منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-09, 21:48 رقم المشاركة : 1



Icon3 غرورُ الجاهل وكبرياء الأحمق





غرورُ الجاهل وكبرياء الأحمق




عجبًا لأشخاصٍ ينصبون أنفسهم حكامًا، ويظهرون بين العباد قضاةً، يصدرون الأحكام، ويصنفون الناس، ويهمشون الطاقات، ويبتذلون القدرات، ويستهينون بغيرهم وإن كانوا أفضل منهم، وأكثر وعيًا وأبين رأيًا، وأعقل سلوكًا وأعمق فهمًا. لكنهم لا يرون غيرهم، ولا يؤمنون بسواهم، ولا يعبرون أحدًا قد ينافسهم، أو قد يكون أفضل منهم، وأكثر نفعًا منهم، وأصدق نفسًا وأخلص قلبًا وعملًا منهم.

إنهم يسيرون بكبرياء، ويتحركون بعجبٍ وخيلاء، ويتحدثون باستعلاء، وينظرون إلى الناس بخفةٍ وازدراء، ويستهزؤن بالآخرين وينسون طبيعتهم الشوهاء، وربما مشيتهم العرجاء، ولكنتهم العوجاء. يجعلون من فهمهم معيارًا، وينصبون عقولهم ضابطًا ومقياسًا، يضحكون من كل رأي، ويستخفون بكل قول، ويستهينون بأي رد، ويضحكون من كل جهد، ولا يرون الفعل إلا فعلهم، ولا يكون الإفحام إلا بقلمهم، ولا يتحقق شفاء القلوب إلا بمدادهم، ولا تطمئن النفوس إلا بحد أقلامهم، وخشونة مفرداتهم، وحدة كلماتهم، وبذاءة ألفاظهم، وسوء خلقهم، وما فحش وساء من أسلوبهم.

يرون الفهم هم، والوعي لهم، والإدراك تصوغه مداركهم، والحق معهم، والصواب لا يفارقهم، والحكمة ما بان من شفاههم، أو ما سال من أقلامهم، ويدعون أن العقل خلق من أجلهم، وبرأ الله المنسم لهم وحدهم وأسكنه في جماجمهم، فلا يجود الزمان بمثلهم، ولا تعرف الجوزاء إلا صوت نعالهم، ولا تقل السماء إلا ندرةً أمثالهم، ولا تقل الأرض ولا يجوز لها إلا لهم، أو لمن تغنى برسمهم، وأعجب بلفظهم، ورفع صورهم، ورأى أنهم السيف البتار، والعقل القاهر الجبار، والقلم القاطع لكل متقولٍ هذار.

ألا يرون أنهم مسكونون بالغرور، ومحكومون بالجهل، ويتطلعون فقط إلى المرآة والظهور، ويبحثون عن الصورة والذكر، والخبر الحدث، وإن لم يكونوا صناعه أو أربابه، ولا يفهمون من الحياة إلا أخيلةً وصور، ولا تحركهم إلا ضحالاتٌ وسرابٌ يقربهم ومن غرر بهم إلى الحفر، ويودي بهم وبمن صفق لهم إلى هلاكٍ وسقر، ويأخذون معهم من شجعهم وغرر بهم إلى ذات الوادي الذي سيكون لهم ولأمثالهم مستقر، وهذا واقعٌ لا محالة، فلا مهرب منه ولا مفر. ألا يدركون بعقولهم المحدودة المريضة، أن صغيرًا دونهم يكبر بتقديره، ويسمو ببيانه، ويعلو قدره بطيبته وتواضعه، ويكسب من حوله بصدقه، ويحيط به الناس لفرط بساطته، وعظيم كرم أخلاقه.

لكنه الغرور والكبر، غرورٌ يقتل النفس ويوردها المهالك، ويفقدها ما بين أيديها من المنافع والمكاسب، ويخسرها أبسط الأشياء وأنفس المحاسن. وكبرياءٌ يقود إلى العزلة، ويلغي الألفة، ويحرم من الحب والمودة، ويخلق الكره، ويصنع الحقد، ويودي بكل ما كسب عبر الأيام من خيرِ ودٍ، وما حققه من طيبِ كدٍ.

وكلاهما... المغرور والمتكبر... يظنُ أنه الفائز، وأنه الصائب والناجي، وأنه على الحق وعلى الصواب، وأنه الناجح والفالح، وأنه الكاسب والرابح، وأنه المؤيد بالنصر، والمصون بالمحبة... لكنه كغيره... مخدوعٌ وكاذب... فكونوا بأمثالهم رحماء، ومعهم ناصحين صادقين، امحضوهم النصح ولو كان قاسيًا، وأخلصوا لهم القول ولو كان مباشرًا، وقولوا لهم بوضوحٍ وصراحة، أنكم جهلاء.... فلا تكونوا أيضًا سفهاء.





