منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-08, 16:44 رقم المشاركة : 1



Icon14 رائدات المغرب الإسلامي






نتعرف اليوم على عالمة رائدة من رائدات المغرب الإسلامي

إسمها (فاطمة الفهرية)



تكنى بأم البنين، وعرفت بالفهرية، نزحت وهي فتاة صغيرة مع العرب النازحين إلى أقصى المغرب ونزلت مع أهل بيتها في عدوة القرويين زمن حكم إدريس الثاني، حتى تزوجت وطاب لها المقام هناك. أصاب أهلها وزوجها الثراء بعد كد وتعب واجتهاد وعمل، ولم يمض زمن طويل حتى توفي والدها وزوجها ثم مات أخ له فورثت عنهما مالا كثيرا شاركتها فيه أخت لها هي مريم بنت محمد الفهري التي كانت تكنى بأم القاسم.



بناء المسجد

ولم تزل أم البنين تفكر في أمر إنفاق المال الوفير حتى انتهت إلى العزم على بناء مسجد يكون ذكرا لها بعد موتها وصلة ببنيها مع أهل الدنيا وليظل عملها بعد موتها مستمرا، عمدت فاطمة إلى مسجد القرويين فأعادت بناءه في عهد دولة الأدارسة، وضاعفت مساحته بشراء الحقل المحيط به ضمت أرضه إلى المسجد، وبذلت مالا جسيما برغبة صادقة حتى اكتمل بناؤه في صورة بهية وحلية رصينة. وتذكر المراجع التاريخية ان أم البنين فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه وظلت صائمة ونذرت ألا تفطر يوما حتى ينتهي العمل فيه. ومن بين ما ترويه كتب التاريخ عن ام البنين انها عقدت العزم على ألا تأخذ ترابا أو مواد بناء من غير الأرض التي اشترتها بحر مالها، وطلبت من عمال البناء أن يحفروا حتى أعماق الأرض يستخرجون من أعماقها الرمل الأصفر الجديد والأحجار والجص ليستخدموه في البناء. بدأ الحفر في صحنه لإنشاء بئر من أجل شرب البنائين ولاستخدامه في أعمال البناء ثم عمدت بعد ذلك في حفر بناء أساس وجدران المسجد وقامت بنفسها بالاشراف عليه فجاء المسجد فسيح الأرجاء محكم البناء وكأن فاطمة عالمة بأمور البناء وأصول التشييد لما اتصفت به من مهارة وحذق فبدا المسجد في أتم رونق وازهى صورة وأجمل حال وزخرف، وكان ذلك أول رمضان سنة 245 من الهجرة. عند اتمام البناء صلت فاطمة صلاة شكر لربها على فضله وامتنانها لكريم رزقه وفيض عطائه الذي وفقها لبناء هذا الصرح الذي عرف بمسجد القرويين. وقال عنها عبد الرحمن بن خلدون « فكأنما نبهت عزائم الملوك بعدها» ولا زال جامع القرويين إلى جوار جامع الأندلس الذي بنته شقيقتها مريم يؤديان دورا رائدا في نشر الإسلام والعلوم في المغرب ثم نحو أوروبا. وأصبح جامع القرويين الشهير أول معهد ديني وأكبر كلية عربية في بلاد المغرب الأقصى. وبذلك تصبح فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني المعروفة بأم البنين الفهرية هي مؤسسة أول جامعة عربية إسلامية في هذه البلاد، وماتت السيدة فاطمة (رحمة الله عليها)



  رد مع اقتباس
قديم 2012-05-08, 16:49 رقم المشاركة : 2

افتراضي رد: رائدات المغرب الإسلامي


عائشة الجيشتيمي

هي عائشة الجيشتيمي بنت الحاج أحمد بن عبد الرحمن الجيشتيمي، وزوجة الرجل الصالح الفقيه سيدي عمر الأكضييي من دار علم وإرشاد.

يقول العلامة المختار السوسي في شأنها: ".. وعائشة هذه ممن ضرب في المعارف بسهم، وإن كان الذي أعلى شأنها وأعلى كعبها، هو صلاح ومواعظ وإرشاد نافع تعمر به أوقاتها.."

لقد كانت هذه السيدة الفاضلة كبيرة المقام وعالية الشأن في قبيلتها (إملن)، فبعد أن نهلت من المعارف والعلوم الشيء الكثير سواء من الينابيع العربية أو "الشلحية"( وهي لهجة أهل سوس في جنوب بلاد المغرب)، أصبحت تعلم الدين، وعقائد التوحيد، لكل الوافدات عليها من بنات قبيلتها، وأيضا كانت تخرج إلى القبائل المجاورة، رافعة علم النصح والإرشاد، وقد شهد لها كل جيران قبيلتها أنها فريدة من نوعها، فهي العالمة المصلحة، العابدة الزاهدة..

يروي السوسي أنه لما خطبها الفقيه سيدي عمر الأكضييي من والدها أبت أمها ذلك، فزوجها منه والدها على رغمها لما رضيه من علمه ودينه، ثم وفد عليهم يوما، فقال الجيشتيمي لزوجته:" أخرجي لصهرك"، فقالت له: " إنني لم أزوجه إنما هو صهرك الذي زوجته، فلا يرين وجهي أبدا "، فقال: " وأما وقد أبيت أن تسلكي طريق السنة فألحقي بأهلك"، فطلقها على ذلك، ثم قست عليها الأيام فلم تجد لها عونا ولا سندا إلا صهرها ذاك ، فانقطعت إليه عند ابنتها عائشة.

