تفاحة نيوتن وضعت الجاذبية الأرضية موضع الاستخدام ، تفاحة آدم وضعت جاذبية المعرفة موضع الاستخدام ، في الحالتين كان هناك سقوط ، تفاحة نيوتن سقطت على الأرض ، وآدم بتفاحته هبط إلى الأرض ، الجاذبية هي القوة التراجيدية الكبرى للأرض ، إنها تلاعب لتجربة العواطف مع الإثم ، واللذة ، والألم ، لفهم ما هو جذاب يحتاج الأمر إلى معرفة ، إلى مهارة المعرفة بالأشياء ، وليس التعلم ، المعرفة هي وقوفك بالتجربة على صحة وقيمة ما تعلمته ، نيوتن شاهد التفاحة وهي تسقط بين قدميه ، وآدم نظر بحسرة والجنة تضيع من بين يديه ، الجاذبية لا يكفي فيها أن تعلم ، فقط أن تعرف هو ما يجعل ما يفترضه الآخرون مجرد افتراضِ حقيقة بالنسبة لك ، الجذاب هو وبكل بساطة الحد الفاصل بين ما يُعتقد أنه صحيح وحقيقي وبين تفوق الخطأ بما أن الكامل والصحيح و الحقيقي يغلق الباب أمام كل معرفة ، المرأة الكاملة الجمال يقف جمالها كعائق أمام جاذبية معرفتها ، قد يكون الجمال بناء معقداً وصعباً لكنه و بتجلِّيه المباشر يحتاج منا لموقف منه أكثر من حاجته للفهم ، الجذاب بسيط وغير معقد لكنه وبغموضه الذي يشبه السر يمتلك مفهوم الممكن وهذا ما يجعلنا نحب كشفه عن نفسه لنا بطرق لا تخلو من فنّ ، المرأة الجذابة تشبه المكان المعزول و المقدس ، تجد نفسك مشدوداً إليه وتترقب فيه كل الحركات الأشد خفاء ، التفاصيل المعتمة والتي يعجز المنطق عن قياس فتنتها هي جذابة؛ يعني أن وجودها يجد الجسارة على أن يكون محل سؤال عندك ، هي جذابة يعني أن هناك حكاية لا يمكن فهمها برؤية مختزلة أو مرور متعجل ، الجذابة تبتعد عن المبالغة في كل شيء أمام الجميع ، لكنها لا تكبح جماح نفسها عن فعل شيء ، جماحٌ هي تعلم جيدا أن غيابه أكثر خطورة من العيش معه ، غرائزها الشريرة والسرية هو أجمل ما فيها ، لأنها تعلم أن بعض الشر إذا لم ينقذها فهو لن يسمح بضياعها ، كل امرأة جذابة لا تفكر في ما يؤذيها أو يزدريها .. لا .. لا .. فقد مرت بهذا ، الجذابة لا تدفن رأسها في الوسادة أبدا ، إنها تفكر فيما لا يمكن رفضه ولا يمكن قبوله ،هذا ما يجعل نظرتها متوحشة ، هذا ما يشعر الجميع أنها أكثر من أن تُحَب و أكثر من أن تُحِب ، هناك تهديد يحافظ على جاذبيتها ، تهديد يخبرك بأن تنسى معها الطمأنينة وأن تستعد للصدمات والمخاطر ، الوصول لمعنى جاذبيتها لا يعني شيئاً سوى تحمل جرعة كبيرة من الرعب الحميم ، الجذابة لا تعتبر جسدها قطعة من الديكور المنزلي ، بل تنظر إليه كمحرابٍ للوصول إليه عليكَ أن تكون محارباً خشناً لكن مع عدم التخلّي عن الرقة ، سارقاً وقحاً لكن مع عدم التخلّي عن أن تكون روحك مُضاءة بالحنين للعطاء ، عليك أن تكون قاسياً لكن مع إمكانية موتكَ من فرط الدهشة ، عليكَ أن تمر بكل الذنوب ، بكل الآثام ، بكل الآلام ، و أن تكون قد ابتلعت جحيمكَ وبكيتَ ثم تُبتَ عن كل هذا ، بهذا فقط تصبح توسلاتك جديرة بأن تُضاء كشموع في محرابها ، هناك سيحترق كل جنونك وتمسككَ بظلالكَ .
