منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-04-08, 19:34 رقم المشاركة : 1



Icon14 الإسلام يخاطب العقل الإنسانى






هناك شعوب إسلامية كثيرة
ليس لديها تفسير مطبوع للقرآن ا لكريم بلغاتها حتى الآن
و ان كانت بعض الشعوب الإفريقية لديها تفاسير
غير مكتوية تتناقلها الألسن مشافهة
وكان يصاحب انتشار الإسلام في الصدر الأول
انتشار للغة العربية
بحيث أن الحاجة إلى تفسير للقرآن الكريم بغير العربية
كانت قليلة أو غير واردة
ولم يبدأ ظهور تفاسير باللغة الفارسية إلا في عام 315
حيث تم ترجمة تفسير الطبري
وفي عام 734 ه تم ترجمة نفس التفسير إلى التركية
أما الأردية وهي لغة أحدث من السابقتين
فقد ظهرت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم عام 1190 ه
والتي قام بها مولانا شاه رفيع الدين
وقد كانت التفاسير و ترجمة المعاني تنبع من حاجة إسلامية
وبايد إسلامية أمينة على تبليغ رسالة الإسلام ومعاني القرآن الكريم
لمن لا يحسن العربية
وبعد فتوحات المسلمين في أوروبا والأندلس
واحتكاك المسلمين والمسيحيين في الحروب الصليبية وغيرها
بدأ المسيحيون في ترجمة معاني القرآن الكريم
في محاولة للتعرف على كتاب محمد صلى الله عليه وسلم
أو التعرف على القانون التركي أو على قرآن محمد
صلى الله عليه وسلم
كما أطلقوا عليه
وقد ترجم إلى اللاتينية بمعرفة رهبان ديركلوني عام 508 ه
وحفظت هذه الترجمة لدراسات الرهبان
للتعرف على دين المسلمين
ولم تطبع الترجمة إلا في عام 950 هـ
ومن هذه الترجمة نقلت ترجمات إلى الفرنسية
والألمانية والإنجليزية وغيرها من اللغات الأوروبية
حيث أن المترجمين لم يكونوا على علم باللغة العربية
فوجدوا الترجمة اللاتينية أقرب منالا
وبعد هذا التعرف المبدئي بالإسلام
عن طريق هذه التراجم
اشتد ساعد الأوروربيين في حربهم للإسلام
وظهرت حركات التبشير والاستشراق
وانقضوا على تراثنا الإسلامي
اما بحرقه في أسبانيا أو بنهبه وحفظه في مكتباتهم وجامعاتهم
أو بدراسته وإثارة الشبهات كلما أمكنهم ذلك
وكانت ترجمة معاني القرآن الكريم
وسيلتهم لتحريف الكلم عن مواضعه
أو لصرف أقليات إسلامية سقطت تحت حكمهم
عن النص القرآني الكريم
وتحويلهم إلى ترجمة ميسرة بلغتهم
كما حدث في بلغاريا
إذ قام المبشر الألماني هوبه و فريق من الدارسين
بعمل ترجمة باللغة البلغارية لشعوب البوماك المسلمين
وكان حدثا اعتبره المبشرون عيدا
وكالترجمة التي قام بها القس جودفري ديل بالسواحيلية
ووزعها على مراكز التبشير ومدارس الأحد
في شرق أفريقيا
حتى يمكن محاجة المسلمين عن علم ومناقشتهم عن معرفة
وهكذا نجد أن ترجمة معاني القرآن
استخدمها أعداء الإسلام لمحاربته
واقترح الدكتور حسن المعايرجي بعد مقدمات وافية ما يأتي

حصر ترجمات معاني القرآن الكريم بشتى اللغات
جمع نسخ من هذه الترجمات لتكون مكتبة كاملة
يستعين بها الباحثون و المحققون
تمحيص تلك التراجم لتعميم الجيد منها
والتحذيرمن السيء والمشبوه
اختيار تفسير حسن للقرآن الكريم وترجمته إلى اللغات الأساسية
وتوزيعه على جماهير المسلمين

