الاماكن هي هي والاسماء تغيرت ..طبعا قمت بتغيير كلمات الاغنية الاصل ..فالاغنية تقول الاسامي هي هي والقلوب تغيرت ..ولربما من العنوان يفهم مغزى الطرح ..الاماكن هي هي ..كما عاهدناها ..من بنزرت الى بن قردان ..مدننا التونسية كبرى كانت ام صغرى ..لم يتغيرت فيها شيء ..وبصفة عامة تونس كلها لم تتغير بعد الثورة الا في تغييروتبديل الاسماء والمسؤوليات السيادية ..قد يخالفني البعض في هذا الراي ويستفسرني مستغربا ومتعجبا قائلا " كيف تعتقد او تجزم انه لم يتحقق انجاز ولا مكسب ولا هدف من اهداف الثورة ؟ ومن جهة اخرى كيف تعتقد او تجزم ان الاسماء وحدها من تغيرت ؟ فهل تجوز المقارنة بين الامس واليوم ؟ هل تجوز المقارنة في الوصف والنعت بين من حكم البلاد ماضيا ومن يحكمها حاضرا ؟ وهنا اجيب باسئلة متتابعة متشابهة لما قد يطرح في شان ارائي فاقول ماذا تغير في تونس ؟ اي انجاز ومكسب تحقق لهذا الشعب وقد مر على ثورته اكثر من سنة ؟ وهل تغيرت مدننا وقرانا واريافنا حتى نقول ونفتخر بان تغيير الاسماء تبعه ولحق به تغيير الاوضاع والصور والمشاهد المالوفة الثابتة منذ عقود من التاريخ الوطني ؟ قد تتغير الاسماء ولكن ان لم تتغير العقليات وينتشر الوعي في المجتمع فان ديارنا كديار لقمان باقية على حالها واحوالها ..فالننظر الى واقعنا في مختلف ميادين ومجالات الحياة ابتداء بالنظام الحاكم الان في هياكله ومؤسساته السيادية على جميع المستويات مركزية جهوية ومحلية ..فماذا تغير غير الاسماء التي تنحت او تم طردها واخرى اخذت مكانها وحافظت على كل موجود وسعت لاستمراريته وتواصله ..فالننظر الى السلط الاخرى تشريعية وقضائية واعلامية ونقف عند اوضاعها ونقارنها بماضيها فهل نكتشف تغييرات مرحلية او جذرية طرات عليها غير تغييرات في الاسماء والمسؤوليات والمهام ؟
وحتى لا اطيل اقول بان الوعود من اليسير صناعتها وابتكارها ولكن برز للعيان انه من العسير تطبيقها وانجازها واقعيا حتى يتحسس الشعب ويدرك ان التغيير فعلا وقولا في االاماكن والاسماء بل في الاسماء والقلوب والعقول ..وهذاهو المراد والمرتقب .
