تعليم تكنولوجي للحصول على بكالوريا تكنولوجيا وتعليم عام للحصول على بكالوريا عامة

يبدوأنّ عجلة الإصلاح في قطاعي التربية والتعليم العالي لن تتوقّف أبدا طالما ظلت مرتبطة عضويّا بالنسيج الاقتصادي الوطني وبسوق الشغل المحلية والعالمية التي تتغيّر هي الأخرى حيث تتخلّى عن اختصاصات وتقبل على اختصاصات جديدة حسب طلبات وحاجيات الاقتصاد.

واستنادا إلى هذه المعطيات علمت «الأسبوعي» أن وزارة التربية، التي تحظى بقسم هام من الميزانية العامة للدولة وتشغّل حوالي 184 ألف عون بين معلّمين وأساتذة، قد تدخل تعديلا على منظومتها التربويّة حيث انكبّ خبراؤها منذ مدّة على وضع خطّة استراتيجية جديدة لتحسين الجودة في التعليم الأساسيّ وإرساء مسلك تكنولوجي في مرحلة التعليم الثانوي لتصل إلى حدود المناصفة بالتساوي بين الحاصلين على البكالوريا التكنولوجية والبكالوريات الأخرى.

واستندت الإصلاحات الجديدة الذي -إن تأكدت- فمن المنتظر الإعلان عنها مع مستهلّ السنة الدراسية المقبلة على دراسة تقييمية شاملة أعدّتها الوزارة خلال السنة الماضية تمّ فيها استشارة حوالي 56 ألف معلّم كما بعثت خلال السنة نفسها لجنة عملت على مدار السنة لتقييم منظومة التربية والوقوف على نقائصها ومواطن الخلل فيها.

واستنادا إلى بعض المصادر العليمة فإنّ البداية ستكون بتحسين مستوى الجودة في التعليم الأساسيّ الذي يمثّل عماد المنظومة التربويّة حيث تقرّر التبكير بتدريس اللغتين الفرنسية والانقليزية بالمرحلة الابتدائية انطلاقا من السنة الدراسية 2010ـ2011 بصياغة البرامج التعليمية للغات وتأليف الكتب وتكوين المدرسين في مجال اللغات وفقا للمعايير الدولية.

كما سيشرع في تدريس اللغتين الانقليزية والفرنسية بداية من السنة الثانية انطلاقا من السنة الدراسية 2011ـ2012 وتدريس مادة الرياضيات بالفرنسية والإعلامية بالانقليزية في مستوى السّنتين الخامسة والسادسة انطلاقا من السنة الدراسية 2014ـ2015.

التقييم والجودة

وسيشمل الجانب الثاني من الخطّة الإصلاحية التي ستعتمدها وزارة التربية نظام التقييم والارتقاء لدعم جودة منظومة التقييم ونجاعتها وذلك من خلال اعتماد الارتقاء بالاستحقاق وتطوير ملف التقييم والمتابعة وإلغاء امتحان السنة الرابعة والتخلي عن الأسابيع المغلقة في المرحلة الإعدادية انطلاقا من السنة الدراسية 2010ـ2011.

كما سيتمّ تطوير المحطة التقييمية في مستوى السنة السادسة من خلال إقرار إجبارية امتحان ختم التعليم الأساسي والارتقاء بجودة البرامج التعليميّة منهجا ومضمونا وبعث لجنة قارّة للبرامج التعليميّة تضبط مرجعيّة وطنيّة للبرامج والكتب المدرسيّة وتضمن التكامل بينها وتوحيد برنامج السنة التحضيرية وتوفير الكتب لتلاميذها وتطوير برامج اللّغات الأجنبيّة ودعم موقع المواد العلمية والتكنولوجيّة.

وسيشمل الإصلاح التربوي المقبل انطلاقا من السنة الدراسية 2010ـ2011 تطوير الحياة المدرسيّة والزمن المدرسي حتى يكون أكثر توازنا، وسيمرّ ذلك عبر تعزيز ثقافة المهن والتطوّع والمبادرة واعتماد آليات استكشاف الموهوبين ودعم الإحاطة بهم وإحكام التوزيع السّنوي لفترات الدراسة والعطل واعتماد تجربة نموذجيّة للفترة المسترسلة.

كما ستتمّ مراجعة التوزيع الأسبوعي لحصص التدريس لتحقيق التوازن بين النشاط التعليمي والثقافي إلى جانب دعم حرفيّة المدرّسين والارتقاء بأداء إدارة المدرسة الابتدائيّة واعتماد صيغة جديدة لانتداب المدرّسين وتكوينهم وإحداث مسار في التعليم العالي للغرض وتطوير محتويات التكوين المستمر ودعم آليّاته وتثمينه بفتح الآفاق أمام المدرسين المتكونين انطلاقا من السنة الدراسية 2011ـ2012.

