشدتك الله، أتذكر يوم مر بك رسول الله ونحن بمكان كذا، فقال لك: (يا زبير، ألا تحب عليًّا؟) فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني؟ فقال لك: (يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم). فقال الزبير : نعم أذكر الآن، وكنت قد نسيته، والله لا أقاتلك".

وأقلع طلحة والزبير -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعا حياتهما ثمنًا لانسحابهما، ولقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا؛ فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرًا وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهمٍ أودى بحياته.


موقف استشهاده


لما كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله، وسارع قاتل الزبير إلى عليٍّ يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه، لكن عليًّا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن، وأمر بطرده قائلاً: "بشِّرْ قاتلَ ابن صفية بالنار". وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبَّله الإمام علي، وأمعن في البكاء وهو يقول: "سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله ".

وبعد أن انتهى علي من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلاً: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]. ثم نظر إلى قبريهما وقال: سمعت أذناي هاتان رسول الله يقول: "طلحة والزبير جاراي في الجنة".


وقد قُتل الزبير بن العوام في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله ست أو سبع وستون سنة.


يتبع ...



  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:20 رقم المشاركة : 8

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة







عبد الرحمن بن عوف هو ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزهري، يكنى أبا محمد، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل: عبد الكعبة؛ فسماه رسول الله عبد الرحمن. وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة . وكان مولده بعد عام الفيل بعشر سنوات.

عبد الرحمن بن عوف هو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة. وأحد الستة الذين جعل عمر الشورى فيهم وأخبر أن رسول الله توفي وهو عنهم راض.

إسلام عبد الرحمن بن عوف:


أسلم عبد الرحمن بن عوف قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق ، حيث إن أبا بكر عمل بالدعوة مباشرة بعد إسلامه وكان رجلاً مألفًا لقومه محبًا سهلاً، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجلاً تاجرًا ذا خلق، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه: الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، فانطلقوا إلى رسول الله ومعهم أبو بكر فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن وأنبأهم بحق الإسلام فآمنوا، وكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا في الإسلام صدقوا رسول الله وآمنوا بما جاء من عند الله. وكان عمره عند إسلامه ثلاثين عامًا.

وكان عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين الأولين، جمع الهجرتين جميعًا: هاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم قبل الهجرة وهاجر إلى المدينة.

أثر الرسول في تربية عبد الرحمن بن عوف:


أسلم عبد الرحمن بن عوف قبل أن يدخل النبي دار الأرقم التي ربى فيها الجماعة المؤمنة التي حملت دعوة الإسلام حتى علا شأنها، وبلغت ما بلغ الليل والنهار، وكان أثر الرسول واضحًا في تربية سيدنا عبد الرحمن بن عوف، وفي معاملاته مع المسلمين وغيرهم، فقد ظهرت أثر تربية النبي عندما آخى بينه وبين سيدنا سعد بن الربيع وأراد الآخر أن يؤثره بنصف ماله إلا أنه قابل هذا الكرم بعفة شديدة مع أنه كان فقيرًا معدمًا ترك أمواله ودياره بمكة، والمتتبع لحياة سيدنا عبد الرحمن بن عوف يجد أثر تربية الرسول واضحًا في حياته.

ومن المواقف التي تظهر أثر الرسول في تربيته، لما بعثه إلى دومة الجندل ووصاه قائلاً: "غز بسم الله وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدًا" وقال: إن استجابوا لك فتزوج ابنة ملكهم، فسار عبد الرحمن حتى قدم دومة الجندل، فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيًا، وكان رأسهم وأسلم معه ناس كثير من قومه وأقام من أقام على إعطاء الجزية، وتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ وقدم بها إلى المدينة وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن.

ملامح من شخصية عبد الرحمن بن عوف


عفته:

من أهم ما يميز ملامح شخصية سيدنا عبد الرحمن بن عوف عفته، وظهر ذلك جليًا عندما آخى الرسول بينه وبين سيدنا سعد بن الربيع، فقال له سعد: إن لي مالاً فهو بيني وبينك شطران، ولي امرأتان فانظر أيهما أحب إليك فأنا أطلقها فإذا حلت فتزوجها، فقال عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك.

