حياكم الله
تحرس ُ الدجاجة صيصانها من القطّ فلا يقترب ، وإذا فعل تنتفضُ فَيُولي هاربا ً ، وتنتفض أغصان الأشجار كلّ خريف على ورقها الأصفرَ
رافعة لواء التغيير السنوي فيتهادى على الأرض بسلام وتنتفع منه الأرض على الأقل كَسمادٍ ؛ لكن حكامنا من الأشجار الدائمة الخضرة وخاصة كشجرة الزعرور
فهي ذات شوك حادّ وثمارها الصغيرة تنفع لمرضى القلوب والذبحة الصدرية فيطعمون منها الشعب كي يصبر .
الصحراء الكبرى تنتفض برملها على سوط الشمس اللاذع لتصنعَ تلالا ً وظلالا ً لمسافرين يبحثون عن مدينة الحرية والعدالة .
وحين يجوع الجراد يشهرُ سيفَ الكثرَةِ التي تغلب الشجاعة ؛ فينسق في عالمه اللاإفتراضي على موعد الخروج ، فيملأ السماء ،
ويقع على الأرض ِ الخضراءَ ثم يرتفع ، فإذا هي برداء ٍ آخر ، فتصبر الأرض وتنتظر عربة الفصول الدائرة حتى يأتي الشتاء ليصنع لها
رداءاً آخر بصنارة البرق ، فتهتز ّ لما ينزل الماء عليها وتنبت .
الثلج البارد ُ في القطبين ما زال ينتفض ليحْدِثَ تغييرا في الأرض وانهيارات ثلجية تؤدي إلى تحويل الصحارى لتصبح مروجٍاً وأنهاراً .
وبين هذه الإنتفاضات الطبيعية أصبح كل شيء قابلا للتغيير بسهولة وكأنما تحثّ الطبيعة الناسَ على محاكاتها .
انتفضَ الجحرُ والشجرُ والرملُ والنمل ُ والتركُ والفرسُ والعجم ؛ فليت شباب الخليج والجزيرة ينسون ولو قليلا كرة القدم ...
حتى يستريح الناس من التحليلات الرياضية والتي تديرها عشرات القنوات الرياضية وتنفق الملايين عليها والساعات الطويلة في
تحليل كيف مرت الكرة من هنا أو من هناك فترى المعلقين يسردون حياة لاعب لا يفقه إلا الكرة ويعرفون حسبه ونسبه وماذا يحب وماذا يكره ،
فليتهم عرّفونا برجال عظماء في التاريخ وليتهم يسمعوننا حوارات فقهية وفكرية وأدبية وثقافية وعلمية حتى تستفيد الأمة .
وديننا يشجع الرياضة ولكن ليس بهذه المبالغة الكبيرة فالإسراف لا يحبه الله حتى في الأمور المباحة .
وأخيرا ستعود إن شاء الله قريبا جزيرة العرب مروجا من العدالة وأنهارا من الحرية بانتفاضة القحطانيين قبل عودتها مروجا وأنهارا بانتفاضة القطبين ،
فليحملوا سواك العدل ليكسروا به عصا الظلم وحاملها .
محمد عميرة