وقعُ الشماتة
مواقف
قال الجاحظ: ما رأيتُ سِناناً أنفذ من شماتة الأعداءِ.
وقيل للنبي أيوب عليه السلام: أي شيء كان عليك في بلائكَ أشدّ؟. قال: شماتة الأعداء.
وقال بعض الحكماء: لذّة العفو أطيب من لذة التشفّي والانتقام؛ لأن لذة العفو يشفعها حميد العاقبة، ولذة الانتقام يلحقها ألم الندم.
فروق لغوية (الشُّكرِ والجزاء)
الفرق بين الشُّكرِ والجزاء، أن الشكرَ لا يكون إلا على نعمة أو منفعة مقدمة لنا من الغير، أما الجزاء فلا تشترط فيه المنفعة وحدها، إذ قد يكون لمنفعة أو مضرَّة، كالجزاء على الشر مثلاً.
من طرائف العرب
أمر زياد بن أبيه بضرب عنقِ رجل، فقال له الرجل وهو بين يديه: أيها الأمير إنّ لي بكَ حرمةً، فقال له: ما هيَ؟ فقال الرجل: إنّ أبي كان جاركَ بالبصرةِ. فقال له: ومَن أبوك؟ فقال: يا مولاي إني نسيتُ في موقفي هذا اسمَ نفسي، فكيفَ لا أنسى اسم أبي؟ فردَّ زياد كمّه على فمه، وضحِكَ وعفا عنه.
فوائد لغوية
شاع على ألسنةِ كثيرٍ من المتحدثين ولا سيّما الإعلاميين، في التعبير عن موقع دولة أو مدينة أو ولاية على الخارطة الجغرافية قولهم: تقع المدينةُ جنوبي كذا أو شَماليّ كذا، كأن يقال: تقع البصرةُ جنوبيّ العراق. وهو تعبيرٌ خاطئ، إذ الصواب أن يقال: تقعُ البصرةُ جنوبَ العراقِ.
مغزى مثل
(قبلَ الرمي يُراشُ السَّهم)
يعني المثل؛ ينبغي أن تُصلح السَّهمَ قبل وقت الرمي. وهو مثل يُضربُ في الاستعداد للأمر قبل وقوعه. وهو يُضرب عادة لمن يستعجل في إنفاذ أمر قبل أن يتدبر أمره ويعدّ له العدة الكافية. ومعنى يُراشُ السَّهم: يُركَّب عليه الرِّيش.
مختارات من الشعر
قال الإمام الشافعي:
دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ وطِبْ نفْسَاً إذا حَكَمَ القضاءُ
ولا تجزعْ لحادثةِ الليالي فما لحوادثِ الدّنيا بقاءُ
ومَن نزلتْ بساحتهِ المنايا فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعةٌ ولكنْ إذا نزل القضا ضاقَ الفضاءُ