مهارة عبد الرحمن بن عوف في التجارة:


استطاع سيدنا عبد الرحمن بن عوف أن يكون ثروة واسعة، بعد أن ترك دياره وأرضه وأمواله، فبمجرد وصوله للمدينة وبعد أن آخى النبي بينه وبين سيدنا سعد بن الربيع، قال له عبد الرحمن بن عوف بعد أن عرض عليه سعد اقتسام أمواله: دلوني على السوق، فلم يرجع حتى رجع بسمن وأقط قد أفضله، وكان يقول: لو رفعتن حجرًا لوجدت تحته ذهبًا، وقال عنه بعض المؤرخين: : كان تاجرا مجدودا في التجارة وكسب مالا كثيرا وخلف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة فرس ترعى بالبقيع وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحًا فكان يدخل منه قوت أهله سنة.

شجاعة عبد الرحمن بن عوف


ومن مواقف بطولته ما كان في يوم أحد، فقد كان من النفر القليل الذي ثبت مع النبي ، ولم يفر كما فر غيره، ويحكي الحارث بن الصمة فيقول: سألني رسول الله يوم أحد وهو في الشعب فقال: "هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟" فقلت: نعم رأيته إلى جنب الجبيل وعليه عسكر من المشركين فهويت إليه لأمنعه فرأيتك فعدلت إليك، فقال رسول الله : "إن الملائكة تمنعه" قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرحمن فأجد بين يديه سبعة صرعى فقلت: ظفرت يمينك؛ أكل هؤلاء قتلت؟ فقال: أما هذا لأرطاة بن شرحبيل، وهذان فأنا قتلتهم وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره قلت: صدق الله ورسوله.

بعض مواقف عبد الرحمن بن عوف مع النبي :


بعد أن أسلم عبد الرحمن بن عوف، ووجد تعذيب المشركين للمسلمين، وكانوا قبل الإسلام أعزة فجاء عبد الرحمن بن عوف في نفر من الصحابة إلى النبي يقولون له: يا رسول الله، إنا كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة، فقال : "إني أُمرت بالعفو فلا تقاتلوا" فلما حولنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال فكفوا فأنزل الله عز وجل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}.

ولقد صلى وراءه النبي في غزوة تبوك، يقول المغيرة بن شعبة: عدل رسول الله وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر فعدلت معه، فأناخ النبي فتبرز ثم جاء فسكبت على يده من الإداوة، فغسل كفيه ثم غسل وجهه ثم حسر عن ذراعيه، فضاق كما جبته فأدخل يديه فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما إلى المرفق ومسح برأسه ثم توضأ على خفيه ثم ركب، فأقبلنا نسير حتى نجد الناس في الصلاة قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم حين كان وقت الصلاة، ووجدنا عبد الرحمن وقد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر، فقام رسول الله فصف مع المسلمين فصلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية، ثم سلم عبد الرحمن فقام رسول الله في صلاته ففزع المسلمون، فأكثروا التسبيح لأنهم سبقوا النبي بالصلاة، فلما سلم رسول الله قال لهم: "قد أصبتم" أو "قد أحسنتم".

بعض المواقف من حياة عبد الرحمن بن عوف مع الصحابة:


ومن مواقفه مع الصحابة ما حدث بينه وبين سيدنا خالد بن الوليد، فقد اشتكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد للنبي فقال له النبي : "يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر، لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله"، فقال: يا رسول الله إنهم يقعون في فأرد عليهم فقال: "لا تؤذوا خالدًا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار".
ومن مواقفه أيضًا ما كان بينه وبين بقية أصحاب الشورى، والذين استخلفهم سيدنا عمر بن الخطاب لاختيار من بينهم خليفة المسلمين فقد روي أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هل لكم أن أختار لكم وأنتقي منها، قال علي بن أبي طالب : أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله يقول: "أنت أمين في أهل السماء وأمين في أهل الأرض".

بعض المواقف من حياة عبد الرحمن بن عوف مع التابعين:


ومن مواقفه مع التابعين ما كان بينه وبين نوفل بن إياس الهذلي فقد قال: كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسًا، وكان نعم الجليس وإنه انقلب بنا ذات ويوم حتى دخلنا منزله ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا، فأتينا بقصعة فيها خبز ولحم، ولما وضعت بكى عبد الرحمن ابن عوف فقلنا له: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قال: مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ولا أرانا أخرنا لهذا لما هو خير لنا.

عبد الرحمن بن عوف يروي عن النبي :


عن عبد الرحمن بن عوف قال: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت الرحمن قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية؛ فكاتبته عبد عمرو، فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس، فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال: أمية بن خلف لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا وكان رجلاً ثقيلاً، فلما أدركونا قلت له: ابرك فبرك فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه.

عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي قال: شهدت حلف المطيبين مع عمومتي، وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه، قال الزهري: قال رسول الله : "لم يصب الإسلام حلفا إلا زاده شدة ولا حلف في الإسلام"، وقد ألف رسول الله بين قريش والأنصار.

من كلمات عبد الرحمن بن عوف:


ابتلينا مع رسول الله بالضراء فصبرنا ثم ابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر.

وفاة عبد الرحمن بن عوف:


لما حضرت الوفاة عبد الرحمن بن عوف بكى بكاء شديدًا فسئل عن بكائه فقال: إنَّ مصعب بن عمير كان خيرًا مني توفي على عهد رسول الله ، ولم يكن له ما يكفن فيه وإن حمزة بن عبد المطلب كان خيرًا مني لم نجد له كفنًا، وإني أخشى أن أكون ممن عجلت له طيباته في حياته الدنيا وأخشى أن أحتبس عن أصحابي بكثرة مالي.
وكانت وفاة عبد الرحمن بن عوف سنة إحدى وثلاثين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين سنة بالمدينة. ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان وكان قد أوصى بذلك.

يتبع ...



آخر تعديل Musulman 2012-06-23 في 22:22.
  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:28 رقم المشاركة : 9

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة






اسمه وشرف نسبه :

سعد بن مالك بن أهيب، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتًا. أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية. جده أهيب بن عبد مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله. ولد في مكة سنة 23 قبل الهجرة.

نشأة سعد بن أبي وقاص :


نشأ سعد في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القِسِيّ، وهذا عمل يؤهِّل صاحبه للائتلاف مع الرمي، وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم، ويتعرف على الدنيا عن طريق الحجيج الوافد إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها.

إسلام سعد بن أبي وقاص :


كان ممن دعاهم أبو بكر للإسلام، فأسلم مبكرًا، وهو ابن سبع عشرة سنة. وبعد إسلامه تركت أمه الطعام ليعود إلى الكفر، فقال لها: تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء؛ فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي. فحلفتْ ألا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب؛ فأنزل الله : {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8].

وكان سعد بن أبي وقاص أحد الفرسان، وهو أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله، وهو أحد الستة أصحاب الشورى.


من مناقب سعد بن أبي وقاص :


1- كان رسول الله يشير إلى سعدٍ قائلاً: "هذا خالي، فليرني امرؤ خاله".
2- جمع النبي لسعد أبويه يوم أُحد؛ فقد قال له: "ارمِ سعد، فداك أبي وأمي".

سعد بن أبي وقاص حارس النبي :


عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: "كَانَ النَّبِيُّ سَهِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ: "لَيْتَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ"، إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلاَحٍ، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟", فَقَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، جِئْتُ لأَحْرُسَكَ. وَنَامَ النَّبِيُّ ".

سعد بن أبي وقاص مجاب الدعاء :


دعا له الرسول، فقال: "اللهم سدد رميته، وأجب دعوته". فكان مجابَ الدعوة.
سعد بن أبي وقاص وحبه للجهاد في سبيل الله :

لم تعد حياة سعد ضياعًا في أحاديث التجارة أو اللغو، ولم يعد عمله في صنع السهام والقِسِيّ من أجل الربح، بل أصبح عمله جميعه موجَّهًا لهدف واحد، هو نصرة الدين، وإعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيله بالمال والنفس والأهل والعشيرة؛ فقد شهد مع النبي غزوة بُواط وكان يحمل لواءها، وغزوة أُحد، وكان الرسول يعتمده في بعض الأعمال الخاصة، مثل إرساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمهمة استطلاعية عند ماء بدر، وعندما عقد صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد شهود الصلح.

سعد بن أبي وقاص وقيادة ناجحة في القادسية :


تولى سعد بن أبي وقاص مهمة قيادة جيش المسلمين في أصعب مرحلة من مراحل الحرب في بلاد فارس والعراق، فاستطاع بفضل الله أولاً، ثم بكفاءته وقدرته القيادية وتوجيهات أمير المؤمنين وجيشٍ يملؤه الإيمان أن يهزم الفرس هزيمة ساحقة في القادسية.

كان أول قرار صحيح اتخذه سعد أثناء قيادته للجيش هو اختياره لموقع القادسية من أجل المعركة الحاسمة مع الفرس، فقد توافرت في هذا الموقع:


1- عزلته عن أهل البلاد الذين لم يكن سعد ليشعر بالطمأنينة إليهم.