هي جذابة تعني أنها حزينة ، ولا تطرح على نفسها السؤال البليد: لمَ هي حزينة ؟ لأنها تعرف أن كل الأجوبة ستكون حزينة ، هي جذابة لأن جراحها ضُمِّدَتْ بعناية و أُقفِلت كل الطرق المؤدية إليها ، لكنها وبمجرد أن تقع في حبكَ تجعل من جراحها ترتيلةً جميلةً ، أو حكاية ستسمعها و أنت فاغر الفم ومذعوراً ، ستجد أن البلاغة هي أن تكون لغتكَ منفلتة ، متطرفة ، سوقية ، لكن لا يتلاشى فيها أثر الذوق الذي يعطي بريقاً لكل ما يتكلم عنه ، النضج وحده لا يكفي لتكون المرأة استثناءً ، لا يكفي لأن تكون المرأة جذابة ، يجب أن يكون النضج مزوّداً بمعرفة أن ثمة أكثر من امرأة تعيش بداخلها ، وأن كل امرأة مستقلة عن الأخرى ومختلفة عنها ، عليها أن تجد التوازن ، التناغم ، التمازج المطلوب لجعلنا مبهورين ، مأخوذين بجمال لا نعرف سببه ، مفتونين بعمل تمّ في الخفاء وعلى مهل لكنه يظهر كلُغْزٍ في ابتسامتها، المرأة في بداية العشرينات من عمرها لا يمكن أن تكون جذابة ، قد تكون جميلة ، لكنها أبدا لن تكون جذابة ، فكل ما فيها يمكن رفضه بسبب سذاجته ، وحدها المرأة في منتصف العمر تصلح لأن تكون نموذجاً للجاذبية ، للغموض ، في هذه السن لا تنظر المرأة إلى ذكرياتها كعملٍ مضاد لمستقبلها ، بل تنظر إليها على أنها عالمٌ حميم ٌوعنيفٌ قد سبق وكانت فيه ولا شيء يمنعها من العودة إليه ، يجب أن لا ننسى جاذبية الجانب الأُمومي للمرأة في منتصف العمر ، ذاك الجانب الدافيء واللذيذ ، هذا ما يجعلها تتفهم ما لا رجاء فيه فيكَ ، هذا ما يجعلها سماءً تصلح لأن تمشي فيها على مهل ، هناك ستكون كآبتك مفهومة ، مَلَلُكَ يتحول بسبب عدم إساءة فهمه إلى رحلةٍ للبحث عن ذاتك ، هناك تصبح عواطفكَ أكثر صعوبة وغير قابلة للاقتحام ، هناك فقط يمكن الفصل بين ما يمكن أن يُهَدِّئ روعكَ وما يمكن أن يجعلك تُضيء كنجم قبل انطفائكَ ، هي جذابة لأنها تعرف أنها تمتلك هذه المعرفة بكَ ، لأنها تعرف كيف تُكوِّن هي نفسها ثقتكَ في امتلاك القوة لفعل أي شيء من أجلها ، لأنها تعرف بابتسامتها الرائعة كيف تجعلك تتخطى ألمكَ بسهولة ، وبضحكتِها التي تنفي العدم تجعلكَ لا تُفرّق بين أن تكون المجرم أو أنك أنت من ترتكب ضده الجريمة ، هي جذابة لأنك في اللحظة التي تفهم فيها كل أسباب جاذبيتها تكون هي قد قبلت بك قبولا كليا ستشعر عندها بقبول حميم لنفسك ولذلك الجانب المظلم فيك ، علينا أن لا نفكر في أن سبب جاذبية المرأة في منتصف العمر هو تماسكها .. لا ، بل إظهارها تنافر أفكارها وعدم تماسكها هو ما يميزها ، جاذبيتها تكمن في التحكم التام في هيَجان هذه الأفكار غير المتواضعة وغير الخجولة والمحفوفة بالشهوة ، في إقناعك عندما تتحدث عن هذه الأفكار أنها تعرف عن ماذا تتكلم ، تعرف نتيجة أفكارها و أسباب وجودها ، وليس لديها قسمٌ مجهول من حياتها ، لا شيء مستبعد من هذه الحياة لا النهم للوجود ، ولا الغضب ، لا الكبرياء ، ولا التعرض للإهانة ، لا الوله بالمتعة ، ولا الخشوع في الصلاة ، لا الرغبة ، ولا الألم الذي يسببه عدم الموت في الرغبة ، لا شيء مستبعد من حياتها حتى طعم الفشل لا تعمل على تنقيحه وتعتبره عنصرَ بقاء ، هي جذابة لأنها لا تحاول انتزاعك من شيء وتجد فيك بديلاً لرغبتها في الموت ، لا تحاول تعليمك شيئاً و تستثمر تجربتها في الولع بعدم تدجينك ، هي جذابة لأنها ستسخر منكَ وأنت تحاول أن تبدو كرجل رزين و ربما حكيم ، ستعمل هي بكل مكرها وخبثها على إيضاح أنك لست سوى كارثة ، إنسان وقع في حبها لكنه لا يمتلك المعرفة التي تُمَكِّنه من عيش عذابه بشكل مريح ، ولا يتقن حبها للدرجة التي تبعده عن أن يخاف من الوحدة بعد الموت ، هي جذابة لأن ما يشد انتباهكَ إليها هو تلك الهالة من السنوات المحسوبة وغير المحسوبة ، من الحزن غير المبالغ فيه والفرح المستعار لوقت قصير، من الوقوع المفاجيء والوقوف البطيء ، من لحظات عظيمة وأخرى بائسة لكنها ممتعة ، من الاستغناء عن التفاصيل والاستعداد للحلم بتفاصيل أخرى ، هالة تتذوقها وهي تنظر إلى نفسها في المرآة وتقول : أحبه لأنه الوحيد الذي عرف أني التفاحة ، وهو من صرخ: وجدتها وجدتها ، ومدّ إليَّ يده ليأخذني ويهبط بي إلى مكان الحلم أو الحقيقة.. لا أدري ..عليكم أنتم أن تختاروا الاسم الأكثر جاذبية للحب .