وقد رزقت السيدة عائشة أولاد منهم الفقيه سيدي محمد بن عمر أستاذ مدرسة (ايكضي) أزمانا إلى أن توفي، وكان من علماء سوس الأجلاء، وحين توفيت السيدة عائشة رثاها شاعر جزولة سيدي محمد بن عبد الله العثماني بقوله:

غادرت يا "بنت الفقيه"على النوى شجنا تعانيه النفوس وبيلا
كابدت في الإرشاد كل مشقة وكبت قوما قرروا التضليلا

وجريت في ميدان آيات التقى فسبقت في ذاك الرجال فحولا
وخطوت فيه خطى أبيك فلن نرى لأبيك دهرا في الرجال مثيلا




  رد مع اقتباس
قديم 2012-05-09, 17:39 رقم المشاركة : 3

Icon14


رائدات من المغرب الإسلامي
.
.
.

خناثة بنت بكار..عنقاء الصحراء



إنها الفقيهة، العالمة، الأديبة، الأميرة خناثة بنت الشيخ بكار بن علي بن عبد الله المغافري الشنقيطي، زوج السلطان المولى إسماعيل مؤسس الدولة العلوية ومستشارته، وأم السلطان المولى عبد الله، وجدة السلطان العالم سيدي محمد بن عبد الله العلوي وأستاذته، والمشرفة على تكوينه وتربيته.


كانت من العالمات اللائي أسهمن في حياة المغرب السياسية والفكرية، وهي بنت الشيخ بكار بن علي ابن عبد الله المغافري (جمع مغفر باللغة الحسانية ومعناه البطل الشهم).

تعود علاقة خناثة بالمولى إسماعيل إلى سنة 1089 هـ، حين غزا صحراء سوس، فبلغ كما ينقل الناصري في «الاستقصا»؛ آقا وطاطا وتيشيت وشنكيط وتخوم السودان، حين قدمت عليه وفود العرب من أهل الساحل والقبلة ومن دليم وبربوش والمغافرة، ووادي مطاع وجرار وغيرها من قبائل المعقل الذين أدوا طاعتهم، وكان في ذلك الوفد الشيخ بكار المغافري والد الحرة خناثة التي أهداها إلى السلطان فتزوجها ووصفها الناصري؛ بأنها كانت ذات جمال وفقه وأدب.




وقد استطاعت السيدة خناثة بنت بكار أن تتميز وسط البلاط العلوي بحظوتها العلمية والفقهية وبنسبها المغافري، التي تنحدر منه أيضا أم السلطان المولى إسماعيل" للا مباركة"، فنجد أنها تشربت تربية القصر الإسماعيلي، ففيه تعلمت وتثقفت، يذكر القادري في كتابه نشر المثاني، أن الشيخ المكي الدكالي هو الذي كان يصحح لها اللوح الذي تكتبه بيدها لحفظ كتاب الله تعالى.

كانت قارئة تحسن القراءات السبع، وعالمة بالحديث، لها تعليقات على كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني وهي محفوظة في الخزانة الملكية بالرباط، كما عرف عنها غيرتها على العلماء، ويكفي أنها كانت سببا في نجاة الفقيه المفسر عمر لوقش التطواني ت 1149 هـ من عقاب ابنها السلطان المولى عبد الله إثر وشاية بعض المكناسيين.

وخلال سنة 1143هـ بعث السلطان المولى عبد الله ولده الأمير المولى محمد رفقة أمه السيدة خناثة بنت بكار إلى الديار المقدسة، وقد ضم موكبها عددا من العلماء والفقهاء، وينقل الناصري والضعيف الرباطي تفاصيل هذا الحدث الذي هيأ له المولى عبد الله جميع ما يحتاج في السفر إلى الحجاز.

لقد كان للسيدة خناثة أدوارا سياسية كبيرة في تاريخ المغرب؛ خاصة خلال الفترة التي حكم فيها ابنها السلطان المولى عبد الله، حيث تعرضت للعديد من المضايقات والمحن من النفي إلى السجن والمطاردة والسلب، فمباشرة بعد العزل الأول للمولى عبد الله، ومبايعة أبو الحسن الأعرج على يد سالم الدكالي أحد كبار قواد جيش البخاري، فإن أول ما قام به السلطان هو إلقاء القبض على السيدة خناثة بنت بكار رفقة حفيدها سيدي محمد بن عبد الله، يقول الضعيف الرباطي: «فبعثت تطلب العلماء بعد أن دخل دارها واستولى على ما فيها... وطلبت أن يتكلموا في شأن حفيدها سيدي محمد على أن يخرجها من السجن لأنها امرأة مسنة واتقت أن يتكشف عليها من أجل الضيق، وادعت أيضا أن حفيدها صغير السن 13 سنة وما فعل ذنبا يستحق عليه العقوبة والسجن، وها أنا في السجن حتى يحكم الله بيني وبينه، ثم بعد ذلك تكلموا مع السلطان مولاي علي الأعرج فسرح حفيدها من السجن».

نفس الحدث سينقله الناصري في الاستقصا، يقول:« ولما استقر السلطان المولى أبو الحسن بمكناسة قدمت عليه الوفود ببيعتهم وهداياهم من جميع البلدان فأجازهم وفرق المال على الجيش إلى أن نفد ما عنده واحتاج فقبض على الحرة خناثة بنت بكار أم السلطان المولى عبد الله، فاستصفى ما عندها ثم امتحنها لتقر بما عسى أن تكون أخفته فلم يحصل على طائل، وكانت هذه الفعلة معدودة من هناته عفا الله عنه».