ويجري التفكير من جهة أخرى في اتجاه ضبط مرجعيّة للكفايات المهنيّة لمدير المدرسة وتنظيم هذه الخطّة ومراجعة مقاييس إسنادها ودعم الإطار البشري لإدارة المدرسة الابتدائيّة ومعاضدة المدير بمساعد في المدارس الكبرى.

تعديل الزمن المدرسي

وستعمل الوزارة خلال السنوات المقبلة على تحقيق تناغم منظومة التربية وتكاملها مع منظومة التعليم العالي «إمد» وحاجيات سوق الشغل الوطنية والدّولية حسب توجهات الاقتصاد الوطني وتحقيق التواصل وإحكام الاستفادة من التدابير الجديدة في مستوى التعليم الابتدائي والانصهار في البرامج المضمّنة بالمخطط المتحرك وعدم إثقال ميزانية الدّولة بنفقات هامّة واحترام مبادئ وتوجهات القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي من خلال إرساء نظام توجيه مدرسي متطوّر في مقدوره تحقيق الأهداف وبعث مسلك تكنولوجي بالإعدادي والثانوي يفتح الآفاق أمام التلاميذ وإرساء نظام توجيه مدرسي متطوّر.

ويشكو التوجيه المدرسي الحالي من نقائص تتمثّل بالخصوص في نقص الإعلام وعدم وجود إستراتيجية شاملة للتوجيه المدرسي وعدم وضوح المسالك وآفاقها وتردّد التلاميذ في الاختيار وعدم تلاؤم اختياراتهم مع مسالك التعليم العالي.

ولتفادي هذه النقائص قرّرت الوزارة الشروع بداية من السنة الدراسية المقبلة في إرساء نظام توجيه مدرسي يعتمد المرحليّة يساعد التلميذ على التوجّه نحو المسار الذي يتناسب مع ميولاته ومؤهلاته ويضمن تشغيلية عالية وتفعيل دور مركز الموارد في الإعلام والتوجيه وتعزيز سلك مستشاري الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي بتطوير مشمولاتهم وطرق تكوينهم وضع خطّة إعلامية متكاملة بتوظيف إدارة الاتصال.

بكالوريا جديدة في التكنولوجيا

أمّا المحور الثاني في الخطّة الإصلاحية التي أعدّتها وزارة التربية فيتعلّق بإرساء المسلك التكنولوجي تنفيذا للبرنامج المستقبلي لرئيس الدولة القاضي بالعمل على رفع نسبة تلاميذ السنة السابعة أساسي الموجهين إلى التعليم التقني لتبلغ 50% في أفق سنة 2014».

ولتجسيم هذا القرار الرئاسي لبعث المسلك التكنولوجي قرّرت وزارة التربية أن يكون الهيكل التربوي متكوّنا من قاعدة أساسية في بدايته وهي المحطّة التقييمية للسنة السادسة ابتدائي التي تفضي إلى السنة السابعة إعدادي ويختار التلميذ بعد هذه المرحلة إمّا الدراسة لمدة سنتين في الثامنة والتاسعة أساسي والحصول على شهادة ختم التعليم الأساسي التكنولوجي أو الدراسة لمدة سنتين في الثامنة والتاسعة إعدادي تقني للحصول على شهادة المدارس الإعدادية التقنية أو اختيار الدراسة لسنتين في الثامنة والتاسعة للحصول على شهادة ختم التعليم الأساسي العام.

وتفضي الدراسة في الإعدادي إلى مرحلة التكوين المهني للحصول على شهادة الكفاءة المهنية ثم شهادة المؤهّل التقني المهني ثم الحصول على شهادة التقني السامي.

أمّا الدراسة في مرحلة الإعدادي التكنولوجي فتفضي إلى الدراسة سنة أولى تكنولوجي ثم ثانية تكنولوجي ثمّ الثالثة والرابعة ثانوي تكنولوجي والحصول على البكالوريا التكنولوجية.

وتفضي شهادة ختم التعليم الأساسي العام إلى التعليم الثانوي بالسنة الأولى والثانية ثم الثالثة والرابعة وتتوّج بالحصول على البكالوريا العامة.

وبذلك ستنقسم البكالوريا ضمن مسالك التعليم الثانوي العام والتكنولوجي إلى بكالوريا عامّة تضمّ شعب الآداب والرياضيات التقنية والرياضيات والعلوم التجريبية وبكالوريا تكنولوجية تشمل شعبة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصال وشعبة علوم وتكنولوجيا الصناعة اختصاص تصوّر وإنتاج صناعي وشعبة علوم وتكنولوجيا الصناعة اختصاص التحكّم في المنظومات التقنية وشعبة علوم وتكنولوجيا التصرّف. ومن المنتظر أن تنطلق الدراسة ضمن المسار التكنولوجي في مرحلة الإعدادي بداية من السنة الدراسية 2011ـ2012 لتبدأ بعد الدراسة في المسار الثانوي التكنولوجي بداية من السنة الدراسية 2013ـ2014.