2- وقوع القادسية بين حاجزيْن جغرافييْن (الخندق والعتيق) لحماية قواته.

3- قرب الموقع من الموارد الحياتية: المياه والطعام؛ مما يضمن له سهولة التأمين الإداري لقوات المسلمين.

4- عدم وجود حاجز طبيعي يعوق حركة القوات، إذا ما أرادت الانسحاب وإعادة تجميعها لاستئناف القتال.

5- حصر الفرس عند القتال بحاجز طبيعي (نهر الفرات).

وقد كان من قراراته الصحيحة أثناء المعركة في ميدان القتال إرسال قوات لحماية النقاط الضعيفة، والتوغل والالتفاف من حول القوات، ثم تحديد بداية المعركة مع موعد الظهر؛ إذ تكون حدة الشمس قد ارتفعت عن أعين المقاتلين، وكذلك تنظيم عملية القتال الليلية (ليلة الهرير)، التي قررت مصير المعركة الحاسمة.

وفاة سعد بن أبي وقاص :


تُوُفِّي سعد في قصره بالعقيق على بُعد خمسة أميال من المدينة، وذلك عام 55هـ، وقد تجاوز الثمانين، وهو آخر من مات من المهاجرين.

يتبع ...



  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:32 رقم المشاركة : 10

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة






نسب سعيد بن زيد ومكانته :

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى العدوي، ولد في مكة قبل الهجرة بـ 22 سنة، وقد كان من السابقين إلى الإسلام؛ فقد أسلم قبل أن يدخل النبي دار الأرقم بن أبي الأرقم ، دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام، فسارع إليه في لهفةٍ وشوق، وكان من أوائل المسلمين.

وقد شهد سيدنا سعيد بن زيد المشاهد كلها بعد بدر مع النبي؛ ذلك أن الرسول كان قد أرسله أثناء الغزوة لملاحقة عير قريش.

تزوج الصحابي الجليل سعيد بن زيد من فاطمة بنت الخطاب -رضي الله عنها- أخت عمر في مكـة، وتزوج عمر عاتكة أخت سعيد. وكان أبوه "زيد بن عمرو بن نفيل" من الأحناف في الجاهلية؛ فلم يسجد لغير الله في جاهليته.

الرسول يبشر سعيد بن زيد بالجنة :


عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ".

وكان سعيد بن زيد مجاب الدعوة :


عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ أنَّ أروى خاصمته في بعض داره، فقال: "دَعُوهَا وَإِياهَا؛ فَإِني سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: "مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقهِ، طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". "اللَّهُم إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا". قال: فرأيتها عمياء تلتمس الجدر، تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد. فبينما هي تمشي في الدار مرت على بئرٍ في الدار، فوقعت فيها، فكانت قبرها.

وقد شهد سيدنا سعيد بن زيد اليرموك وحصار دمشق وفتحها، وروى عن النبي ثمانية وأربعين حديثًا.

وفاة سعيد بن زيد :


تُوُفي سيدنا سعيد بن زيد بالعقيق في حدود سنة خمسين، فحُمِل إلى المدينة، وعاش بضعًا وسبعين سنة.

يتبع ...



  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:40 رقم المشاركة : 11

Yes رد: العشرة المبشرون بالجنة






نسبه وكنيته:

هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري، أبو عبيدة، مشهور بكنيته وبالنسبة إلى جده، وأمه أميمة بنت غنم. ولد سنة 40 قبل الهجرة/ 584م. وكان رجلاً نحيفًا معروق الوجه، خفيف اللحية طوالاً، أجنأ (في كاهله انْحِناء على صدره)، أثرم (أي أنه قد كسرت بعض ثنيته).

قصة إسلام أبو عبيدة بن الجراح:


كان أبو عبيدة من السابقين الأولين إلى الإسلام، فقد أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر ، وكان إسلامه على يدي الصديق نفسه، فمضى به وبعبد الرحمن بن عوف وبعثمان بن مظعون وبالأرقم بن أبي الأرقم إلى النبي ، فأعلنوا بين يديه كلمة الحق، فكانوا القواعد الأولى التي أقيم عليها صرح الإسلام العظيم.

عُمر أبي عبيدة بن الجراح عند الإسلام:


أسلم في بداية الدعوة، أي قبل الهجرة بثلاث عشرة سنة، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها.

من مناقب أبي عبيدة بن الجراح:


1- هو أحد العشرة المبشرين بالجنة؛ قال النبي : "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة".

