

يا شباب تونس ,إنّ ما يقلقني هو ما اكتشفت البارحة في حوار مع بعض الشباب الذين تعلموا الدين من الآنترنت أي الشبكة العنكبوتية, فلاحظت دخول السلفية الحكومية السعودية على الخطّ ,وقد افتتن بها شبابنا المتعطّش للإسلام,والسعودية دولة والعائلة المالكة هي من أكثر الأنظمة فسادا وتجبرا,وهم حصان امريكا في بلاد العرب ,وعميلتها بدون أن أشرح اختصارا للحديث ,وشعبها المسكين يعيش في محنة حقيقية من الفقر والجهل والخصاصة, رأيت وسمعت ,ومن يريد اكثر من الوضوح فليتابع قناة الإصلاح المعارضة , ولكن لابدّ أن نقف قليلا لنعلم أنّ هذا التيار السلفي سيدمّر المجتمع التونسي ويرهقه عسرا,لقد كان هذا التياردرعا ضدّ التشيع المتمدد بمساعدات إيرانية.ولكنّه بالقوة والتنطع ووجد ارضية خصبة تسمح له بالتمدد, ولكن للوهابية أيضا عورات منها الهيمنة التامة,كما فعلوا ببلاد الحرمين, ولم يتركوا مجالا للمذاهب السنية القديمة بالتواجد الاّ في الخفاء,او تواجد أغلبية معتبرة كالمدينة ,فهؤلاء متزمتون ومتخلفون لدرجة لا تطاق,و قد عرفناه جيدا بمكة والمدينة,وقد رفضه علماؤنا بتونس منذ قرون ردّا صريحا على ابن عبد الوهاب (انظر كتاب الرحلة الحجازية للسنوسي) وحاولوا النفوذ بين صفوف الجالية بأوروبا ولم يفلحوا,رغم ما أغدقوا من أموال فعليكم يا شباب تونس بمذهب الأغلبية المذهب المالكي الوسطي,ولنا علماء كانوا منارة في افريقيا كلها ,أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر,القاضي سحنون بن سعيد صاحب المدونة, ومالك الصغير أبي عبدالله محمد ابن أبي زيد النفزاوي القيرواني صاحب الرسالة,والقابسي وابن باجة وابن عرفة والقائمة طويلة,التفّوا حول رجال الحركة يا شباب,حركة النهضة ,وابحثوا عن تاريخها النضالي ,فإن لنا العديد من الشيوخ البارزين في شؤون الدعوة والفقه ,والشيخ راشد الغنوشي هو الآن نائب رئيس المجلس الأعلى لعلماء المسلمين, الذي يرأسه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حبر الآمة وعالمها بدون منازع,نحن لا نفرق بين المذاهب كلّ مذاهب السنة على الحقّ ,الاّ من ناحية الوسطية,التي أمر الله بها وقوله تعالى(وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)فلا تزمت ولا تشدد في الدين,و(لا اكراه في الدين قد تبين الرّشد من الغيّ)و لا تكونوا أداة للخلاف والفتنة في أمور تنزّه عنها رسولنا الكريم, إذ قال _بشروا ولا تنفّروا _يسّروا ولا تعسّروا وكونوا عباد الله اخوانا,لقد كتبت على التشيع لما فاحت رائحته باقليم المغرب العربي الاسلامي في حينه واليوم اتوجه بالنصيحة وأحذّر من هاته السلفية الخاطئة,أسميهم السلفيون الجدد.
كتبه أبو جعفر العويني في 14 فيفري 2011