وخلال البيعة الثالثة للمولى عبد الله في 15 من ذي القعدة عام 1152هـ، وكان وقتها بمنطقة السراغنة حيث وفدت عليه القبائل بالبيعة من مكناس، حتى الأربعاء 29 من ربيع الأول من عام 1154هـ، يوم اتفق عبيد البخاري على خلعه ومبايعة المولى زين العابدين بن إسماعيل، ستعيش خناثة بنت بكار المغافري فصولا أخرى من تقلبات الأحداث السياسية بالمغرب، يقول الضعيف الرباطي: «وفي ضحوة يوم الخميس موافق ثلاثين من ربيع الأول عام 1154هـ جاءت خناثة بنت البكار هاربة من مكناسة الزيتون، ودخلت فاس الجديد خوفا على نفسها من العبيد لما سمعته من عزل ولدها، وفي الغد جاء ولدها السلطان المولى عبد الله من مكناسة هاربا ونزل برأس الماء وخرج إليه الودايا وأهل فاس، واستعطفهم كثيرا فأجابوه بنصره وفي القيام معه والقتال دونه وفرح بذلك غاية الفرح جاوز النهاية».


وقبل هذا الحدث بسنة أي في أوارمضان من عام 1153هـ، لعبت خناثة المغافرية دورا أساسيا في صلح السلطان المولى عبد الله مع قبائل الودايا، ويصف الضعيف الرباطي هذا الحادث بـ«الشفاعة» التي طلبتها خناثة من الودايا في حق مصالح ابنها السلطان.

أما الناصري في «الاستقصا» فيخصص فصلا صغيرا عن شغب العبيد على السلطان المولى عبد الله وحكاية فراره هو ووالدته خناثة، يقول: «لما كان شهر ربيع الأول من سنة 1154هـ، شغب العبيد على السلطان المولى عبد الله وهموا بخلعه والإيقاع به، فنذرت ذلك أمه الحرة خناثة بنت بكار، ففرت من مكناسة إلى فاس الجديد، وفي الغد تبعها ابنها السلطان... ونزل برأس الماء، فخرج إليه الودايا وأهل فاس وأجلوا مقدمه واهتزوا له، فاستعطفهم السلطان وقال لهم: «أنتم جيشي وعدتي ويميني وشمالي وأريد منكم أن تكونوا معي على كلمة واحدة».

وشكل جيش الودايا درعا سياسيا واجتماعيا لمكانة خناثة داخل نظم الدولة قبل وحتى بعد وفاة المولى إسماعيل، حتى إن مكانتها وتميزها جعلا أحد الإنجليز وهو جون ويندهاس يشير إليها في كتاباته سنة 1721 م، مشيرا إلى سبب علاقتها بالمولى إسماعيل، وواصفا رجوعها من عرب المعقل بقبائل المغافرة بالساقية الحمراء في موكب سلطاني يتكون من عشرين ألف رجل، وأضاف ويندهاس ما كانت تقوم به من تأثير على قرارات السلطان الذي كان يستشيرها في كثير من القضايا إلى درجة وصفها بالوزيرة الخاصة لزوجها المولى إسماعيل.

كما لعبت السيدة خناثة دورا بارزا في تثبيت اتفاقية السلام والتجارة التي وقعت بمكناس بين الإيالة الشريفة ودولة انجلترا في شخص سفيرها شارل ستيوارت خلال صيف سنة 1721م، نفس السفير كانت له مراسلات مع السيدة خناثة بخصوص طلب دعمها لهذه الاتفاقية، وبشأن التدخل لدى السلطان للإفراج عن عدد من الأسرى الإنجليز.

وقامت بحجتها التاريخية عام 1143 هجرية، وقام بتسجيل الرحلة الوزير أبو محمد عبد القادر الجيلاني الإسحاقي، والذي حرر للأميرة وبطلب منها فتوى بمكة المكرمة تجيز تملك العقار في البلد الحرام.

ويصف حج الأميرة "وصلت ليلة السادس ـ من ذي الحجة ـ إلى مكة المشرفة بعد العشاء وعليها السكينة مرفرفة، وهي في جلالة عظيمة وسيادة فخيمة، في محفل من الأجناد، وجمع من الأجواد، ولهم زجل بالتلبية والأدعية، فطافت طواف القدوم، وطلعت إلى دارها المكري المعلوم، ثم إنها طلعت إلى عرفات ولها دويّ بالتسبيح والتقديس، وكانت الوقفة يوم الخميس، ثم نزلت إلى منى فأقامت ثلاثة أيام وأكثرت من الهدي، وبذلت الشراب والطعام، ثم نفرت إلى مكة وجاءت بعمرة الإسلام، تكثر من الصدقات على الدوام، وبذلت بغير حصر، وأعطت عطاء من لا يخاف الفقر...".

توفيت هذه السيدة الكريمة رحمة الله عليها في جمادى الأولى عام 1159هـ ودفنت بروضة الأشراف من المدينة البيضاء بفاس الجديد.



المراجع:
1. "المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي"، تأليف عبد الهادي التازي، بمساهمة مؤسسة فريدريك إيبرت، نشر الفنك، الطبعة الأولى، 1992.
2. "الحركة الفقهية في عهد السلطان محمد بن عبد الله العلوي"، أحمد أمين العمراني، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1996.
3. "المرأة الأمازيغية عبر التاريخ" مقال منشور بجريدة بيان اليوم 9/23/2005.
4. النسخة المخطوطة من كتاب الإصابة التي تتضمن تعليقات السيدة خناثة بنت البكار، توجد بالخزانة الحسنية تحت رقم 5932.
5. "الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية"، محمد الأخضر، الدار البيضاء، دار الرشادالحديثة، الطبعة الأولى 1977






  رد مع اقتباس
قديم 2012-05-18, 07:26 رقم المشاركة : 4

افتراضي رد: رائدات المغرب الإسلامي


نتعرف اليوم على شخصية وظفت نفسها لتسوس وتدافع عن وطنها زهاء ثلاثين سنة


من هي هذه الشخصية سلطانة زمانها التي حكمت تطوان وسعت إلى هدنة المنطقة ووحدتها؟
من هي هذه السيدة التي كان لها الدور القيادي في تسيير الشؤون التجارية والحربية في المغرب وجابت سفنها أغوار البحار؟
من هي هذه الحرة التي رسخت في الذاكرة الشعبية المغربية طيفا يخرج من البحار يدعى
"عائشة قنديشة" هذا الاسم الذي يرمز لكل ما هو مخيف وظلام رهيب؟.

إنها السيدة الحرة حاكمة تطوان التي من حظها أنها ما ذكرها التاريخ المغربي بشيء إلا ما جاء في كتاب دوحة الناشر لمحمد بن عساكر، ومن حسن حظها أن الكاتب ابنها فدون لها وفق متطلبات الظروف السياسية التي فرضت عليه السكوت عن العديد من المواقف وخصوصا منها السياسية ليذكر جانب زهدها وعبادتها فقط. أو ما جاء في المصادر الأجنبية التي ما أجحفتها حقها حيث نجد الكاتب سبستيان دبركاس يبين علاقتها مع حاكم سبتة واهتماماتها التجارية و البحرية.

وأوتيت من كل شيء

ذكر هذا النعت التشريفي في القرآن الكريم للمرأة في شخص بلقيس ملكة سبأ في عهد سليمان عليه السلام التي أوتيت من كل شيء، من العلم والزعامة والجمال والثراء وتوفر أسباب الحضارة والقوة والمتاع و ارتقاء الصناعة "ولها عرش عظيم"...

في حين نجد التاريخ المغربي يجحف السيدة الحرة حقها فلم يذكر لها حسا ولا خبرا، كأنها لم تمر في عهد حكمها لمنطقة شفشاون بشمال المغرب خلال القرن 16م. هذه الحاكمة التي أوتيت هي أيضا من كل شيء أوتيت من العلم والذكاء وشرف النسب وخبرة سياسية لأنها نشأت في وسط يسوده جو الزعامة والقيادة فهي ابنة أمير شفشاون علي بن موسى بن راشد وشقيقة وزير وزوجة حاكم تطوان محمد المنظري ومن بعده زوجة السلطان أحمد الوطاسي.

أجحفها التاريخ حقها لا لأن التدوين لم يكن في تلك الفترة، وإنما لكون شخصيتنا امرأة فجرى عليها ما جرى على الأمة من انحطاط بصفة عامة وعلى كل امرأة في تاريخ الإسلام. فبعد العهد النبوي والخلافة الراشدة الذي عرفت فيه المرأة حضورا ومشاركة فعلية في كل المجالات نجد هذه الأبواب التي فتحت في وجهها قد سدت وضربت عليها أقفال كضمان لعزتها وكرامتها.

كما أجحفتها الذاكرة المغربية أيضا حقها فأعطتها لقبا مخيفا مهيبا يرمز لكل ما هو مفزع "عائشة قنديشة". و" قنديشة" أو "الكنتيسة" لقب الشرف عند الإسبان للمرأة إلا أنه أصبح عندنا بهذا التداول المرعب نتيجة لعوامل إيديولوجية. أو ليست هذه الذاكرة في وقت غير بعيد كانت ترى ملك بلادها في القمر؟؟.

أسطول تجاري وعسكري لا قوارب موت تجوب البحار

أنشأت السيدة الحرة أسطولا بحريا تجاريا على مستوى عال إذ كانت سفنها تجوب أغوار البحار مما خول لها أن تربط علاقات خارجية خصوصا مع جيرانها الجزائريين والإسبان. فقد سجل لها التاريخ الغربي مساعداتها لحاكم الجزائر "بارباروس" عند قيامه بالجهاد البحري. ومساعداتها للإسبان والبرتغال الذين عقدوا معها علاقات وثيقة بصفتها القوة البحرية المسئولة عن المنطقة من أجل إطلاق سراح أسراهم.

ونلتفت إلى عصرنا فماذا نجد؟.

نجد أسرانا أسرى الخبز والفقر والبطالة الحالمين بالعيش الكريم تردهم لنا الجارة إسبانيا جثتا هامدة.

هذا الحلم الذي يتمناه الكثير من الشباب المغاربة ينتهي نهاية مأساوية طافية على السواحل الإسبانية والمغربية ليس زبدا للبحر أو ما يخرجه ليلفظه وإنما زبدة البلاد من خريجي الكليات والجامعات وأصحاب الشهادات والحرف البانية الطامحة في بناء بلاد الآخر لما سدت في وجهها كل الآفاق المستقبلية التي تضمن لها العيش الكريم.

نجد امرأة "حرمة" كائن ساكن ساكت غارق في أوحال الأمية والظلم والفقر والتخلف الحضاري والانحطاط الأخلاقي والهزيمة...

عقبات هي متعددة المظاهر ودعوة من الله عز وجل للاقتحام ومشاركة فعلية في الميدان، لأن قضية المرأة مع التاريخ ومع الواقع لا تحل إلا في إطار شامل تشارك فيه متزعمة مع الرجال لا تابعة. تتجاوز همتها الأفق الضيق المحدود الذي رسمه لها تاريخ الإسلام التقليدي لتبني على منوال أمهات المؤمنين والصحابيات المتحررات



  رد مع اقتباس
قديم 2012-07-04, 22:42 رقم المشاركة : 5

افتراضي رد: رائدات المغرب الإسلامي



تميمة بنت يوسف بن تاشفين



امراة اخرى من بين نساء المغرب الصادقات العفيفات المتبتلات نتعرف على مسار حياتها ونتعرف عليها عن قرب فمن هي ؟

هي تميمة بنت يوسف بن تاشفين


ام طلحة


لم يكن الحسن والأدب والكرم، هي الجواهر التي رصعت مسار حياة تميمة بنت يوسف بن تاشفين، بل زاد مسارها توهجا ما كان لها من رجاحة عقل وحسن تدبير.

فقد تربت أم طلحة، في كنف دولة لم يكن فيها رجال الدولة وأمرائها يرون غضاضة في تنشئة بناتهم على دراسة الأدب مع ما عرف عنهم من تشدد في الدين .



تنشئة تميمة، أخت علي بن يوسف، سمت بها إلى مقام شهيرات عصرها في الأدب والكرم، إذ شاركت إلى جانب كثير من نساء المرابطين في الحركة الفكرية بنصيب وافر من العلم والأدب .


فتميمة ابنة قمر الرومية، « كاملة الحسن راجحة العقل المشهورة بالأدب والكرم » لم تثنيها هذه القيم الجمالية والفكرية، عن الاهتمام بثروتها المادية والإشراف عليها من أجل تنميتها.


فالثروة التي ورثتها تميمة عن والدها يوسف، الذي« يقال أنهم وجدوا في بيت المال بعد وفاته، ثلاثة عشر ألف ربع من الورق، وخمسة آلاف وأربعين ربعا من دنانير الذهب المطبوعة » عملت على تنميتها وتطويرها.


وزاد تميمة ثراء ما حظيت به من امتيازات في فترة حكم أخيها علي، فتوسعت في جمع الثروة شأنها شأن باقي المحظوظين من أمراء وشيوخ صنهاجة، ممن استأنسوا برقة الحضارة.


وتبقى رجاحة العقل، وحسن تدبير الثروات، من أهم الخصال التي ميزت تميمة أخت علي بن يوسف، عن باقي المحظوظين من أبناء وبنات جلدتها، الذين تباهوا بحياة البذخ والترف، يقول المرحوم محمد زنيبر .


فقد أتقنت تميمة لغة وفن تدبير الثروات، فغدت برجاحة عقلها وحسن تدبيرها لثروتها من أثرياء قومها، مقدمة بذلك نموذجا عن المرأة المغربية المدبرة والمسيرة للثروات في عصرها.


فإشراف تميمة بنفسها على إدارة ثروتها، لم ينقص مما كان لها من نفوذ معنوي ومادي بين قومها، وتعيينها لمحاسب لمساعدتها في تدبير شؤون متاعها المادي، لم يرفع عنها حصانة العفيفات الطاهرات، وسفورها على عادة نساء الملثمين وهي تحاسب كاتبها ـ كما قال ابن القاضي ـ لم يوقعها في براثين الرذيلة، فالسفور أو الحجاب ليسا نياشين لوقاية بني البشر من الوقوع في الرذيلة، بل عزة النفس وسموها، وشموخ البشر والتزامه بقضايا الكون، هي من يحمي الإنسان من لحظات ضعفه.

فسمو وشموخ ابنة يوسف بن تاشفين الذي « يفضل أن يقدم نفسه كمؤمن، حشوه الخشوع والتواضع » ، يترجمهما ما قالته لكاتبها لما دخل عليها وهي سافرة، فبهت



« وكانت قد أمرت بمحاسبته، فلما نظرت إليه عرفت ما دهاه، ففطنت لما عراه، فأومأت إليه وأنشدته:


هي الشمس مسكنها في السماء فعز الفؤاد عزاء جميلا
فلن تستطيع إليها الصـــــــعودا ولن تستطيع إليك النزولا





  رد مع اقتباس
قديم 2012-07-05, 19:32 رقم المشاركة : 6

افتراضي رد: رائدات المغرب الإسلامي





خديجة الكتانية



الفقيهة المتفقهة ذات العلم خديجة الكتانية
الكتاني خديجـة بنت محمد بن جعفر بن إدريـس بن الطائع بن إدريس بن محمد الزمزمي بن امحمد الفضيل بن العربي بن امَحمد بن علي الجد الجامع



عالمة فقيهة مطلعة. ولدت بفاس يوم 22 صفر الخير عام 1294، وأخذت العلم عن والدها وكبار آل بيتها، وهاجرت إلى المدينة المنورة عام 1331، ثم منها إلى دمشق عام 1336، وعادت للمغرب عام 1345.


كانت الشريفة خديجة الكتانية عالمة مطلعة، مؤلفة ناسخة لعدة كتب، حفظت القرآن الكريم وضبطته على والدها، وكذلك حفظت مهمات المتون، وحصلت على الإجازة من والدها وجدها، وبعض كبار علماء المشرق، وأخذ عنها جملة من أعلام بيتها؛وكانت النساء ترجع إليها في مختلف المسائل الفقهية، وبينها وبين مختلف أهل بيتها مراسلات محفوظة.


وقد اضطرتها الحرب العالمية الأولى إلى الابتعاد عن زوجها العلامة مولاي الفاطمي العراقي الذي عاد للمغرب من الحجاز عام 1332، وذلك بين عامي 1332 – 1345، فكانت بينهما مراسلات طويلة رائعة، تعكس بلاغتها ورقتها. وهي محفوظة بمكتبة ورثة شقيقها الشيخ محمد الزمزمي الكتاني.
كما كانت أديبة، حافظة للشعر وقصص الأدباء، مفيدة المجالسة، إضافة إلى معرفتها لأخبار الوقت وتاريخ رجالات أسرتها،كما تركت عدة كنانيش بخط يدها لا تخلو من فوائد وإجازات وكتب منتسخة.



