انه كلام الله العزيز الحكيم حين قال في سورة الرعد
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
صدق الله العظيم
فالله عز وجل لا يغير ما بقوم من خير الى شر
او من شر الى خير حتى يغيروا ما بأنفسهم
وهذا ما يتراءى في كل جوانب الأمة الاسلامية
هذه الأمة التي كانت خير امة تنهى عن المنكر
وتامر بالمعروف وتنتهج دستور الله وسنة نبيه
الكريم عليه صلوات الله وسلامه
ان ما نراه على الساحات العربية والاسلامية
من ضعف معرفي واقتصادي واجتماعي
وما نتج عنه من تناحر وانقسام وتفرقة
ادت الى تردي الأوضاع المعيشية والصحية
الى الدرك الأسفل من متطلبات الحياة
ما هو الا عقاب من الله عز وجل لهذه الأمة
التي انسلخت وابتعدت عن كل المبادىء
الانسانية الأخلاقية منها والسلوكية
نعم هو عقاب من الله العلي الحكيم في اشارته
الرافضة للمنهج والسلوك المتبعين في النفاق
الديني المتبع اليوم على كل الساحات
هذا في الحالة العامة للأمة الاسلامية ككل
والمتتبع للحالة التونسية اليوم
وبعد الثورة يلاحظ جيدا ما آلت اليه الأمور
رغم صغر المساحة وقلة العدد
انها عودة الى الوراء
عودة الى ما يشبه القبلية التناحرية التي دعا
الاسلام الى مخاطرها ونائجها السلبية على
البلاد والعباد
اوليس ما يشاهد اليوم غضب من العزيز الحكيم
على هذه الفئة القليلة العدد من النفاق والتشدق
المبالغ فيه من هذا الجانب او ذاك باسم تعاليم
الدين او باسم الحقوق والواجبات او باسم
العدالة الاجتماعية بين كل افراد المجتمع
اوليس ما يحدث على الأرض خداع لكل المبادىء
السامية التي حث عليها الاسلام
هل دعا الاسلام الى التعصب والجدل والرفض
هل الكره والعداء وكل الأحقاد الدفينة التي برزت
فجأة على كل الساحات الوطنية هي ما دعا لها
العزيز الجبار في كتابه
هل كل من يتكلم اليوم باسم كتاب الله الحكيم
وباسم سنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام
هو صادق في النوايا ويعمل بتعاليم الله
الم يدعو الله في كتابه الى التآخي والتحابب
الم يدعو الى التسامح ونبذ البغضاء
الم يدعو الى الرحمة وما اعضم رحمته العزيز
الجبار القادر المقتدر
فكيف لا يكون عقابه ردا على هذا الانحراف
في المبادىء والسلوك
انه عقاب بسيط امام ما يمهله الله ليوم الحساب
انه انذار خفيف اللهجة
فليتعظ الجميع قبل فوات الأوان
والسلام عليكم