مصطفى يوسف اللداوي






  رد مع اقتباس
قديم 2013-12-10, 14:50 رقم المشاركة : 2

Icon14 رد: غرورُ الجاهل وكبرياء الأحمق


بسم الله الرحمان الرحيم

ربما لن يكون تدخلي في صميم ما كتب
ولكنني سألخص بطريقتي بعض الصفاة التي وردت

ان كنت في مقالك تقصدين السياسيين
واقصد من هم في الحكم او خارجه
فاعلمي انهم ليسوا اغبياء
وتذكري يوم صعد بن علي الى الحكم
كيف تناسى الجميع بورقيبة
وكيف هلل الشعب باكمله
لم يتناسى بورقيبة فقط
بل اطنب في الذم والشتم
والتاريخ يعيد نفسه

من الغبي اذن؟

لقد جبلنا على السمع والطاعة
جبلنا على التصفيق
جبلنا على المدح والمديح
جبلنا على الخوف من قول الحقيقة
حتى اصبحنا نصدق الكذب
بل وندافع عنه

نحن
شعوب وانظمة حاكمة ومعارضة
بعيدون عن الديمقراطية
بعيدون عن الحضارة الانسانية
بعيون عن الحقوق والواجبات الكونية
بعيدون عن واقع القرن الواحد والعشرين
نحن لا زلنا نتخبط
نتخبط في وحل الماضي الأليم
والحاضر المجهول
لا زلنا نبحث عن كوننا وذاتنا
نبحث عن الاستقرار
الاستقرار الكامن في اعماقنا
اعماقنا الممزقة

نحن لا ندرك مفهوم الديمقراطية
نريدها ديمقراطية على قياسنا
للحفظ لا للممارسة

من الغبي يا ابنتي ؟

انه قدرنا
نعم قدر الشعوب العربية
ماضيها وحاضرها
ومستقبلها ان تواصل التثمين والتهليل والتصفيق

عذرا للاطالة
واعتبري تدخلي ردا
او فضفضة
فالاثنان يؤديان المعنى


شكرا جزيلا لطرحك
طرح في صميم الواقع






  رد مع اقتباس
قديم 2013-12-11, 18:44 رقم المشاركة : 3

Great رد: غرورُ الجاهل وكبرياء الأحمق


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة youssef81151 مشاهدة المشاركة
من الغبي يا ابنتي ؟

أهلا بالعم يوسف

غرور الجاهل و كبرياء الأحمق، جذبني عنوان المقالة فقرأتها فأبهرني محتواها و قلم صاحبها فأردت أن تشاركوني أيضا قراءتها..

و بصفة عامة يا عم يوسف الغرور و الكبرياء مطلوبان في بعض الأحيان و الأوقات و لكن ليس بإفراط فيصبح فعلا المغرور جاهلا مذموما و يتحول كبرياء الشخص لغباء و حماقة و ترفع..

إذن لا إفراط و لا تفريط بين ذلك و ذاك، فالله وحده المنسوب إليه المعنى الكامل لصفتا الغرور و الكبرياء ..


عذرا للاطالة
واعتبري تدخلي ردا
او فضفضة
فالاثنان يؤديان المعنى

على العكس، أسعدني ردك ككل و مرحبا بتدخلاتك الهادفة


شكرا جزيلا لطرحك
طرح في صميم الواقع


الله يبارك فيك




  رد مع اقتباس
قديم 2013-12-11, 20:02 رقم المشاركة : 4

افتراضي رد: غرورُ الجاهل وكبرياء الأحمق



قيل : الرجال اربعة

فرجل يدري ويدري ‏انه يدري *** ‏ فذلك عالم فاعرفوه

ورجل يدري ولا ‏يدري انه يدري *** ‏ فذلك غافل فأيقظوه

ورجل لا يدري ‏ويدري انه لا يدري *** ‏ فذلك جاهل فعلموه

ورجل لا يدري ولا ‏يدري انه لا يدري *** ‏ فذلك أحمق فاجتنبوه



وقد تطرق الاستاذ مصطفى يوسف اللداوي

من خلال قصته الى الصنفين الاخيرين
وكم هم كثر في زماننا هذا




  رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:16


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2024 © منتديات جوهرة سوفت