قصة نجاحي مع الثور الأحمر ..!

2010-06-25, 20:55

قصة نجاحي مع الثور الأحمر ..!

كنت شابا يملك طموحات عالية ، أدرس بجد وأحاول معرفة كل غموض يحيط بي ..

تلقيت خلال طفولتي رعاية أب رحيم وعطوف ، علمني أن الحياة زيارة قصيرة ،

لا يهم فيها المال ، لا يهم فيها ان أخطأت في حق نفسك مادمت لن ترضى شرا للناس ،

كانت تلك المبادئ التي تعلمتها كبيرة لدرجة أني لم ألاحظ ذلك الا بعد مرور زمن ، حين أحسست

بثقلها وثقل خيبة الأمل بحملها ..

طالما كان المال بالنسبة لي شيء متواجد بإستمرار ، لدرجة أني لم أدرك مدى أهميته ، و ربما

شخصيتي القوية التي لا تدعني أنحني أمامه ، وتفكيري العميق بما يمكن أن أفعله بهذا النقد

الذي سرق من الناس انسانيتهم ، جعلني أدرك أن الحقيقة تكمن في مدى حمدك لله ..

كلام كبير لا أستطيع حتى التعبير عنه بوضوح تام ، الناس والمال وجهان لعملة نقدية ،

لبضعة أوراق تحترق بالنار وتزول ، تحترق وتزول على عكس هذا الانسان الذي اذا احترق

سيحترق ولا يزول ..

في الحقيقة كانت كل المشاريع التي قمت بإنجازها ناجحة نجاحا مبهرا لما أملكه من أفكار

متجددة وايمان قوي بالله ..

توجهت الى خدمة الأرض التي تركها أبي ، ومع بعض المشاريع التي استطعت من خلالها

تحصيل المال ، جمعت ما يمكن جمعه لبداية مشروع يزدهر به بلدي آخذا بعين الإعتبار كل المبادئ

التي تعلمتها والتي آمنت بها ..

فكرت في زراعة البصل والجزر والبطاطا والأشجار المثمرة والثوم والفلفل والطماطم ..

وبالفعل كلما زرعت شيئا كان يثمر نجاحا ..

فكرت فقط بما يمكن أن أجنيه من فائدة لبلدي ، أحببت هذا البلد وكنت سعيدا جدا لأني

استطعت أن أكون رجلا مفيدا يبلغ من العمر 20 سنة !

كنت صغيرا على حمل مبادئي ، كنت صغيرا لا يمكنني فهم المجتمع الذي كان همي ارضاؤه ،

في الأخير أردت أن أزرع رجالا حتى أجدهم أجود الثمار التي يمكن أن تعينني في حياتي

وفي آخرتي ، ولكن للأسف واجهت أكبر عدو طالما استهنت به ..

كان عدوي الثور الأحمر الذي أعمى بصيرة كل من أحاول مساعدته ، ومع صراع طويل

ذبل كل الرجال أمامه ، حتى استسلمت في الأخير أمام قطعة ورق مرسوم بها ثور أحمر !

ولكن ... البصل كان أكثر فائدة لي وللجميع .

2010-06-25, 20:55	رقم المشاركة : 1
	قصة نجاحي مع الثور الأحمر ..! قصة نجاحي مع الثور الأحمر ..! كنت شابا يملك طموحات عالية ، أدرس بجد وأحاول معرفة كل غموض يحيط بي .. تلقيت خلال طفولتي رعاية أب رحيم وعطوف ، علمني أن الحياة زيارة قصيرة ، لا يهم فيها المال ، لا يهم فيها ان أخطأت في حق نفسك مادمت لن ترضى شرا للناس ، كانت تلك المبادئ التي تعلمتها كبيرة لدرجة أني لم ألاحظ ذلك الا بعد مرور زمن ، حين أحسست بثقلها وثقل خيبة الأمل بحملها .. طالما كان المال بالنسبة لي شيء متواجد بإستمرار ، لدرجة أني لم أدرك مدى أهميته ، و ربما شخصيتي القوية التي لا تدعني أنحني أمامه ، وتفكيري العميق بما يمكن أن أفعله بهذا النقد الذي سرق من الناس انسانيتهم ، جعلني أدرك أن الحقيقة تكمن في مدى حمدك لله .. كلام كبير لا أستطيع حتى التعبير عنه بوضوح تام ، الناس والمال وجهان لعملة نقدية ، لبضعة أوراق تحترق بالنار وتزول ، تحترق وتزول على عكس هذا الانسان الذي اذا احترق سيحترق ولا يزول .. في الحقيقة كانت كل المشاريع التي قمت بإنجازها ناجحة نجاحا مبهرا لما أملكه من أفكار متجددة وايمان قوي بالله .. توجهت الى خدمة الأرض التي تركها أبي ، ومع بعض المشاريع التي استطعت من خلالها تحصيل المال ، جمعت ما يمكن جمعه لبداية مشروع يزدهر به بلدي آخذا بعين الإعتبار كل المبادئ التي تعلمتها والتي آمنت بها .. فكرت في زراعة البصل والجزر والبطاطا والأشجار المثمرة والثوم والفلفل والطماطم .. وبالفعل كلما زرعت شيئا كان يثمر نجاحا .. فكرت فقط بما يمكن أن أجنيه من فائدة لبلدي ، أحببت هذا البلد وكنت سعيدا جدا لأني استطعت أن أكون رجلا مفيدا يبلغ من العمر 20 سنة ! كنت صغيرا على حمل مبادئي ، كنت صغيرا لا يمكنني فهم المجتمع الذي كان همي ارضاؤه ، في الأخير أردت أن أزرع رجالا حتى أجدهم أجود الثمار التي يمكن أن تعينني في حياتي وفي آخرتي ، ولكن للأسف واجهت أكبر عدو طالما استهنت به .. كان عدوي الثور الأحمر الذي أعمى بصيرة كل من أحاول مساعدته ، ومع صراع طويل ذبل كل الرجال أمامه ، حتى استسلمت في الأخير أمام قطعة ورق مرسوم بها ثور أحمر ! ولكن ... البصل كان أكثر فائدة لي وللجميع .

قصة نجاحي مع الثور الأحمر ..!

خواطر و مقالات أدبيّة