جبت العاصمة ليومين متتاليين
جبتها شرقا وغربا شمالا وجنوبا
وركزت اكثر على الضواحي الأكثر تخلفا
فوجدتها سواسية
سواسية على الأقل في قاسم مشترك
انه قاسم الأوساخ المتراكمة في كل مكان
في الأنهج الضيقة بصفة خاصة
والمارة في ذهاب واياب
في صمت
وكأن الأمر لا يهمهم
اليسوا السبب في ما حصل؟
اليسوا السبب في ما آلت اليه لأمور؟
اليست فضلاتهم الملقاة في كل مكان
القيت نظرة على الحاوياة
فكانت نصف ممتلئة
بل اصبحت هي نفسها عبءا اضافيا
اضاف صورة بشعة للوحة القاتمة المزرية
لوحة توحي بالحزن
لا أظن الفقر هو السبب
ولا اظنه الحرمان
انه فقط التسيب واللامبالاة
انه السلوك البشري اللامسؤول
اما ما زاد الأمر سوءا
فهو الفصل الجاف
حيث اثارت الرياح ألأكداس المتراكمة
لتجعل منها خليطا رماديا
يذكر ان تواصل
بمستقبل مظلم
طبعا سيرمي الكل المسؤولية على طرف آخر
طرف قد لا يتحمل المسؤولية وحده
او قد لا يفكر في الحل عاجلا
الحل ليس في الانتظار
فالانتظار قد يطول
الحل في وعينا نحن
في التفكير في الحد من هذه الظاهرة المضرة
التفكير في القضاء شيئا فشيئا عليها
ولو بابسط ما اوتينا من قدرة
لأن بقاءها على ما هي عليه
يظرنا نحن بالاساس
ويظر صغارنا وكبارنا
اخشى ان تواصل الحال على ما هو عليه
ان يصعب تلافيه
وان يؤدي الى ما لا تحمد عقباه
على كل
هي جولة في بلدي
بلدي الذي لم يكن يوما كما هو اليوم
وقد ركزت لومي على المتساكنين
لأنهم من اوصلوا الأمر الى ما هو عليه
بشىء من التسيب واللامبالاة
فكرت وفكرت
وعلمت ان الله سيجد لنا الحل
سيرزقنا ان شاء الله بامطار مباركة
تجرف ما غاب على العيون المغمضة
تجرفه الى الطرقات والممراة
وعندئذ
ربما تتفتح العيون
لتزيل ما يمكن ازالته
في انتظار تدخل اكثر نجاعة
من طرف المسؤولين