2- حب النبي له وثناؤه عليه؛ روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "نِعْمَ الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح".

وعن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: أيُّ أصحاب رسول الله كان أحب إلى رسول الله ؟ قالت: أبو بكر. قلت: ثم مَن؟ قالت: عمر. قلت: ثم من؟ قالت: ثم أبو عبيدة بن الجراح. قلت: ثم من؟ قال: فسكتت.

أثر الرسول في تربية أبي عبيدة بن الجراح:


من هذه المواقف التي تدل على مدى تأثره بتربية النبي له:

في السنة الثامنة للهجرة أرسل الرسول عمرو بن العاص إلى أرض بَلِيّ وعُذْرة في غزوة ذات السلاسل، ووجد عمرو بن العاص أن قوة أعدائه كبيرة، فأرسل إلى الرسول يستمده، فندب النبي الناس من المهاجرين الأولين، فانتدب أبو بكر وعمر في آخرين، فأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجراح مددًا لعمرو بن العاص . فلما قدموا عليه، قال عمرو : أنا أميركم. فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين. فقال: إنما أنتم مددي. فلما رأى ذلك أبو عبيدة ، وكان حسن الخُلق، متبعًا لأمر رسول الله وعهده، فقال: تعلم يا عمرو أن رسول الله قال لي: "إن قدمت على صاحبك فتطاوعا"، وإنك إن عصيتني أطعتك.


ومن أثر الرسول في تربيته هذا الموقف البارع؛ فعن عبد الله بن شوذب قال: جعل أبو أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر الجرَّاح قصده أبو عبيدة فقتله؛ فأنزل الله فيه هذه الآية: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].


وما كان لأبي عبيدة أن يعزم هذه العزمة إلا بروح من الله، تنفض عن قلبه الطاهر السليم كل عَرَضٍ من أعراض الدنيا الفانية، وتجرده من كل رابطة وآصرة إلا رابطة العقيدة.


أهم ملامح شخصية أبي عبيدة بن الجراح :


الأمانة والقيادة :


روى البخاري بسنده عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله يريدان أن يلاعناه. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيًّا فلاعنَّا، لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلاً أمينًا، ولا تبعث معنا إلا أمينًا. فقال: "لأبعثن معكم رجلاً أمينًا حق أمين". فاستشرف له أصحاب رسول الله ، فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح". فلما قام، قال رسول الله : "هذا أمين هذه الأمة".

الثبات في الميدان والدفاع عن الرسول :


عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت أبا بكر يقول: لما كان يوم أُحد ورُمي رسول الله في وجهه حتى دخلت في وجنتيه حلقتان من المغفر، فأقبلت أسعى إلى رسول الله وإنسان قد أقبل من قِبل المشرق يطير طيرانًا، فقلت: اللهم اجعله طاعة حتى توافينا إلى رسول الله . فإذا أبو عبيدة بن الجراح قد بدرني، فقال: أسألك بالله يا أبا بكر إلاَّ تركتني فأنزعه من وجنة رسول الله . قال أبو بكر : فتركته.

فأخذ أبو عبيدة بثنية إحدى حلقتي المغفر فنزعها وسقط على ظهره، وسقطت ثنيَّة أبي عبيدة ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيَّةٍ أخرى فسقطت، فكان أبو عبيدة في الناس أثرم.


الزهد :


أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار، وقال لرسوله: انظر ما يصنع؟ فقسّمها أبو عبيدة ، فلما أخبر عمرَ رسولُه بما صنع أبو عبيدة بالمال، قال: "الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا".

مشاورة الجند :


كان من القادة الذين يستشيرون رجالهم في كل خطوة يخطونها، وعندما تحتشد الروم لاستعادة أرض الشام استشار أصحابه، فأشار عليه الأكثرية بقبول الحصار في حمص، أما خالد فأشار عليه بالهجوم على جموع الروم، ولكن أبا عبيدة أخذ برأي الأكثرية.

بعض مواقف أبي عبيدة بن الجراح مع الرسول :


وكان ممن ثبت مع الرسول يوم أُحد، وقد أسرع إلى رسول الله ونزع الحلقتين من المغفر اللتين دخلتا في وجنة رسول الله .

وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي جمعة حبيب بن سباع قال: تغدينا مع رسول الله ومعنا أبو عبيدة بن الجراح ، قال: فقال: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟! أسلمنا معك، وجاهدنا معك. قال: "نعم، قوم يكونون من بعدكم، يؤمنون بي ولم يروني".

بعض مواقف أبي عبيدة بن الجراح مع الصحابة :

مع أبي بكر الصديق :

بعث أبو بكر إلى أبي عبيدة هلُمَّ حتى أستخلفك؛ فإني سمعت رسول الله يقول: "إن لكل أمة أمينًا، وأنت أمين هذه الأمة". فقال أبو عبيدة : ما كنت لأتقدم رَجُلاً أمره رسول الله أن يؤُمَّنا.

وقال أبو بكر الصديق يوم السقيفة: "قد رضيت لكم أحد هذيْن الرجلين"، يعني عُمر وأبا عبيدة.


مع عمر بن الخطاب :


كان عمر يقول: "لم أكن مغيرًا أمرًا قضاه أبو عبيدة".
وأول كتاب كتبه عمر حين وَلِي كان إلى أبي عبيدة يوليه على جند خالد ، إذ قال له: "أوصيك بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه، الذي هدانا من الضلالة وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وقد استعملتك على جند خالد بن الوليد، فقم بأمرهم الذي يحق عليك...".

مع خالد بن الوليد :


لما عزل عمر خالدًا وولّى أبا عبيدة ، قام خالد وقال للناس: "بُعث عليكم أمين هذه الأمة". وقال أبو عبيدة للناس عن خالد : سمعت رسول الله يقول: "خالد سيف من سيوف الله، نعم فتى العشيرة".

بعض مواقف أبي عبيدة بن الجراح مع التابعين :


وعن سليمان بن يسار أن أهل الشام قالوا لأبي عبيدة بن الجراح : خذ من خيلنا صدقة. فأبى، ثم كتب إلى عمر بن الخطاب فأبى، فكلموه أيضًا فكتب إلى عمر بن الخطاب ، فكتب إليه عمر بن الخطاب : "إن أحبوا فخذها منهم، وارددها عليهم، وارزق رقيقهم". قال مالك: أي ارددها على فقرائهم.

أثر أبي عبيدة بن الجراح في الآخرين :


روى عنه أحاديث النبي من الصحابة أبو ثعلبة جرثوم الخشني، وسمرة بن جندب، وصدي بن عجلان، ومن التابعين عبد الرحمن بن غنم، وعبد الله بن سراقة، وعبد الملك بن عمير، وعياض بن غطيف.

في تعليمه الفقه وغيره:


عند الإمام أحمد بسنده عن أبي أمامة قال: أجار رجل من المسلمين رجلاً، وعلى الجيش أبو عبيدة بن الجراح ، فقال خالد بن الوليد وعمرو بن العاص: لا نجيره. وقال أبو عبيدة: نجيره؛ سمعت رسول الله يقول: "يجير على المسلمين أحدهم".

بعض الأحاديث التي نقلها أبو عبيدة بن الجراح عن النبي :


في سنن الدارمي بسنده عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله : "أول دينكم نبوة ورحمة، ثم ملك ورحمة، ثم ملك أعفر، ثم ملك وجبروت يستحل فيها الخمر والحرير".

وفي سنن الدارمي أيضًا عن سمرة، عن أبي عبيدة بن الجراح قال: كان في آخر ما تكلم به رسول الله قال: "أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب".


بعض كلمات أبي عبيدة بن الجراح :


- قال يوم السقيفة: "يا معشر الأنصار، إنكم أول من نصر وآزر، فلا تكونوا أول من بدل وغيَّر".

- ومن أهم كلماته في إثارة حماسة جنده للحرب وتحريضهم على الجهاد مقولته تلك: "عباد الله، انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. عباد الله اصبروا؛ فإن الصبر منجاة من الكفر، ومرضاة للرب، ومدحضة للعار، لا تتركوا مصافكم، ولا تخطوا إليهم خطوة، ولا تبدءوهم بقتال، وأشرعوا الرماح، واستتروا بالدرق (أي الدروع)، والزموا الصمت إلا من ذكر الله في أنفسكم حتى يتم أمركم إن شاء الله".

وفاة أبي عبيدة بن الجراح :


تُوُفي أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عَمْواس سنة ثماني عشرة، عن ثمانٍ وخمسين سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل .

اللهم اجعل هذا العمل في ميزان حسناتى





  رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:48 رقم المشاركة : 12

افتراضي رد: العشرة المبشرون بالجنة


اقتباس:
اللهم اجعل هذا العمل في ميزان حسناتى
اللهم أمين موضوع مميز
وبارك الله فيك ونسال الله ان يحشرنا معهم في جنته



  رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:53


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت