اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات ..من هنا قد تبدا اللعبة.

تنتشر في هاته الايام بعض التسريبات حول القانون الجديد لاحداث اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات كانتشار النار في الهشيم ..ومن اهم البنود التي يقع الترويج لها وما نتج عنها من ردات افعال واقوال اسالت لعاب الاقلام ..هو ان المجلس التاسيسي هو الوحيد الذي سيشرع هذا القانون وله الصلاحية الكاملة والتامة في الصياغة والاختيارات ..وان هاته اللجنة سوف تكون مغايرة تماما عن سابقتها التي كان يراسها السيد كمال الجندوبي والتي لاقت الشكر والعرفان والمدح والثناء في الداخل والخارج على اعمالها وتالقها خلال الانتخابات التي حصلت بعد الثورة المباركة ..فعدد اعضائها سوف لن يتعدى 7اعضاء عوضا عن 16 عضوا في اللجنة السابقة وان تركيبتها تلك سيتم اختيارهم من اعضاء المجلس التاسيسي وبالتالي الاغلبية الحاكمة " الترويكا " او مثلث الحكم الجديد في البلاد ..من هنا برزت ردات الافعال واخذت النقاشات والتحاليل على اختلافها اتجاهات مغايرة جمعت بين المنطقي الموضوعي وبين التعصب الفكري والولاء المفضوح لطرف واخر.
ومن ضمن هاته الاراء والمواقف نجد رايا يقول ان مثل هذا الخيار هو انفراد للمجلس التاسيسي دون غيره بالراي الواحد حيث قد تختفي الحيادية والجدارة والمصداقية والشفافية في التعيينات المرتقبة وبالتالي يتم اختيار الاقربين والموالين اي على اساس الولاء والوفاء لاصحاب الفضل مستقبلا ..وهي عملية اقصاء مبيتة لبقية مكونات المجتمع المدني بمافيها الاحزاب المعارضة سواء داخل قبة المجلس او خارجه . اما الراي الثاني فهو اشد سوداوية ومرارة حيث يعتقد ان مثل هذا التعيين قد يكرس مرحلة متجددة من الدكتاتورية التي عان منها الشعب منذ الاستقال " الحزب الواحد .الراي الواحد ..والرمز الواحد " كما ان اصحاب هذا الراي لا يخفون هواجسهم من ان مشروع القانون هذا هو الخطوة الاولى بل اللبنة الاولى الاساسية للتمسك بالسلطة والبقاء فيها وذلك بكسب الانتخابات المقبلة حيث لايستبعد التزوير والتلاعب بنتائجها للشق الحاكم " الترويكا " ومما يزيد المخاوف اكثر هو ا ن هاته اللجنة دائمة لمدة لا تقل عن 8سنوات قادمة اي دورتين انتخابيتين ..كما ان المخاوف لا تقتصر عند هذا الحد فالبعض يرى ان هناك تحضيرات واستعدادات اولية لحركة النهضة بالاساس في تعيين الموالين لها في المراكز السيادية وهي خطوة داب عليها التجمع المنحل لكسب الانتخابات التي تمت سابقا في البلاد مهما كانت الاثمان .في المقابل يتهم المناصرون والموالون للحركة والمتكتلون معها حاليا بانهم يصطادون في المياه العكرة وانهم لا يقبلون لعبة الديمقراطية ولا يمتثلون للفائز في الانتخابات السابقة ولا يعترفون بانجازات الحكومة الحالية التي حسب رايهم تسير بخطئ ثابتة وبنظرة ثاقبة للنهوض بمستقبل البلاد والعباد وان ما يقال ويلام في شان دورها وعملها ليس الا ضربا من الكراهية وشعورا بالخيبة والهزيمة .ويرد الاخرون بان اهداف الثورة لم يتحقق منها ولو النذر القليل فالمعيشة زادت تدهورا والاوضاع الامنية حدث ولاحرج ومحاسبة رموز الفساد والاجرام في حق الشعب والوطن لم يتم فيه الى حد اللحظة ..بل الاغرب من ذلك ان انهاك الفئات الضعيفة والمستضعة زاد من نسبه ومعظم ما تسعى الى تحقيقه الحكومة الحالية هو مزيدا من الجباءات والزيادات في اسعار المحروقات وعدة مواد استهلاكية والحد من قيمة صندوق الدعم للدولة بتعلة تدهور الاقتصاد الوطني والاوضاع التي اصبحت عليها البلاد بعد الثورة وما خلفه النظام البائد من تركة ثقيلة وفساد في جميع المجالات والميادين .
وخلاصة لهذا الموضوع الذي هو كما اشرت محل جدال معظمه جدال بيزنطي وزوابع اعلامية تعقبها توابع وعوارض الهت الشعب اكثر وزادت معاناته وتخبطه في اوحال المستنقع السياسي دون ان يرى بريقا للخلاص وتحقيق النصر المرتقب بعد الثورة ..ولكل مواقفه واراءه ولربما افضل انجاز شهدته البلاد هو الحرية التي احيانا اصبحت تحررا من كل القيم والمبادئ .
تحياتي