
يقول الله تعالى في سورة العنكبوت :( مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) سورة العنكبوت الآية 41
انتبهوا لهذه الآية العظيمة التي نزلت قبل اكثر من 1400 عام من الآن , فإذا بالعلم الحديث يكتشف أن خيوط العنكبوت التي تصنع العنكبوت منها بيتها أقوى من مثيله (أي بنفس الدقة والكثافة) من خيط الصُلب (الحديد) ب ستين ضعفاً , لذلك من حكمته تعالى انه قال (أوهن البيوت) ولم يقل (أوهن الخيوط) لإن خيط العنكبوت أقوى من خيط الصٌلب (الحديد) , أي أن خيط العنكبوت ليس واهناً , ولكن بيت العنكبوت الذي يتكون من تلك الخيوط هو الواهن , فكيف هذا ؟؟
إن الوهن هنا في قوله (أوهن) يشمل مفهومين :
الأول : الوهن المادي :
وهو أن بيت العنكبوت أوهن بيت من ناحية البناء و المتانة , فنفخة واحدة كافلة باتلاف هذا البيت و ازالته لذلك فهو اوهن البيوت وحتى أعشاش العصافير و الطيور مع وهنها و تفككها الى انها تبقى أقوى من بيت العنكبوت فسبحان الله في قوله (أوهن البيوت لبيت العنكبوت) فالوهن هنا هو امتلاك العنكبوت لمادة خام قوية و لكن عجزه عن توظيفها في صنع بيت قوي.
الثاني : الوهن المعنوي :
وهذا المفهوم أوسع و أعقد من المفهوم المادي وفيه المفهوم تتجلى عظمة هذا الإعجاز و روعته
المفهوم الثاني للوهن في قوله تعالى : (إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) هو المفهوم المعنوي وهو متجسد فيما يلي :
إن المسؤول عن بناء بيت العنكبوت هو الأنثى , ثم تقوم بحركات جاذبة لذكور العناكب من قبيلتها للتزاوج والتلقيح , وما ان يتم التزاوج و ينتهي , فإن أنثى العنكبوت تقوم بأكل و التهام هذا الزوج لتستفيد من مكونات جسمه كغذاء لصغارها مستقبلاً لذلك تسمى بالأرملة السوداء , وما ان تبيض هذه الأنثى و يفقس البيض و يخرج صغارها , فتقوم هي على اطعامهم و تغذيتهم حتى يكبروا و يشتد عودهم و ما إن يصبحوا كباراً بالغين , يلتفون على أمهم و يقتلونها و يقتلون بعضهم البعض حتى لا يبقى منهم الا ذكر و أنثى و تعود العملية من جديد و هكذا , فالوهن هنا معنوي أي أن البيت هنا واهن مفكك ضعيف لا يحمل مقومات البيت المتين المتماسك , فصدق قوله تعالى في قوله (إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت) ثم إن من عظمة هذا الإعجاز قوله تعالى (اتخذت بيتاً) و لم يقل (اتخذ بيتاً) لأن القائم على البيت هو الأنثى كما سبق و قلنا لذلك وجب اضافة تاء التأنيث للفعل اتخذ , فكيف لرسول الله أن يعلم الذكر من الأنثى قبل اكثر من 1400 عام ؟؟؟
وأيضاً في قوله تعالى (لو كانوا يعلمون) اشارة على أن هذا الإعجاز لا يدرك معناه و لا تعرف عظمته الا بالعلم , و هذا ما حدث فلم يكن أحد يدرك هذه المعلومات عن العنكبوت قديماً , بل كله أدرك بالعلم الحديث فسبحان الله. فهذه أدلة قوية أخرى على أن القرآن من عند الله أنزله على رسول الهدى محمد خاتم النبييتن ليحمل رسالة الإسلام رسالة الحق للعالم أجمع.?