السلام عليكم
يقول المثل الشعبي " اللي ماعنداش كبير يعمله كبير" واخر يقول " اللي بلاش كبيره ينقص تدبيره " والكبير ربي واحنا عباده..وكيف ما يقولوا ربي يكبرنا في طاعته ..ثمة امثلة اخرى ساقف عندها تباعا ومنها القائل " البل تمشي على كبارها " واخر امتاع العجائز او كبار السن يقولوا " اذا تكلموا الكبار الذري عليها تسكت " بالطبيعة هذا المثل الاخير اثبت خطا قائليه والمتعاملين به قديما وحديثا ..يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ..ومثلا اخر يقول " اللي فايتك بليلة فايتك بحيلة " ياذنوبي ..هههه ...ان هذا العصر وهذا الجيل ماشاء الله وتبارك الله عليه ساعات طفل صغير يبهر الكبار ويعجزهم وخاصة الفئة المجتهدة الواعية المتعلمة ..عصرنا عصر العلوم والتكنولوجيا والاختراعات والاستكشافات ومع ذلك عالمنا العربي متاخرا اشواطا واشواطا بعيدة عن تمدن وتحضر الشعوب الاخرى من ناحية التقدم والتطور المعرفي والعلمي ..تاخرنا له عدة اسباب ومسببات مختلفة وعلى جميع النواحي لدرجة اننا نحسد تلك الشعوب ويسعى اغلبنا للنهم من تجاربهم والاقتداء بهم في مجمل ابتكاراتهم ومنجزاتهم واصبحنا بذلك شعوبا تنعت بشعوب العالم الثالث او النامي وهي اشارة الى تراكمات هائلة من التخلف والتقهقر والضعف والعجز امام الشعوب التي تقدمت وابتعدت عنا ولاتزال ..اصبحنا من حيث ندري ولاندري شعوبا استهلاكية تابعة غير متبوعة مغلوبة غير غالبة ..وهذا ما جنيناه على انفسنا ولم يجني علينا احد ..رغم ماقيل ومايقال عن اسباب ومسببي تاخرنا وما فعله بنا الغرب والاعداء على مر التاريخ والاجيال حيث نتهم الاخرين بانهم سبب تعاستنا وتقهقرنا وضعفنا وانقسامنا وتطاحننا وما شاكل ذلك من التبريرات والتهم التي لانتردد للحظة في كيلها وانسابها لغيرنا من الشعوب والحضارات الخارجية التي تجاوزتنا وتركتنا في اوضاعنا التعيسة البالية المهمشة ..وحتى لا اطيل واجتر كلاما قيل ويقال واتناول مقصد الطرح اقول في سؤال عام " اين هم كبار القوم منا ؟ في مجتمعنا التونسي ؟ اوفي امتنا العربية الاسلامية ؟ سال الابن اباه " بابا وقتاش تولي قدوة ؟ او شرفة ؟ اجابه وقت اللي يموتوا كبارات الحومة . تصوب الانظار وتتسارع وسائل الاعلام بمختلف مجالاتها واختصاصاتها الى ما اعتبرهم بعضنا كبار القوم وسادتهم ..فهذا الشيخ او ذاك كلامه دررا ومواعظ ومواقفه ذهبا خالصا بل معادن من الالماس باهضة الثمن ..فحين يتكلم او يخطب او يعبراحدهم يجد اذانا صاغية وقلوبا منفتحة وصدور منشرحة ..كما تقول عجائزنا " انحطوا ايدينا في الجمر حاشاكم ونتصنتوا " والغريب في الامر ان كلا الاطراف والاتجاهات المختلفة المتصادمة في المجتمع تسعى الى هؤلاء السادة لمحاورتهم وعرض القضايا المصيرية عليهم لابداء ارائهم ومواقفهم وتصوراتهم ..ويصفق المصفقون وتزغرد النسوة ابتهاجا واعجابا ..حياكم الله يا شيوخنا ويا كبار قومنا على ما لاتتاخرون ولا تترددون للحظة عن الاصداح به لتنويرنا وايضاح ما عجزنا عن فهمه وادراكه ..حماكم الله يا من تحاربون الجهل والتخلف والعصبية والحمية وتسعون لاخماد نيران الفتن والمحن التي تحيي لهيبها وتغذي نيرانا قوى الرجعية والضلال والكفر والالحاد ومعتنقي التطرف يمينا كان ام يسارا ..وتكلم الشيخ مورو فقال في قناة نقمة فوضع نقاطا على احرف حتى استقام فهمها وفهم معناها ولكن لي سؤال يؤرق فكري ولايزال هل كان ليقول كلامه ذاك ومواقفه تلك لو كان وزيرا في هاته الحكومة ؟ ام ان الكلام خارج السلطة اكثر اباحة وجراة وحكمة ؟ وان كان كذلك فاننا تعودنا على كبار شعوب الغرب نفس المواويل والمواقف ولا نزال فكم من رئيس دولة او مسؤول حكومي عبر عن قناعاته ومواقفه المخالفة للتي كان ينتهجها ويتبعها ايام حكمه والتاريخ لايرحم .وختاما نحترم كبار قومنا خارج السلطة وسنحترمهم اكثر لو ابقوا على ثوابتهم وقناعتاهم وهم داخلها وبيدهم سلطة الحل والعقد ..لا ان تنسيهم الكراسي الزائلة ما كانوا فيه وبه علينا يغدقون وبه يبشرون ويقنعون ..فيصفق لهم المعجبون وترتاح لهم الاذان وتصدقهم العقول ...والعين مهما كانت جميلة براقة ثاقبة لن تعلا يوما على الحاجب ...وحتى لا يكون ذاك البيت الشعري حقيقة ثابتة الى اجل غير مسمى " شيئان في وطني قد خيبا املي ..الصدق في القول والاخلاص في العمل " ينتظر الشعب افعالا لا اقوالا ..الصدق في القول والاخلاص في العمل ..ومن كباراتنا تعلمنا ولانزال نتعلم ...

