موقف الإسلام من الاختلاف
اردت في هذه المداخلة الموجزة التطرق الى موضوع اختلفت فيه كثير الآراء واسال كثيرا من حبر علماء الاجتماع والتربية وحتى اختصاصيي علم النفس.
انه موضوع التواصل بين الأفراد.
واعني بالتواصل هنا التواصل الحواري في مسالة تختلف فيها الآراء والرؤى عادة
ميزة التواصل الحواري او الحوار بصفة ادق هي الاختلاف في الراي
ان غاب الاختلاف غاب طعم الحوار وغابت الفائدة منه واصبحت سردا خال من كل فائدة مثلها مثل لغة الخطاب للاستهلاك لا غير
للحوار ادابه ومقاييسه وظوابطه
ولم اجد اقرب الى الاقناع والاقتناع اكثر من ديننا الحنيف
فانتقيت هذة الجمل الموجزة لعلها تكون ابلغ من مجلدات في هذا الاتجاه
واترك لكم المجال لتقديم اي اضافة لتتم الفائدة
موقف الإسلام من الاختلاف
الاختلاف بين البشر صفة بشرية وطبيعية فيما بينهم ، ولذلك عائد إلى الاختلاف الملحوظ فيما بين فئات البشر واختلاف بيئاتهم، واختلاف مناهج التفكير وأنماط المعيشة ، وتفاوت قدراتهم وتباين اتجاهاتهم وتعدد أمزجتهم وتداخل أهدافهم وتضارب غاياتهم إلى غير ذلك مما هو سمة لكل الناس مودعة في كل واحد منهم
ولا مراء في أن الاختلاف إن كان لا يؤثر على العلاقات بين الجماعات والأفراد فهو أمر طبيعي لايتعارض مع مبادئ هذا الدين ، غير أننا نرى وفرة من الآيات القرآنية التي تنعي على الاختلاف من مثل قوله تعالى : وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا
صدق الله العظيم
أسباب الاختلاف بصفة عامة
الاختلافات
من حيث أسبابها وجذورها نوعان
اختلافات أسبابها خلقية
اختلافات أسبابها فكرية
أولا : الأسباب الخلقية
أما
الاختلافات التي ترجع إلى أسباب أخلاقية ، فهي معروفة للعلماء والمربين
الذين يتدبرون دوافع الأحداث والمواقف ، ولا يكتفون بالنظر إلى سطوحها دون
أن يغوصوا في أعماقها
ومن هذه الأسباب
1 الغرور بالنفس والاعجاب بالراي
2 سوء الظن بالغير ، والمسارعة إلى اتهامه
بغير بينة
3 حب الذات واتباع الهوى ، ومن آثاره : الحرص على
الزعامة أو الصدارة أو المنصب
4 التعصب لأقوال الأشخاص والمذاهب
والطوائف
5 العصبية لبلد أو إقليم أو حزب أو جماعة أو قائد
وهذه
كلها رذائل أخلاقية عدت من المهلكات في نظر علماء القلوب ، ويجب على
المسلم أن يجاهد نفسه ، حتى يتحرر منها ، ولا يستسلم لها ، ويسلم زمامه
للشيطان ، وأن يعمل بجد في رياضة نفسه حتى يتحلى بأضدادها .
والاختلاف
الذي ينشأ عن هذه الرذائل أو المهلكات ، اختلاف غير محمود بل هو داخل في
التفرق المذموم
ثانياً : الأسباب الفكرية
وأما
الاختلافات التي سببها فكري ، فمردها إلى اختلاف وجهات النظر في الأمر
الواحد ، سواء كان أمراً علمياً ، كالخلاف في فروع الشريعة ، وبعض مسائل
العقيدة التي لا تمس الأصول القطعية ، أو كان أمراً عملياً ، كالخلاف في
المواقف السياسية واتخاذ القرارات بشأنها نتيجة الاختلاف في زوايا الرؤية
وفي تقدير النتائج وتبعاً لتوافر المعلومات عند طرف ، ونقصها عند طرف آخر
وتبعاً للاتجاهات المزاجية والعقلية للأطراف المتباينة ، وتأثيرات البيئة
والزمن عليها سلباً وإيجاباً
من كتاب أدب الاختلاف في الرأي وضوابطه
.