توفيت بفاس في 29 ربيع الأول عام 1351، ودفنت بضريح والدها الإمام محمد بن جعفر الكتاني بحومة الصفاح من عدوة فاس الأندلس





  رد مع اقتباس
قديم 2012-07-15, 19:57 رقم المشاركة : 7

Great رد: رائدات المغرب الإسلامي





عائشة الطبيبة

معنا اليوم رائدة من رائدات المغرب الاسلامي ومن اللواتي برعن


في مجال الطب معنا الطبيبة عائشة بنت ابن الجيار


السيدة عائشة ابنة الشيخ الكاتب الوجيه محمد ابن الجيار الذي

كان يشتغل محتسبا بمدينة سبتة، قرأت علم الطب على صهرها

الشيخ الشهير محمد الشريشي ونبغت فيه، أدركها صاحب بلغة

الأمنية ومقصد اللبيب رحمة الله عليها وقد بلغت من السن نحوا

من سبعين سنة، وقال عنها إنها كانت امرأة عاقلة، عالية الهمة،

نزيهة النفس، معروفة القدر لمكان بيتها، كان لها تقدم بالطبع وجزالة في الكلام.


كانت السيدة عائشة عارفة بعلم الطب، وأيضا بأسرار الأدوية


والعقاقير، و ما زاد مسارها توهجا في مدينة سبتة، أنها كانت

على دراية وبصيرة بالماء وعلاماته، وتأثل لها بطريقتها صيت

شيده الأمراء، فطالما كانوا يجيزونها بالهدايا والتحف وغيرها

لأجل ما خبروه من حرفتها.

كما كانت لها رباع تغتلها ولم تزل سيدة محفوظة المنصب إلى أن


توفيت بعد أن عهدت بتوقيف رباعها في وجوه البر وسبل

الخيرات، رحمها الله تعالى ونفعها بما نفعت به العباد




  رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 18:29 رقم المشاركة : 8

افتراضي رد: رائدات المغرب الإسلامي




زينب بنت إسحاق النفزاوية


(464 ه‍ =1072م)

من شهيرات النساء في المغرب.
قال ابن خلدون: «كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة».
وهي من قبيلة نفزة، من بربر أمازيغ طرابلس الغرب. تزوجت وانتقلت إلى أغمات،
وطلقت، فتزوجها يوسف بن تاشفين اللمتوني سنة 454 هـ‍، قال صاحب الاستقصا :
«فكانت عنوان سعده، والقائمة بمكله، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب».
ونقل عن ابن الأثير في الكامل: «كانت من أحسن النساء ولها الحكم في بلاد زوجها ابن تاشفين».
وأورد بعض أخبارها في الاستقصا،
الطبعة الثانية 2 : 14، 19، 20، 21.

تلقب بزوجة الملوك كانت في ما سبق زوجة
لأحد حكام أغمات الذين يختارون سنويا،
ثم أصبحت من بعده زوجة لأمير أغمات لقوط بن يوسف،
ويقال إنها تزوجت بالأمير أبي بكر بن عمر فشرع في تشييد مراكش لتقيم بها وبعد أن طلقها، تزوجها يوسف بن تاشفين الذي يعتبر المؤسس الفعلي لمدينة مراكش.
وهكذا فإن زينب النفزاوية كانت وراء تحفيز بناء المدينة
سواء عند وضع أسسها الأولى في عام 461هـ
أو استكمالها بدءا من عام 463هـ على يدي زوجها الجديد
يوسف بن تاشفين. وحسب روايات المؤرخين فإن هذه السيدة كانت امرأة طموحا لبيبة ذات رأي وحزم لا ترضى من الرجال إلا بذوي الهمم من الملوك وكان يقال لها الساحرة أو الكاهنة.

وورد في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى
للشيخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري (طبعة مطبعة دار الكتاب - الدار البيضاء-1954 - تحقيق وتعليق ولدي المؤلف-الجزء الثاني-ص 20) :

كان الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني قد تزوج زينب بنت اسحق النفزاوية وكانت بارعة الجمال والحسن
وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين
ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور
حتى كان يقال لها الساحرة، فأقام الأمير أبو بكر عندها بأغمات نحو ثلاثة أشهر، ثم ورد عليه رسول من بلاد القبلة فأخبره باختلال أمر الصحراء، ووقوع الخلاف بين أهلها.

وكان الأمير أبو بكر رجلا متورعا فعظم عليه أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا، وهو قادر على كفهم، ولم ير أنه في سعة من ذلك وهو متولى أمرهم ومسؤول عنهم، فعزم على الخروج إلى بلاد الصحراء ليصلح امرها، ويقيم رسم الجهاد بها. ولما عزم على السفر طلق امرأته زينب وقال لها عند فراقه إياها : يازينب إني ذاهب إلى الصحراء وأنت امرأة جميلة بضة لا طاقة لك على حرارتها وإني مطلقك، فاذا انقضت عدتك فانكحي ابن عمي يوسف ابن تاشفين فهو خليفتي على بلاد المغرب. فطلقها، ثم سافر عن أغمات وجعل طريقه على بلاد تادلا، حتى أتى سجلماسة فدخلها وأقام بها أياما حتى أصلح أحوالها ثم سافر إلى الصحراء.

وكان يوسف بن تاشفين قد استفحل أمره أيضا بالمغرب، واستولى على أكثر بلاده. فلما سمع الأمير أبو بكر بن عمر بما آل إليه أمر يوسف ابن تاشفين وما منحه الله من النصر أقبل من الصحراء ليختبر أمره. ويقال أنه كان مضمرا لعزله وتولية غيره. فأحس يوسف بذلك فشاور زوجته زينب بنت اسحق - وكان قد تزوجها بعد أبي بكر بن عمر- فقالت له :إن ابن عمك متورع عن سفك الدماء، فإذا لقيته فاترك ما كان يعهده منك من الأدب والتواضع معه وأظهر أثر الترفع والاستبداد حتى كأنك مساو له، ثم لاطفه مع ذلك بالهدايا من الأموال والخلع وسائر طرف المغرب واستكثر من ذلك، فإنه بأرض صحراء وكل ماجلب إليه من هنا فهو مستطرف لديه
فلما قرب أبو بكر بن عمر من أعمال المغرب خرج إليه يوسف بن تاشفين فلقيه على بعد، وسلم وهو راكب سلاما مختصرا. ولم ينزل له ولا تأدب معه الأدب المعتاد، فنظر أبو بكر إلى كثرة جيوشه فقال له :يايوسف ما تصنع بهذه الجيوش ؟ قال : أستعين بها على من خالفني، فارتاب أبو بكر به ثم نظر إلى ألف بعير قد أقبلت موقرة فقال :ما هذه الإبل الموقرة؟ قال :أيها الأمير اني قد جئتك بكل ما معي من من مال وأثاث وطعام وإدام لتستعين به على بلاد الصحراء، فازداد أبو بكر تعرفا من حاله وعلم أنه لايتخلى له عن الأمر فقال له يابن عم : انزل أوصيك، فنزلا معا وجلسا فقال أبو بكر : اني قد وليتك هذا الأمر وإني مسؤول عنه فاتق الله تعالى في المسلمين واعتقني واعتق نفسك من النار ولا تضيع من أمور رعيتك شيئا فانك مسؤول عنه. والله تعالى يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح والعدل في رعيتك وهو خليفتي عليك وعليهم، ثم ودعه وانصرف إلى الصحراء فأقام بها مواظبا على مجاهدا في كفار السودان إلى أن استشهد من سهم مسموم أصابه في شعبان سنة ثمانين وأربعمائة بعد أن استقام له أمر الصحراء كافة إلى جبال الذهب من بلاد السودان والله غالب على أمره.

ولما استقر بها تزوج زينب بنت اسحق النفزاوية -التي كانت تحت أبي بكر بن عمر- فكانت عنوان سعده، والقائمة بملكه، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب، ومن ذلك إشارتها عليه في أمر أبي بكر بن عمر في أمر ملاقاته حسبما ذكرناه آنفا. وهكذا كان أمرها في كل ماتحاوله.

ذكر ابن خلدون في كتابه الشهير :
حتى إذا ارتحل إلى الصحراء سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة واستعمل ابن عمه يوسف بن تاشفين على المغرب، نزل له عن زوجه زينب هذه فكان لها رياسة أمره وسلطانه، وما أشارت إليه عند مرجع أبي بكر من الصحراء في إظهار الاستبداد حتى تجافى عن منازعته، وخلص ليوسف بن تاشفين ملكه كما ذكرناه في أخبارهم



  رد مع اقتباس
قديم 2012-10-18, 17:14 رقم المشاركة : 9

افتراضي رد: رائدات المغرب الإسلامي



نتعرف اليوم على أحدى سيدات ورائدات المغرب الاسلامي

عالمتنا السيدة الجليله رقية بنت محمد بن العربي

نسبها

هي رقية بنت محمد بن العربي بن إبراهيم بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن يعقوب ولدت سنة 1301 هجرية وهي زوجة الشيخ علي الدرقاوى ووالدة العلامة المختار السوسي توفيت سنة 1342هـ.

عالمة زمانها

من حظها أنها كانت سليلة بيت علم، فقد حرص والدها العربى الأدوزى علامة منطقة جزولة في عصره، على تعليمها فأتقنت حفظ كتاب الله، ثم رأى أن يدفع بها الى الدراسة الواسعة فى ميدان العلوم لكن تزويجها المبكر حال دون ذلك.
ويخبرنا بهذا ابنها العلامة أيضا المختار السوسي فى كتابه المعسول 3/53 بقوله : "أخبرني أستاذها سيدي احمد بن عبد الله الاجلالنى المجاطى قال: استدعاني الأستاذ سيدي محمد بن العربى سنة 1310 هجرية من المدرسة الأدوزية، فأمرني أن ألازم داره وأن أعتكف فيها على تعليم بناته وأولاده فخرجت إلى والدتك في دراعة سوداء، وفى رأس لوحتها، "يوم يفر المرء..." الآية. وقد كانت تتعلم قبل أن اتصل بها عند غيري ثم دأبت عندي حتى ختمت سبع ختمات وجودت غاية التجويد، فعوّل والدها أن يدخل بها الى طور العلوم فإذا تزويجها جاء بغتة و ذلك عند مراهقتها..".

انقطاع نور علم.. وخيبة أمل

هكذا انقطع حبل نور العلم الذى تلقته هذه الفذة المثابرة بزواجها المبكر وتحطمت أمنية والدها في استكمال علمها لتختفي بين الجدران ويختفي علمها معها، ومتى كان الزواج عائقا دون التعلم ونهاية لمشواره، وهي داخلة على مشروع كبير، مشروع تأسيس أسرة لا نجاح له إلا بالعلم، واستكمال نور العقل، وبه لا بغيره تكون المرأة متحركة بين ساكنين، متوهجة بين باهتين، مشمرة بين مترهلين، حية بين أموات. ولنا فى المعلم الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة والمثل الأعلى إذ يقول عليه الصلاة والسلام : "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" رواه البخاري رحمه الله.


وإلى أمهات المومنين تشرئب أعناقنا في الاقتداء والاهتداء، إلى أم المومنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، عائشة الكاملة التي اكتمل علمها بعد زواجها ولنسمعها رضي الله عنها تقول : "أدخلت على نبي الله وأنا بنت تسع جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة وأنا مجممة فهيأنني وصنعنني ثم أتين بي إليه" أخرجه أبو داود وإسناده صحيح.

جاءت بها النسوة من فوق الأرجوحة إلى بيت النبوة!! كما أنهن زينها وقدمنها في زينة العرائس!!

وعالمتنا السيدة رقية جيء بها من المدرسة حاملة لوحتها إلى بيت الزوجية!!

وهكذا تستمر سيدتنا عائشة رضي الله عنها في لعبها بالعرائس اذ تقول: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب بالبنات فقال : ما هذا يا عائشة قالت : خيل سليمان ولها أجنحة، فضحك" رواه أبو داود والنسائي رحمهما الله.

أضحك الله سنك يا معلم الورى ويا صابرا على الشتلة حتى تصير شجرة. وأشد غيرة على دين الله منك لا يكون، وأعلم منك بروح الشريعة وحكمة الله جل وعلا لا يكون، وقد ابتليت في دعوة الأمة وأرسلت للعالمين رحمة. فبرغم واجبات زوجك الطاهرة عائشة الصديقة رضي الله عنها، ورغم أعباء النهوض بواجهات البيت وأعماله، وحقوق الزواج ومتطلباته لم تقف رضي الله عنها عن مشروع طلب العلم وبذله حتى وصفت بمعلمة الرجال.

في حين نجدك يا عالمتنا الجليلة السيدة رقية حرمت من استكمال علمك بسبب انشغال زوجك بإرشاد العباد وتعليمهم بالليل والنهار كما يقول ابنك العلامة المختار السوسي في كتابه المعسول : "...وركبت ولوحتها معها كرمز لكونها لاتزال تتعلم وقد كان والدها ذكر ذلك لزوجها، ولكن لا يمكن ذلك له مع ما طوق به من إرشاد العباد ليل نهار"!!!

وتستمر حياة أم المومنين عائشة بصحبتها لزوجها معلمنا ومعلمها صلى الله عليه وسلم لتصبح أعلم نساء الأمة بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم "خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء".

وبشهادة علماء الأمة أيضا، إذ يقول الزهري : "لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل".

رغم حصار الجدران

ظلم السيدة رقية كباقي عالمات المغرب الانحطاط التاريخي وعزلها وراء الجدران، وحرمها أداء فرضها الكفائي في التعليم، لكن هذا لم يحرمها من أداء فرضها العيني في تربية أبنائها وتعليم غيرها من النساء. ولعل شهادة ابنها المختار السوسي خير دليل على ذلك حيث يقول : "أول ما أعلمه عن والدتي هذه أنها هي التي سمعت منها بادئ ذي بدء تمجيد العلم وأهله، وأكبر تلك الوجهة، وكان كلّ مناها أن تراني يوما ممن تطلعوا من تلك الثنية، وممن يداعبون الأقلام، ويناغون الدفاتر..".
هكذا حرصت على تحفيز ابنها لطلب العلم، كما ساعدته بالدعاء متحرية أوقات الاستجابة لترى في ابنها أمنيتها التي حرمت منها وهي التبحر الواسع في ميدان العلوم. ولنسمعه يقول : "أيقظتني يوما فناولتني كأسا مملوءة ماء، فقالت: أن هذا الماء ماء زمزم الذى هو لما شرب له، وهذا سحر يوم عظيم، وهو مظنة الاستجابة، فاجرع منه وانوي في قلبك أن يرزقك الله العلم الذي أتمناه لك دائما".

كما أن السيدة رقية دأبت أيضا على تعليم نساء إلغ -مدينة بمنطقة سوس- وتهذيب بناتها داخل بيتها يقول عنها ابنها : "وقد كانت أول معلمة من النساء في إلغ، ومهذبة البنات في دار والدي، فبها انتشر ما انتشر من ذلك فيهن".
حقا سيدتي رقية رحمك الله... ما تبعثرت نيتك في طلب العلم وما خبا نور أمنيتك... حشرنا الله وإياك في زمرة الصادقين. آميـــــــن.

حقا فقد أديت واجبك اتجاه أبنائك ومن حولك من النساء رغم حائل الجدران؛ جدران اللبنات وجدران العقليات. ولولاها لسرت حذو أم المومنين عائشة رضي الله عنها، وتعلم على يدك ليس النساء فقط وإنما الرجال أيضا، عائشة التقية النقية أفضل النساء وأكبر العلماء، قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما" رواه الترمذي بسند صحيح.

فنعمت الأم رضي الله عنها وأرضاها، ونعمت البنت البارة السائرة على الأثر رحمها الله.

وفاتها

توفيت السيدة رقية بنت العربي الأدوزي سنة 1342هجرية بتزنيت وبني عليها ضريح لتصبح محلا للتبرك في سوس، تروي العجائز قصصها في زمننا لينام عليها الصبيان. وكان الأحرى أن يهتم بسيرتها لنقتبس منها مادة حية، تحيي بسيرتها قلوبا غفلا، ونفوسا جثمت على ظهرها العادة الجارفة




  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:47


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت