مرحبا بالاخوة الاعزاء رواد المنتدى الادبي في جوهرة –سوفت ..اردت ان اعرض عليكم هذا الموضوع الذي راق لي ما قد يحتويه من امثلة عربية لها تاريخها وحكاياتها الخالدة المعبرة وما تكتنزه جلها من حكم نحتاجها في حياتنا الخاصة ..والعبرة من الطرح ليس في عرض الامثلة العربية وشرح معانيها وانما الامثلة المرتبطة اساسا برواية او قصة او واقعة تشير وتشرح خلفيتها وتاريخها القديم ...وقد تتجلى الرؤيا وتتضح الفكرة بما ساطرحه عليكم من اختياراتي ارجو ان تنال اعجابكم ورضاكم وانتظر مساهماتكم في اثراء الموضوع بما تعثرون عليه من روائع الامثلة وقصصها وعبرها .
1/مواعيد عرقوب.
من أمثلة العرب قولهم (مواعيد عرقوب) : وعرقوب رجل من العماليق أتاه أخ له ، فقال له عرقوب :إذا طلعت هذه النخلة فلك طلعها ،فلما أطلعت أتاه للعدة :فقال دعها حتى تصير بلحا ،فلما أبلحت قال دعها حتى تصير زهوا ،فلما زهت قال :دعها حتى تصير رطبا، فلما أرطبت قال دعها حتى تصير تمرا، فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجذها ولم يعط أخاه شيئا! فصار مثلا في الخلف، وفيه يقول الأشجعي:
وعدت وكان الخلف منك سجية
مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
2/حصان طروادة
ومن أمثلة العرب قولهم : (حصان طروادة) وهو : تعبير تضيفه الأساطير اليونانية على التراث الأدبي الغربي، كناية عن الهدية بريئة المظهر التي تجلب الخراب !! .. وأصلها أن الإغريق حين عجزوا عن فتح طروادة بعد حرب عشرة أعوام انسحبوا تاركين وراءهم حصان خشبي عملاق فظنه الطرواديون عربونا للصلح وسحبوه إلى أكبر ميادينهم فلما حل الظلام أنسل منه جنود الإغريق ودمروا طروادة !!
3/وهل يخفى القمر
العبارة اقتبست من بيت شعر
قالت الكبرى أتعرفن الفتى ؟
قالت الوسطى نعم هذا عمر !
قالت الصغرى وقد تيمتها ..
قد عرفناه، وهل يخفى القمر ؟!
والقمر المقصود هنا هو صاحب هذه الأبيات وهو عمر بن أبي ربيعة , الذي كان حديث النساء في ذلك الوقت لما يتميز به من شجاعة وفروسية، إلى جانب أنه شاعر ومشهور بحبه لهند، وكان كثير الإعجاب بنفسه !
.
3/ كثيرا ما يقال " القصة فيها ان ؟
فما أصل هذه العبارة؟ ومن أين جاءت؟
يُقال أن أصل العبارة يرجع إلى رواية طريفة مصدرها مدينة حلب،
فلقد هرب رجل اسمه علي بن منقذ من المدينة خشية أن يبطش به حاكمها
محمود بن مرداس لخلاف جرى بينهما، فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى ابن منقذ رسالة يطمئنه فيها ويستدعيه للرجوع إلى حلب، ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوي الشر بعلي بن منقذ فكتب له رسالة عادية جدا ,ولكنه أورد في نهايتها "إنّ شاء الله تعالى" بتشديد النون، فأدرك ابن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون، ويذكره بقول الله تعالى: "إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ".
فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به، وختمها بعبارة: "إنّا الخادم المقر بالأنعام". ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى: "إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا"،
وعلم أن ابن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس.
ومن هنا صار استعمال (إنَّ) دلالة على الشك وسوء النية.
4/إن الموصين بنو سهوان
هذا مثل تخبط في تفسيره كثير من الناس والصواب ماأثبته بعد أن أحكي ما قالوا. قال بعضهم: إنما يحتاج إلى الوصية من يسهو ويغفل فأماأنت فغير محتاج إليها لأنك لا تسهو وقال بعضهم يريد بقوله بنو سهوان جميع الناس لأنكلهم يسهو والأصوب في معناه أن يقال إن الذين يوصون بالشيء يستولي عليهم. السهو حتىكأنه موكل بهم ويدل على صحة هذا المعنى ما أنشده ابن الأعرابي من قولالراجز:
أنشد من خوارة عليان ... مضبورة الكاهل كالبنيان
ألقت طلا بملتقىالحومان ... أكثر ما طافت به يومان
لم يلهها عن همها قيدان ... ولا الموصون من الرعيان
إنالموصين بنو سهوان
يضرب لمن يسهو عن طلب شيء أمر به. والسهوان السهو ويجوز أنيكون صفة أي بنو رجل سهوان وهو آدم عليه السلام حين عهد إليه فسها ونسي يقال رجلسهوان وساه .
[
]
5/بين حانة ومانة ضاعتلحانـا
تزوج رجل بامرأتين إحداهما اسمها حانةوالثانية اسمها مانة
وكانت حانة صغيرة في السن عمرها لا يتجاوزالعشرين
بخلاف مانة التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعببرأسها.
فكان كلما دخل إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته وتنـزع منها كل شعرةبيضاء
وتقول: يصعب عليَّ عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحيةالجميلة
وأنت مازلت شابًا ، فيذهب الرجل إلى حجرة مانة فتمسك لحيته هي الأخرى
وتنـزع منها الشعر الأسود وهي تقول له : يُكدِّرني أن أرى شعرًا أسودبلحيتك
وأنت رجل كبير السن جليل القدر.
ودام حال الرجل على هذا المنوالإلى أن نظر في المرآة يومًا فرأى بها نقصًا عظيمًا
فمسك لحيته بعنف وقال : "بينحانة ومانة ضاعت لحانا"
ومن وقتها صارت مثلاُ.
[
6/جزاءسنمار
أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراليس كمثله قصر يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس ,
حيث أن ابن سابور ملكالفرس كان سيقيم بهذا القصر إذ أرسله أبوه إلى الحيرة والتي اشتهرت بطيبهوائها،
وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية, ووقع اختيار النعمان على سنمارلتصميم وبناء هذا القصر.
وكان سنمار رجلا روميا مبدعا في البناء فبنى القصرعلى مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين
والرياض الخضراء، وكانت المياهتجري من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول أرض القصر
وتعود إلى النهرمن الناحية المنخفضة، وعندما انتهى سنمار من بناء القصر وأطلقوا عليه اسم الخورنق ,
وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه، وقف سنمار والنعمان على سطح القصر،
فقال له النعمان: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟
فأجاب كلا
ثمقال: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟
قال: كلا
ثم قال سنمار مُفتخرا: ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجرواحد، وإذا أُزيل هذا الحجر
فإن القصر سينهدم
فقال: وهل غيرك يعلم موضعهذا الحجر؟
قال: كلا
فألقاه النعمان عن سطح القصر، فخر ميتا.
وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلهُ لغيره، فضربت العربُ به المثل بمن يُجزىبالإحسان الإساءة.
[
7/رجع بخفيحنين
ساوم أعرابي الإسكافي حنينا على خفين فلميشتريهما بعد جدل طويل
مما أغاظ حنينا فذهب حنين إلى طريق الأعرابي وطرح أحدالخفين
ثم سار مسافة وطرح الأخر ثم أختبأ.
وعندما مر الأعرابي رأى أحدالخفين فقال ما أشبه هذا بخف حنين
ولو كان معه آخر لأخذته وعندما سار رأى الأخرمطروحآ
فندم على تركه الأول فنزل عن ناقته وربطها ثم رجع إلى الأول
فخرجحنين من مخبئه فحل الناقه وأخذها
وعندما رجع الأعرابي إلى بلده وليس معه إلإالخفان
قالوا
( رجع بخفي حنين )
[
[
8/أكرم من حاتمالطائي
سأل رجل حاتم الطائي، وهو مضرب أمثالالعرب في الكرم، فقال: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟
قال: نعم غلام يتيم من طينزلت بفنائه وكان له عشرة أرؤس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه
وأصلح من لحمه، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته.
فقلت : طيبوالله ، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ويقدم لي الدماغ
وأنا لا أعلم ،فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره
فقلت له : لم فعلت ذلك؟
فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخلعليك به ، إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة!
قيل يا حاتم : فما الذيعوضته؟
قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم
فقيل: إذاً أنت أكرممنه
فقال: بل هو أكرم، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير
[
]
9/رُبَّ كلمةٍ تقولُ لصاحِبهادعني
رُويَ أنَّ ملكا من ملوك اليمن خرج للصيد ومعهأحد أصدقائة المقربين إليه. وبينما هم يتراكضون خلف الصيد، إذ رأى الملك صخرةًعظيمةً لكنها ملساء ناعمة, فصعد بفرسه عليها ومعه ذلك الصديق الذي قال: يا إلهي ! لو أن إنساناًٍ ذُبح على هذه الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه؟ فقال الملك اذبحوه عليهاليرى دمه أين يبلغ. فذُبح عليها. عندها، قال الملك الغشوم :رُبَّ كلمةٍ تقولُلصاحبها دعني.
يُضرب هذا المثل لمن يقول كلاماً لا حاجة له إليه, وقد يؤديإلى ضرر القائل.
[
10/إنَّ المقدرةَ تُذهب الحفيظةَ:
المقدرةُ هي القدرةُ, والحفيظةُ الغضبُ،يروى هذا المثلُ عن رجلٍ عظيمٍِ من قريش
في سالف الدهر كان يطلب رجلاً. فلما ظفربه، قال: لولا أن المقدرة
تُذهب الحفيظةَ لانتقمت منك. ثم تركه.
11/مجيرُ أمِّ عامرٍ:
أمُّ عامرٍ هي الضبعُ. وقد رويَ أن قوماً خرجواإلى الصيد في يوم حارّ. فبينما هم كذلك، إذ عرضت لهم أمّ عامر فطردوها فاتبعتهم حتىألجأها إلى خباء (أي خيمة) أعرابي، قال: ما شأنكم؟ قالوا: صيدُنا وطريدتُنا. قال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي, قال: فرجعوا وتركوه, فقام إلى شاةٍ فحلبها وقرب إليها ذلك، وقرب إليها ماء, فأقبلت مرة تشربُ من هذاومرة تشرب من هذا حتى عاشت واستراحت. فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبتعليه, فبقرت بطنه, وشربت دمه, وأكلت حشوته, وتركته, فجاء ابن عم له فوجده على تلكالصورة فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها, فقال: صاحبتي والله, وأخذ سيفه وكنانتهواتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول:
ومن يصنعِ المعروفَ في غيرأهلهِ
يـلاقي كمـا لاقى مجيرُ أم عامرِ
[
]
.
12/هالِكٌ لا مَحالَةَ
استقامت صفوف المصلين في المسجد الكبيرووقف الأعرابي (مجرم )
مستشرفا القبلة في الصف الأول خلف الإمام .
كبّرالإمام وبدأت التلاوة وجاء صوته "ألم نهلك الأولين "
فتأخر الأعرابي إلى الصفالآخر ،
ثم قرأ الإمام : "ثم نتبعهم الآخرين"
فتأخر الأعرابي إلى الصفالآخر..
فقرأ الإمام : " كذلك نفعل بالمجرمين "
و بما أن الأعرابي اسمه مجرم،انزعج حتى ارتعدت فصائله
فترك الصلاة و أخذ يعدو صارخا : والله ما المطلوب غيري .
فلقيه بعض الأعراب فقالوا له : مالك يا مجرم ؟
فقال : إن الإمام أهلكالأولين و الآخرين وأراد أن يهلكني في الجملة ..
والله لا أراه بعد اليوم فأنامعه هالك لا محالة .
فذهبت مثلاً وتعد قصة المثل من باب الطرفة ..
إنما أصبح المثل لدى العرب يستخدم لتبشير المجرمين بالهلاك لا محالة
13/ خلا لك الجو فبيضىواصفرى
هو من قول طرفة: الرجز
يالك من قنبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضى واصفرى
ونقرى ما شئت أن تنقرى ... قد رفع الفخ فما ذاتحذرى
ورجع الصائد عنك فابشرى
قالها وهو ابن سبع سنين وذلك أنه خرج معصويحب له إلى مكان كانا يعهدان فيه القنابر
فنصبا فخيهما فاذا قنبرة تحوم بالفختقع تارة وتفزع أخرى حتى ذهب النهار ثم لما توجها
إلى أهلهما راجعين والقنبرةتحوم قال ذلك
وقيل: خرج كليب بن ربيعة يدور حماه فاذا هو بحمرة على بيض فلماراته صرصرت وخفقت بجناحيها
فقال: أمن روعك أنت وبيضك في ذمتى! وقال ذلك، ثم دخلتحماه البسوس فكسرت البيض
فانتتج من ذلك ما انتتج،
يضرب لمن تمكن من أمر غيرمنازع فيه.
14/ذكرتنى الطعن وكنت ناسياً
هو من قول رهم بن حزن الهلالى: الرجز
ردا علىأقربها الأقاصيا ... إن لها بالمشرفى حاديا
ذكرتنى الطعن وكنت ناسيا
وذلك أنهكان يسير بأهله وماله فاعترضه قوم من تغلب فقالوا له: خل ما معك! فقال: عليكمبالمال واتركوا الحرم! فقال له بعضهم: إن أردت ذلك فألق رمحك! فقال: ألا أرى معىرمحاً وأنا لا أشعر! وجعل يقتل واحداً واحداً ويقول ذلك، ويروى: أذكرتنى، وقيل: إنالحامل صخر بن معاوية السلمى والمحمول عليه يزيد بن الصعق، يضرب في الحديث يستذكربه حديث غيره، قال الضبى: الوافر
ينادينى لينجو من سلاحى ... فذكرنى مخالسةالطعان
[
]