والدكتور معذور في اهتمامه ب “الأعاجم المسلمين”
فهم أكثر من أربعة أخماس الأمة الإسلامية الكبيرة
وإن كان العرب المسلمون ما أحسنوا تيسير العربية لهم
ولا نقل الثقافة الإسلامية بألسنتهم
بم اشتغل العرب؟
ولماذا ينتظرون أن يجيء الناس إليهم
بدل أن يذهبوا هم إلى الناس؟
أليست هذه خيانة لأمانات الدعوة وتفريطا في جنب الله؟
وماذا كسب العرب من تنازعهم على السلطان؟
وعشقهم للرياسات؟
وتقاتلهم على الحطام والبريق الخادع؟
لا شيء
إلا ضياع الدين والدنيا معا
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى
ولا مانرقع
أعلن منذ أيام رجل الاقتصاد البريطاني
” أحمد كريستوفر شامونت”
أنه دخل في الإسلام
قال: لقد وجدت في الإسلام ما كنت أبحث عنه
فأي مشكلة يعاني منها المرء في حياته
سوف يجد حلها في القرآن الكريم
ثم يقول أشهر اقتصادي إنجليزي
إن الإسلام يخاطب العقل الإنساني
ويضعه على مشارف الطريق الحق
ويضمن له سعادة الدنيا والآخرة
ويقول: إنني حتى الآن قرأت ست سور من القرآن الكريم
وقد شعرت بأن الإسلام يملك أسباب التقدم الحضاري
والتفوق العلمي
ولكن المسلمين متقوقعون
يعيشون بعيدا عن هدى دينهم
وهو ما جعل غيرهم من الشعوب يسبقهم
ويرجح عليهم
ولم يكن المسلمون الأوائل على هذا النحو السيئ
لقد كانوا أول سالك لطريق الحضارة والتقدم
في شتى الميادين العلمية والاجتماعية والاقتصادية
هذا الخبر ناطق بأن الإسلام يشق مستقبله بقواه الذاتية
وخصائصه العقلية
ونستطيع أن نؤكد أن العقل الأوربي
أسرع شيء إلى قبول الإسلام والابتهاج به
يوم يعرفه معرفة صحيحة
إن هذا العقل المتفتح الذكي لا يستسيغ الإلحاد
والإلحاد في الحقيقة مرض نفسي وليس يقظة فكرية
كما أن هذا العقل الأوربي المستقيم
يأبى التعدد والتجسد وسائر المتناقضات
التي حفلت بها أديان أرضية وسماوية
ولا ريب أن المفهوم الإسلامي للألوهية
مشرق المعنى والدليل
ولا يصد عنه امرؤ سليم الفطرة
فلننظر إلى الخبر الآخر الذي جاءنا من أميركا
لقد قالوا: إن سلطات الأمن في واشنطن
أمرت بإغلاق المسجد في المركز الثقافي الإسلامي
لماذا؟
الآن القوم هناك يضنون بحرية التبليغ على أتباع الإسلام؟
كلا
فحرية الدعوة مكفولة
لكن الذي حدث أن المسلمين من رواد المسجد
انقسموا على أنفسهم انقساما شائنا
ووقعت بينهم فتن عكرت صفو الأمن
فرأت الدولة أن تستريح من هذا الشغب
ترى ماذا قسم المسلمين هناك
وأفسد ذات بينهم
وانتهى بإغلاق مسجدهم
قالوا: نزاع بين أتباع السلف وأتباع الخلف
تفاقم حتى أوقد بينهم حربا لا تؤمن عقباها
وتصورت أنا ما حدث
يصلي إمام شافعي المذهب فيجهر بالبسملة
ويقنت في الفجر
فيقول له مأموم من السلف: الجهر بالبسملة لم يرد
والقنوت في الفجر بدعة
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
ثم يحاول هو ومؤيدوه أن يصلوا على مذهبهم هم
وهنا يتشابكون
ويكون النزاع بالأيدي
ويخاف نصارى واشنطن أن يتحول إلى تشابك بالنعال
أو بالنصال فيغلقون المسجد
وربما كان الخلاف
هل يجهر بختم الصلاة أويسر؟
هل تقرأ سورة الكهف قبل الصلاة أم سورة أخرى
أم لا قراءة البتة؟
وهذه الخلافات الهائلة يمكن تصعيدها إلى مجلس الأمن
ولكن من يدري
ربما استعمل الروس حق الاعتراض الفيتو
فخذلوا السلف
أوهزموا الخلف

إن المسلمين القادمين إلى العالم الجديد
يحملون معهم كما قلت من قبل أدرانهم الفكرية
وجراثيم العفن الخلقي الذي أزرى بهم وبدينهم على سواء
أترى الاسلام يحرز نصرا في ميادين الدعوة بهذا التفكير؟
ماذا لو عولجت هذه القضايا الثانوية على مكث
وتركت وجهات النظر الغالبة أو المغلوية تحيا كيفما اتفق
وتعاون الجميع على خدمة العقائد والأخلاق والعبادات
المجمع عليها وما أكثرها وبقيت الأمور الخلافية معفلة
أو ماضية على أي وجه؟
إنني بعد ما بلوت أصحاب هذه القضايا
استقر عندي أن القوم يتعصبون لأنفسهم
وأن العناد واللجاج مظهر للغلب الشخصي
تحت ستارمن اسم الله وحقائق الدين
إنهم يفقدون نكران الذات
وإيثار الله ومصلحة الإسلام العليا
إن هؤلاء الناس محتاجون إلى مزيد من التربية الخلقية
والزكاة النفسية والتعلق بالآخرة
أما عناوين السلف والخلف فهي قشور
وحاجة الإسلام إلى الفقه الذكي
مثل حاجته إلى النية الصالحة
ولن يفيده مخلص أحمق
ولا عالم مفتون!


بقلم الشيخ محمد الغزالى
رحمه الله





  رد مع اقتباس
إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإنساني بين الكثرة والوحدة: الخصوصية والكونية JokerX دروس و إمتحانات الباكلوريا 0 2013-01-11 14:06
العقل يتملك الدراسة professeur hist التعليم الأساسي و الثانوي 2 2011-08-18 19:25


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:55


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت