منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-08, 00:38 رقم المشاركة : 1



Thread Dot 16 ديوان الأديــــب الشــاعر احمـــد مطـــر






ديـــوان احمـــد مطـــر



هذه المجموعة الشعرية
لا تمثل ديوانا حقيقيا للشاعر أحمد مطر وإنما هي محاولة لجمع شتات قصائد هذا الشاعر المُبدع في ديوان واحد ليسهل الإطلاع عليها ولحفظها لعشاق أشعار أحمد مطر ولا أقول أنني استطعت أن أضع في هذا الديوان جميع القصائد التي صدرت عن الشاعر ولكنني قد جمعت أكبر قدرٍ منها وهو ما يعادل 95% تقريباً من عشرة دواوين أصدرها الشاعر

نبذة عن الشاعر

ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنيـن والبنات، في قرية التنو مه ، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.
وكان لتنو مه تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، و ا شجار النخيل التي لا تكتفي بالاحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائه بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي إ ضـطـر الشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه و مرا بع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية ألا نتحا ريه، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلى، ليجد كلّ منهـما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهـما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزا لق الإ يد يو لوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلى يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلى، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بـنـفـيهـما معاً من الكويت، حيث ترافق ألإ ثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلى، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها.




ساقســم كتابات الشاعر الى مجموعات حتى تكون اسهل في التصفح من طرف القراء محبي هذا الشاعر الثائر الكبير



الجـــــزء الأول




الثور والحظيرة



الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر ،

فثارت العجول في الحظيرة ،

تبكي فرار قائد المسيرة ،

وشكلت على الأثر ،

محكمة ومؤتمر ،

فقائل قال : قضاء وقدر ،

وقائل : لقد كفر

وقائل : إلى سقـر ،

وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،

لعله يعود للحظيرة ؛

وفي ختام المؤتمر ،

تقاسموا مربطه، وقسموا شعيره ،

وبعد عام وقعت حادثة مثيرة ،

لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة



هذه قصيدة جديدة قيلت في ياسر عرفات


هـوّن عليك



لا عليك

لم يَضْع شيءٌ ..

وأصلاً لم يَكُن شيءٌ لديكْ

ما الذي ضاعَ ؟

بساطٌ أحمرٌ

أمْ مَخفرٌ

أمْ مَيْسِر .. ؟

هَوِّنْ عليك ..

عندنا منها كثيرٌ

وسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليك .


**********

دَوْلةٌ ..

أم رُتْبَةٌ ..

أم هَيْبَةٌ ..؟

هون عليك

سَوفَ تُعطى دولةً

أرحَبَ مما ضُيَّعَتْ

فابعَثْ إلينا بمقاسي قدميك

وسَتُدعى مارشالاً

و تُغَطى بالنياشين

من الدولة حتى أذنيك ..

********

الذين استُشهدوا

أم قُيْدوا

أم شُرِّدوا ؟

هون عليك

كلهم ليس يُساوي .. شعرةً من شاربيك

بل لك العرفانُ ممن قُيدِّوا .. حيثُ استراحوا ..

ولك الحمدُ فمَن قد شُرِّدوا .. في الأرض ساحوا

ولك الشكر من القتلى .. على جنات خُلدٍ

دَخَـــــــلوهــــــا بِــــــــيَدَيكْ

*****************

أيُّ شيءٍ لم يَضعِ

ما دامَ للتقبيل في الدنيا وجودٌ

وعلى الأرض خدود

تتمنى نظرة من ناظريك

فإذا نحنُ فقدنا ) القِـبْـلَةَ الأولى (

فإن ) القُـبْلَةَ الأولى ( لديك

وإذا هم سلبونا الأرض والعرض

فيكفي

أنهم لم يقدروا .. أن يسلبونا شفتيك

بارك الله وأبقى للمعالي شفتيك !!!!


سوق الغنم

كل هذا يا حبيبي كان في سوق الغنم؟؟؟؟؟!!!!!

واهم ا نـتَ ولا تعرف ما تعني القمم!!!

ما رأيت الجمع غاضب؟؟؟!!!

والعيون الحم ..........لا لا ليس(شارب)

و ا لتنا هيت ا لغوا ضب...........ليس(هارب(

صوتوا للبيع هل من من يزود؟؟؟

ثم قالوا لليهود..

ربح البيع فهيا بالنقود....

كل هذا كان في سوق الغنم



كلـب الـوالـي

كلب والينا المعظم

عظني اليوم ومات

فدعاني حارس الأمن لأعدم

عندما اثبت تقرير الوفاة

ا ن كلب السيد الوالي تسمم





إني المشـنـوق أعـلاه
ما قبل البدايـة

كُنتُ في ( الرّحـْمِ ( حزينـاً

دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ !

لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي

لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي

لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !

آهِ .. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري

كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )

كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي

خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي

خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ

خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن بَعْـدي بِغَيْري

ثُـمّ يغـدو - دونَ ذنبٍ –

عَرَبيـّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !

الختـان

ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً

يَومَ الخِتانْ .

ثُمّ كانْ

بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !

شَفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي،

وفي بِضْـعِ ثَوانْ

ذَبَحـوا سِـرّي

وسـالَ الدّمُ في حِجْـري

فَقـامَ الصَّـوتُ مِـن كُلِّ مَكانْ

أَلفَ مَبروكٍ

.. وعُقبى لِلّسـانْ !


مـلحوظــة


ترَكَ اللّصُّ لنـا ملحوظَـةً

فَـوقَ الحَصيرْ

جاءَ فيها :

لَعَـنَ اللّهُ الأمـير

لمْ يَـدَعْ شيئاً لنا نسْرِقَـهُ

.. إلاَّ الشّخـيرْ !

مـشـاتـمـة
قال الصبي للحمار: ( يا غبي ).

قال الحمار للصبي:

( يا عربي ) !

كابـوس
الكابوس أمامي قائم.

قمْ من نومكَ

لست بنائم.

ليس، إذن، كابوساً هذا

بل أنت ترى وجه الحاكم !




بـدائــل
فَتَحـتْ شُبّاكَهـا جارتُنـا .

فَتَحَـتْ قلـبي أنـا .

لمْحـَـةٌ ..

واندَلَعَـتْ نافـورةُ الشّمسِ

وغاصَ الغَـدُ في الأمسِ

وقامَـتْ ضجّـةٌ صامِتـةٌ ما بينَنـا !

لـمْ نقُلْ شيئاً ..

وقُلنـا كُلُّ شيءٍ عِنـدَنا !

يا أباها ا لـمـؤ مِنـا

سالـتِ النّارُ من الشُبَّاكِ

فافتَـحْ جَنّـةَ البابِ لَنـا .

يا أباهـا إنّنـا ..

لَستُـمْ على مذهبِنـا .

لكنّنـا ...

لستُمْ ذوي جـاهٍ ولا أهـلَ غِـنى .

لكِنّنـا ...

لستُمْ تَليْقـونَ بِنـا .

لكنّنـا ..

شَـرّفْتَنـا !

أُغلِـقَ البابُ ..

وظلّـتْ فتْحَـةُ الشُّباكِ جُرحاً فاغِـراً

ينـزِفُ أشـلاءَ مُنـى

وخيالاتِ انتِحـارٍ

ومواعيـدَ زِنــى !

صاحبـة الجهالـة


مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْ

عَـن مآسي الا حتِـلا لْ

عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعـزَلِ

عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !

وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِ

كي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !

**

قَلّبَ المَسئولُ أوراقـي، وَقالْ :

إ جـتـَنـِـبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ ا لا نفِعـا ل

مَثَـلاً :

خَفّـفْ ( مآسـي )

لِـمَ لا تَكتُبَ ) ماسـي ( ؟

أو ) مُواسـي (

أو ) أماسـي (

شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !

إ احذ ِفِ ) الأعـْزَلَ ( ..

فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ

وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإ نعِـزا لْ !

إحـذ ِفِ ) المـدْ فَـعَ ( ..

كي تَدْفَـعَ عنكَ الإ عتِقا لْ .

نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ

وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ

إ حـذ ِفِ ) الأربـابَ (

لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ !

إحـذ ِفِ ) الطّفْـلَ ( ..

فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ

إحـذ ِفِ ) الثّـورَةَ (

فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ !

إحـذِ فِ ) الثّرْوَةَ ( و ) الأشبـاهَ (

ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقـالْ !

قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ

وأنتُمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس

في هذا المجـالْ .

قالّ لي : كانَ هُنـا ..

لكنّـهُ لم يَتَأقلَـمْ

فاستَقَـالْ !


الـمـُنـشــق

أكثَرُ الأشياءِِ في بَلدَتِنـا

الأحـزابُ

والفَقْـرُ

وحالاتُ الطّـلاقِ .

عِنـدَنا عشرَةُ أحـزابٍ ونِصفُ الحِزبِ

في كُلِّ زُقــاقِ !

كُلُّهـا يسعـى إلى نبْـذِ الشِّقاقِ !

كُلّها يَنشَقُّ في السّاعـةِ شَقّينِ

ويَنشَـقُّ على الشَّقّينِ شَـقَّانِ

وَيَنشقّانِ عن شَقّيهِما ..

من أجـلِ تحقيـقِ الوِفـاقِ !

جَمَـراتٌ تَتهـاوى شَـرَراً

والبَـرْدُ بـاقِ

ثُمّ لا يبقـى لها

إلاّ رمـادُ ا لإ حتِـر ا قِ !

**

لَـمْ يَعُـدْ عنـدي رَفيـقٌ

رَغْـمَ أنَّ البلـدَةَ اكتَظّتْ

بآلافِ الرّفـاقِ !

ولِـذا شَكّلتُ من نَفسـيَ حِزبـاً

ثُـمّ إنّـي

- مِثلَ كلِّ النّاسِ –

أعلَنتُ عن الحِـزْبِ انشِقاقي !




الغـر يـب


كُلُّ ما في بَلْـدَتي

يَمـلأُ قلـبي بالكَمَـدْ .

بَلْـدَتي غُربـةُ روحٍ وَجَسَـدْ

غُربَـةٌ مِن غَيرِ حَـدْ

غُربَـةٌ فيها الملاييـنُ

وما فيها أحَـدْ .

غُربَـةٌ مَوْصـولَةٌ

تبـدأُ في المَهْــدِ

ولا عَـوْدَةَ منها .. للأبَـدْ !

**

شِئتُ أنْ أغتـالَ مَوتي

فَتَسلّحـتُ بِصوتـي :

أيُّهـا الشِّعـرُ لَقَـدْ طالَ الأَمَـدْ

أهلَكَتني غُربَتي ، يا أيُّها الشِّعرُ،

فكُـنْ أنتَ البَلَـدْ .

نَجِّـني من بَلْـدَةٍ لا صوتَ يغشاها

سِـوى صوتِ السّكوتْ !

أهلُها موتى يَخافـونَ المَنايا

والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ

ماتَ حتّى المــوتُ

.. والحاكِـمُ فيها لا يمـوتْ !

ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعرُ، بُر و قـاً

في مفا زاتِ الرّمَـدْ .

صُبَّـهُ رَعْـداً على الصّمتِ

وناراً في شرايينِ البَرَدْ .

ألْقِــهِ أفعـى

إلى أفئِـدَةِ الحُكّامِ تسعى

وافلِـقِ البَحْـرَ

وأطبِقْـهُ على نَحْـرِ الأساطيلِ

وأعنـاقِ المَساطيلِ

وطَهِّـرْ مِن بقاياهُمْ قَذ اراتِ الزَّبَـدْ .

إنَّ فِرعَــونَ طغى، يا أيُّها الشّعـرُ،

فأيقِظْ مَـنْ رَقَـدْ .

قُل هوَ اللّهُ أحَـدْ.

قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.

قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.

**

قالَها الشِّعـرُ

وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ نَفَـدْ

وأتـى مِنْ بَعْـدِ بَعـدْ

واهِـنَ الرّوحِ مُحاطاً بالرّصَـدْ

فَـوقَ أشـداقِ دراويشٍ

يَمُـدّونَ صـدى صوتـي على نحْـريَ

حبـلاً مِن مَسَـدْ

وَيَصيْحــونَ " مَـدَدْ " !




آخر تعديل youssef81151 2012-03-08 في 00:51.
  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-08, 12:16 رقم المشاركة : 2

افتراضي




الجـــــزء الثـــــأني


شعـر الرقباء

فكرت بأن أكتب شعراً

لا يهدر وقت الرقباء

لا يتعب قلب الخلفاء

لا تخشى من أن تنشره

كل وكالات الأنباء

ويكون بلا أدنى خوف

في حوزة كل القراء

هيأت لذلك أقلامي

ووضعت الأوراق أمامي

وحشدت جميع الآراء

ثم.. بكل رباطة جأش

أودعت الصفحة إمضائي

وتركت الصفحة بيضاء!

راجعت النص بإمعان

فبدت لي عدة أخطاء

قمت بحك بياض الصفحة..

واستغنيت عن الإمضاء!

ولاة الأرض

هو من يبتدئ الخلق

وهم من يخلقون الخاتمات!

هو يعفو عن خطايانا

وهم لا يغفرون الحسنات!

هو يعطينا الحياة

دون إذلال

وهم، إن فاتنا القتل،

يمنون علينا بالوفاة!

شرط أن يكتب عزرائيل

إقراراً بقبض الروح

بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!

**
هم يجيئون بتفويض إلهي

وإن نحن ذهبنا لنصلي

للذي فوضهم

فاضت علينا الطلقات

واستفاضت قوة الأمن

بتفتيش الرئات

عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت

و بر فع ا لـبصـما ت

عن أمانينا

وطارت عشرات الطائرات

لاعتقال الصلوات!

**
ربنا قال

بأن الأرض ميراث ا لـتـقـا ة

فاتقينا وعملنا الصالحات

والذين انغمسوا في الموبقات

سرقوا ميراثنا منا

ولم يبقوا منه

سوى المعتقلات!

**
طفح الليل..

وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟

حين يأتي فجرنا عما قريب

يا طغاة

يتمنى خيركم

لو أنه كان حصاة

أو غبارا في الفلاة

أو بقايا بعـرة في أست شاة.

هيئوا كشف أمانيكم من الآن

فإن الفجر آت.

أظننتم، ساعة السطو على الميراث،

أن الحق مات؟!لم!!

ورثة إبليس

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة

صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه

".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه

ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،

فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،

لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه

وغاية الخشونة ،

أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،

كم مرة في العام توقظونه ،

كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،

أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،

دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،

لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه

أعوام الخصام

طول أعوام الخصام

لم نكن نشكو الخصام

لم نكن نعرف طعم الفقد

أو فقد الطعام.

لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،

ولا يمشي إلى الخلف الأمام.

كل شيء كان كالساعة يجري... بانتظام

هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام.

وهنا جيش نظام جاهز للانتقام.

من هنا نسمع إطلاق رصاص..

من هنا نسمع إطلاق كلام.

وعلى اللحنين كنا كل عام

نولم الزاد على روح شهيد

وننام.

وعلى غير انتظار

زُوجت صاعقة الصلح

بزلزال الوئام!

فاستنرنا بالظلام.

واغتسلنا با لسُخا م.

واحتمينا بالحِمام!

وغدونا بعد أن كنا شهودا،

موضعاً للإ تها م.

وغدا جيش العد ا يطرحنا أرضاً

لكي يذبحنا جيش النظام!

أقبلي، ثانية، أيتها الحرب..

لنحيا في سلام!

الجثـة

في مقلب الإمامة ،

رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،

تجمعت من حولها النسور والذباب ،

وفوقها علامة ،

تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة

دمعة على جثمان الحرية

أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ،

أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،

ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،

أأكتب أنني حي على كفني ؟

أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟

لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ،

وإرهابا

وطعنا في القوانين الإلهية ،

ولكن اسمها والله ... ،

لكن اسمها في الأصل حرية

السلطان الرجيم

شيطان شعري زارني فجن إذ رآني

أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان

وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي ،

وأنصح الكتمان بالكتمان ،

قلت له : " كفاك يا شيطاني ،

فإن ما لقيته كفاني ،

إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان

فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة الإيمان

وقبل أن يوحي لي قصيدتي ،

خط على قريحتي : ،

" أعوذ بالله من السلطان "





  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 17:35 رقم المشاركة : 3

افتراضي



الجـــــــزء الثــــــــالث



هـات العـدل
إ د عُ إلى دينِـكَ بالحُسـنى
وَدَعِ الباقـي للديَّـان .
أمّـا الحُكْـمُ .. فأمـرٌ ثـانْ .
أمـرٌ بالعَـدْلِ تُعـادِلُـهُ
لا بالعِـمّةِ والقُفطـانْ
توقِـنُ أم لا توقِـنُ .. لا يَعنـيني
مَـن يُدريـني
أنَّ لِسـانَكَ يلهَـجُ باسـمِ اللهِ
وقلبَكَ يرقُـصُ للشيطـانْ !
أوْجِـزْ لـي مضمـونَ العَـدلِ
ولا تـَفـلـِقـْـني بالعُنـوانْ
لـنْ تَقـوى عِنـدي بالتَّقـوى
ويَقينُكَ عنـدي بُهتـانْ
إن لم يَعتَـدِلِ الميـزانْ .
شَعْـرةُ ظُلـمٍ تَنسِـفُ وَزنَـكَ
لـو أنَّ صـلاتَكَ أطنـانْ !
الإيمـانُ الظالـمُ كُـفرٌ
والكُفـرُ العادِلُ إيمـانْ !
هـذا ما كَتَبَ الرحمـانْ .
( قالَ فُـلانٌ عـنْ عُـلا ّنٍ
عن فُلتـا نٌ عـن عُلتـانْ )
أقـوالٌ فيهـا قولانْ .
لا تَعـدِلُ ميـزانَ العـدْلِ
ولا تَمنحـني الإ طـمـئنـانْ
د عْ أقـوالَ الأمـسِ وقُـل لي ..
ماذا تفعـلُ أنتَ الآنْ ؟
هـل تفتـحُ للديـنِ الدُّنيـا ..
أم تَحبِسُـهُ في دُكّانْ ؟!
هـلْ تُعطينا بعـضَ الجنَّـةِ
أم تحجُـزُها للإخـوانْ ؟!
قُـلْ لي الآنْ .
فعلى مُختَلـفِ الأزمـانْ
والطُغيـانْ
يذبحُني باسم الرحمانِ فِداءً للأوثانْ !
هـذا يَذبـحُ بالتَّـوراةِ
وذلكَ يَذبـحُ بالإنجيـلِ
وهـذا يذبـحُ بالقـرآنْ !
لا ذنْبَ لكلِّ الأديـانْ .
الذنبُ بِطبْـعِ الإنسـانِ
وإنَّـكَ يا هـذا إنسـانْ .
كُـنْ ما شِـئتَ ..
رئيسـاً،
مَلِكـاً،
خانـاً،
شيخـاً،
د هـْقـاناً،
كُـنْ أيّـاً كانْ
من جِنسِ الإنـسِ أو الجَـانْ
لا أسـألُ عـنْ شَـكلِ السُّلطـةِ
أسـألُ عـنْ عَـدْلِ السُّلطانْ .
هـاتِ العَــدْلَ ..
وكُـنْ طَـر َزانْ
عـبـاس
عباس وراء المتراس ،
يقظ منتبه حساس ،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه ،
بلع السارق ضفة ،
قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس ،
(بقيت ضفة)
لملم عباس ذخيرته والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته ،
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ،
صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس ،
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني يا عباس" ،
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا" ،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد ،
فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"
( لوقت الشدة)
إذا ، اصقل سيفك يا عباس
عـبـد الـذ ا ت
بنينا من ضحايا أمسنا جسرا ،
وقدمنا ضحايا يومنا نذرا ،
لنلقى في غد نصرا ،
و يـمــمـنا إلى المسرى ،
وكدنا نبلغ المسرى ،
ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائلا: "صبرا" ،
فألقينا بباب الصبر قتلانا ،
وقلنا إنه أدرى ،
وبعد الصبر ألفينا العدى قد حطموا ا لجسرا ،
فقمنا نطلب ا لثأ را ،
ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائلا: " صبرا" ،
فألقينا بباب الصبر آلافا من القتلى ،
وآلافا من الجرحى ،
وآلافا من الأسرى ،
وهد الحمل رحم الصبر حتى لم يطق صبرا ،
فأنجب صبرنا صبرا ،
وعبد ا لذات لم يرجع لنا من أرضنا شبرا ،
ولم يضمن لقتلانا بها قبرا ،
ولم يلق ا لعدا في البحر، بل ألقى دمانا وامتطى ا لبحر ا ،
فسبحان الذي أسرى بعبد ا لذات من صبرا إلى مصرا ،
وما أسرى به للضفة الأخرى
بـلاد العـرب
بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب ،
نبذه عن وطن مغترب ،
تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب ،
باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب ،
قرب جثمان النبي ،
ات مشنوقا عليها بحبال الكذب ،
وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب ،
لم تزل لاصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب ،
عاش حزب الـ.. يسقط ا لـخـا..عـا ئد و..والموت للمغتصب ،
وعلى الهامش سطر ،
أثر ليس له اسم ،
إنما كان اسمه يوما بلاد العرب
سـلاطـيـن بـلادي
الأعادي ،
يتسلون بتطويع السكاكين ،
وتطبيع الميادين ،
وتقطيع بلادي ،
وسلاطين بلادي
يتسلون بتضييع الملايين ،
وتجويع المساكين ،
وتقطيع الأيادي ،
ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر ا لا جـتها د ،
عجبا، كيف اكتشفتم آية القطع، ولم تكتشفوا رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد
ثـارات
قطفـوا الزهرة.. قالت من ورائي برعم سوف يثور
قطعوا البرعم.. قال غيره ينبض في رحــم الجذور
قلعوا الجذر من التربة.. قال إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور
كامن ثأري بأعمـاق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور
تبــرد الشمس ولا تبــرد ثارات الزهـــور
عــمــلا ء
الملايين على الجوع تنام ،
وعلى الخوف تنام ،
وعلى الصمت تنام ،
والملايين التي تصرف من جيب النيام ،
تتهاوى فوقهم سيل بنادق ،
ومشانق ،
وقرارات اتهام ،
كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق ،
وبتوفير الطعام ؛
عرضنا يهـتـك فوق الطرقات ،
وحماة العرض أولاد حرام ،
نهضوا بعد السبات ،
يـبـسطون البسط الحمراء من فيض دمانا ،
تحت أقدام السلام ،
أرضنا تصغر عاما بعد عام ،
وحماة الأرض أبناء السماء ،
عملاء ،
لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء ،
كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام ،
حول جدوى القرفصاء ،
وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام ،
آه لو يجدي الكلام ،
آه لو يجدي الكلام ،
آه لو يجدي الكلام ،
هذه الأمة ماتت والسلام
الحلـم
وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ،
قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ،
أني أعيش كالبشر ،
وأن من حولي بشر ،
وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،
وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ،
فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ،
لقد هزئت بالقدر ،
يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،
واهتز رأسي وانفجر
بين يدي القدس
يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان ،
وليس لي أسلحة وليس لي ميدان ،
كل الذي أملكه لسان ،
والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة ، والموت بالمجان ،
سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران ،
أقول نصف كلمة ، ولعنة الله على وسوسة الشيطان ،
جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين ،
تفقسان بعد جولتين عن ثمان ،
وبالرفاء و ا لبنين تكثر اللجان ،
ويسحق الصبر على أعصابه ،
ويرتدي قميصه عثمان ،
سيدتي ، حي على اللجان ،
حي على اللجان !
المرهم العجيب
بلادُ العُـرْبِ مُعجـزةٌ إلهيّـهْ نَعَـمْ واللّـهِ .. مُعجـزةٌ إلهيّـهْ .
فَهـل شيءٌ سـوى الإعجـازِ يَجعَـلُ مَيْتَـةً حَيَّـهْ ؟!
وهل مِن غَيـرهِ تَبدو بِجَـوْفِ الأرضِ أ قـنيهٌ فضا ئيّهْ ؟!
وَهَل مِن دُونِـهِ يَنمو جَنينُ الفكـر والإبـداعِ في أحشـاءِ أُميَّـهْ
أجَلْ واللّهِ .. مُعجِـزَةٌ لَها في الأرضِ أجهـزَةٌ تُحَمِّصُـها وتخلِطُها بأحْرُفِنـا
الهجائية وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُلا مـيّـةْ
وَتَعجنُها بفَذْلَكَـةٍ كلاميّهْ وَتَصنعُ من عـجـيـنـتِـهـا
مَراهِمَ تجعلُ الأمراضَ صِحيّـةْ !
فإن دَهَنَتْ بِلادٌ ظَهْـرَها منها فَكُلُّ قضيَّـةٍ فيها بإذنَ اللّهِ مَقضِيَّـهْ !
وخُذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَرهَمِنا : عـُطا س النَّمْـلِ .. أشعارٌ حَدا ثيّـة !
عُواءُ الثعلبِ المزكومِ .. أغنيَةٌ شَبا بيّهْ ! سِـبابُ العَبْدِ للخَلاّقِ .. تَنويرٌ
مُضاجَعَـةٌ على الأوراقِ .. حُر ية! جَلابيبٌ لِحَـدِّ الذَّقْـنِ
أذقانٌ لِحَـدِّ البَطْنِ إمساكُ العَصا لِلجِـنِّ دَفْـنُ الناسِ قَبْلَ الدَّفْـنِ
هذي كُلُّها صارتْ بفَضْلِ الدَّهْنِ
إيماناً وشَرعيّـهْ وتلخيصاً لِما جاءتْ بهِ كُلُّ ا لرسـالاتِ السّماويَّهْ !
أجَلْ واللّهِ .. مُعجـزَةٌ فَحتّى الأمسِ
كانتْ عِفَّـةُ الأوراقِ بالإحراقِ مَحميّة ! وكانتْ عِندَنا الأقلامُ مَخصِيَّهْ !
وَحتّى الأمسِ
كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِـرّاً وَنَكتُمُ سِرَّنا هذا .. بِسـريَّهْ !
وكُنّا لو نَوَيْنا قَتْلَ بعضِ الوقتِ في تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنيَّةِ النيَّة
فَنُقتَلُ باسمِ نِيَّتِنا لأِسبابٍ جِنا ئيةْ ونُقتَلُ مَرَّةً أخرى
إذا لم نَدفَعِ ا لدِ يـة نَعَـمْ .. كُنّـا وَلكِنّـا
غَدَوْنا ،اليومَ ، نُرضِعُ كُلَّ مَولودٍ ( مُعَلَّقَةً ) وَنَفطِمُهُ ب ( ألفيّهْ ) !
بِفَضْلِ المَرْهَـمِ السّحريِّ
أمسَيْنا .. وأصبَحْنا فَألفَيْنا عَواصِمَنا .. وَقَد صارت ثقافية !!
أقـزام طـوال
أيُّها الناس قفا نضحك على هذا المآل
رأسًنا ضاع فلم نحزن ..
ولكنّا غرقنا في الجدال
عند فقدان النعال!
لا تلوموا
" نصف شبر" عن صراط الصف مال
فعلى آثاره يلهث أقزام طوال
كلهم في ساعة الشدّة .. آباءُ ر غال!
لا تلوموه
فكل الصف أمسى خارج الصف
وكل العنتريات قصور من رمال.
لا تلوموه
فما كان فدائياً .. بإحراج الإذاعات
وما باع الخيال .. في دكاكين النضال
هو منذ البدء ألقى نجمة فوق الهلال
ومن الخير استقال
هو إبليس فلا تندهشوا
لو أن إبليس تمادى في الضلال
نحن بالدهشة أولى من سوانا
فدمانا
صبغت راية فرعون
وموسى فلق البحر بأشلاء العيال
ولدى فرعون قد حط الرحال
ثم ألقى الآية الكبرى
يداً بيضاء.. من ذُلِّ السؤالْ!
أفلح السحر
فها نحن بيافا نزرع "القات"
ومن صنعاء نجني البرتقال!
* * *
أيها الناس
لماذا نهدر الأنفاس في قيلٍ وقالْ؟
نحن في أوطاننا أسرى على أية حال
يستوي الكبش لدينا والغزال
فبلاد العرب قد كانت وحتى اليوم هذا لا تزال
تحت نير الاحتلال
من حدود المسجد الأقصى .. إلى البيت الحلال!
* * *
لا تنادوا رجلاً فالكل أشباه رجال
وحواةٌ أتقنوا الرقص على شتى الحبالْ.
و يمينيون .. أصحاب شمالْ
يتبارون بفنِّ الاحتيالْ
كلهم سوف يقولون له : بعداً
ولكن .. بعد أن يبرد فينا الانفعال
سيقولون: تعال
وكفى الله "السلاطين" القتال!
إنّني لا أعلم الغيب
ولكن .. صدّقوني :
ذلك الطربوش .. من ذاك العقال!
عربي انا
عربيٌّ أنا أ ر ثـيـنـي.. شقّي لي قبراًً .. و ا خـفـيـني
ملّت من جبني .. أ و ر د تـى... غصّت بالخوف شرا يـيـني
ما عدت كما أمسى أسداً.. بل فأر مكسور العينِ
أسلمت قيا د ى كخروفٍ... أفزعه نصل السكينِ
ورضيت بأن أبقى صفراً.. أو تحت الصفرِ بعشرينِ
ألعالم من حـو لى حرٌّ.... من أقصى بيرو إلى الصينِ
شارون يدنس معتقد ى... ويمرّغُ فـي الوحل جـبـيـني
وأميركا تدعمه جهراً... وتمدُّ النار ببنزينِ
وأرانا مثلُ نعاماتٍ ... دفنت أعينها في الطّينِ
وشهيدٌ يتلوهُ شهيدٌ ... من يافا لأطراف جنينِ
وبيوتٌ تهدمُ في صلفٍ ... والصّمت المطبقُ يكو يني
يا عرب الخسّةِ د لونى... لزعيمٍ يأخذ بيميني
فيحرّر مسجدنا الأقصى.... ويعيد الفرحة لسنيني
ولي الأمر والراقصة .. والارهابي
في با حة قصر السلطان
راقصة كغـصـين ا لبان ...
يفتلها إ يـقا ع الطبلة ...
تكْ تكْ .. تكْ تكْ....
والسلطان التّنبل
بين الحين وبين الحين
يراود جارية عن قبلة !!
ويراودها ...
ليس الآن ..!!
ويراودها ... ليس الـ... آن ..
و ير ا .... ودهـــا ...
فإذا انتصف الليل ... تراخت ...
وطواها بين الأحضان !!
والحراس المنتشرون بكل مكان
سدوا ثغرات الحيطان
وأحاطوا جداً بالحفلة
كي لا يخدش ا رها بي
أمن الدولة !!..
حب الوطن
ما عندنا خبز ولا وقود.
ما عندنا ماء.. ولا سدود
ما عندنا لحم.. ولا جلود
ما عندنا نقود
كيف تعيشون إذن؟!
نعيش في حب الوطن!
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود
والوطن الباقي الذي
يحتله اليهود!
أين تعيشون إذن؟
نعيش خارج الزمن!
الزمن الماضي الذي راح
ولن يعود
والزمن الآتي الذي
ليس له وجود!
فيم بقاؤكم إذن؟
بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة،
وننعش الصمود لكي يظلا شوكة
في مقلة الحسود
إنتفاضة المدفع
خل الخطاب لمدفع هدار
واحرق طر و س النثر والأشعار
وانهض فأصفاد ا لا سار لساكن
ومسرة التيسير للـسـيار
كم عازف عن جدول متوقف
ومتابع ميل السراب الجاري
لولا إ صطر ا ع الأرض ما قامت على
يم ا لد جن سوا بح الأقمار
وقوافل الغيث الضحوك شحيحة
وكتائب الغيم الكظيم جواري
فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطى
كا لطا رئات لحومة المضمار
أنت القوي فقد حملت عقيدة
أما سواك فحاملو أسفار
يتعلقون بهذه الدنيا وقد
طبعت على الإيراد والإصدار
دنيا وباعوا دونها العليا
فبئس المشتري، ولبئس بيع الشاري
ويؤملون بها الثبات فبئسما
قد أملوا في كوكب دوار
أنت القوي فقل لهم لن أنثني
عما نويت وشافعي إصراري
لن أنثني فإذا قتلت فإنني
حي لدى ربي مع الأبرار
وإذا سجنت فإنما تتطهر
الزنزانة السوداء في أفكاري
وذا نفيت عن الديار فأينما
يمضي البريء فثم وجه الباري
وإذا ابتغيتم رد صوتي بالذي
مارد عن قارون قرن النار
فكأنما تتصيدون ذبابة
في لجة محمومة التيار
إغرائكم قدر الغرير، وغيرتي
قدر بكف مقدر الأقدار
شتان بين ظلامكم ونهاري
شتان بين الدين والدينار.
قلة أدب
قرأت في القرآن
تبت يدا ا بي لهب
فأ عـلنت وسائل الإذعان
أن السكوت من ذهب
وصودر القرآن
لأنه حرضني
على الشغب
زمـن الحمـيـر
المعجزات كلها في بدني ،
حي أنا لكن جلدي كفني ،
أسير حيث أشتهي لكنني أسير ،
نصف دمي بلازما، ونصفه خبير ،
مع الشهيق دائما يدخلني، ويرسل التقرير في الزفير ،
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير ،
في زمن الحمير
إلحاح
ما تهمتي؟
تهمتك العروبة
قلت لكم ما تهمتي؟
قلنا لك العروبة.
يا ناس قولوا غيرها.
أسألكم عن تهمتي..
ليس عن العقوبة
أوصـاف ناقـصـة
نزعم أننا بشر
لكننا خراف!
ليس تماماً.. إنما
في ظاهر الأوصاف.
نُقاد مثلها؟ نعم.
نُذعن مثلها؟ نعم.
نُذبح مثلها؟ نعم.
تلك طبيعة الغنم.
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف.
نحن بلا أردِية..
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف!
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف!
وهي لقاء ذلها.. تـثغـو ولا تخاف.
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف!
وهي قُبيل ذبحها
تفوز بالأعلاف.
ونحن حتى جوعنا
يحيا على الكفا ف!

هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟!






  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 23:59 رقم المشاركة : 4

Thread Dot 16



الجـــــــزء الــــــــرابع



افـتـراء
شعب أمريكا غبي
كف عن هذا الهُراء.
لا تدع للحقد
أن يبلغ حد الافتراء.
قل بهذا الشعب ما شئت
ولكن لا تقل عنه غبيا
أيقولون غبياً
للغباء؟!
الرمضاء والنار
ذلك المسعور ماض في إ قتفا ئي..
صُن حيائي..
يا أخي أرجوك.. لا تقطع رجائي..
صُن حيائي..
أنا يا سيدتي؟! لكنني لص وسفاك دماء!
فلتكن مهما تكن ليس مهما
.. إن شرطياً ورائي!
ديوان المسائل
إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلاحه؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة؟!
**
إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة؟
وإذا كان ثميناً جداً
فلماذا لا نجد اللقمة؟!
**
إن كان الحاكم مسئولاً
فلماذا يرفض أن يسأل؟
وإذا كان سُمُوَّ إلهٍ
فلماذا يسمو للأسفل؟!
**
إن كان لدولتنا وزن
فلماذا تهزمها نمله؟
وإذا كانت عـفطة عـنـز
فلماذا ندعوها دولة؟
**
إن كان الثوري نظيفاً
فلماذا تتسخ الثورة؟
وإذا كان وسيلة بول
فلماذا نحترم العورة؟!
**
إن كان لدى الحكم شعور
فلماذا يخشى الأشعار؟
وإذا كان بلا إحساس
فلماذا نعـنو لِحمار؟!
**
إن كان الليل له صبح
فلماذا تبقى الظلمات؟
وإذا كان يخلِّف ليلاً
فلماذا يمحو الكلمات؟!
**
إن كان الوضع طبيعياً
فلماذا نهوى التطبيع؟
وإذا كان ر هين الفوضى
فلماذا نمشي كقطيع؟!
إن كان الحاكم مخصياً
فلماذا يغضبه قولي؟
وإذا كان شريفاً حرا
فلماذا لا يصبح مثلي؟
**
إن كان لأمريكا عِهر
فلماذا تلقى ا لتبر يكا؟
وإذا كان لديها شرف
فلماذا تدعى(أمريكا) ؟!
**
إن كان الشيطان رجيماً
فلماذا نمنحه السلطة؟
وإذا كان ملاكاً برا
فلماذا تحرسه الشرطة؟
**
إن كنت بلا ذرة عقل
فلماذا أسأل عن هذا؟
وإذا كان برأسي عقل
فلماذا(إن كان.. لماذا)؟!
أعـيـاد
قال الراوي:
للناس ثلاثة أعياد
عيد الفطر،
وعيد الأضحى،
والثالث عيد الميلاد.
يأتي الفطر وراء الصوم
ويأتي الأضحى بعد الرجم
ولكنّ الميلاد سيأتي
ساعة إعدام الجلاد.
قيل له : في أي بلاد؟
قال الراوي:
من تونس حتى تـطـوا ن
من صنعاء إلى عمّان
من مكة حتى بغداد
قُتل الراوي.
لكنّ الراوي يا موتى
علمكم سر الميلاد.
البكاء الأبيض
كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين!
لم يكن عندي خدين.
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين.
كان رغم الخفض مرفوع الجبين.
غير أني، فجأة،
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!
قلت: ماذا يا أبي؟!
رد بصوت لا يبين:
ولدي.. مات أمير المؤمنين.
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي:
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!
كيف يبكيه أبي، الآن،
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!
**
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين.
كنت طفلاً..
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين!
مـفـتـرق
يولد الناس جميعاً أبرياء.
فإذا ما دخلوا مختبر الدنيا
رماهم وفق مرماهم بأرحام النساء
في اتجاهين:
فأما أن يكونوا مستقيمين… وأما أن يكونوا رؤساء
منافسة
أُعلن الإضراب في دور البغاء.
البغايا قلن:
لم يبق لنا من شرف المهنة
إلا ألا د عاء!
إننا مهما أتسعنا
ضاق باب الرزق
من زحمة فسق الشركاء.
أبغايا نحن؟!
كلا.. أصبحت مهنتنا أكل هواء.
وكان العهر مقصورا
على جنس النساء.
ما الذي نصنعه؟
ما عاد في الدنيا حياء!
كلما جئنا لمبغى
فتح الأوغاد في جانبه مبغى
وسموه: اتحاد الأدباء!
عكاظ
الأرض : ثغـرى أنهر
لكن قلبي نار.
البحر: أُبدي بسمتي..
وأضمر الأخطار.
الريح : سِلمي نسمة
وغضبتي إعصار.
الغيم : لي صواعق
تمشي مع الأمطار.
الصمت : في بالي أنا.. تزمجر
الأفكار.
الصخر: أدنى كرمي أن أمنح الأحجار
لأشرف الثوار.
النسر: رأيي مخلب ومنطقي منقار
النمر: نابي دعوتي .. وحجتي الأظفار.
الكلب : لست خائناً ولست بالغدار.
بل أنا أحمي صاحبي ، وأعقر الأشرار.
الجحش : نوبتي أنا بعد الأخ المنهار.
العربي : ليس لي شيء سوى الأعذار والنفي والإنكار
والعجز والإدبار
والابتهال ، مرغماً ، للواحد القهار
بأن يطيل عمر من يقصِّر الأعمار!
بالشكل إنسان أنا .. لكنني حمار.
الجحش : طارت نوبتي
وفخر قومي طار.
أي افتخار يا ترى .. من بعد هذا العار؟
أقسى من الإعدام
الإعدام أخف عقاب
يتلقاه الفرد العربي.
أهناك أقسى من هذا؟
- طبعاً..
فالأقسى من هذا
أن يحيا في الوطن العربي!
المفترى عليه
قال مِحقان بن بلا ّع ا ل.. عصير:
قيل إني لي عقارات ولي مال وفير
إنه وهم كبير
كل ما أملكه خمسون قصراً
أتّقي القيظ بها والزمهرير
أين أمضي
من سياط الحر والبرد؟
أطير؟!
ورصيدي كله
ليس سوى عشرين مليارا
فهل هذا كثير؟!
آه لو يدري الذي يحسدني
كيف أحير.
منه مأكولي ومشروبي
وملبوسي و مر كوبي
وبترول الفوانيس .. وأقساط السرير.
وعليه الشاي والقهوة والتبغ
وفاتورة ترقيع الحصير.
لا.. وهذا غيرحـفّا ظا ت
مِحقان الصغير!
ما الذي يـبغـو نه مني؟
أأستجدي.. لكي يقتنعوا أني فقير؟
**
وأشاعوا أنني أنظر للشعب
كما أنظر للدود الحقير!
فووووو وو!!
إلهي.. أنت جاهي بك منهم أستجير.
قسماً باسمك إني عندما أرنو لشعبي
لا أرى إلا الحمير!
**
ويقولون ضميري ميت!
كيف يصير؟!
هل لأتاهم خبر عما بنفسي
أم هم الله الخبير؟!
كذبوا.. فالله يدري أنني من بدء عمري لم يكن عندي ضمير
الممكن والمستحل
لو سقط الثقب من الإبرة!
لو هوت الحفرة في حفرة!
لو سكِرت قنينة خـمره!
لو مات الضِّحك من الحسرة!
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا
وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ.. لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملاً
أن يصبح، يوماً، إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية.. حرة !
مكتوب
من طرف الداعي..
إلى حضرة حمّال القُرَح:
لك الحياة والفرح.
نحن بخير، وله الحمد، ولا يهمنا شيء سوى فراقكم.
نود أن نعلمكم أن أباكم قد طفح.
وأمكم توفيت من فرط شدة الرشح
وأختكم بألف خير.. إنما
تبدو كأنها شبح.
تزوجت عبد العظيم جاركم
وزوجها في ليلة العرس ا نذبح.
ولم يزل شقيقكم
في السجن.. لارتكابه أكثر من عشر جُنح.
وداركم عامرة .. أنقاضها
وكلبكم مات لطول ما نبح
وما عدا ذلك لا ينقصنا
سوى وجودكم هنا.
أخوكم الداعي لكم
قوس قزح
ملحوظة: كل الذي سمعته
عن مرضي بالضغط والسكرِ.. صح.
ملحوظة ثانية: دماغ عمك انفتح.
وابنة خالك اختفت. لم ندر ماذا فعلت
لكن خالك ا نفضح!
ملحوظة أخيرة : لك الحياة والفرح !
أمام الأسوار
احتمالان أمام الشاعر الحر
إذا واجه أسوار السكوت.
احتمالان:
فأما أن يموت
أو يموت!
الـلعـبـة
الغربُ يبكي خيفـةً
إذا صَنعتُ لُعبـةً
مِـن عُلبـةِ الثُقابِ .
وَهْـوَ الّذي يصنـعُ لي
مِـن جَسَـدي مِشنَقَـةً
حِبالُها أعصابـي !
والغَـربُ يرتاعُ إذا
إ ذعتُ ، يومـاً ، أَنّـهُ
مَـزّقَ لي جلبابـي .
وهـوَ الّذي يهيبُ بي
أنْ أستَحي مِنْ أدبـي
وأنْ أُذيـعَ فرحـتي
ومُنتهى إعجابـي ..
إنْ مارسَ اغتصـابي !
والغربُ يلتـاعُ إذا
عَبـدتُ ربّـاً واحِـداً
في هـدأ ةِ المِحـرابِ .
وَهْـوَ الذي يعجِـنُ لي
مِـنْ شَعَـراتِ ذيلِـهِ
ومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِ
ألفـاً مِـنَ الأربابِ
ينصُبُهـمْ فـوقَ ذُرا
مَز ا بِـلِ الألقابِ
لِكي أكـونَ عَبـدَهُـمْ
وَكَـيْ أؤدّي عِنـدَهُـمْ
شعائرَ الذُبابِ !
وَهْـوَ .. وَهُـمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنتُ عن إضـرابي .
وإنْ ذَكَـرتُ عِنـدَهُـمْ
رائِحـةَ الأزهـارِ والأعشـابِ
سيصلبونني علـى
لائحـةِ الإرهـابِ !
رائعة
رائعـةٌ كُلُّ فعـالِ الغربِ والأذنابِ
أمّـا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّـةِ انتسابي
فكُلُّ ما أفعَلُـهُ
نـوعٌ مِـنَ الإرهـابِ !
هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـي
فليحصـدوا ما زَرَعـوا
إنْ أثمَـرَتْ فـوقَ فَمـي
وفي كُريّـاتِ دمـي
عَـولَمـةُ الخَـرابِ
هـا أ نـا ذ ا أقولُهـا .
أكتُبُهـا .. أرسُمُهـا ..
أَطبعُهـا على جبينِ الغـرْبِ
بالقُبقـابِ :
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي !
زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابُها
إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي .
لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَ
بلْ مخالِبـي !
لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَ
بـلْ أنيابـي !
وَلـنْ أعـودَ طيّباً
حـتّى أرى
شـريعـةَ ا لغابِ بِكُلِّ أهلِها
عائـدةً للغا بِ .
انا إرهابي
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي .
أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ
ينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـي
أن يرتـدي دَبّـابـةً
لأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُ
إنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي !
تفاؤل
دق بابي كائن يحمل أغلال العبيد بشع..
في فمه عدوى وفي كفه نعيٌ
وبعينيه وعيد.
رأسه ما بين رجليه ورجلاه دماء
وذراعاه صديد.
قال: عندي لك بشرى.
قلت: خيرا؟!
قال: سجل..
حزنك الماضي سيغدو محض ذكرى.
سوف يستبدل بالقهر الشديد!
إن تكن تسكن بالأجر
فلن تدفع بعد اليوم أجرا.
سوف يعطونك بيتا فيه قضبان حديد!
لم يعد محتملا قتلك غدرا.
إنه أمر أكيد!
قوة الإيمان فيكم ستزيد.
سوف تنجون من النار
فلا يدخل في النار شهيد!
ابتهج
حشر مع الخرفان عيد!
قلت ما هذا الكلام؟!
إن أعوام الأسى ولت، وهذا خير عام
إنه عام السلام.
عـفط الكائن في لحيته.. قال: بليد.
قلت: من أنت؟!
وماذا يا ترى مني تريد؟!
قال: لا شيء بتاتاً .. إنني العام الجديد!
الرجل المناسب
باسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلاد يسأل…: رأسه لا يصل الحبل
فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلاً منه
لأني كنت أطول…
وظيفة القلم
عندي قلم
ممتلئٌ يبحث عن دفتر
و الدفتر يبحث عن شعر
و الشعر بأعماقي مضمر
و ضميري يبحث عن أمن
و الأمن مقيم في المخفر
و المخفر يبحث عن قلم
- عندي قلم
- وقع يا كلب على المحضر
قطعان ورعاة
يتهادى في مراعيه القطيع .
خلفه راعٍ ، و في أعقابه كلبٌ مطيع .
مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي .
هل أسميه بلادي ؟!
أ بلادي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع ! ألف لا…
يأبى ضميري أن أساوي عامداً
بين وضيعٍ و رفيع .
هاهنا الأبواب أبواب السماوات
هنا الأسوار وأعشاب الربيع
و هنا يدرج راعٍ رائعٌ في يده نايٌ
و في أعماقه لحنٌ بديع.
و هنا كلبٌ وديع
يطرد الذئب عن الشاة
و يحدو حَمَلاً كاد يضيع
و هنا الأغنام تثغو دون خوف
و هنا الآفاق ميراث الجميع .
أ بلادي هكذا ؟
كلاّ… فراعيها مريع . ومراعيها نجيع .
و لها سور و حول السور سور
حوله سورٌ منيع !
و كلاب الصيد فيها تعقر الهمس
و تستجوب أحلام الرضيع !
و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا
إنما… لا يستطيع !
مسألة مبدأ
قال لزوجه: اسكتي . و قال لابنه: ا نكتم.
صوتكما يجعلني مشوش التفكير.
لا تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن
حرية التعبير !
عقوبة إبليس
طمأن إبليس خليلته : لا تنزعجي يا باريس .
إن عذابي غير بئيس .
ماذا يفعل بي ربي في تلك الدار ؟
هل يدخلني ربي ناراً ؟ أنا من نار !
هل يبلسني ؟ أنا إبليس !
قالت: د ع عنك التدليس
أعرف أن هراء ك هذا للتنفيس .
هل يعجز ربك عن شيء ؟!
ماذا لو علمك الذوق ، و أعطاك براءة قديسْ
و حبا ك أرقّ أحاسيسْ
ثم دعاك بلا إنذارٍ … أن تقرأ شعر أ د و نيس ؟!
حديث الحمام
حدّث الصياد أسراب الحمام
قال: عندي قفصٌ أسلاكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الأرض شمعٌ و رخام.
فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة.
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
فادخلي فيه و عيشي في سلام .
قالت الأسراب : لكن به حرية معتقلة.
أيها الصياد شكراً…
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !
ثم طارت حرةً ،
لكن أسراب الأنام حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الإذعان حتى الموت…
من أجل وسام !
تشخيص
من هناك ؟
لا تخف.. إني ملاك.
- اقترب حتى أرى… لا، لن تراني
بل أنا وحدي أراك.
- أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟!
لست محتاجاً لأن تغدو ملاكاً
كي ترى من لا يراك.
عندنا مثلك آلاف سواك !
إن تكن منهم فقد نلت مناك
أنا معتادٌ على خفق خطاك.
و أنا أسرع من يسقط سهواً في الشباك
و إذا كنت ملاكاً
فبحق الله قل لي
أيّ شيطان إلى أرض الشياطين هداك ؟!
لن تموت
لن تموت لا… لن تموت أمتي
مهما إ كتوت بالنار و الحديد.
لا… لن تموت أمتي
مهما إ د عى المخدوع والبليد .
لا… لن تموت أمتي
كيف تموت ؟
من رأى من قبل هذا ميتاً
يموت من جديد ؟
درس في الإملاء
كتب الطالب : ( حاكِمَنا مُكـْتأباً يُمسي
و حزيناً لضياع القدس ) .
صاح الأستاذ به: كلاّ … إنك لم تستوعب درسي .
إ رفع حاكمنا يا ولدي
و ضع الهمزة فوق ) الكرسي ( .
هتف الطالب : هل تقصدني … أم تقصد عنترة ا لعــبسـي ؟!
أستوعبُ ماذا ؟! و لماذا ؟!
د ع غيري يستوعب هذا
واتركني أستوعب نفسي .
هل درسك أغلى من رأسي ؟!
وسائل النجاة
و قاذفات الغرب فوقي
و حصار الغرب حولي
و كلاب الغرب دوني .
ساعدوني ما لذي يمكن أن أفعل
كيلا يقتلوني ؟!- أنبذ الإرهاب…
ملعونٌ أبو الإرهاب..
( أخشى يا أخي أن يسمعوني! )
أي إرهاب ؟!
فما عندي سلاح غير أسناني
و منها جردوني !
- لم تزل تؤمن بالإسلام
كلا … فالنصارى نصّروني .
ثم لما اكتشفوا سر ختاني … هودوني !
و اليهود إ ختبر وني ثم لما اكتشفوا طيبة قلبي
جعلوا ديني ديوني .
أيّ إسلام ؟
أنا "نَصَرا يهُوني "
- لا يزال اسمك " طه "… لا… لقد أصبحت " جـو ني " !
- لم تزل عيناك سوداوين …
لا … بالعدسات الزرق أبدلت عيوني …
- ربما سحنتك السمراء كلا… صبغوني
- لنقل لحيتك الكثّة … كلا …
حلقوا لي الرأس و اللحية و الشارب،
لا… بل نتفوا لي حاجب العين و أهداب الجفون !
- عربيٌ أنت.
No, don't be Silly, they
ترجموني !
- لم يزل فيك دم الأجداد !!
ما ذنبي أنا ؟ هل بإ ختيا ري خلّفوني ؟
- دمهم فيك هو المطلوب ، لا أنت…
فما شأنك في هذي الشؤون ؟
قف بعيداً عـنهـما…
كيف، إذن، أضمن ألاّ يذبحوني ؟!
- إ نتحر أو مُتْ
أو استسلم لأنياب المنون !
فتوى أبي العينين
يا أبا العينين…ما فتواك في هذا الغلام ؟
- هل دعا -في قلبه-يوماً إلى قلب النظام ؟
لا…
- و هل جاهر بالتفكير أثناء الصيام ؟
لا…
- و هل شوهد يوماً يمشي للأ مام ؟
لا…
- إذن صلّى صلاة الشافعية.
لا…
- إذن أنكر أنّ الأرض ليست كرويّة.
لا…
- ألا يبدو مصاباً بالزكام ؟
لا…
- لنفرض أنه نام
و في النوم رأى حلماً
و في الحلم أراد ا لإ بتسام.
لم ينم منذ اعتقلناه…
- إذن… متهمٌ دون إ تـها م !
بدعةٌ واضحةٌ مثل الظلام.
اقطعوا لي رأسه
لكنه قام يصلي…
- هل سنلغي ا لشرع
من أجل صلاة ابن الحرام ؟!
كل شيء و له شيء
تمام.
صدرت فتوى الإمام:
( يقطع الرأس
و تبقى جثة الوغد تصلي
آه… يا للي.
و السلام ) !



  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-10, 19:42 رقم المشاركة : 5

Thread Dot 16



الجـــــــــــزء الخـــــــــامس





حبسة حرة
إ ختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء.
قال لي: ما فيك داء.
حبسه في الصوت لا أكثر…
أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء !
قَدَرٌ حكمته أنجتك من حكم القضاء
حبسه الصوت
ستعفيك من الحبس
و تعفيك من الموت
و تعفيك من الإرهاق
ما بين هروبٍ و اختباء.
و على أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً و مساء
بحياة اللقطاء.
باختصار…
أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء !
أربعة أو خمسة
أربعة أو خمسة
يأتون في دبابة
فيملكون وحدهم
حرية الكتابة
والحق في الرقابة
والمنع والإجابة
والأمن والمهابة
والمال والآمال
والتصويب والإصابة
وكل من دب
ولم يلق لهم أسلابه
تسحقه الدبابة
مـنـفـيـون
لمن نشكو مآسينا ؟
ومن يصغي لشكوانا ، ويجدينا ؟
أنشكو موتنا ذلا لوالينا ؟
وهل موت ســيحـيـيـنا ؟
قطيع نحن والجزار راعينا ،
ومنفيون نمشي في أراضينا ،
ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا ،
ونعرب عن تعازينا لنا فينا ،
فوالينا ، أدام الله والينا ،
رآنا أمة وسطا ، فما أبقى لنا دنيا ،
ولا أبقى لنا دينا ،
ولاة الأمر : ما خنتم ، ولا هنتم ،
ولا أبديتم ا للينا ،
جزاكم ربنا خيرا ، كفيتم أرضنا بلوى أعادينا ،
وحققتم أمانينا ،
وهذي القدس تشكركم ،
ففي تنديدكم حينا ،
وفي تهديدكم حينا ،
سحبتم أنف أمريكا ،
فلم تنقل سفارتها ،
ولو نقلت ــ معاذ الله لو نقلت ــ لضيعنا فلسطينا ،
ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم ، ويكفينا ،
تهانينا
حصافة
حيـن رآنـي
مهمـوماً، مُنكسِـر الهمَّـةْ
قال حذائـي
هـل مازلتَ تؤمّـلُ حقّـاً
أن توقِـظَ ميتـاً بالنأْمــهْ ؟
أو أن تُشـعِلَ مـاءَ البَحـرِ
بضـوءِ النَّجْمـــةْ ؟
لا جَـدوى ...
خُـذْ منّي الحِكْمـَــةْ
فأنـا، مُنــذُ وجِـدتُ، حِـذاءٌ
ثُمّ دعاني البعضُ مَداسـاً
ثُمّ تقطّعْــتُ بلا رحمّـهْ ...
فإذا باسمـي :
جوتي، سباط، جزمـهْ
نَعْـلٌ، كندرة، مرْكـوبٌ
خـفٌّ، يمَنـيٌّ، حاط
بوتينٌ، بابـوجٌ، صُـرْمَـةْ .
وإلى آخـرِ هـذي الزّحمَـةْ
أيُّ حِـوارٍ ؟
أيُّ خُـوارٍ ؟
أيُّ حضيـضٍ ؟
أيّـةُ قِمّــةْ ؟
إنْ كنتُ أنا التّافِـهُ وحْـدي
أدخلتُ الأُمّــةَ في أزْمَــةْ
وعليَّ تفرّقـتِ الكِلْمَـةْ
فعلى أيّ قضـايا كُـبرى
يُمكِـنُ أن تتّفـقَ الأَمّــة ؟
أَعِـدْ قَـدَمـي ..
لِكَـيْ أمشـي إلَيـكَ مُعَـزّياً فينـا
فَحالـي صارَ مِن حالِكْ .
أعِـدْ كَفّـي ..
لكـي أُلقـي أزا هـيـر ي
علـى أزهـارِ آمالِكْ .
أعِـدْ قَلبـي ..
لأقطِـفَ وَردَ جَـذوَتِهِ
وَأُوقِـدَ شَمعَـةً فـي صُبحِـكَ الحالِكْ !
أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصـويراً لأهـوالِكْ .
أَعِـدْ عَيْـني ..
لِكَـي ابكـي على أرواحِ أطفـالِكْ .
أتَعْجَـبُ أنّنـي أبكـي ؟!
نَعَـمْ .. أبكـي
لأنّـي لَم أكُـن يَـومـاً
غَليـظَ القلبِ فَـظّاً مِثـلَ أمثـالِكْ !
***
لَئِـن نَـزَلَتْ عَلَيْـكَ اليـومَ صاعِقَـةٌ
فَقـد عاشتْ جَميـعُ الأرضِ أعوامـاً
وَمـازالـتْ
وَقـد تَبقـى
على أ شفا رِ زِلزالِكْ !
وَكفُّـكَ أضْـرَمَتْ فـي قَلبِهـا نـاراً
وَلم تَشْـعُرْ بِهـا إلاّ
وَقَـد نَشِـبَتْ بأذيالِكْ !
وَلم تَفعَـلْ
سِـوى أن تَقلِبَ الدُّنيـا على عَقِـبٍ
وَتُعْقِـبَهـا بتعديـلٍ على رَدّا ت ا فعـالِكْ !
وَقَـد آ لَيْـتَ أن تَـرمـي
بِنَظـرةِ رَيْبِـكَ الدُّنيـا
ولم تَنظُـرْ، ولو عَرَضَـاً، إلى آلِـكْ !
أَتَعـرِفُ رَقْـمَ سِـروالٍ
على آلافِ أميـالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَـماً في طـيِّ سِـروالِكْ ؟!
أرى عَيْنَيكَ في حَـوَلٍ ..
فَـذلِكَ لـو رمـى هـذا
تَرى هـذا وتَعْجَبُ لاسـتغاثَتـهِ
ولكنْ لا تـرى ما قـد جَنـى ذلِـكْ !
ا ر ى كَفَّيْـكَ في جَـدَلٍ ..
فواحِـدَةٌ تَـزُفُّ الشَّمـسَ غائِبَـةً
إلـى الأعمـى !
وواحِـدَةٌ تُغَطِّـي الشَّمـسَ طالِعةً بِغِـربالِكْ !
وَمـا في الأمـرِ أُحجِيَـةٌ
وَلكِنَّ العَجائِبَ كُلَّهـا مِن صُنْـعِ مِكيـالِكْ !
***
بِفَضْـلِكَ أسـفَرَ الإرهـابُ
نَسّـاجاً بِمِنـوالِكْ
و َمعـتاشا بأمـوالِكْ
وَمَحْمِيّـاً بأبطالِكْ .
فَهل عَجَـبٌ
إذا وافاكَ هـذا اليـومَ مُمْتَنّـاً
لِيُـرجِعَ بَعضَ أفضـالِكْ ؟!
وَكَفُّكَ أبدَعَتْ تِمثـال مـيـد و ز ا
وتَـدري جَيِّـداً أنَّ الّذي يَرنـو لَـهُ هـالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَـد حَـدَّقتَ في أحـداقِ تِمثالِكْ ؟!
خَـرابُ الوضـعِ مُختَصَـرٌ
بِمَيْـلِ ذِراعِ مِكيـالِكْ .
فَعَـدِّلْ وَضْـعَ مِكيالِكْ .
ولا تُسـرِفْ
و إلاّ سَـوفَ تأتـي كُـلُّ بَلبَلَـةٍ
بِمـا لَم يأتِ فـي بالِكْ !
***
إذا دانَتْ لَكَ الآفـاقُ
أو ذَلَّـتْ لَكَ الأعنـاقُ
فاذكُـرْ أيُّهـا العِمـلاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْسـتْ دِرْهَمـاً في جَيْبِ بِنطـا لِكْ .
وَلَو ذَلَّلتَ ظَهْـرَ الفِيلِ تَذليـلاً
فأن بعوضةً تكفي ... لإذلالك
لافتة الكبش
الكبش تظلّم للراعي
ما دمت تفكر
في بيعي
فلماذا ترفض
إشباعي؟
قال له الراعي:
ما الداعي؟
كل رعاة بلادي مثلي
وأنا لا أشكو و أ داعي.
إ حسب نفسك
ضمن قطيعٌ عربي
وأنا الإقطاعي!
من أين أنت سيدي؟
فوجئت بالسؤال
أوشكت أن أكشف عن عروبتي،
لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال
قررت أن أحتال
قلت بلا تردد:
أنا من الأدغال
حدق بي منذ هلا
وصاح بانفعال:
حقا من الأدغال؟!
قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب.. أم
من عرب الشمال؟!
عائدون
هرم الناس وكانوا يرضعون،
عندما قال المغني عائدون،
يا فلسطين وما زال المغني يتغنى،
وملايين ا للـحـو ن،
في فضاء الجرح تفنى،
واليتامى من يتامى يولدون،
يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون،
ساءهم ما يشهدون،
فمضوا يستنكرون،
ويخوضون ا لنضا لات على هز القنا ني
وعلى هز البطون،
عائدون،
ولقد عاد الأسى للمرة الألف،
فلا عدنا ولاهم يحزنون!
إهانة
رأتِ الدول الكبرى تبديل الأدوارْ
فأقرّت إعفاء الوالي
واقترحت تعيينَ حِمارْ!
ولدى توقيع الإقرار ْ نهقتْ كلُّ حمير الدنيا باستنكارْ:
نحن حميرَ الدنيا لا نرفضُ أن نُتعَبْ
أ و أ ن نُركَبْ أو أن نُضربْ أو حتى أن نُصلبْ
لكن نرفضُ في إصرارْ أن نغدو خدماً للاستعمارْ.
إن حُمو ر يـتنا تأبى أن يلحقنا هذا العارْ!
أوصاف ناقصة
قال: ما الشيءُ الذي يمشي كما تَهوي القَدَمْ؟
قلتُ : شعبي قال: كلاّ .. هُوَ جِلدٌ ما به لحمٌ ودَمْ
قلتُ : شعبي قال : كلاً ..
هو ما تركبُهُ الأممْ .. قلت : شعبي
قال : فكّر جيّداً.. فيه فمٌ من غير فم
ولسانٌ موثقٌ لا يشتكي رغم الألمْ قلت : شعبي
قال : ما هذا الغباء؟!
إنني أعني الحِذاءْ!
قلت : ما الفرقُ؟ هما في كلِّ ما قلت سواءْ!
لم تقلْ لي إنهُ ذو قيمةٍ أو إنهُ لم يتعرّض للتُّهمْ
لم تقل لي هُو ضاق برِجْلٍ وَرَّمَ الرِّجْلَ ولم يشكُ الورَمْ
لم تقل لي هو شيءٌ لم يقلْ يوماً نعم
حالات
بالتّمـادي
يُصـبِحُ اللّصُّ بأوربّـا
مُديراً للنـوادي .
وبأمريكـا
زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ .
و بإ و طا نـي التي
مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي
يُصبِـحُ اللّصُّ
.. رئيساً للبـلادِ !
إعتـذار
صِحـتُ مِـن قسـوةِ حالـي :
فـوقَ نَعلـي
كُلُّ أصحـابِ المعالـي !
قيـلَ لي : عَيبٌ
فكرّرتُ مقالـي .
قيلَ لي : عيبٌ
وكرّرتُ مقالي .
ثُـمّ لمّا قيلَ لي : عيبٌ
تنبّهتُ إلى سـوءِ عباراتي
وخفّفتُ انفعالـي .
ثُـمّ قدّمـتُ اعتِـذاراً
.. لِنِعالـي !
صنـدوق العجائب
فـي صِغَـري
فَتَحْـتُ صُـندوقَ اللُّعَـبْ .
أخْرَجـتُ كُرسيّاً موشّـى بالذّهَـبْ
قامَـتْ عليـهِ دُميَـةٌ مِنَ الخَشَـبْ
في يدِهـا سيفُ قَصَـبْ
خَفَضـتُ رأسَ دُميَتي
رَفعْتُ رأسَ دُمـيتي
خَلَعتُهـا .
نَصَبتُهـا .
خَلعتُها .. نَصبتُها
حـتّى شَعَرتُ بالتّعَـبْ
فما اشتَكَـتْ مـن اختِلافِ رغبتي
ولا أحسـّتْ بالغَضـبْ !
وَمثلُها الكُرسـيُّ تحتَ راحَـتي
مُزَوّقٌ بالمجـدِ .. وهـوَ مُستَلَبْ .
فإنْ نَصَبتـهُ انتصـبْ
وإنْ قَلبتُـهُ انقَلَـبْ !
أمتَعني المشهـدُ،
لكـنّ أبـي
حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَبْ
وخَبّـأَ اللعبـةَ في صُـندوقِها
وشَـدَّ أُذْنـي .. وانسحَـبْ !
**
وَعِشتُ عُمـري غارِقـاً في دهشتي .
وعنـدما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ
أدركتُ أنَّ لُعبتي
قـدْ جسّـدَتْ
كُلَّ سلاطينِ العـرَبْ !
التكفير والثـورة
كفرتُ بالأقـلامِ والدفاتِـرْ .
كفرتُ بالفُصحـى التي
تحبـلُ وهـيَ عاقِـرْ .
كَفَرتُ بالشِّعـرِ الذي
لا يُوقِفُ الظُّلمَ ولا يُحرِّكُ الضمائرْ .
لَعَنتُ كُلَّ كِلْمَةٍ
لمْ تنطَلِـقْ من بعـدها مسيرهْ
ولـمْ يخُطِّ الشعبُ في آثارِها مَصـيرهْ .
لعنتُ كُلَّ شاعِـرْ
ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّـةِ الوثيرةْ
وَشعبُهُ ينـامُ في المَقابِرْ .
لعنتُ كلّ شاعِـرْ
يستلهِمُ الدّمعـةَ خمـراً
والأسـى صَبابَـةً
والموتَ قُشْعَريـرةْ .
لعنتُ كلّ شاعِـرْ
يُغازِلُ الشّفاهَ والأثداءَ والضفائِرْ
في زمَنِ الكلابِ والمخافِـرْ
ولا يرى فوهَـةَ بُندُقيّـةٍ
حينَ يرى الشِّفاهَ مُستَجِيرةْ !
ولا يرى رُمّانـةً ناسِفـةً
حينَ يرى الأثـداءَ مُستديرَةْ !
ولا يرى مِشنَقَةً
حينَ يرى الضّفـيرةْ !
**
في زمَـنِ الآتينَ للحُكـمِ
على دبّابـةٍ أجـيرهْ
أو ناقَـةِ العشيرةْ
لعنتُ كلّ شاعِـرٍ
لا يقتـنى قنبلـةً
كي يكتُبَ القصيـدَةَ الأخيرةْ !
مأسـاة أعـواد الثقاب
أوطانـي عُلبـةُ كبريتٍ
والعُلبَـةُ مُحكَمَـةُ الغلْـقْ
وأنـا في داخِلها
عُـودٌ محكـومٌ بالخَنْـقْ .
فإذا ما فتَحتْها الأيـدي
فلِكـي تُحـرِقَ جِلـدي
فالعُلبَـةُ لا تُفتـحُ دَومـاً
إلاّ للغربِ أو الشّرقْ
إمـَّا للحَـرقِ، أو الحَـرقْ
**
يا فاتِـحَ عُلبتِنا الآتـي
حاوِلْ أنْ تأتـي بالفَـرقْ
الفتـحُ الرّاهِـنُ لا يُجـدي
الفتـحُ الرّاهِـنُ مرسـومٌ ضِـدّي
ما دامَ لِحَـرقٍ أو حَـرقْ .
إسحَـقْ عُلبَتنا، و ا نثُرنـا
لا تأبَـهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّـا
عنـدَ السّحـقْ .
يكفي أنْ يحيا أغلَبُنا حُـرّاً
في أرضٍ بالِغـةِ الرِفـقْ .
الأسـوارُ عليها عُشْـبٌ
.. والأبوابُ هَـواءٌ طَلـقْ!
الغــربـة
أحرقـي في غُربتي سفـني
ا لاَ نّـني
أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني
وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِ
وتناهبَـتْ قلـبي الشجـونُ
فذُبتُ من شجَـني
ا لا نني
أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ
أبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـني
وأردُّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري
وعَـنْ فَـنَني
عطّلتِ أحلامـي
وأحرقتِ اللقـاءَ بموقِـدِ المِنَنِ ؟!
ما ساءني أن أقطَـعَ ا لفلَوَا ت
مَحمولاً على كَفَني
مستوحِشـاً في حومَـةِ الإمـلاقِ والشّجَنِ
ما ساءنـي لثْمُ الرّدى
ويسوؤني
أنْ أشتري شَهْـدَ الحيـاةِ
بعلْقـمِ التّسليمِ للوثنِ
**
ومِنَ البليّـةِ أنْ أجـودَ بما أُحِـسُّ
فلا يُحَسُّ بما أجـودْ
وتظلُّ تـنثا لُ الحُـدودُ على مُنايَ
بِلا حـدودْ
وكأنّني إذْ جئتُ أقطَـعُ عن يَـديَّ
على يديكِ يَـدَ القيـودْ
أوسعْـتُ صلصَلةَ القيـودْ !
ولقَـدْ خَطِبتُ يـدَ الفراقِ
بِمَهْـرِ صَـبْري، كي أعـودْ
ثَمِـلاً بنشوةِ صُبحـيَ الآتـي
فأرخيتِ الأعِنّـةَ : لنْ تعـودْ
فَطَفـا على صـدري النّشيجُ
وذابَ في شَفَتي النّشيـدْ !
**
أطلقتُ أشرِعَـةَ الدّمـوعِ
على بحـارِ السّـرّ والعَلَـنِ :
أنـا لن أعـودَ
فأحرقـي في غُربتي سُفُـني
وارمـي القلـوعَ
وسمِّـري فـوقَ اللّقـاءِ عقاربَ الزّمَـنِ
وخُـذي فـؤادي
إنْ رضيتِ بِقلّـةِ الثّمَـنِ !
لكـنّ لي وَطَناً
تعفّـرَ وجهُـهُ بدمِ الرفاقِ
فضـاعَ في الدُّنيـا
وضيّعني
وفـؤادَ أُمٍّ مُثقلاً بالهـمِّ والحُـزُنِ
كانتْ توَدِّعُـني
وكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـا
فيخذلُني .
ويشدُّني
ويشدُّني
ويشدُّني
لكنَّ موتي في البقـاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَني
**
أَنَا يا حبيبـةُ
ريشـةٌ في عاصِفِ المِحَـنِ
أهفـو إلى وَطَـني
وتردُّني عيناكِ .. يا وَطني
فأحـارُ بينكُما
أَأرحَـلُ مِـنْ حِمى عَـدَنٍ إلى عَـدَنِ ؟
كمْ أشتهي ، حينَ الرحيلِ
غـداةَ تحملُني
ريحُ البكـورِ إلى هُناكَ
فأرتَـدي بَـدَني
أنْ تُصبِحـي وطَنـاً لقلبي
داخِـلَ الوَطَـنِ !




  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-12, 00:15 رقم المشاركة : 6

Thread Dot 16



الجـــزء الســـادس

مذهب الفراشة
فراشَـةٌ هامَـتْ بضـوءِ شمعـةٍ
فحلّقتْ تُغـازِلُ الضِّرام.
قالت لها الا نسـام :
قبلَكِ كم هائمـةٍ .. أودى بِهـا الهُيـامْ !
خُـذي يـدي
وابتعـدي
لـنْ تجِـدي سـوى الرَّدى في دَورةِ الخِتـامْ.
لـم تَسمـعِ الكـلامْ
ظلّـتْ تـدورُ
واللَّظـى يَدورُ في جناحِهـا .
تحَطّمـتْ
ثُـمَّ هَـوَتْ
وحَشْــر جَ الحُطـامْ :
أموتُ في النـورِ
ولا
أعيشُ في الظلامْ !
هـذا هـو الوطـن
( دافِـعْ عـن الوطـنِ الحبيبِ ) ..
عن الحروفِ أم المعانـي ؟
ومتـى ؟ وأيـنَ ؟
بِسـاعـةٍ بعـدَ الزمـانِ
وَموقِــعٍ خلـفَ المكـانِ ؟!
وَطـني ؟ حَبيـبي ؟
كِلْمتـانِ سَمِعْـتُ يومـاً عنهُمـا
لكنّني
لَـمْ أدرِ مـاذا تعنيـانِ !
وطَـني حبيبي
لستُ أذكُـرُ من هــواهُ سِـوى هـواني !
وطنـي حبيبـي كانَ لي منفـى
ومـا استكفـى
فألقانـي إلى منفـى
ومِـنْ منفـايَ ثانيـةً نفانـي !
**
(دافِـع عـنِ الوطَـنِ الحبيبِ )
عـنِ القريبِ أم الغريبِ ؟
عـنِ القريبِ ؟
إذنْ أُدافِــعُ مِـن مكانـي.
وطـني هُنـا.
وطـني : ( أنَـا )
ما بينَ خَفقٍ في الفـؤادِ
وَصفحـةٍ تحـتَ المِـدادِ
وكِلْمَـةٍ فوقَ اللّسـانِ
وطني أنَـا : حُريّـتي
ليسَ التّرابَ أو المبانـي.
أنَـا لا أدافِـعُ عن كيـانِ حجـارةٍ
لكـنْ أُدافِـعُ عـنْ كِيانـي !
مقيـم في الهِجـرة
قلَمـي يجـري
ودَمـي يجــري
وأنَـا ما بينهُمـا أجْـري.
الجَـريُ تعثّـرَ في إثْـري !
وأنَـا أجـري.
والصّـبرُ تصـبّرَ لي حتى
لـمْ يُطِـقِ الصّبرَ على صـبري !
وأنـا أجـري .
أجـري، أ جـري، أجـري ..
أوطانـي شُغلـي .. والغُربـةُ أجـري!
**
يا شِعـري
يا قاصِـمَ ظهـري
هـلْ يُشبِهُـني أحـدٌ غـيري ؟
في الهِجـرةِ أصبحـتُ مُقيمـاً
والهِجـرةُ تُمعِـنُ في الهَجْــرِ !
أجـري ..
أجــري ..
أيـنَ غـداً أُصبِـحُ ؟
لا أدري .
هـلْ حقّـاً أُصبِـحُ ؟
لا أدري .
هـلْ أعـرِفُ وجهـي ؟
لا أدري .
كـمْ أصبَـحَ عُمـري ؟
لا أدري .
عُـمُـري لا يـدري كَـمْ عمـري !
كيفَ سـيدري ؟!
مِن أوَّلِ ساعـةِ ميـلادي
وأنَـا هِجـري !
ضـائع
صُـدفَـةً شاهـدتُـني
في رحلـتي منّي إِلَيْ.
مُسرِعاً قبّلتُ عينيَّ
وصافحـتُ يَـدَيْ
قُلتُ لي : عفـواً ..فلا وقتَ لَدَيْ .
أنَـا مضْطَـرٌ لأن أتْرُكَـني،
باللـهِ ..
سـلِّمْ لـي عَلَـيْ !
شاهــد إثبات
لا تطلـبي حُريّـةً أيّتها الرّعيـّةْ
لا تطلُبي حُريّـــةً ..
بلْ مارسـي الحُريّـةْ.
إنْ رضـيَ الرّاعـي .. فألفُ مرحَبـا
وإنْ أبـى
فحاولي إقناعَـهُ باللُطفِ والرّويّـةْ ..
قولـي لهُ أن يَشـرَبَ البحـرَ
وأنْ يبلَـعَ نصفَ الكُـرةِ الأرضيّـةْ !
ما كانتِ الحُريّـةُ اختراعَـهُ
أوْ إرثَ مَـنْ خَلّفَـهُ
لكـي يَضمَّها إلى أملاكـهِ الشّخْصيّـة
إنْ شـاءَ أنْ يمنعهـا عنكِ
زَ و ا هـا جانِبـاً
أو شـاءَ أنْ يمنحهـا .. قدَّمهـا هَديّـهْ
قولـي لَهُ : إنّـي وُلِـدتُ حُـرَّةً
قولي لـهُ : إنّي أنـا الحُريّـةْ.
إنْ لـمْ يُصـدِّقْكِ فهاتـي شاهِـداً
وينبغـي في هـذه القضيّـةْ
أن تجعلـي الشّاهِـدَ .. بُنـدقيّـةْ !
تصـدير واسـتيراد
حَلَـبَ البقّـالُ ضـرعَ البقَـرةْ
ملأ السَطْـلَ .. وأعطاهـا الثّمـنْ .
قبّلـتْ ما في يديهـا شاكِـرهْ .
لم تكُـنْ قـدْ أكلَتْ منـذُ زَمـنْ .
قصَـدَتْ دُكّانَـهُ
مـدّتْ يديهـا بالذي كانَ لديهـا ..
واشترَتْ كوبَ لَبـنْ !
قانـون الأسـماك
مُـتْ مِـنَ الجـوعِ
عسـى ربُّكَ ألاّ يُطعِمَـكْ .
مُـتْ
وإنّـي مُشفِقٌ
أنْ أظلِـمَ الموتَ
إذا ناشـدتُـهُ أن يرحَمَـكْ !
جائـعٌ ؟!
هَـلْ كُلُّ مَـنْ أغمَـدتَ فيهِـمْ قَلَمكْ
لمْ يسـدّوا نَهَمَـك ؟!
تطلبُ الرّحمـةَ ؟
مِمَّـنْ ؟
أنتَ لـمْ ترحَـمْ بتقريرِكَ
حـتى رَحِمَـكْ !
كُلُّ مَـنْ تشكـو إليهِـمْ
دَُمهـمْ يشكـو فَمَـكْ !
كيفَ تُبـدي نَدَمكْ ؟
سَمَـكاً كُنتمْ
وَمَـنْ لم تلتَهمـهُ التَهَمَـكْ ؟
ذُقْ، إذنْ، طعـمَ قوانيـنِ السّمَـكْ .
هاهـوَ القِرشُ الذي سـوّاكَ طُعْمـاً
حينَ لم يبقَ سِـواكَ استَطْعَمَكْ !
**
مُـتْ .
ولكِـنْ أيُّ مـوتٍ
مُمكِـنٌ أنْ يؤلِمَـَكْ ؟!
أنَـا أدعـو لكَ بالمـوتِ
وأخشى
أن يمـوتَ المـوتُ
لو مَـسَّ دَمـَكْ !
البلبـل والوردة
بُلبُـلٌ غَـرَّدَ،
أصغَـتْ وَردَةٌ .
قالتْ لـهُ :
أسمـعُ في لحنِكَ لـونا !
وردةٌ فاحـتْ،
تملّـى بُلبُـلٌ ..
قالَ لها : ألمَـحُ في عِطـرِكِ لحنـا !
لـونُ ألحـانٍ .. وألحـانُ عبيـرْ ؟!
نَظـرٌ مُصـغٍ .. وإصغـاءٌ بصـيرْ ؟!
هلُ جُننـّا ؟!
قالتِ ألا نسـامُ : كلاّ .. لم تجُنّـا
أنتُمـا نِصفاكُمـا شكلاً ومعـنى
وكلا النّصفـينِ للآخـرِ حَنّـا
إنّمـا لم تُدرِكا سِـرَّ المصـيرْ .
شـاعِرٌ كان هُنـا، يومـاً، فغـنّى
ثـُـمّ أردَتْـهُ رصـاصـاتُ الخَفيرْ
رفْـرَفَ اللّحـنُ معَ الرّوحِ
وذابتْ قَطَـراتُ الدَمِ في مجـرى الغديـرْ .
مُنـذُ ذاكَ اليـومِ
صـارتْ قطَـراتُ الدَّمِ تُجـنى
والأغانـيُّ تطـيرْ !
لألثغ يحـتج
قـرأَ الألثَـغُ منشـوراً ممتلئاً نقـدا
أبـدى للحاكِـمِ ما أبـدى :
الحاكِـمُ علّمنـا درسـاً ..
أنَّ الحُريـةَ لا تُهـدى
بلْ .. تُستجـدى !
فانعَـمْ يا شَعـبُ بما أجـدى .
أنتَ بفضـلِ الحاكِـمِ حُـرٌّ
أن تختارَ الشيءَ
وأنْ تختـارَ الشيءَ الضِـد ّا ..
أن تُصبِـحَ عبـداً للحاكِـمِ
أو تُصبِـحَ للحاكِـمِ عَبـدا!
**
جُـنَّ الألثـغُ ..
كانَ الألثـغُ مشغوفاً بالحاكِـمِ جِـدَا
بصَـقَ الألثـغُ في المنشـورِ، وأرعَـدَ رَعْـدا :
( يا أولادَ الكلـبِ كفاكُـمْ حِقْـدا .
حاكِمُنـا وَغْـدٌ وسيبقى وَغْـدا ).
يَعني وَرْدا !
**
وُجِـدَ الألثـغُ
مدهوسـاً بالصُّـدفَـةِ ..عَـمْـدا !
الجارح النبيل
الّلـهُ أبـدَعَ طائـرا
و حبَـا هُ طبعـاً
أن يلـوذَ مِـنَ العواصِـفِ بالذُّرى
وَيَطـيرَ مقتحِماً، ويهبِطَ كاسِـرا
وَيَعِـفَّ عـنْ ذُلِّ القيـودِ
فلا يُبـاعُ ويُشترى .
وإذْ استوى سمّاهُ َنسْـراً ..
قالَ :َمنزِلُكَ السّمـاءُ
وَمنزِلُ النّاسِ الثّـرى .
وَجَـرى الزّمـانُ ...
وذاتَ دَهْـرٍ
أشعلتْ نارَ الفضـولِ بِصـدْرِهِ
نـارُ القُــرى
فَرَنـا
فكانتْ روحُ تلكَ النّـارِ نـوراً باهِـرا
وَدَنـا
فأبصَـرَ بُلبُـلاً رَهـنَ الإسـارِ
وحُزنـهُ ينسـابُ لحنـاً آسِـرا
وهَفـا
فألفـى الدّودَ يأكلُ جِيفَـةً .. فتحسّـرا .
ماذا جـرى ؟!
النّـارُ سـالتْ في دِمـاهُ وما دَرى
واللّحـنُ عَرّشَ في دِمـاهُ ومـا دَرى !
النَسْـرُ لم يَـذُقِ الكَـرى
النّسـرُ حَـوَّمَ حائِـرا
النّسـرُ حلّـقَ ثُمَّ حلّـقَ
ثُمّ عـادَ الَقهْـقرى
( أَلِـيَ الذُّرى
وأنَـا كديـدانِ الثّرى ؟!
لا بُـدَّ أنْ أتَحَـرّرا ).
اللّـهُ قالَ لـهُ : إذَنْ
ستكـونُ خَلْـقاً آخَـرا ..
لكَ قـوّةٌ مِثل الصّخـورِ
وعِـزّةٌ مثلَ النسـورِ
ورِقّـةٌ مثلَ الزّهـورِ
وَهَيْـئةٌ مثلَ الوَرى .
( كُـنْ )
أغمَـضَ النّسـرُ النبيلُ جَنـاحَـهُ،
وَصَحـا .. فأصبـحَ شاعِـرا !
الـبـاب
بابٌ في وَسَـطِ الصّحــراءْ
مَفتـوحٌ لِفضـاءٍ مُطلَـقْ .
ليسَ هُنالِكَ أيُّ بِنــاءْ
كُـلُّ مُحيـطِ البابِ هَـواءْ .
- مالكَ مفتــوحاً يا أحمَـقْ ؟!
- أعـرِفُ أنَّ الأمـرَ سَـوَاءْ
لكـنّي ..
أكـرهُ أنْ أُغلَــقْ !
سـيرة ذاتــيّـة
(1)
نَمْـلةٌ بي تحتَمـي .
تحـتَ نعْلـي تَرْتَمـي .
أمِنَـتْ ..
مُنـذُ سنينٍ
لـمْ أُحـرِّكْ قَـدَمـي !
(2)
لستُ عبـدَاً لِسـوى ربّـي ..
وربّـي : حاكِمـي !
(3)
كي ا سيـغَ الواقِـعَ المُـرَّ
أحلّيـهِ بِشيءٍ
مِـنْ عصـيرِ العَلْـقَمِ !
(4)
مُنـذُ أنْ فَـرَّ َزفيري
مُعرِباً عـنْ أَلَمـي
لـمْ أذُقْ طعـمَ فَمـي !
(5)
أخَـذّتني سِنَـةٌ مِـنْ يقظَـةٍ ..
في حُلُمــي .
أهـدَرَ الوالـي دَمـي !
(6)
جالِسٌ في مأتَمـي .
أتمنّى أنْ أُعزِّيني
وأخشى
أن يظُنّـوا أنّني لي أنتمـي !
(7)
عَرَبـيٌّ أنا في الجوهَـرِ
لكِـنْ مظهَـري
يحمِـلُ شَكْـلَ الآدَمـي !
الـمـظـلــوم
جلـدُ حِـذائي يابِسٌ
بطـنُ حِـذائي ضيّـقٌ
لـونُ حِـذائي قاتِـمْ .
أشعُـرُ بي كأنّني ألبَسُ قلبَ الحاكِـمْ !
يعلـو صـريرُ كعْبـِهِ :
قُلْ غيرَها يا ظالِـمْ .
ليسَ لِهـذا الشيءِ قلـبٌ مطلَقـاً
أمّا أنـا .. فليسَ لي جرائـمْ .
بأيِّ شِـرعَـةٍ إذَنْ
يُمـدَحُ باسمـي،
وَأنَـا أستقبِلُ الشّتائِـمْ ؟!
مزرعـة الدّواجـن
سَبـعُ دجاجـاتٍ
وديكٌ واحِـدٌ
مُستَهْـدَفٌ للرغبـةِ العمـلاقَـةْ .
تنثُـرُ حَـبَّ الحُـبِّ في أحضـانِـهِ
وخَـلْفَهـا الأفـراخُ تشكو الفاقَـةْ !
سُبحـانَ مَن يقسِـمُ
ما بينَ الورى أرزَاقَـهْ .
والسّبعُ تِلكَ باقَـةٌ
ناريّـةٌ سبّاقَـهْ
وسـوفَ تأتي باقَـةٌ
وسـوفَ تأتـي باقـةْ .
كُلٌّ تهُـزُّ رِدْفَهــا
ملهـوفَـةً مُشتاقـةْ
كُلٌّ - لأنَّ قَلبَهـا
لا يرتَضـي إرهاقَـهْ -
لقـاءَ هَتكِ عِرضِهـا ..
تعرِضُ َبـذْلَ ( الطّاقَـةْ ) !
والدّيكُ فيمـا بينهـا ..
يُطَبِّــعُ العلاقـةْ !
لـيـلـة
لِشهـرزادَ قِصّـةٌ
تبــدأُ في الخِتـامْ !
في اللّيلـةِ الأولـى صَحَـتْ
وشهْريـارُ نـامْ .
لم تكثرِ ثْ لِبَعلِهـا
ظلّـتْ طِـوالَ ليلِها
تَكْـذِبُ بانتِظـامْ .
كانَ الكلامُ ســاحِـراً ..
أرّقــهُ الكـلامْ .
حاولَ ردَّ نومِـهِ
لم يستَطِـعْ .. فقـامْ
وصـاحَ : يا غُـلامْ
خُذْهــا لبيتِ أْهلِها
لا نفـعَ لي بِمثْلِها .
إنّ ابنَـةَ الحَـرامْ
تكْـذِبُ ِكذباً صـادِقاً
يُبقي الخيالَ مُطْلَقـاً
ويحبِسُ المَنـامْ .
قَلِقْـتُ مِنْ قِلْقا لِها
أُريـدُ أنْ أَنـامْ .
خُـذْهـا، وَضـَـعْ مكانَها ..
وِزارةَ الإعْــلامْ !
خلــود
قالَ الدّليـلُ في حَـذَرْ :
أُنظُـرْ .. وَخُـذْ مِنـهُ العِـبَرْ
أُنظـرْ .. فهـذا أسَـدٌ
لـهُ ملامِـحُ البَشَـرْ .
قَـدْ قُـدَّ مِنْ أقسـى حَجَـرْ .
أضخَـمُ ألفَ مـرّةٍ مِنكَ
وَحَبـلُ صَـبْرِهِ
أَطـوَلُ مِـنْ حَبلِ الدّهَـرْ .
لكنّـهُ لم يُعْـتَبَرْ .
كانَ يدُسُّ أنْفـَـهُ في كُلِّ شيءٍ
فانكَسَـرْ .
هـلْ أنتَ أقـوى يا مَطَـرْ ؟
كانَ ( أبو الهَـولِ ) أمامـي
أَثَـراً مُنتَصِباً .
سـألتُ :
هلْ ظلَّ لِمَـنْ كَسّـرَ أنفَـهُ ..أَثَرْ ؟!
احتيـاط
فُجِعَـتْ بي زوجَـتي
حينَ رأتني باسِما !
لَطَمـتْ كفّـاً بِكـفٍّ
واستَجارتْ بالسَّمـاء .
قُلتُ : لا تنزَعِجـي .. إنّي بِخَيرٍ
لم يَزَلْ دائــي مُعافـى
وانكِسـاري سالِمـا !
إ طمئنّي ..
كُلُّ شيءٍ فيَّ مازالَ كَما ..
لمْ أكُـنْ أقصِـدُ أنْ أبتَسِما
كُنتُ أُجري لِفمي بعضَ التّمارينِ احتياطاً
رُبّمـا أفرَحُ يومـاً ..
رُبّمــا !
المفقـود
رئيسُنا كانَ صغيراً و ا نفَقَـدْ
فانتـابَ أُمَّـهُ الكَمَـدْ
وانطَلَقـتْ ذاهِلَـةُ
تبحـثُ في كُلِّ البَلَـدْ .
قِيلَ لها : لا تَجْـزَعـي
فَلَـنْ يضِـلَّ للأبَـدْ .
إنْ كانَ مفقـود ُكِ هذا طاهِـراً
وابنَ حَـلالٍ .. فَسَيلْقاهُ أَحـَـدْ .
صاحــتْ :
إذنْ ..ضـاعَ الوَلَـدْ !
الـمغـبـون
مؤمِــنٌ
يُغمِـضُ عينيـهِ، ولكنْ لا ينامْ .
يقطَـعُ اللّيلَ قياماً ..
والسّلاطينُ نِيـامْ .
مُسـرِفٌ في الاحتِشـامْ .
إنّما يستُرُ عُـريَ النَّاسِ
حـتى في الحَرامْ !
حَسْـبُهُ أنَّ بحبلِ اللهِ
ما يُغْنيـهِ عنْ فَتلِ حِبالِ الاتّهـامْ .
مُنصِـفٌ بينَ الأَنـامْ
تستـوي في عينِـهِ ألكَحْـلاءِ
تيجـانُ السَّلاطينِ وأسْمالُ العَـوامْ .
مؤمِـنٌ بالرّأيِ
يحيـا صامِتـأً
لكنَّـهُ يرفِضُ أنْ يمحـو الكَلامْ .
طَـيّبٌ
يفتَـحُ للجائِـعِ أبوابَ الطّعـامْ
حينَ يُضنيـهِ الصّيـامْ .
بلْ يواري أَثـَرَ المُحتـاجِ
لوْ فَكّـرَ في السّطـوِ على مالِ الطُّغامْ .
وَيُغطّـي هَربَ الهاربِ مِـنْ بطْشِ النّظـامْ .
مَلجـأٌ للاعتِصـامْ
وَأَمـانٌ وسـلامْ .
وعلـى رَغـمِ أياديـهِ عَليكُـمْ
لا يـرى مِنكُـمْ سِـوى مُـرِّ الخِصـامْ .
**
أيّها النّاسُ إذا كُنتُـم كِرامـاً
فَعَليكُـمْ حَـقُّ إكـرامِ الكِرامْ.
بَـدَلاً من أنْ تُضيئـوا شمعَـةً
حيّـوا الظـلامْ !
مُكابــرة
أُكابِـرْ .
أُضمّـدُ جُرحـي بحشْـدِ الخَناجِـرْ
وأمسَـحُ دَمعـي بكَفَّـيْ دِمائـي
وأُوقِـدُ شمعـي بِنـارِ انطِفائي
وأحـْـدو بِصمْـتي مِئاتِ الحَناجِـرْ
أُحاصِـرُ غابَ الغيابِ المُحاصِـرْ :
ألا يا غِيابي ..
أنـا فيكَ حاضِـرْ !
أُكابِـرُ ؟
كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ !
أنَـا توأَمُ الشّمسِ
أغـدو و أُ مسـي
بغيرِ انتِهـاءْ !
ولي ضَفّتـانِ :
مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ
وَشِعــري قَناطِـرْ !
متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟
**
إذا عِشـتُ أو مِـتُّ فالموتُ خاسِـرْ .
فلا يعرِفُ الموتُ شِعْراً
ولا يَعرِفُ المـوتَ شاعِـرْ !
هـزيـمــةُ الـمـنـتـصــر
لو منحـونا ألا لسِنَةْ
لو سالمونا ساعَـةً واحِدةً كلّ سَنَـهْ
لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الأمكِنَةْ
لو غفروا يوماً لنا ..
إذا إ رتكَبنا حَسَنَـهْ !
لو قلبـوا مُعتَقلاً لِمصنَـعٍ
واستبدلـوا مِشنَقَـةً بِما كِنَـةْ
لو حوّلـوا السِّجـنَ إلى مَدْرَسَـةٍ
وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى
دفاترٍ ملوّنـهْ
لو بادَلـوا دبّابَـةً بمخبَزٍ
وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ
لو جعَلـوا سـوقَ الجواري وَطَنَـاً
وحوّلـوا الرِّقَ إلى مواطَنَـهْ
لحَقّقـوا انتصـارَهمْ
في لحظـةٍ واحِـدَةٍ
على دُعـاةِ الصّهيَنَـةْ .
أقـولُ : ( لـو )
لكـنّ ( لو ) تقولُ : ( لا )
لو حقّقـوا انتصارَهُـمْ ..لانهَزَمـوا
لأنَّهُم أنفُسَهم صَهاينَـةْ !
الـسـاعــة
دائِـرةٌ ضَيِّقَـةٌ،
وهـارِبٌ مُـدانْ
أمامَـهُ وَخلْفَـهُ يركضُ مُخبِرانْ .
هـذا هُـوَ الزّمـانْ !
درس
ساعَـةُ الرّمــلِ بِـلادٌ
لا تُحِـبُّ الاستِلابْ .
كُلَّمـا أفرَغَها الوقتُ مِنَ الروحِ
استعادتْ روحَها
لُـبـان
ماذا نملِك
من لحَظـاتِ العُمْـرِ المُضْحِكْ ؟
ماذا نَملِكْ ؟
العُمْـرُ لُبـانٌ في حَلْقِ السّاعةِ
والسّاعـةُ غانيـةٌ تَعلِكْ.
تـِكْ .. تِـكْ
تِـكْ .. تـِكْ
تِـكْ
محبـوس
حينَ ألقـى نظـرَةً مُنتَقِـدهْ
لقياداتِ النِظـامِ الفاسِـدَةْ
حُبِـسَ ( التّاريـخُ )
في زِنـزانَـةٍ مُنْفَـرِدَةْ !
الخاسـِـر
عِنـدما يلتَحِـمُ العقْربُ بالعَقـربِ
لا تُقتَـلُ إلاّ اللّحَظـاتْ .
كـم أقامـا من حـروبٍ
ثُـمّ قامـا ، دونماَ جُـرْحٍ،
وَجَيشُ الوَقـتِ مـاتْ !
رقّـاص
يَخفِـقُ " الرقّاصُ " صُبحـاً وَمسـاءْ .
ويَظـنُّ البُسَطـاءْ
أَنّـهُ يَرقصُ !
لا يا هـؤلاءْ .
هـوَ مشنوقٌ
ولا يـدري بما يفعلُهُ فيهِ الهـواءْ !
المواكـب
صـامِتــةً
تزدَحِـمُ الأرقـامُ في الجوانِبْ
صـامِتـةً تُراقِـبُ المواكِبْ :
ثانيـةٌ ،َمـرَّ الرّئيسُ المفتـدى .
دقيقَـةٌ، مَـرَّ الأميرُ المُفتَـدى .
و .. ساعَـةٌ، مَـرَّ المليكُ المُفتَـدى .
ويضْـرِبُ الطّبْـلُ على خَطْـوِ ذَوي المراتِبْ .
تُعّبِّرُ الأرقـامُ عـنْ أفكارِهـا
في سِـرّها .
تقولُ : مهمـا اختَلَفَـتْ سيماؤهـمْ
واختَلَفَـتْ أسماؤهـمْ
فَسُـمُّهمْ مُوَحّــدٌ
وكُلُّهـمْ ( عقارِبْ ) !
صدمة
شعرتُ هذا اليوم بالصدمة
فعندما رأيتُ جاري قادماً
رفعتُ كفي نحوهُ مسلماً
مكتفياً بالصمت والبسمة
لأنني أعلم أن الصمت في أوطاننا .. حكمـهْ
لكنهُ رد عليَّ قائلاً :
عليكم السلام والرحمـة
ورغم هذا لم تسجل ضده تهمه .
الحمد لله على النعمـة
مـن قال ماتت عنـدنا
حُريّــة الكلْمـةْ ؟!
طبيعة صامته
في مقلب القمامـة
رأيتُ جثـة لها ملامـحُ الأعراب
تجمعت من حولها " النسور" و " ا لد ِباب"
وفوقها علامـة
تقولُ : هذي جيفـةٌ
كانت تسمى سابقاً .. كرامـه !
وفي قصيدة أخرى يقول بنفس الأسلوب والتركيز :
لقد شيّعتُ فاتنـةً
تسمّى في بلاد العُربِ تخريباً
وإرهابـاً
وطعنـاً في القوانين الإلهيـة
ولكن اسمها
واللـه
لكن اسمها في الأصل .. حرية !
الراحلة
لا شَـيءَ ..
هذا ما ألِفْنا طُولَ رِحْلتنا الَمديدَةْ
لا تأسَفي لنفُوقِ راحِلةٍ هَوَتْ
من ثِقْل جُملَتنا المُـفيدة !
فَعَلى الطريق سَنصطفي أُخرى جَديدةْ .
وإذا وَهَتْ كُلُّ الجمِالِ
عَـنِ احتمالِكِ واحتمالي
فَلْيكُنْ
قَـدَمي أحَـدُّ مِـنَ الَحديدِ
وخُطوتي أبداً وَطيدةْ !
* *
لا.. ما تَعِبتُ
وَلو ظَلَلْتُ أسيرُ عُمْريَ كُلَّهُ
فَوقَ اللّظـى
سَيَظلُّ يَفعَمُني الرّضا
ما دُمتِ طاهرةً حميدةْ .
ماذا أريدُ وأنتِ عندي؟
يا ابنَتي
لو قـدَّموا الدُّنيـا وما فيها
مُقابِلَ شَـعْرةٍ من مَفرِقيكِ
لَقُلتُ : دُنياكُمْ زَهيدة !
* *
وَطَـنٌ أَنا
بينَ المنافي أحتويك مُشرَّداً
كي لا تظلّي في البلادِ معي شريدةْ .
وأنا بِنُوركِ يا ابنتي
أنشأتُ مِن منفايَ أوطاناً
لأوطاني الطّريدَةْ .
لكنّها بُهرَتْ بأنوارِ السُّطوعِ
فآنَسـَتْ لعمى الخُضوعِ
وَمـَرَّغَـتْ أعطافَها بالكيْـدِ
حتّى أصبحتْ وهيَ المَكيدةْ !
* *
ما همَّني ؟!
كُلُّ ا لحُتوف سلامة
كُلُّ الشقاءِ سعادةُ
ما دُمتِ حتّى اليَومِ سالمةً سَعيَدةْ .
لا قَصْـدَ لي في العَيْشِ
إلاّ أن تَعيشي أنتِ
أيَّـتُها القَصيدةْ !
* *
هَيّا بنا..
لُفّي ذِراعَكِ حَوْل نَحْري
والبُدي في دِفءِ صَدْري
كي نَعودَ إلى المَسيرِ
فإنَّ غايتَنا بَعيَدهْ .
وَدَعي التّلفُّتَ لِلوَراءِ
فقد هَوى عَمّا هّـَوَتْ
وَصْـفُ الفقيدةْ .
هِيَ لم تَذُقْ مَعنى المَنيَّةِ حُـرّةً
مَعَنا
ولا عاشَتْ شَهيدَةْ .
لا تَحزني يوماً عَلَيْها
واحزني دوماً لَها .
لَمْ نُنْفَ عَنها.. إنّما
نُفِيَتْ، لِقِلّةِ حَظّها، عَنّا الجَريدَةْ !





  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-13, 00:19 رقم المشاركة : 7

Thread Dot 16




الجـــــــــزء الســـــــــابع


الإلـه
لهذا الإله أصعر خدي !
أ هذا الذّي يأكُلُ الخُبزَ شُرْباً
وَيَحسَبُ ظِلَّ الذُّبابةِ دُبّاً
وَيمَشي مكباً
كما قد مَشي بالقِماطِ الوَليدْ..؟
أ هذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري
بأيِّ الولاياتِ يُعنى أخوهُ
وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى
فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ
ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ
فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ
إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ ؟!
أ هذا الَذي لا يُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ
تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ
ومِثقالَ مُرٍّ
لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ
وَقَطرةَ حِبْرٍ
تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ..؟
أ هذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ
إلهٌ جَديدْ ؟!
أ هذا الهُراءُ.. إلهٌ جَديدْ
يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ
وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ
يُؤنِّبُ هذا، ويَلعَنُ هذا
وَيلطِمُ هذا، وَيركَبُ هذا
وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ
وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ ا لَحصيدْ
وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ ما يرُيدْ ؟!
**
لِهذا الإلهِ... أُصَعِّرُ خَدّي
وأُعلِن كُفري، وأُشهِرُ حِقدي
وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ
وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ
إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ !
وأرفَعُ رأسي لأَعلـى سَماءٍ
ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ
وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ :
أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ
عَفُوٍّ كريمٍ
حكيمٍ مَجيدْ
أنا لَستُ عبداً لِـعبْدٍ مَريدْ
أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ
إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ
ِسوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ.
فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي..
وَصُبَّ اللّهيبَ، ورُصَّ الحَديدْ
أنا لن أحيدْ
لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد:
مَماتي زَفافٌ، وَمَحْيايَ عِيدْ
سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ
فإمّا عَزيزٌ.. وإمّا شَهيدْ !
البحـث عن الذات
- أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك.
قال العصفور:
-لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟
- لا أدري..ما رأيك أنت ؟
-إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك .
- وما هو جنسي ؟
- إذا كنت لا تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار .
***
- أيها الحمار الطيب..أريد أن ا نهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك .
قال الحمار :
- لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟
- ماذا تعتقد ؟
- قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار .
- فماذا أكون ؟
- إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حمورية مني ! لعلك بغل .
***
- أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر،
وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن .
قال البغل :
- كُـنْ..مَن يمنعك ؟
- تمنعني ذ لَّتي وشدّة طاعتي .
- إذن أنت لست بغلاً .
- وماذا أكون ؟
- أعتقد أنك كلب .
***
- أيها الكلب الهُمام..أريد أن ا طلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك .
- هل أنت كلب ؟
- لا أدري..طول عمري أسمع المسئولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر .
- لماذا لا تستطيع ؟
- لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً .
- ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً .
- إذَن فماذا أكون ؟
- هذا ليس شغلي..إ عرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك .
- بحثت كثيراً دون جدوى .
- ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر .
***
- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إ نفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم .
إ حملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد .
قال البحر :
- أأنت زَبَد ؟
- لا أدري..ماذا تعتقد ؟
- لحظةً واحدة..د عني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً .
أ و و وه..ا للعنة..أنت مواطن عربي !
- وما العمل ؟
- تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت .
- إ بلعني، إذن، أيها البحر العظيم .
- آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك .
- كيف أنتحر إذن ؟
- أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء .
- ليس في بيتي كهرباء .
- ألقِ بنفسك من فوق بيتك .
- وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟
- ومن يعطيني ثمن الحبل ؟
- لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك .
- ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟!
- إ سمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً .
- أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ما هي هذه الطريقة ؟
- إ بقَ حَيّـا!
عفو عام
أصدر عفو عام
عن الذين أعدموا ،
بشرط أن يقدموا عريضة استرحام
مغسولة الأقدام ،
غرامة استهلاكهم لطاقة النظام ،
كفالة مقدارها خمسون ألف عام ،
تعهد بأنهم
ليس لهم أرامل ،
ولا لهم ثو ا كل ،
ولا لهم أيتام ،
شهادة التطعيم ضد الجدري ،
قصيدة صينية للبحتري ،
خريطة واضحة لأثر الكلام ،
هذا ومن لم يلتزم بهذه الأحكام
يحكم بالإعدام
جاهـلـيـة
في زمان الجاهلية
كانت الأصنام من تمر ،
وإن جاع العباد ،
فلهم من جثة المعبود زاد ،
وبعصر المدنية ،
صارت الأصنام تأتينا من الغرب
ولكن بثياب عربية ،
تعبد الله على حرف ، وتدعو للجهاد
وتسب الوثنية ،
وإذا ما ستفحلت ، تأكل خيرات البلاد ،
وتحلي بالعباد ،
رحم الله زمان الجاهلية
الأبكم
أيها الناس ا تقو نار جهنم ،
لا تسيئوا الظن بالوالي ،
فسوء الظن في ا لشرع محرم ،
أيها الناس أنا في كل أحوالي سعيد ومنعم ،
ليس لي في الدرب سفاح، ولا في البيت مأتم ،
ودمي غير مباح ، وفمي غير مكمم ،
فإذا لم أتكلم
لا تشيعوا أن للوالي يداً في حبس صوتي ،
بل أنا يا ناس أبكم ،
قلت ما أعلمه عن حالتي، والله أعلم.
الحارس السجين
وقفت في زنزانتي
اُقُلُبُ الأفكار
أنا السجين ها هنا
أ م ذلك الحارسُ بالجوار ؟
بيني وبين حارسي جدار ،
وفتحة في ذلك الجدار ،
يرى الظلام من ورائها و ا ر قب النهار ،
لحارسي ولي أنا صغار ،
وزوجة ودار ،
لكنه مثلي هنا، جاء به وجاء بي قرار ،
وبيننا الجدار ،
يوشك أن ينهار
حدثني الجدار
فقال لي : إ نّ ترثي له
قد جاء باختيارهِ
وجئت بالإجبار
وقبل ا ن ينهار فيما بيننا
حدثني عن أسدٍ
سجانهُ حمار
لا نامت أعين الجبناء
لا نامت عين الجبناء
أطلقت جناحي لرياح إبائي ،
أنطقت بأرض الإسكات سمائي ،
فمشى الموت أمامي، ومشى الموت ورائي ،
لكن قامت بين الموت وبين الموت حياة إبائي ،
وتمشيت برغم الموت على أشلائي ،
أشدو، وفمي جرح ، والكلمات دمائي ،
(لا نامت عين الجبناء)
ورأيت مئات الشعراء ،
مئات الشعراء ،
تحت حذائي ،
قامات أطولها يحبو،
تحت حذائي ،
ووجوه يسكنها الخزي على استحياء ،
وشفاه كثغور بغايا، تتدلى في كل إناء ،
وقلوب كبيوت بغاء، تتباهى بعفاف العهر،
وتكتب أنساب اللقطاء ،
وتقيء على ألف المد ،
وتمسح سوءتها بالياء ،
في زمن الأحياء الموتى ، تنقلب الأكفان دفاتر ،
والأكباد محابر ،
والشعر يسد الأبواب ،
فلا شعراء سوى الشهداء
شطرنج
منذ ثلاثين سنة ،
لم نر أي بيد ق في رقعة الشطرنج يفدي وطنه ،
ولم تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة ،
والكل خاض حربه بخطبة ذرية، ولم يغادر مسكنه ،
وكلما حيا على جهاده، أحيا العد ا مستوطنة ،
منذ ثلاثين سنة ،
والكل يمشي ملكا تحت أيادي الشيطنة ،
يبدأ في ميسرة قاصية وينتهي في ميمنة ،
الفيل يبني قلعة، والرخ يبني سلطنة ،
ويدخل الوزير في ماخوره، فيخرج الحصان فوق المئذنة ،
منذ ثلاثين سنة ،
نسخر من عدونا لشركه ونحن نحيي وثنه ،
ونشجب الإكثار من سلاحه ونحن نعطي ثمنه ،
فإن تكن سبعا عجائب ا لدنى، فنحن صرنا الثامنة ،
بعد ثلاثين سنة
الـلاعـبـان
على رقعة تحتويها يدان ،
تسير إلى الحرب تلك ا لبيا د ق ،
فيالق تتلو فيالق ،
بلا دافع تشتبك ،
تكر ، تفر ، وتعدوا المنايا على عدوها المرتبك ،
وتهوي القلاع، ويعلو صهيل الحصان ،
ويسقط رأس الوزير المنافق ،
وفي آخر الأمر ينهار عرش الملك ،
وبين الأسى والضحك ،
يموت الشجاع بذنب الجبان ،
وتطوي يدا اللاعبين المكان ،
أقول لجدي: "لماذا تموت ا لبيا د ق "؟
يقول: "لينجو الملك" ،
أقول: "لماذا إذن لا يموت الملك ،
لحقن الدم ا لمنسفك" ؟
يقول: "إذا مات في البدء، لا يلعب اللاعبان"
فـصـيحـنـا
فصيحنا ببغاء ،
قوينا مومياء ،
ذكينا يشمت فيه الغباء ،
ووضعنا يضحك منه البكاء ،
تسممت أنفاسنا حتى نسينا الهواء ،
وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء ،
يا أرضنا، يا مهبط الأنبياء ،
قد كان يكفي واحد لو لم نكن أغبياء ،
يا أرضنا ، ضاع رجاء الرجاء ،
فينا ومات الإباء ،
يا أرضنا ، لا تطلبي من ذلنا كبرياء ،
قومي ا حبلي ثانية ، وكشفي عن رجل لهؤلاء النساء
زنـزانـة
صدري أنا زنزانة قضبانها ضلوعي ،
يدهمها المخبر بالهلوع ،
يقيس فيها نسبة النقاء في الهواء ،
ونسبة الحمرة في دمائي ،
وبعدما يرى الدخان ساكنا في رئتي، والدم في قلبي كالدموع ،
يلومني لأنني مبذر في نعمة الخضوع ،
شكرا طويل العمر إذ أطلت عمر جوعي ،
لو لم تمت كل كريات دمي الحمراء، من قلة الغذاء ،
لانـتـشـل المخبر شيئا من دمي ثم ادعى بأنني شيوعي
كلمات فوق الخرائـب
قفوا حول بيروت صلوا على روحها واندبوها ،
وشدوا اللحى وانتفوها ،
لكي لا تثيروا الشكوك ،
وسلوا سيوف السباب لمن قيدوها ،
ومن ضاجعوها ،
ومن أحرقوها ،
لكي لا تثيروا الشكوك ،
ورصوا الصكوك
على النار كي تطفئوها ،
ولكن خيط الدخان سيصرخ فيكم : "دعوها" ،
ويكتب فوق الخرائب
" إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها "
أصـنـام الـبـشـر
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر ،
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا ،
وأنا ضعيف ليس لي أثر ،
عار علي السمع والبصر ،
وأنا بسيف الحرف أنتحر ،
وأنا اللهيب وقادتي المطر ،
فمتى سأستعر ؟
لو أن أرباب الحمى حجر ،
لحملت فأسا فوقها القدر ،
هوجاء لا تبقي ولا تذر ؛
لكنما أصنامنا بشر ،
الغدر منهم خائف حذر ،
والمكر يشكو الضعف إن مكروا ؛
فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر ،
والسلم مختصر ،
ساق على ساق ، وأقداح يعر ش فوقها الخدر ،
وموائد من حولها بقر ،
ويكون مؤتمر ؛
هزي إليك بجذع مؤتمر يسا قط حولك الهذر ،
عاش اللهيب ويسقط المطر
عـلـى باب الـشعـر
حين وقفت بباب الشعر ،
فتش أحلامي الحراس ،
أمروني أن أخلع رأسي ،
وأريق بقايا الإحساس ،
ثم دعوني أن أكتب شعرا للناس ،
فخلعت نعالي بالباب وقلت خلعت الأخطر يا حراس ،
هذا النعل يدوس ولكن هذا الرأس يداس
بين يدي القدس
يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان ،
وليس لي أسلحة وليس لي ميدان ،
كل الذي أملكه لسان ،
والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة ، والموت بالمجان ،
سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران ،
أقول نصف كلمة ، ولعنة الله على وسوسة الشيطان ،
جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين ،
تفقسان بعد جولتين عن ثمان ،
وبالرفاء و ا لبنين تكثر اللجان ،
ويسحق الصبر على أعصابه ،
ويرتدي قميصه عثمان ،
سيدتي ، حي على اللجان ،
حي على اللجان
اللـغـز
قالت أمي مرة :
يا أولادي عندي لغز من منكم يكشف لي سره ،
" تابوت قشرته حلوى ،
ساكنة خشب والقشرة" ،
قالت أختي: " التمرة " ،
حضنتها أمي ضاحكة لكني خـنـقـتـني العبرة ،
قلت لها : " بل تلك بلادي "
لبنان الجريح
‎صفت النية يا لبنان ، صفت النية ، لم نهملك ولكن كنا مختلفين على تحديد الميزانية ،
كم تحتاج من التصفيق ؟
ومن الرقصات الشرقية ؟
ما مقدار جفاف الريق في التصريحات الثورية ؟
وتداولنا في الأوراق، حتى أذبلها ا لتوريق ،
والحمد له صفت النية ، لم يفضل غير التصفيق ،
وسندرسه ، في ضوء تقارير الوضع بموزنبيق ،
صفت النية ، فتهانينا يا لبنان ،
جامعة الدول ا لعرية تهديك سلاما وتحية ،
تهديك كتيبة ألحان ، ومبادرة أمريكية
شعـراء الـبـلاط
من بعد طول الضرب والحبس ،
والفحص ، والتدقيق ، والجس ،
والبحث في أمتعتي ، والبحث في جسمي، وفي نفسي ،
لم يعثر الجند على قصيدتي، فغادروا من شدة اليأس ،
لكن كلبا ماكرا أخبرهم بأنني أحمل أشعاري في ذاكرتي ،
فأطلق الجند شراح جثتي وصادروا رأسي ،
تقول لي والدتي : " يا ولدي ، إن شئت أن تنجو من النحس ،
وأن تكون شاعرا محترم الحس ،
سبح لرب العرش ، واقرأ آية الكرسي "
عـزف عـلـى الـقـانـون
يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه ،
يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه ،
يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه ،
فأخرج القانون من متحفه ،
وأمسح الغبار عن جـبـيـنـه ،
أطلب بعض عطفه ،
لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه ،
يقول حبري ودمي : " لا تندهش ،
من يملك القانون في أوطاننا ، هو الذي يملك حق عزفه "
بيت وعشرون راية
أسرتنا بالغة الكرم ،
تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم ،
تأكل من أثدائها وتشرب الألم ،
لكي تفوز با لرضى من عمنا صنم ،
أسرتنا فريدة القيم ،
وجودها عدم ،
جحورها قمم ،
لآتها نعم ،
والكل فيها سادة لكنهم خدم ،
أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها، تطيل من سجودها ،
وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم ،
أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم ،
وبيتنا عشرون غرفة به ، لكن كل غرفة من فوقها علم ،
يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم ،
أسرتنا كبيرة ، وليس من عافية أن يكبر الورم
حجة سخيـفة
بيني وبين قاتلي حكاية طريفة ،
فقبل أن يطعنني حلفني بالكعبة الشريفة ،
أن أطعن السيف أنا بجثتي، فهو عجوز طاعن وكفه ضعيفة ،
حلفني أن أحبس الدماء عن ثيابه النظيفة ،
فهو عجوز مؤمن سوف يصلي بعدما يفرغ من تأدية الوظيفة ،
شكوته لحضرة الخليفة ،
فرد شكواي لأن حجتي سخيفة
عصر العصر والسحق
أكاد لشدة القهر ،
أظن القهر في أوطانـنا يشكو من القهر ،
ولي عذري ،
فإني أتقي خيري لكي أنجو من الشر ،
فأخفي وجه إيماني بأقنعة من الكفر ،
لأن الكفر في أوطانـنا لا يورث الإعدام كالفكر ،
فأ نكر خالق الناس ،
ليأ من خانق الناس ،
ولا يرتاب في أمري ،
وأحيي ميت إحساسي بأقداح من الخمر ،
فألعن كل دساس ، و وسواس، وخناس،
ولا أخشى على نحري من النحر ،
لأن الذنب مغتفر وأنت بحالة السكر ،
ومن حذري ،
أمارس دائما حرية التعبير في سري ،
وأخشى أن يبوح السر بالسر ،
أشك بحر أنفاسي ،
فلا أدنيه من ثغري ،
أشك بصمت كراسي ،
أشك بنقطة الحبر ،
وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر ،
ولست أعد مجنونا بعصر السحق والعصر ،
إذا أصبحت في يوم أشك بأنني غيري ،
وأني هارب مني ،
وأني أقتفي أثري ولا أدري ؛
إذا ما عدت الأعمار با نعمى وباليسر ،
فعمري ليس من عمري ،
لأني شاعر حر ،
وفي أوطاننا يمتد عمر الشاعر الحر ،
إلى أقصاه : بين الرحم والقبر ،
على بيت من الشعر
بدعـة
بدعة عند ولاة الأمر صارت قاعدة ،
كلهم يشتم أمريكا ،
وأمريكا إذا ما نهضوا للشتم تبقى قاعدة ،
فإذا ما قعدوا، تنهض أمريكا لتبني قاعدة
البيان الختامي لؤتمر القمة العربية
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
هُمْ طُفَيْـليُّـونَ
لَمْ يُدعَـوا إلى عُـرسٍ
وَلم يُفتَـحْ لَهُمْ بابُ عَـزاءْ .
خَلَطوا أنفسَهُمْ في زَحْمـةِ النّاسِ
فَلمْا دَخَلـوا ذاكَ تغَطَّوا بالزّغاريـدِ
وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّـوا بالبُكاءْ .
ثُمَّ لمّا رُصَّـتِ الأطباقُ
لَبـَّـوا دَعوةَ الدّاعي
وَما الدّاعي سِوى قِـدْرِ الحَساءْ !
وَبأفـواهِ بِحـارٍ
بَلِعوا الأطباقَ والزَادَ مَعاً
وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ .
***
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
ألفُ كـلاّ
هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ..
زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا
وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ !
وَأذاعوا: ( كُلُّنا راعٍ..)
وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ ر عيانٌ
وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ !
ثُمَّ ساقُونا إلى ا لمَسْلخِ
لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى
وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ !
***
ليسَ مِنّا هؤلاءْ .
هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً
دُونَ عَقـدٍ..
وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ .
وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا..
وَلِطُـولِ الانحنـاءْ
لَمْ تَعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشَّمسُ
ولا تَعرفُ ما مَعنى السَّماء !
وَنَزحْنا الذَّهـبَ الأسْودَ أعواماً
وَمازالَتْ عُيونُ الفَقْرِ تبكينا
لأنّا فُقـراءْ !
ذَهَبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنياهُمْ
وَظَـلَّ الوَصْـفُ في حَوْزتنا
للِجِسْم والرّوحِ رداءْ !
***
ليسَ مِنّا هؤلاءْ.
لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ
ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ .
حَسْبُنا، لو صَدَقوا،
أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً
فَهُمُ الدَاءُ ا لعَياءْ .
كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى
وَأقـوى عِلَّـةٍ
في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ !
***
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ
زَحَفوا مِن حَيث لا ندري إلينا
وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ .
وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي
وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ !
أنتَ أو هُمْ
مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا :
فإذا بانَ لِهذا المنتهى
كانَ بذاك الابتداءْ .
مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ :
أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَرْبِ
وَهُمْ عنكَ لَدَينا وُكلاءْ !
***
ليسَ منّا هؤلاء
إنهم منكَ
فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ
واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ .
ليسَ في الأمرِ جَديدٌ
نَحنُ نَدري
أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً
كانَ طبْعاً في الخَفاءْ !
وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى
كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ .
شأنكُمْ هذا
ولا شأنَ لَنا نَحنُ
بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ !
***
ليسَ مِنَا هؤلاء .
ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه
أو باعُوهُ عَنّا..
لَمْ نُبايعْ أَحَداً منهُمْ على البَيعِ
ولا بِعْناَ لَهُمْ حَقّ الشّراءْ .
فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِنهُمُ اللَّغْوَ
وَسَلِّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ .
وَلَنا صَفْقَتُنا :
سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلافاً
وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً
وَنَسْتَوفي عَن القَطرةِ.. طُوفانَ دِماءْ !
***
أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ
كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ .
وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ
شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ .
وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى
لَنا عِشرونَ دَرْساً
ضَمَّها عِشرونَ طِر سا
كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ
سَوفَ نتلوها غَداً
فَوقَ البَغايا هؤلاءْ !
تـطـبـيـق عـمـلـي
كلُّ ما يُحكى عنِ القَمْعِ هُراءْ
أنتَ يا خِنزيرُ ، قِفْ بالدَّورِ ، إ خرَسْ .
يا ابنةَ القَحَّـ .. عُودي للـوَراءْ
أينَ كُنَّا ؟
ها .. بِما يُحكى عنِ القَمعِ ..
نعمْ . مَحْضُ افتِراءْ .
نحنُ لا نَقمعُ .
( قِفْ يا ابنَ ا لزِّنى خَلْفَ الّذي خَلْفَكَ ..
هَيه .. ا نْقَبِر ي يا خُنفُساءْ ) .
أينَ كُنَّا ؟
بخصوصِ القَمعِ ..
لا تُصغِ لدَعوى العُمَلاءْ .
نحنُ بالقانونِ نَمشي
وجميعُ النَّاسِ
في ميزانِ مولانا سواءْ .
احتَرِمْ قُدْسيِّةَ القانونِ وافعلْ ..
لحظةً .
د عني أُرَبِّي هؤلاءْ .
( تُفْ .. خُذوا .. تُفْ ..
لعنةُ اللهِ عليكُمْ .
صَمْتُكُمْ أ طر َشَني يا لُقَطاءْ .
أَسْكِتوا لي صَمتكُمْ جِداً .. و إلاَّ
سوفَ أبري فَوقَكُمْ هذا الحِذاءْ )
أينَ كُنَّا ؟
ها .. عنِ القانونِ ..
لا تُصْغِ إلى كُلِّ ادِّعاءْ .
أنتَ بالقانونِ حُرٌّ .
احترمْ قُدْسيَّةَ القانونِ
وافعلْ ما تَشاءْ .
لمنِ الدَّور ؟
تَقَدَّمْ .
أ رني الأوراقَ ..
هذا الطَّابعُ الماليُّ ،
هذي بَصْمَة المُختارِ ،
هذا مُرفَقُ الحِزْبِ ،
تَوا قيعُ شُهودِ العَدْلِ ،
تقريرٌ منَ الشُّرطَةِ ،
فَحصُ البَولِ ،
فاتورةُ صرفِ الغازِ ،
وَصْلُ الكَهْرباءْ .
طَلَبٌ مَاشٍ على القَانونِ
مِنْ غيرِ التِواءْ .
حَسناً ... ( طُبْ )
ها هوَ الخَتْمُ .. تَفضَّلْ
تستطيعُ ، الآنَ ، أنْ تَشْربَ ماءْ
شـروطـ الاسـتـيـقـاظـ
أيقظُوني عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامَهْ .
عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حَدٍّ أمامهْ .
عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ .
عندما لا يستحي منْ لُبْسِ ثوبِ ألا ستقامةْ
ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ
لا تَعْدِلُ في الميزانِ مثقالَ كَرامهْ .
سوفَ تستيقظُ .. لكنْ
ما الذي يَدعوكَ للنَّومِ إلى يومِ القِيامَةْ ؟
في انتظار غودو ( الحرية )
كانتْ مَعي صَبيَّهْ
مربوطةً مثلي
على مِروحةٍ سَقفيَّهْ .
جِراحُها
تبكي السَّكاكينُ لَها ..
و َنوْحُها
تَرثي لهُ الوَحشيَّة !
حَضنتُها بأ د مُعي .
قلتُ لها : لا تَجزعي .
مهما استَطالَ قَهرنُا ..
لا بُدَّ أنْ تُدرِكَنا الحُرَّيةْ .
تَطَلَّعتَ إليَّ ،
ثمَّ حَشْر َجَتْ حَشْرَجَةَ المَنِيَّةْ :
و ا أ َسَفا يا سَيِّدي
إنِّي أَنَا الحُريَّةْ !!
دود الخَل
شعبي مَجهولٌ مَعلومْ !
ليسَ لهُ معنىً مفهومْ .
يَتبنَّى أُغنيةَ البُلبُلِ ،
لكنْ .. يَتغنَّى بالبُومْ !
يَصرُخُ منْ آلامِ الحُمّى ..
وَيَلومُ صُراخَ المعدومْ !
يَشحذُ سيفَ الظَّالِمِ ، صُبْحا ً،
وَيُولْوِلْ ، لَيلاً : مَظلومْ .
يَعدو مِن قَدَرٍ مُحتَمَلٍ ..
يَدعو لِقَضاءٍ مَحتومْ !
يَنطِقُ صَمْتاً
كَيلا يُقْفَلْ !
يَحيا مَوتاً
كيلا يُقتلْ !
يَتحاشى أن يَدْ عسَ لُغْماً
وهوَ منَ الدَّاخِلِ مَلغومْ !
**
قيلَ اهتِفْ للشَّعبِ الغالي .
فَهتَفتُ : يَعيشُ المَرحومْ !
نحن بالخدمة
قَلْ جاءَنا الطُّغيانُ ، بالصُّدفَةِ ، مِنْ غَيمَهْ
وقَلْ معَ الأمطارِ
جاءتْ بِذرةُ الطُّغـمَةْ .
قُلها
ودعني بَعدها أسألكَ بالذِّمةْ :
لو لمْ يُساعِدهُ الثَّرى ، والشَّمسُ ، والنَّسمَةْ
كيفَ نَما الطُّغيانُ ؟
كيفَ التَهَمَتْ قَلبَ الثَّرى
أنيابهُ الضَّخْمَةْ
وكيفَ تحتَ ظِلهِ
ماتَ الهَوا مُختَنِقَا ً
منْ شِدَّةِ الزَّحمَةْ
واحتاجتِ الشمسُ لضوءِ شَمعة ٍ
يُؤنِسُها في حالِكِ الظُّلمَةْ ؟
هلْ غابةُ العَذابِ هذي كُلُّها
طالِعةٌ مِنْ تربَةِ الرَّحمَةْ ؟!
هلْ في ا لدُّنا قِمامةٌ
يكونُ أدنى سَفْحِها أنقى مِنَ القِمَّةْ !
**
لا يَستَطيعُ واحِدٌ
حُكمَ الملايينِ إذا لمْ يَقبلوا حُكْمَهْ
ويستطيعُ عِندما
يكونُ في خِدمَتِهِ جيشٌ وجَنْد رمَةْ .
ونحنُ بالخِدمَةْ .
قِبْلَتُنَا مَعْدَتُنا .. وَرَبُّنا اللُّقْمةْ !

**
أودُّ أنْ أدعو على الطُّغيانِ بالنِّقْمَةْ .
لكنني
أخافُ أنْ يَقْبَلَ ربِّي دعْوَتي
فَتهلِكَ الأمَّةْ !




.



  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-18, 01:29 رقم المشاركة : 8

Thread Dot 16




الجـــــزء الثـــــــــامن


نهايـة المشروع
أحضِـرْ سلّـهْ
ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعا ت "
ضَـعُ صُحُفاً مُنحلّـهْ .
ضـعْ مذياعاً
ضَـعْ بوقَـاً، ضَـعْ طبلَـهْ .
ضـعْ شمعاً أحمَـرَ،
ضـعْ حبـلاً،
ضَـع سكّيناً ،
ضَـعْ قُفْلاً .. وتذكّرْ قَفْلَـهْ .
ضَـعْ كلباً يَعقِـرْ بالجُملَـةْ
يسبِقُ ظِلّـهْ
يلمَـحُ حتّى ا للا أشياءَ
ويسمعُ ضِحـْكَ النّملَـةْ !
واخلِطْ هـذا كُلّـهْ
وتأكّـدْ منْ غَلـقِ السّلـةْ .
ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعـُـدْ
فلقَـدْ صـارتْ عِنـدَكَ
.. دولَـهْ !
هويّـة
في مطـارٍ أجنبيْ
حَـدّقَ الشّرطيُّ بيْ
- قبلَ أنْ يطلُبَ أوراقـي -
ولمّـا لم يجِـدْ عِنـدي لساناً أو شَفَـهْ
زمَّ عينَيــهِ وأبـدى أسَفَـهْ
قائلاً : أهلاً وسهـلاً
.. يا صـديقي العَرَبـي !
حـوار على باب المنفى
لماذا الشِّعْرُ يا مَطَـرُ ؟
أتسألُني
لِماذا يبزغُ القَمَـرُ ؟
لماذا يهطِلُ المَطَـرُ ؟
لِماذا العِطْـرُ ينتشِرُ ؟
أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَـدَرُ ؟!
أنَـا نَبْتُ الطّبيعـةِ
طائـرٌ حُـرٌّ،
نسيمٌ بارِدٌ ،حَـرَرُ
محَـارٌ .. دَمعُـهُ دُرَرُ !
أنا الشَجَـرُ
تمُـدُّ الجـَذْرَ من جـوعٍ
وفـوقَ جبينِها الثّمَـرُ !
أنا الأزهـارُ
في وجناتِها عِطْـرٌ
وفي أجسادِها إِبَـرُ !
أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى
فإن أطعَمتها زهـراً
ستَزْدَهِـرُ .
وإنْ أطعَمتها ناراً
سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ .
فليتَ ا للا ّت يعتَبِرُ
ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي
ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي
ويعتَـذِرُ !
* لقد جاوزتَ حَـدَّ القـولِ يا مَطَـرُ
ألا تدري بأنّكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ
تصوغُ الحرفَ سكّيناً
وبالسّكينِ تنتَحِــرُ ؟!
أجَـلْ أدري
بأنّي في حِسـابِ الخانعينَ، اليـومَ،
مُنتَحِـرُ
ولكِـنْ .. أيُّهُم حيٌّ
وهُـمْ في دوُرِهِـمْ قُبِـروا ؟
فلا كفُّ لهم تبدو
ولا قَـدَمٌ لهـمْ تعـدو
ولا صَـوتٌ، ولا سَمـعٌ، ولا بَصَـرُ .
خِـرافٌ ربّهـمْ عَلَـفٌ
يُقـالُ بأنّهـمْ بَشَـرُ !
شبابُكَ ضائـعٌ هَـدَراً
وجُهـدُكَ كُلّـهُ هَـدَرُ .
بِرمـلِ الشّعْـرِ تبني قلْعَـةً
والمـدُّ مُنحسِـرُ
فإنْ وافَـتْ خيولُ الموجِ
لا تُبقـي ولا تَـذَرُ !
هُـراءٌ ..
ذاكَ أنَّ الحـرفَ قبلَ الموتِ ينتَصِـرُ
وعِنـدَ الموتِ ينتَصِـرُ
وبعـدَ الموتِ ينتَصِـرُ
وانَّ السّيفَ مهمـا طالَ ينكَسِـرُ
وَيصْـدأُ .. ثمّ يندَثِـرُ
ولولا الحرفُ لا يبقى لهُ ذِكْـرٌ
لـدى الدُّنيـا ولا خَـبَرُ !
وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ تنتَظِـرُ ؟
سيأكُلُ عُمْـرَكَ المنفـى
وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا
وترقُـبُ ساعـةَ الميلادِ يوميّاً
وفي الميلادِ تُحتضَـرُ !
وما الضّـرَرُ ؟
فكُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ
إنْ سكَتـوا، وإنْ جَهَـروا
وإنْ صَبَـروا، وإن ثأَروا
وإن شَكـروا، وإن كَفَـروا
ولكنّي بِصـدْقي
أنتقي موتاً نقيّـاً
والذي بالكِذْبِ يحيا
ميّتٌ أيضَـاً
ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ !
وماذا بعْـدُ يا مَطَـرُ ؟
إذا أودى بيَ الضّجَـرُ
ولـمْ أسمَعْ صـدى صـوتي
ولـمْ ألمَـح صـدى دمعـي
بِرَعْـدٍ أو بطوفـانِ
سأحشِـدُ كُلّ أحزانـي
وأحشِـدُ كلّ نيرانـي
وأحشِـدُ كُلّ قافيـةٍ
مِـنَ البارودِ
في أعمـاقِ وجـداني
وأصعَـدُ من أساسِ الظُلْمِ للأعلى
صعـودَ سحابـةٍ ثكْـلى
وأجعَـلُ كُلّ ما في القلبِ
يستَعِـرُ
وأحضُنُـهُ .. وَأَنفَجِـرُ !
إنتفاضــة
ليـسَ لهـم أرديَـةٌ
مـن(سـانِ لـورانَ)
ومِـن( بيـا رِ كا ردانَ)
ولا فنـادقٌ
مـنْ جلـدِ سُكّـان الحُفَـرْ
إ رمِ الحَجـرْ
ليسَ لديهـم ثـروةٌ عِبريّـةٌ
أو ثـورةٌ عُـذريّـةٌ
أو دولـةٌ
للإ صطيا فِ والسَفَـرْ.
دولتهـمْ من حَجَــرٍ
وتُستعادُ بالحَجَـرْ.
- إ رمِ الحَجــرْ
إ رم الحَجَــرْ.
طبـق الأصـل
الدُّودَةُ قالـتْ للأرضْ :
إنّـي أدميتُكِ بالعَـضْ.
زلزَلـتِ الأرضُ مُقهقِهـةً :
عَضّـي بالطُّـولِ وبالعَـرضْ .
مِـنْ صُـنْعـي هيكَلُكِ الغَـضْ
ودِماؤكِ من قلـبي المَحـض
ورضـايَ بعضِّكِ إحسـانٌ
ورضـاكِ بإحسـاني فَرضْ .
إنّـي قَـد أوجـدْتُكِ حـتّى
تنتَزِعـي من جَسَـدي الموتـى
ولَكِ الدّفـعُ .. ومنكِ القبـضْ .
**
الأرضُ انطَرَحَـتْ بِسُـموٍّ
والدُّودَةُ قامَـتْ في خَفضْ
وأنـا الواقِفُ وَسْـطَ العَرضْ
أسـألُ نفسي في استغرابٍ :
من ذ ا يتعلّـمُ مِن بعضْ ؟
الأرضُ، تُـرى، أمْ أمريكـا ؟
الدودَةُ .. أمْ دُوَلُ الرّفـضْ ؟
ضـدّ التيـار
الحائِطُ رغـمَ توَجُّعِـهِ
يتحَمّـلُ طَعْـنَ المِسمـارْ
والغُصـنُ بِرَغـمِ طراوَتِـهِ
يحمِـلُ أعشاشَ الأطيـارْ .
والقبْـرُ برغمِ قباحَتِـهِ
يرضـى بنمـوِّ الأزهـارْ .
وأنـا مِسماري مِزمـارْ
وأنـا منفـايَ هوَ الدّارْ
وأنَـا أزهـاري أشعـارْ
فلِمـاذا الحائِطُ يطعَـنُني ؟
والغُصـنُ المُتَخَفّـفُ منّـي.. يستـَثـقِلُني ؟
ولِماذا جَنّـةُ أزهـاري
يحمِلُها القبـرُ إلى النّـارْ ؟
أسألُ قلبي :
ما هـوَ ذنبي ؟
ما ليَ وحـدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الحُريّـةِ
لا أحظـى من بعـدِ بِذ ا ري
إلاّ بنمـوِّ الأسـوارْ ؟!
يهتِفُ قلـبي :
ذنبُكَ أنّكَ عُصفـورٌ يُرسِـلُ زقزَقَـةً
لتُقَـدَّمَ في حفلَـةِ زارْ !
ذنبُكَ أنّكَ موسيقيٌّ
يكتُبُ ألحانـاً آسِـرةً
ليُغنيها عنـهُ .. حِمـارْ !
ذنبُكَ أنّكَ ما أذْنَبتَ ..
وعارُكَ أنّكَ ضِـدَّ العـارْ !
**
في طوفـانِ الشّرفِ العاهِـرِ
والمجـدِ العالـي المُنهـارْ
أحضُـنُ ذنـبي
بِيـَدَيْ قلـبي
وأُقبّـلُ عاري مُغتَبِطـاً
لوقوفـي ضِـدَّ التّيـارْ .
أصـرُخُ : يا تيّـارُ تقـدّمْ
لنْ أهتَـزَّ ،ولـنْ أنهـارْ
بلْ سَتُضارُ بيَ ألا وضـارْ .
يا تيّـارُ تقـدّم ضِـدّي
لستُ لوَحـد ي
فأنا .. عِنـدي !
أنَا قبلـي أقبلتُ بوعْـدي
وسأبقى أبعَـدَ مِنْ بعـدي
مادمـتُ جميـعَ الأحـرارْ !
غليـان
ألمـحُ القِـدْرَ على الموقِـدِ تغلـي
وأنا من فَرْطِ إشفاقـيَ أغلـي .
تنفُخُ القِـدْرُ بُخـاراً
هازِئـاً بي وبنُبلـي :
قُـمْ إلى شُغلِكَ .. واترُكـني لِشُغلـي .
أنا لا أوضَـعُ فـوقَ النّارِ إلاّ
بَعـدَ أن يوضَـعَ في بطـنيَ أكلـي .
أنـا أُرغِـي، حُـرّةً، مِنْ حَـرِّ ناري
وأنا أُزْبِــدُ لو طالَ ا ستِعـا ري
وأنا ا طفـيءُ بالزّفْراتِ غِلّـي .
أيّها الجاهِـلُ قُلْ لـي :
هلْ لديكُـمْ عربيٌّ واحِـدٌ
يفعَـلُ مِثلـيْ ؟!
هزيمـةُ المنتصــر
لو منحـونا ا لا لسِنَةْ
لو سالمونا ساعَـةً واحِدةً كلّ سَنَـهْ
لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الأمكِنَةْ
لو غفر و ا يوماً لنا ..
إذا ا ر تكَبنا حَسَنَـهْ !
لو قلبـوا مُعتَقلاً لِمصنَـعٍ
واستبدلـوا مِشنَقَـةً بِما كِنَـه
لو حوّلـوا السِّجـنَ إلى مَدْرَسَـةٍ
وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى
دفاترٍ ملوّنـهْ
لو بادَلـوا دبّابَـةً بمخبز
وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ
لو جعَلـوا سـوقَ الجواري وَطَنَـاً
وحوّلـوا الرِّقَ إلى مواطَنَـهْ
لحَقّقـوا انتصـارَهمْ
في لحظـةٍ واحِـدَةٍ
على دُعـاةِ الصّهـيَنَـةْ .
أقـولُ : (لـو)
لكـنّ لو ( تقولُ ) : لا
لو حقّقـوا انتصارَهُـمْ ..لانهَزَمـوا
لأنَّهُم أنفُسَهم صَهاينَـةْ !
اقتباس
إنّهـا لا تختفـي.
إنهـا تقضي الليالـي، دائماً،
في مِعطَفـي .
دائمـاً تحضُـنُ، في الظُلْمـةِ، قلبي
هـذهِ الشّمسُ ..
لكي لا تنطَفـئ !
قســوة
حَجَـرٌ يهمِسُ في سَمْعِ حَجَـرْ :
أنتَ قاسٍ يا أخـي ..
لمْ تبتَسِـم عن عُشبـه، يوماً،
ولا رقّـتْ حَناياكَ
لأشـواقِ المَطَـرْ
ضِحكـةُ الشمسِ
على وجهِكَ مـرّتْ
وعويلُ الرّيحِ
في سَمعِكَ مَـرْ
دونَ أن يبقـى لشيءٍ منهـُما
فيكَ أَثـَرْ .
لا أساريرُكَ بَـشّتْ للمسـرّاتِ،
ولا قلبُكَ للحُزنِ انفَطَـرْ .
أنتَ ماذا ؟!
كُـنْ طَـريَّ القَلـبِ،
كُـنْ سمْحَـاً، رقيقـاً ..
مثلَما أيِّ حَجَـرْ .
لا تكُنْ مِثـلَ سلاطيـنِ البَشَـرْ !
حـزن على الحـزن
- أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي
أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ
أنتَ في كُلِّ مكـانٍ
أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ .
دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ
مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ .
عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ ؟!
أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟
أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ ؟
ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ
تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ .
تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ
ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ .
مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ ؟!
وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ
أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!
- إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا
إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ !
مسائل غير قابلـة للنقاش
في الأسـاسْ
لمْ يكُـنْ في الأرضِ حكّامٌ ..
فقَـطْ
كانَ بهـذي الأرضِ ناسْ !
الشّعـوبْ
********
حينَ لـمْ توصِـدْ بوجـهِ الشّـرِّ
أبوابَ القلـوبْ
وَخطَـتْ، سِـرّاً، على دربِ الخطايا
وتعاطَـتْ، خُفيَـةً، كُلَّ الذنوبْ
ظَهـَرَ الحُكّـامُ فيها .
هكذا عاقبَها اللهُ وأخزَاهـا ..
بإظهـارِ العُيـوبْ !
لا جِـدال
******** ْ
إنَّ للحُكّـامِ، مهما أترِفـوا ،
صـبراً على حمـلِ الثِّقالْ .
كم على أكتافِهِـمْ من رُتبَـةٍ
تخلَـعُ أكتافَ الجِبالْ !
كمْ على كاهِلِهمْ من لقَبٍ
لو شالَهُ الفيلُ لَمـالْ !
كمْ على عاتِقِهـمْ مِنْ بيتِ مالْ !
الفقــير
********ْ
يجعـلُ الحُكّـامَ لا يغفـونَ ..
مِـنْ وخـزِ الضّمـيرْ .
حينما يُنمـى إليهِـمْ
في ليالي الزّمهَـريرْ
أنّـهُ فوقَ الحصـيرِ الرَّثّ يغفـو ..
كيفَ يغفـونَ
وهُــمْ
لم يسرِقـوا منـهُ الحَصـيرْ ؟!
بيَقين
******ْ
خطـَأٌ حشـْرُ جميعِ الحاكمينْ
في عِـدادِ الكافِـرينْ .
إنّما الكافِـرُ مَـن يكفرُ بالدّينِ
وهُـمْ أغلبُهـمْ .. من غيرِ دِيـنْ !
للحِــوارْ
*********
يلجَـأُ الحُكّـامُ دومَـاً
كُلّمـا الجمهـورُ ثـارْ.
كِلْمَـةٌ مِنـهُ، ومنهُـمْ كِلْمـةٌ
ثُمّ يعـودُ الصّفـوُ للجَـوِّ
وينزاحُ الغُبـارْ .
هـوَ يدعـو : حاوِِرونـي.
هُـمْ يقولونَ لَـهُ : صَـهْ يا حِمـارْ !
لا أُطيـلْ ..
***********
وُجِـدَ الحُكّـامُ في الدُّنيـا
لكـي ينفـوا وجـودَ المُستَحيـلْ .
ما عداهُـمْ
كلُّ ما في هـذه الدُّنيـا جميـلْ
أعـذار واهيـة
- أيُّها الكاتِبُ ذو الكفّ النظيفَـةْ
لا تُسـوِّدْها بتبييضِ مجـلاّتِ الخَليفـةْ .
- أيـنَ أمضي
وهـوَ في حوزَتِـهِ كُلُّ صحيفَـةْ ؟
- إ مضِ للحائِطِ
واكتُبْ بالطّباشيرِ وبالفَحـمِ ..
- وهلْ تُشبِعُني هـذي الوظيفَـةْ ؟!
أنا مُضطَـرٌّ لأنْ آكُلَ خُبـزَاً ..
- واصِـلِ الصّـومَ .. ولا تُفطِـرْ بجيفَـهْ .
- أنا إنسانٌ وأحتـاجُ إلى كسبِ رغيفـي ..
- ليسَ بالإنسانِ
مَن يكسِبُ بالقتلِ رغيفَـهْ .
قاتِلٌ من يتقـوّى بِرغيفٍ
قُصَّ من جِلْـدِ الجماهيرِ الضّعيفـةْ !
كُلُّ حَـرفٍ في مجـلاّت الخَليفَـةْ
ليسَ إلاّ خِنجـراً يفتـحُ جُرحـاً
يدفعُ الشّعبُ نزيفَـهْ !
- لا تُقيّـدني بأسـلاكِ الشّعاراتِ السخيفَـةْ.
أنا لم أمـدَحْ ولَـمْ أ ر د ح .
- ولـمْ تنقُـدْ ولم تقْـدَحْ
ولمْ تكشِفْ ولم تشـرَحْ .
حصـاةٌ عَلِقـتْ في فتحـةِ المَجْـرى
وقَـدْ كانتْ قذيفَـةْ !
- أكلُ عيشٍ ..
لمْ يمُتْ حُـرٌّ مِنَ الجـوعِ
ولـمْ تأخـذْهُ إلاّ
مِـنْ حيـاةِ العبـدِ خيفَـةْ .
لا .. ولا مِن موضِـعِ الأقـذارِ
يسترزِقُ ذو الكفِّ النّظيفَـةْ .
أكلُ عيـشٍ ..
كسـبُ قـوتٍ ..
إنّـهُ العـذْرُ الذي تعلِكُـةُ المومِسُ
لو قيلَ لهـا : كوني شريفَـهْ !
طهــارة
مَلِكٌ يأتـي إليــهْ
يُسـقِطُ الظّـلَّ عليـهْ
ولهـذا
يذهَـبُ النّهـرُ إلى البحـرِ
لكي يغسِـلَ بالمِلـحِ يديـهْ !
بيتُ الداء
يا شعـبي .. ربَي يهديكْ .
هـذا الوالي ليسَ إلهـاً ..
ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي
جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ .
مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـرَتَهُ
وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَـهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ
وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصٌّ
بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !
لقبُ الوالي لفظٌ لَبِـقٌ
مِنْ شِـدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَـهُ
عنـدَ مُناداةِ مواليكْ !
لا يخشى المالِكُ خادِمَـهُ
لا يتوسّـلُ أن يرحَمَـهُ
لا يطلُبُ منـهُ ا لتّبريكْ .
فلِماذا تعلـو، يا هذا،
بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟
ولِماذا تنفُخُ جُثّتـُهُ
حـتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟
ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..
حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !
العِلّـةُ ليستْ في الوالـي ..
العِلّـةُ، يا شعبي، فيكْ .
لا بُـدّ لجُثّـةِ مملـوكٍ
أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ
تحمِـلُ أرواحَ مماليكْ !
بطالـة
أفنيتُ العُمـرَ بتثـقيفي
وَصَـرفتُ الحِـبرَ بتأليفـي
وحَلُمـتُ بعيشٍ حَضَـريٍّ
لُحمَتُـهُ دينٌ بدَويٌّ
وَسُـداهُ نـدى طبـعٍ ريفـي .
يعـني .. في بحْـرِ تخاريفـي
ضِعتُ وضيَّعـتُ مجاديفـي !
كمْ بَعُـدَتْ أهـدافي عنّي
مِـنْ فرطِ رداءةِ ( تهد يفي ) !
ورَجفتُ من الجـوعِ لأنّـي
لا أُحسِـنُ فـنَّ (التر جيفِ)
فأنا عَقلـي
ليسَ بِرجْلـي .
وأنا ذهني
ليسَ بِبطـني .
كيفَ، إذَنْ، يُمكِـنُ توظيفي
في زَمَـنِ ) ا لفيفـا ( .. و ) ا لفيفي ؟!
التهمـة
كنتُ أسيرُ مفـرداً
أحمِـلُ أفكـاري معـي
وَمَنطِقي وَمَسْمعي
فازدَحَمـتْ
مِن حَوْليَ الوجـوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُـذوه
سألتُهُـمْ: ما تُهمتي؟
فَقيلَ لي:
تَجَمُّعٌ مشبــوه
ثورة الطين
وضعوني في إنـاءْ
ثُمّ قالوا لي : تأقلَـمْ
وأنا لَستُ بماءْ
أنا من طينِ السّمـاءْ
وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي
..يتحطّمْ !
**
خَيَّروني
بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ
بينَ أن أرقُـصَ فوقَ الحَبْلِ
أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ
فاخترتُ البقـاءْ
قُلتُ : أُعـدَمْ.
فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغـاءْ
وأمِـدّوني بصمـتٍ أَبَـديٍّ يتكلّمْ !
قَلـم
جسَّ الطبيبُ خافقـي
وقـالَ لي :
هلْ ها هُنـا الألَـمْ ؟
قُلتُ له: نعَـمْ
فَشـقَّ بالمِشـرَطِ جيبَ معطَفـي
وأخـرَجَ القَلَــمْ!
**
هَـزَّ الطّبيبُ رأسَـهُ .. ومالَ وابتَسـمْ
وَقالَ لـي :
ليسَ سـوى قَلَـمْ
فقُلتُ : لا يا سَيّـدي
هـذا يَـدٌ .. وَفَـمْ
رَصـاصــةٌ .. وَدَمْ
وَتُهمـةٌ سـافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَـدَمْ !
نبـوءة
إ سمعـوني قَبْـلَ أن تَفتَقـدوني
يا جماعــهْ
لَسـتُ كذّابـاً ..
فمـا كانَ أبي حِزبـاً
ولا أُمّـي إذاعـةْ
كُلُّ ما في الأمـرِ
أنَّ العَبـْـدَ
صلّـى مُفـرداً بالأمسِ
في القُدسِ
ولكـنَّ " الجَماعـَةْ "
سيُصلّونَ جماعَــهْ !
عقوبات شرعيّـة
بتَرَ الوالـي لساني
عندما غنّيتُ شِعْـري
دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديد الأغاني
**
بَتَرَ الوالي يَـدي لمّـا رآني
في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ
إلى كُـلِّ مكـانِ
**
وَضَـعَ الوالـي على رِجلَيَّ قيداً
إذْ رآني بينَ كلِّ الناسِ أمشي
دونَ كفّـي ولسانـي
صامتـاً أشكـو هَوانـي.
**
أَمَـرَ الوالي بإعدامـي
لأنّـي لم أُصَـفّقْ
- عندما مَرَّ -
ولَـم أهتِفْ..
ولَـمْ أبرَحْ مكانـي !
أحبّـك
يا وَطَـني
ضِقْتَ على ملامحـي
فَصِـرتَ في قلـبي.
وكُنتَ لي عُقـوبةً
وإنّني لم أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !
لَعَنْـتني ..
واسمُكَ كانَ سُبّتي في لُغـةِ السّـبِّ!
ضَـربتَني
وكُنتَ أنتَ ضاربـي ..وموضِعَ الضّـربِ!
طَردْتَـني
فكُنتَ أنتَ خطوَتي وَكُنتَ لي دَرْبـي !
وعنـدما صَلَبتَني
أصبَحـتُ في حُـبّي
مُعْجِــزَةً
حينَ هَـوى قلْـبي .. فِـدى قلبي!
يا قاتلـي
سـامَحَكَ اللـهُ على صَلْـبي.
يا قاتلـي
كفاكَ أنْ تقتُلَـني
مِنْ شِـدَّةِ الحُـبِّ !
قُبلـة بوليسيّة
عِنـدي كَلامٌ رائِـعٌ لا أستَطيعُ قولَهْ
أخـافُ أنْ يزْدادَ طيني بِلّـهْ.
لأنَّ أبجديّتي
في رأيِ حامـي عِـزّتي
لا تحتـوي غيرَ حروفِ العلّـةْ !
فحيثُ سِـرتُ مخبرٌ
يُلقـي عليَّ ظلّـهْ
يلْصِـقُ بي كالنّمْلـةْ
يبحثُ في حَقيبـتي
يسبـحُ في مِحـبرَتي
يطْلِـعُ لي في الحُلْـمِ كُلَّ ليلهْ!
حتّى إذا قَبّلتُ، يوماً، زوجَـتي
أشعُرُ أنَّ الدولـةْ
قَـدْ وَضَعَـتْ لي مُخبراً في القُبلـةْ
يقيسُ حجْـمَ رغبَـتي
يطْبَعُ بَصمَـةً لها عن شَفَتي
يرْصـدُ وعَـيَ الغفْلـةْ!
حتّى إذا ما قُلتُ، يوماً، جُملـهْ
يُعلِنُ عن إدانتي
ويطرحُ الأدلّةْ!
**
لا تسخروا منّي .. فَحتّى القُبلةْ
تُعَـدُّ في أوطاننـا
حادثَـةً تمسُّ أمـنَ الدولـةْ!
سَـواسية

(1)

سَـواسِيَةْ
نَحـنُ كأسنانِ كِـلابِ الباديـةْ
يصْفَعُنا النِّباحُ في الذِّهابِ والإيابْ
يصفَعُنا التُرابْ
رؤوسُنا في كُلِّ حَرْبٍ باديَةْ
والزَّهـوُ للأذْنابْ
وبَعْضُنا يَسحَقُ رأسَ بعْضِنا
كي تَسْمَـنَ الكِلابْ!

(2)

سَواسِيَـةْ
نحنُ جُيـوبُ الدّالِيَـةْ
يُديرُنا ثَـورٌ زوى عَينيـهِ خَلفَ الأغطيَةْ
يسيرُ في استقامـَةٍ مُلتويةْ
ونحْـنُ في مَسيرِهِ
نَغـرقُ كُلَّ لَحظَـةٍ
في السّاقيَـةْ
**
يَدورُ تحتَ ظـِلّهِ العريشْ
وظِلُّنا خُيوطُ شَمسٍ حاميـهْ
ويأكُلُ الحَشيشْ
ونحْـنُ في دورَتِـهِ
نسقُطُ جائِعينَ .. كي يعيشْ!

(3)

نحْـنُ قطيعُ الماشيَـةْ
تسعى بِنـا أظلافُنـا لِمَوْضِـعِ الحُتوفْ
على حِـداءِ "الرّاعيــةْ"
و أَفحَـلُ القادَةِ في قَطيعِنا
.. خَـروفْ !

(4)

نَحـنُ المصابيحُ بِبَيتِ الغانيَـةْ
رؤوسُنا مَشدودَةٌ في عُقَدِ المشانِقْ
صُـدورُنا تلهو بها الحَرائِـقْ
عيونُنـا تغْسِـلُ بالدُّمـوعِ كلَّ زاويَـةْ
لكنَهـا تُطْفأُ كُلَّ لَيلَـةٍ
عِنـدَ ارتكابِ المَعصِيَـةْ !

(5)

نَحنُ لِمَـنْ؟
وَنحْـنُ مَـنْ؟
زَمانُنـا يَلْهَثُ خارجَ الزّمَـنْ
لا فَـرقَ بينَ جُثّـةٍ عاريَـةٍ
وجُثّـةٍ مُكْتَسيَةْ.
سَـواسِيَة
موتى بِنعْشٍ واسِعٍ .. يُدعى الوَطَـنْ
أسْمى سَمائِهِ كَفَـنْ.
بَكَتْ علينا الباكِيَـةْ
وَنَـامَ فوقَنا العَفَـنْ !
اعترافـات كذاب
بِملءِ رغبتي أنا
ودونَمـا إرهابْ
أعترِفُ الآنَ لكم بأنّني كذَّابْ!
وقَفتُ طول الأشهُرِ المُنصَرِمـةْ
أخْدَعُكُمْ بالجُمَلِ المُنمنَمـةْ
وأَدّعي أنّي على صَـوابْ
وها أنا أبرأُ من ضلالتي
قولوا معي: إ غْفـرْ وَتُبْ
يا ربُّ يا توّابْ.
**
قُلتُ لكُم: إنَّ فَمْي
في أحرُفي مُذابْ
لأنَّ كُلَّ كِلْمَةٍ مدفوعَـةُ الحسابْ
لدى الجِهاتِ الحاكِمـةْ.
أستَغْفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
فكُلُّ ما في الأمرِ أنَّ الأنظِمـةْ
بما أقولُ مغْرَمـهْ
وأنّها قدْ قبّلتني في فَمي
فقَطَّعتْ لي شَفَتي
مِن شِدةِ الإعجابْ!
**
أوْهَمْتُكـمْ بأنَّ بعضَ الأنظِمـةْ
غربيّـةٌ.. لكنّها مُترجَمـهْ
وأنّها لأَتفَهِ الأسبابْ
تأتي على دَبّابَةٍ مُطَهّمَـةْ
فَتنْـشرُ الخَرابْ
وتجعَلُ الأنـامَ كالدّوابْ
وتضرِبُ الحِصارَ حولَ الكَلِمـةْ.
أستَغفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
فَكُلُّها أنظِمَـةٌ شرْعيّةٌ
جـاءَ بهـا انتِخَابْ
وكُلُّها مؤمِنَـةٌ تَحكُمُ بالكتابْ
وكُلُّها تستنكِرُ الإرهـابْ
وكُلّها تحترِمُ الرّأيَ
وليستْ ظالمَهْ
وكُلّهـا
معَ الشعوبِ دائمـاً مُنسَجِمـةْ!
**
قُلتُ لكُمْ: إنَّ الشّعوبَ المُسلِمةْ
رغمَ غِنـاها .. مُعْدمَـهْ
وإنّها بصـوتِها مُكمّـمَهْ
وإنّهـا تسْجُـدُ للأنصـابْ
وإنَّ مَنْ يسرِقُها يملِكُ مبنى المَحكَمةْ
ويملِكُ القُضـاةَ والحُجّـابْ.
أستغفرُ اللّهَ .. فما أكذَبَني!
فهاهيَ الأحزابْ
تبكي لدى أصنامها المُحَطّمـةْ
وهاهوَ الكرّار يَدحوْ البابْ
على يَهودِ ا لد ّونِمَـهْ
وهاهوَ الصِّدّيقُُ يمشي زاهِـداً
مُقصّـرَ الثيابْ
وهاهوَ الدِّينُ ِلفَرْطِ يُسْـرِهِ
قَـدْ احتـوى مُسيلَمـهْ
فعـادَ بالفتحِ .. بلا مُقاوَمـهْ
مِن مكّـةَ المُكرّمَـةْ!
**
يا ناسُ لا تُصدّقـوا
فإنّني كذَابْ!
انحنـاء السنبلة
أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ
خُـذوا حِـذْرَكُمْ أيُّها السّابلةْ
خُطاكُـم على جُثّتي نازلـهْ
وصَمـتي سَخــاءْ
لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقـاءْ
وأنَّ الخُطى زائلـةْ.
ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَـدري الهَـواءْ
سَـلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ !
**
سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ
أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلةْ
إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ
فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!
**
أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذ لّتي الباسِلَةْ
فلا تنحني الشَّمسُ
إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
ولا تنحني السُنبلَةْ
إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ
ولكنّها سـاعَةَ ا لانحنـاءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ
فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى
ثورةً .. مُقْبِلَـهْ!
**
أجَلْ.. إنّني أنحني
تحتَ سَيفِ العَناءْ
ولكِنَّ صَمْتي هوَ الجَلْجَلـةْ
وَذُلُّ انحنائـي هوَ الكِبرياءْ
لأني أُبالِغُ في الانحنـاءْ
لِكَي أزرَعَ القُنبُلَـةْ!
الفاتحــة
كيفَ يَصطادُ الفتى عُصفورَهُ
في الغابـةِ المُشتعِلةْ ؟
كيفَ يرعى وردَةً
وَسْـطَ رُكامِ المزبَلـةْ ؟
كيفَ تَصحـو بينَ كفّيـهِ الإجاباتُ
وفي فكّيـهِ تغفو الأسئلَةْ ؟!
الأسى لا حَـدَّ لـهْ
والفَـتى لا حَـولَ لَـهْ
إنّـهُ يَرسِـفُ بالوَيْلِ
فلا تستكْثِروا إسْـرافَهُ في الوَلْوَلـةْ
ليسَ هذا شِعْـرَهُ
بل دَمُـهُ في صَفَحـاتِ النَّطْعِ
مكتوبٌ بِحَـدِّ المِقْصَلَـةْ!
سـرّ المهنة
اثنـانِ في أوطانِنـا
يرتَعِـدانِ خيفَـةً
من يقظَـةِ النّائـمْ:
اللّصُّ .. والحاكِـمْ!
طريـق السّلامـة
أينَـعَ الرّأسُ، و"طَـلاّ عُ الثّنايـا"
وَضَـعَ، اليَومَ، العِمـامَـةْ.
وحْـدَهُ الإنسـانُ، والكُلُّ مطايـا
لا تَقُلْ شيئاً .. ولا تَسْكُتْ أمامَهْ
إنَّ في النُّطـقِ النّدامَـةْ
إنَّ في الصّمـتِ النّدامـةْ
أنتَ في أ لحا لينِ مشبوهٌ
فَتُـبْ مِـنْ جُنحَـةِ العَيشِ كإنسانٍ
وعِشْ مِثْلَ النّعامَـةْ.
أنتَ في ألحا لينِ مقتولٌ
فَمُتْ مِن شِـدّةِ القَهْـرِ
لتحظـى بالسّلامـةْ!
فلأَنَّ الزُّعمَـاءَ افتقَـدوا معنى الكرامَـةْ
ولأنَّ الزُّعَمـاءَ استأثروا
بالزّيتِ والزِّفتِ وأنواعِ الدَّمامَـةْ
ولأنَّ الزُّعمـاءَ استمرأ و ا وَحْـلَ الخَطايا
وبِهمْ لَمْ تَبْقَ للطُهـرِ بقايا
فإذا ما قامَ فينا شاعِرٌ
يشتِمُ أكـوامَ القِمامَـةْ
سيقولونَ:
لقَـدْ سَـبَّ الزّعامَـةْ!
العلـيل
ربِّ اشفـني مِن مَرضِ الكِتابَـةْ
أو أعطِـني مَناعَـةً
لأتّقـي مَباضِـعَ الرَّقابَـةْ .
فكُلُّ حَـرفٍ مِن حـروفي وَرَمٌ
وكُلُّ مِبضَـعٍ لَهُ في جسَـدي إصابَـةْ .
فَصاحِبُ الجَنابَـةْ
حتّى إذا ناصَـْرتُهُ ..لا أتّقي عِقابَهْ !
**
كَتبتُ يَومَ ضَعفِـهِ :
( نَكْـرَهُ ما أصَـابَهْ
ونكْـرهُ ارتِجافَـهُ، ونَكرهُ انتِحابَـهْ )
وبَعـدَ أن عبّرتُ عَـن مشاعِري
تَمرّغَتْ في دفتَري
ذُبابتانِ داخَتـا مِنْ شِـدّةِ الصّبابَـةْ
وطارَتــا
فطـارَ رأسـي، فَجْـأةً، تَحتَ يَـدِ الرّقابَـةْ
إذ أصبَـحَ انتِحابُـهُ : ( انتخابَـهْ ) !
مُتّهَـمٌ دومـاً أنا
حتّى إذا ما داعَبَتْ ذُبابَـةٌ ذُبابَـهْ
أدفـعُ رأسـي ثَمَناً
لهـذهِ الدُّعابَـةْ !




.



  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-18, 23:07 رقم المشاركة : 9

Thread Dot 16



الجـــزء التـــاسع

أُسلــوب

كُلَّمـا حَـلَّ الظّـلامْ
جَـدّتي تَروي الأسـاطيـرَ لنَـا
حتّى نَنـامْ .
جَدَّتـي مُعجَبَـةٌ جِـدّاً
بأسلــوبِ النّظـام !

مفقــودات

زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ
بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أَحَـداً..
فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ .
فقالَ صاحِـبي ( حَسَـنْ ) :
يا سيّـدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟
يا سـيّدي
لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ :
أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي
أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟!
شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي
سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً .
**
وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا
ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا :
هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أحَـداً
فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ .
لم يَشتكِ النّاسُ !
فقُمتُ مُعْلِنـاً :
أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
مَعْـذِرَةً يا سيّـدي
.. وَأيـنَ صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟!

حُريّـة

حينَما اقتيـدَ أسيرا
قفَزَتْ دَمعَتُـهُ
ضاحِكَــةً :
ها قَـدْ تَحـرَّرتُ أخـيرا !

الأمَـل الباقـي

غاصَ فينا السيفُ
حتّى غصَّ فينـا المِقبَضُ
غصّ فينا المِقبَضُ
غصَّ فينا .
يُولَـدُ النّاسُ
فيبكونَ لدى الميـلادِ حينا
ثُمّ يَحْبـونَ على الأطـرافِ حينا
ثُمَّ يَمشـونَ
وَيمشـونَ ..
إلى أنْ يَنقَضـوا .
غيرَ أنّـا مُنـذُ أن نُولَـدَ
نأتـي نَركُضُ
وإلى المَدْفَـنِ نبقى نَركُضُ
وخُطـى الشُّرطَـةِ
مِـنْ خَلْفِ خُطانا تَركُضُ !
يُعْـدَمُ المُنتَفِضُ
يُعـدمُ المُعتَرِضُ
يُعـدمُ المُمتَعِضُ
يُعـدَمُ الكاتِبُ والقارئُ
والنّاطِـقُ والسّامِـعُ
والواعظُ والمُتَّعِظُ !
**
حسَناً يا أيُّها الحُكّامُ
لا تَمتعِضـوا .
حَسَناً .. أنتُـم ضحايانا
وَنحـنُ المُجْـرِمُ المُفتَرَضُ !
حسَناً ..
ها قـدْ جَلَستُمْ فوقَنا
عِشريـنَ عامـاً
وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقتُمْ
وَشَرِبتُـمْ دَمَنـا حتى سكِرتُمْ
وأَخذتُم ثأرَكُـمْ حتى شَبِعتُمْ
أَفَما آنَ لكُمْ أنْ تنهَضـوا ؟!
قد دَعَوْنـا ربَّنـا أنْ تَمرُضـوا
فَتشا فيتُمْ
ومِـنْ رؤيا كُـم اعتـلَّ وماتَ المَرضُ !
ودعَونـا أن تموتوا
فإذا بالموتِ من رؤيتِكم مَيْـتٌ
وحتّى قابِضُ الأرواحِ
مِنْ أرواحِكُـمْ مُنقَبِضُ !
وهَرَبْنا نحـوَ بيتِ اللهِ منكُمْ
فإذا في البيتِ .. بيتٌ أبيضُ !
وإذا آخِـرُ دعوانـا ..سِلاحٌ أبيضُ !
**
هَـدّنا اليأسُ،
وفاتَ الغَرَضُ
لمْ يَعُـدْ مِن أمَـلٍ يُرجى سِواكُـمْ !
أيُّهـا الحُكـامُ باللهِ عليكُـمْ
أقرِضـوا اللهَ لوجـهِ اللهِ
قرضـاً حسَناً
.. وانقَرِضـوا !

مواطن نموذجي

يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي
هـذا الصفَـدْ .
ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ .
ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ
ولـمْ يبـقَ جسَـدْ .
كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا
فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ
فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً
بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ !
مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى
مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى
في بلَـدٍ أغفـو
وأصحـو في بلَـدْ !
لا عِلـمَ لـي
وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ
فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ
ضيّعـتُ الرّشـَدْ
وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ -
بِلا عُقـدْ :
إ ذ ْنـايَ وَقْـرٌ
وَفَمـي صَمـتٌ
وعينـا يَ رَمَـدْ
**
من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً
وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ :
ماتَ ( لا أحَـدْ ) !

تُهمَـة

ولِـدَ الطِفلُ سليماً
ومُعافـى .
طلبـوا مِنـهُ اعتِرافـا !

قال الشاعـر

أقــولْ :
الشمسُ لا تـزولْ
بلْ تنحَـني
لِمحْـوِ ليلٍ آخَـرٍ
.. في سـاعةِ الأُُفـولْ !
**
أقــولْ :
يُبالِـغُ القَيْـظُ بِنفـخِ نـارِهِ
وَتصطَلـي الميـاهُ في أُوارِهِ
لكنّهـا تكشِفُ للسّماءِ عَـنْ همومِها
وتكشفُ الهمـومُ عن غيومِها
وتبـدأُ الأمطـارُ بالهُطـولْ
.. فتولـدُ الحقـولْ !
**
أقــولْ :
تُعلِـنُ عن فَراغِهـا
دَمـدَمـةُ الطّبـولْ .
والصّمـتُ إذْ يطـولْ
يُنذِرُ بالعواصِفِ الهوجاءِ
والمُحــولْ : رسـولْ
يحمِـلُ وعـدَاً صـادِقاً
بثـورةِ ا لسّيو لْ !
أقـولْ :
كَـمْ أحـرَقَ المَغـولْ
مِـنْ كُتُـبٍ
كم سحَقَـتْ سنابِكُ الخُيـولْ
مِـنْ قائـلٍ !
كَـم طَفِقَـتْ تبحـثُ عـنْ عقولِهـا العُقـولْ
في غَمْـرةِ الذُّهـولْ !
لكنّما ..
ها أنت ذا تقـولْ .
هاهـوَ ذا يقـولْ .
وها أنا أقـولْ .
مَـنْ يمنـعُ القـولَ مِـنَ الوصـولْ ؟
مـنْ يمنعُ الوصـولَ للوصـولْ ؟
مَـنْ يمنـعُ الوصـولْ ؟!
أقـولْ :
عـوّدَنا الدّهـرُ علـى
تعاقُـبِ الفصـولْ .
ينطَلِقُ الرَبيـعُ في ربيعِـهِ
.. فيبلغُ الذُّبـولْ !
وَيهجُـمُ الصّيفُ بجيشِ نـارِهِ
.. فَيسحـبُ الذُّيولْ !
ويعتلـي الخريفُ مَـدَّ طَيشِـهِ
.. فَيُـدرِكُ القُفـولْ !
ويصعَـدُ الشّتاءُ مجنـوناً إلى ذُرْوَتِـهِ
.. ليبـدأَ النّزولْ !
أقـولْ :
لِكُلِّ فَصْـلٍ دولـةٌ
.. لكنّهـا تَـدولْ !

شيطان الأثير

لـي صـديقٌ بتَـرَ الوالي ذِراعَهْ
عنـدما امتـدّتْ إلى مائـدةِ الشّبعانِ
أيّـامَ المَجاعَـةْ .
فمضى يشكـو إلى النّاسِ
ولكِـنْ
أعلَـنَ المِذيـاعُ فـوراً
أنَّ شكـواهُ إشاعَـةْ .
فازدَراهُ النّاسُ، وانفضّـوا
ولـمْ يحتمِلـوا حتّى سَماعَـهْ .
وصَـديقي مِثْلُهُـمْ .. كذّبَ شكواهُ
وأبـدى بالبياناتِ اقتناعَـهْ !
**
لُعِـنَ الشّعبُ الَّذي
يَنفـي وجـودَ اللـهِ
إن لـم تُثبتِ اللهَ بياناتُ الإذاعَـةْ !

المُبتـدأ

قَلَمـي رايـةُ حُكْمـي
وبِلادي وَرَقَـهْ
وجماهيري ملايينُ الحُروف المارقـةْ
وحُـدودي مُطْلَقَـهْ.
ها أنا أسْتَنشِقُ الكَوْنَ ..
لبِستُ الأرضَ نعْلاً
والسّماواتِ قَميصـاً
ووضعْتُ الشّمسَ في عُروةِ ثوبي
زَنْبَقَـهْ !
أَنَا سُلْطانُ السّلاطينِ
وأنتمْ خَـدَمٌ للخَدَمِ
فاطلُبوا من قَدمي الصّفـحَ
وبُوسُـوا قَدَمـي
يا سلاطينَ البِـلادِ الضّيقَةْ !

شيخوخـة البُكـاء

أنتَ تَبكي !؟
- أَنَا لا أبْكـي
فَقَـدْ جَـفّتْ دُموعـي
في لَهيبِ التّجرِبـةْ.
- إنّهـا مُنْسـَكِبةْ ! ؟
- هـذه ليسـتْ دموعـي
.. بلْ دِمائي الشّائِبَـةْ !

عجائب !

إنْ أنَا في وَطَـني
أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا
أو أَنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي
دونَ أن أدفعَ رأسي ثَمَنا
أو أنا أطلَقتُ شِعـري
دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَـنا
أو أنا لم أشهَـدِ النّاسَ
يموتونَ بِطاعـونِ القَلَمْ
أو أنا أبْصَـرتُ )لا) واحِـدَةً
وسْـطَ ملايينِ(نَعَـمْ)
أو أنا شاهَدتُّ فيها سـاكِناً
حرّكَ فيها ساكِنا
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَـراً مُمتَهَنا
أو أنا عِشْـتُ كريماً مُطمئنّاً آمِنـا
فأنا- لا ريبَ - مجْنـونٌ
و إلاّ ..
فأنا لستُ أنا !

نحـــن !

نحـنُ من أيّـةِ مِلّـهْ ؟!
ظِلُّـنا يقْتَلِعُ الشّمسَ ..
ولا يا مَـنُ ظِلّـهْ !
دَ مُنـأ يَخْتَـرِقُ السّيفَ
ولكّنــا أذِلَّـهْ !
بَعْضُنا يَخْتَصِـرُ العالَـمَ كُلَّـهْ
غيرَ أنّـا لو تَجَمّعنـا جميعاً
لَغَدَوْنا بِجِـوارِ الصِّفرِ قِلّـهْ !
**
نحنُ من أينَ ؟
إلى أينَ ؟
ومَـاذا ؟ ولِمـاذا ؟
نُظُـمٌ مُحتَلَّـةٌ حتّى قَفـاها
وَشُعـوبٌ عنْ دِماها مُسْـتَقِلّةْ !
وجُيوشٌ بالأعـادي مُسْتَظِلّـةْ
وبِـلادٌ تُضْحِكُ الدّمـعَ وأهلَـهْ :
دولَـةٌ مِنْ دولَتينْ
دَولَـةٌ ما بينَ بَيـنْ
دولَـةٌ مرهونَـةٌ، والعَرشُ دَيـنْ.
دولَـةٌ ليسَـتْ سِـوى بئرٍ ونَخْلَـهْ
دولَـةٌ أصغَـرُ مِنْ عَـورَةِ نَمْلَهْ
دولَـةٌ تَسقُطُ في البَحْـرِ
إذا ما حرّكَ الحاكِـمُ رِجْلَــهْ !
دولـةٌ دونَ رئيسٍ ..
ورئيـسٌ دونَ دَولـهْ !
**
نحْـنُ لُغْـزٌ مُعْجِـزٌ لا تسْتطيعُ الجِـنُّ حَلّـهْ.
كائِناتٌ دُونَ كَـونٍ
ووجـودٌ دونَ عِلّـهْ
ومِثالٌ لمْ يَرَ التّاريخُ مِثْلَـهْ
لَمْ يرَ التّاريـخُ مِثْلَـهْ!

خســارة

هلْ مِنَ الحِكمـةِ
أنْ أهتِكَ عِرْضَ الكَلِمَـةْ
بِهِجــاءِ الأنظِمَـةْ ؟
كِلْمَتي لو شَتَمَـتْ حُكّامَنا
تَرجِـعُ لي مشتومـةً لا شاتِمـهْ !
كيفَ أمضي في انتقامـي
دُونَ َتلويثِ كلامـي ؟
فِكـرةٌ تَهتِفُ بي :
إ بصُـقْ عليهِـمْ.
آهِ ..حتّى هذه الفِكـرةُ تَبـدو ظالِمَـهْ
فأنا أخْسَـرُ - بالبَصْـقِ -لُعابـي
وَيَفوزونَ بحَمْـلِ الأوسِمَـةْ

الحصـاد

أَمَريْكـا تُطُلِقُ الكَلْـبَ علينا
وبها مِن كَلْبِهـا نَستنجِـدُ !
أَمَريْكـا تُطُلِقُ النّارَ لتُنجينا مِنَ الكَلبِ
فَينجـو كَلْبُهـا..لكِنّنا نُسْتَشُهَـدُ
أَمَريكا تُبْعِـدُ الكَلبَ.. ولكنْ
بدلاً مِنهُ علينا تَقعُـدُ !
**
أَمَريْكا يَدُها عُليا
لأنّـا ما بأيدينـا يَـدُ.
زَرَعَ الجُبنَ لها فينا عبيـدٌ
ثُمَّ لمّـا نَضِـجَ المحصـولُ
جاءتْ تَحصـدُ.
فاشهَـدوا ..أنَّ الذينَ انهَزَمـوا أو عَرْبَـدوا
والذيـنَ اعترضـوا أو أيّـدوا
والذينَ احتَشَـدوا
كُلّهـمْ كانَ لـهُ دورٌ فأدّاهُ
وتَمَّ المَشْهَـدُ !
قُضـيَ الأمـرُ ..
رقَـدْنا وَعبيدٌ فوقَنـا قَـدْ رَقَـدوا
وَصَحَـوْنا ..فإذا فوقَ العبيدِ السّيدُ
**
أَمَريْكا لو هِيََ استعبَدَتِ النّاسَ جميعاً
فَسيبقى واحِـدُ
واحِـدٌ يشقى بِـهِ المُستَعبِـدُ
واحِـدٌ يَفنى ولا يُستَعْبَـدُ
واحِـدٌ يحْمِـلُ وجهـي،
وأحاسيسي،
وَصَـوتي،
وفـؤادي ..
واسْمُـهُ مِنْ غيرِ شَكٍّ :أحمَـدُ !
**
أَمَريْكا ليستِ اللّهَ
ولو قُلْتُـمْ هي اللّـهُ
فإنّي مُلحِـدُ !

دَور

أَعْلَـمُ أنَّ القافيَـةْ
لا تستَطيعُ وَحْـدَها
إسقـاطَ عَرْشِ ألطّا غيَـةْ
لكنّني أدبُـغُ جِلْـدَهُ بِهـا
دَبْـغَ جُلـودِ الماشِـيَةْ
حتّى إذا ما حانتِ السّاعَـةُ
وانْقَـضَّتْ عليهِ القاضِيَـةْ
واستَلَمَتـْهُ مِنْ يَـدي
أيـدي الجُمـوعِ الحافيَـةْ
يكـونُ جِلْـداً جاهِـزاً
تُصْنَـعُ مِنـهُ الأحـذيَةْ !

الدولـة الباقيـة

ليسَ عندي وَطَـنٌ
أو صاحِـبٌ
أو عَمَـلُ.
ليسَ عِنـدي مَلجأ
أو مَخْبَـأ
أو مَنزلُ.
كُلُّ ما حَوْلـي عَـراءٌ قاحِـلُ
أنَا حتّى مِـن ظِـلالي أعْـزَلُ
وأَنـا بَيْنَ جِراحـي وَدَمـي أنتقِلُ
مُعْـدِمٌ مِنْ كُلِّ أنـواع الوَطَـنْ !
**
ليسَ عِنـدي قَمَـرٌ
أوْ با رِقٌ
أو مِشْعَلُ.
ليسَ عِنــدي مَرقَـدٌ
أو مَشْـرَبٌ
أو مَأْكَـلُ.
كُلُّ ما حوليَ ليْلٌ أَلْـيَلُ
وَصَبـاحٌ بالدُّجـى مُتّصِـلُ.
ظامـئٌ ..
والظَمـأُ الكاسِـرُ منّي يَنْـهَلُ
جائِـعٌ ..
لكنّنـي قـوتُ المِحَـنْ!
**
عَجَـباً !!
مَا لِهـذا الكَـونِ يَحُبـو
فوقَ أهدابـي إذَنْ ؟!
ولِماذا تَبحثُ الأوطـانُ
في غُربَـةِ روحي عـن وَطَـنْ ؟!
ولِمـاذا وَهَبـتني أمرَهـا كّلُّ المسافاتِ
وألغى عُمْـرَهُ كّلُّ الزّمَـنْ ؟!
ها هـوَ المنفى بِـلادٌ واسِعَـة !
وأ لمفازاتُ حُقـولٌ مُمْـرِعَـةْ !
وَدَمــي مَـوجٌ شَقِـيٌّ
وجِراحـي أَشْـرِعَـهْ !
وَانطِفائي يُطفـئُ الّليلَ وبي يَشْـتَعِلُ !
وَفَـمُ النّسيانِ
عنْ ذِكـرى حُضـوري يَسـألُ
هلْ عَـرى با صِـرة الأشياءِ حَوْلي الحَـوَلُ ؟
أمْ عرانـي الخَـبَلُ ؟!
لا ..
ولكِـنْ خانَـني الكُلُّ
وما خـانَ فـؤادي الأَمَـلُ !
**
ما الذي ينقُصُني
مادامَ عِـندي الأمَـلُ ؟
ما الذي يُحزنُني
لو عَبسَ الحاضِـرُ لي
وابتسَـمَ المُسـتَقبَلُ ؟
أيُّ مَنفى بِحضـوري ليسَ يُنفى ؟
أيُّ أوطـانٍ إذا أرحَلُ لا ترتَحِـلُ ؟!
**
أنَـا وحـدي دَوْلَـةٌ
مادامَ عِنـدي الأمَـلُ.
دولـةٌ أنقى وأرقـى
وستبقـى
حينَ تَفـنى الدُوَلُ !

خلـق

في الأرضِ
مخلوقـانْ:
إنسٌ ..
وَأمْريكانْ !

حتّى النهايـة ..

لمْ أَزَلْ أمشي
وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .
الدُّجـى داجٍ
وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !
والمَهالِكْ
تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
" أنتَ هالِكْ
أنتَ هالِكْ " .
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،
ودمعـي
مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !

مشاجـب

مُتطرِّفونَ بكُلِّ حالْ
إمّـا الخُلـودُ أو الزَّوال.
إمّـا نَحـومُ على العُـلا
أو نَنحـني تحـتَ النِّعـالْ !
في حِقْـدِنا :
أَرَجُ النّسـائمِ ..جيْفـةٌ !
وَبِحُبّـنا :
روثُ البهائمِ .. بُرتُقـالْ !
فإذا الزُّكامُ أَحَـبَّنا
قُمنـا لِنرتَجِـلَ ألعُـطاسَ
وَننثُرَ العَـدوى
وننتَخِـبَ السُّعالْ
ملِكَ الجَمـالْ !
وإذا سَها جَحْـشٌ
فأصبَـحَ كادِراً في حِزبِنـا
قُـْدنا بِهِ الدُّنيـا
وَسمّينا الرَفيقَ : ( أبا زِ مـالْ )!
وإذا ادّعـى الفيلُ الرّشـاقَـةَ
وادّعـى وصلاً بنـا
هاجـتُ حَميّتُنـا
فأطلَقنـا الرّصـاصَ على الغَـزَالْ !
كُنّـا كذاكَ .. ولا نزالْ .
تأتي الدُّروسُ
فلا نُحِـسُّ بما تَحـوسْ
وتَروحُ عنّـا والنُّفوسُ هيَ النّفوسْ !
فَلِـمَ الرؤوسُ ؟
- لِمَ الرؤوس ؟!
عوفيتَ .. هلْ هذا سـؤالْ ؟!
خُلِقـتْ لنـا هـذي الرؤوس
لكـي نَرُصَّ بها العِقـالْ !

القتيل المقتـولْ

بينَ بيـنْ .
واقِـفٌ، والموتُ يَعـدو نَحـْوَهُ
مِـنْ جِهَتينْ .
فالمَدافِـعْ
سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلَّ يُدافِعْ
والمَدافِـعْ
سـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجُـعْ ‍
واقِـفٌ، والمَوتُ في طَرْفَـةِ عينْ.
أيـنَ يمضـي ؟
المَـدى أضيَـقُ مِن كِلْمَـةِ أيـنْ ‍
ماتَ مكتـوفَ اليديـنْ .
مَنحـو جُثّتَـهُ عضـويّةَ الحِـزْبِ
فَناحَـت أُمُّـهُ : و ا حَـرَّ قلبي
قَتَـلَ الحاكِـمُ طِفْلـي
مَرّتيـنْ !

إلى من لا يهمـه الأمر

يوقِـدُ غيري شمعَـةً
ليُنطِـقَ ا لا شعارا نيرانـا.
لكنّنـي .. أُشعِـلُ بُركانـا !
ويستَـدرُّ دمعـةً
ليُغـرقَ الأشعـارَ أحزانـا.
لكنّـني .. أذرِفُ طوفانـا !
شـتّانَ ..
غيري شاعِـرٌ ينظـمُ أبياتاً
ولكنّـي أنا .. أنظِـمُ أوطانـا !
وعِنـدهُ قصيدَةٌ يحْمِلُهـا
لكنّني قصيـدةٌ تحمِـلُ إنسـانا !
كلٌّ معانيـهِ على مقـدارِ ما عانـى.
للشُّعـراءِ كُلّهم
شيطانُ شعـرٍ واحـدٌ
ولي بمفـردي أنا
.. عشـرونَ شيطانـا !



  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-24, 21:26 رقم المشاركة : 10

Thread Dot 16






الجـــــزء العــــــاشر


هذا هو السبب

سَمَّمتَ باللّومِ دَمي .
فَلقتَ رأسي با لعـَتبْ .
ذلكَ قولٌ مُنكرٌ .
ذلكَ قولٌ مُسْتَحبْ .
ذلكَ ما لا يَنبغي
ذلكَ مِمّا قدْ وَجَبْ .
ما القصدُ مِنْ هذي الخُطَبْ
تُريدُ أنْ تُشعِرني بأنني بِلا أدَبْ ؟
نعمْ .. أنا بِلا أَدِبْ !
نعم .. وشِعْري كُلُّهُ
ليسَ سِوى شَتْمٍ وَسَبْ .
وما العَجَبْ ؟!
النَّارُ لا تَنْطِقُ إلاَّ لَهَباً
إنْ خَنَقوها بالحَطَبْ
وإنني مُخْتَنِقٌ
حَدَّ التِهامي غَضَبي
مِنْ فَرْطِ ما بي منْ غَضَبْ !
تَسألُني عَنِ السَّبَبْ ؟!
ها كَ سلاطينَ العَرَبْ
دَ زينتانِ مِنْ أبي جَهلٍ ومِنْ
أبى لَهَبْ .
نَماذِجٌ مِنَ القِرَبْ
أسفَلُها رأسٌ
وأعلاها ذَنَبْ !
مَز ابِلٌ أنيقَةٌ
غاطِسَةٌ حتّى الرُّكَبْ
وَسْطَ مَز ابِلِ الرُّتَبْ !
أَشِرْ لواحِدٍ .. وَقُلْ :
هذا الحِمارُ مُنْتَخَبْ .
وبَعدما تُقنِعُني
بِغيرِ تِسعا تِ النّسَبْ
تَعالَ عَلِّمني الأدَبْ !

كيف تأتينا النظافة ؟

العِرافَةْ
جُثَّةٌ مَشلولةٌ تَطوي المسافة
بينَ سِجْنٍ وَقَرافَةْ .
والحَصافَةْ
غَفْوَةٌ ما بينَ كأسٍ وَلِفافَة !
والصِّحافَةْ
خِرَقٌ ما بينَ أفخاذِ الخِلافَةْ
والرَّهافَةْ
خَلْطَةٌ منْ أصدقِ الكِذْبِ
ومنْ أفضَلِ أنواعِ السَّخَافَةْ .
والمُذيعونَ ... خِرافٌ
والإذاعاتُ .. خُرافَهْ
وعُقولُ المُسْتَنيرينَ
صناديقُ صِرافَهْ !
كيفَ تأتينا النَّظافةْ ؟!
**
غَضِبَ اللهُ علينا
وَدَهتْنَا ألفُ آفةْ
مُنذُ أبدَلْنَا المَراحيضَ لدينا
بِوِزاراتِ الثَّقافَةْ !

جناية

وفجأةً ، يا سيدي ، توقفَ الإرسالْ .
وامتلأتْ صاَلتُنَا با غلظِ الرجالْ .
صاحَ بهمْ رئيسُهُمْ : هذا هو الدَّجالْ .
شُدُّوهُ بالأغلالْ .
واعتقلوا تِلفازَنا !
قلتُ لَه : ماذا جَنى ؟!
حَدَّقَ بي وقالْ :
تِلفازُكمْ يا ابنَ ا لزِّنى
على النِّظامِ بَالْ !

منافسة !

أُعلن الإضرابُ في دُورِ البِغاءْ .
البغايا قُلْنَ :
لَمْ يبقَ لنا منْ شرفِ المِهنةِ
إلاَّ ألا دِّعاءْ !
إننا مهْما اتّسَعْنا
ضاقَ بابُ الرِّزقِ
منْ زَحمةِ فِسْقِ الشُّركاءْ .
أبغايا نحنُ ؟!
كلاَّ .. أصبحتْ مِهنتُنا أَكْلَ هَواءْ .
رَحِمَ اللهُ زماناً
كانَ فيهِ الخيرُ مَوفوراً
وكانَ العِهْرُ مَقصوراً
على جِنْسِ النِساءْ .
ما الذي نَصنَعُهُ ؟
ما عادَ في الدنيا حَياءْ !
كلما جِئنا لِمَبْغى
فتحَ الأوغادُ في جانبهِ مَبْغى
وَسَمَّوهُ : اتّحادَ الأُدَباءْ !

الحاكم الصالح

وصفوا لي حاكماً
لم يَقترفْ , منذُ زمانٍ ,
فِتنةً أو مذبحهْ !
لمْ يُكَذِّبْ !
لمْ يَخُنْ!
لم يُطلقِ النَّار على مَنْ ذمَّهُ !
لم يَنْثُرِ المال على من مَدَحَهْ !
لم يضع فوق فَمٍ دبّابةً!
لم يَزرعْ تحتَ ضميرٍ كاسِحَهْ!
لمْ يَجُرْ!
لمْ يَضطَرِبْ !
لمْ يختبئْ منْ شعبهِ
خلفَ جبالِ ألا سلحهْ !
هُوَ شَعبيٌّ
ومأواهُ بسيطٌ
مِثْلُ مَأوى الطَّبقاتِ الكادِحَةْ !
***
زُرتُ مأواهُ البسيطَ البارِحةْ
وَقَرأتُ الفاتِحَةْ !

حقوق الجيرة

جاري أتاني شاكياً من شدّةِ الظُّلمِ :
تَعِبتُ يا عَمِّي
كأنّني أّعملُ أسبوعَينِ في اليومِ!
في الصُّبحِ فرَّاشٌ
وبعد الظُّهرِ بَنَّاءٌ
وبعدَ العصرِ نَجِّارٌ
وعندَ اللّيل ناطورٌ
وفي وقت فراغي مُطرِبٌ
في مَعهدِ الصُّمِّ !
ورَغْمَ هذا فأنا
مُنذ شهورٍ لم أذُقْ رائحةَ اللَّحمِ
جِئتُكَ كي تُعِينني
قُلتُ : على خَشْمي
قالَ : خَلَتْ وظيفةٌ
أَوَدُّ أنْ أشْغَلَها ... لكنَّني أُمَّيْ
أُريدُ أنْ تَكتُبَ لي
وشايةً عنكَ
وأنْ تَختِمَها باسمي !!!

مفقودات

زارَ الرئيسُ المُؤتمنْ
‍‍‍‍‍بعضَ ولاياتِ الوطنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العَلَنْ
ولا تخافوا أحداً .. فقد مضى ذاك الزمنْ
فقالَ صاحبي " حسنْ " :
يا سيدي
أينَ الرغيفُ واللبنْ ؟
وأينَ تأمينُ السكنْ ؟
وأينَ توفيرُ المِهنْ ؟
وأين منْ
يوفرُ الدواءَ للفقيرِ دونما ثمنْ ؟
يا سيدي
لم نَرَ منْ ذلكَ شيئاً أبداً
قال الرئيسُ في حَزَنْ :
أحرقَ رَبّي جَسدي
أكَلُّ هذا حاصلٌ في بَلدي ؟!!
شكراً على صِدْقكَ في تنبيهنا يا ولدي
سوفَ تَرَ الخيرَ غداً .
************
وبعدَ عامٍ زارَنا
ومَرَّةً ثانيةً قالَ لنا :
هاتوا شكاواكُمْ بصدقٍ في العَلنْ
ولا تخافوا أحداً
فقدْ مَضى ذاك الزَّمَنْ
لمْ يَشتكِ النّاسُ !!
فَقُمتُ مُعلناً :
أينَ الرغِيفُ واللبنْ ؟
وأينَ تأمينُ السكنْ ؟ وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟
وأينَ مَنْ
يُوَفِّرُ الدَّواءَ للفقيرِ دونما ثَمَنْ ؟
معذرةً يا سيدي
وأينَ صاحبي " حَسَنْ " ؟؟؟!!!

جُرأة

قلتُ للحاكمِ : هلْْ أنتَ الذي أنجبتنا ؟
قال : لا .. لستُ أنا
قلتُ : هلْ صيَّركَ اللهُ إلهاً فوقنا ؟
قال : حاشا ربنا
قلتُ : هلْ نحنُ طلبنا منكَ أنْ تحكمنا ؟
قال : كلا
قلت : هلْ كانت لنا عشرة أوطانٍ
وفيها وطنٌ مُستعملٌ زادَ عنْ حاجتنا
فوهبنا لكَ هذا ا لوطنا ؟
قال : لم يحدثْ ، ولا أحسبُ هذا مُمكنا
قلتُ : هل أقرضتنا شيئاً
على أن تخسفَ الأرضَ بنا
إنْ لمْ نُسدد دَينَنَا ؟
قال : كلا
قلتُ : مادمتَ إذن لستَ إلهاً أو أبا
أو حاكماً مُنتخبا
أو مالكاً أو دائناً
فلماذا لمْ تَزلْ يا ابنَ ا لكذ ا تركبنا ؟؟
وانتهى الحُلمُ هنا
أيقظتني طرقاتٌ فوقَ بابي :
افتحِ البابَ لنا يا ابنَ ا لزنى
افتحِ البابَ لنا
إنَّ في بيتكَ حُلماً خائنا !!!!!!

قضاء

الخراطيمُ وأيدي ونعالُ المخبرينْ
أثبتتْ أنَّ السجينْ
كانَ ـ من عشرةِ أعوامٍ ـ
شريكاً للذينْ
حاولوا نَسْفَ مَواخيرِ أميرِ المؤمنينْ !
* * * *
نَظرَ القاضي طَويلاً في مَلفَّاتِ القضيةْ
بهدوءٍ ورويهْ
ثُمَّ لمّا أدْبَرَ الشَّكُّ ووافاهُ اليقينْ
أصدرَ الحُكمَ بأنْ يُعْدَمَ شنقاً
عِبْرَةً للمجرمينْ
* * *
أُعدِمَ اليومَ صَبيٌ
عُمْرهُ ... سَبْعُ سِنينْ !!

مجهود حربي

لأبي كانَ معاشٌ
هو أدنى من معاشِ المَيِّتينْ !
نصفُهُ يذهبُ للدَّين
وما يبقى
لغوثِ اللاجئينْ
ولتحريرِ فلسطينَ من المُغتصبينْ
وعلى مرِّ السنينْ
كانَ يزدادُ ثراءُ الثائرينْ !
والثرى ينقصُ منْ حينٍ لحينْ
وسيوفُ الفتحِ تَند َقُّ إلى المِقبَضِ
في أدبار جيشِ ( الفاتحينْ )
فَتَلينْ
ثمَّ تَنْحَلُّ إلى أغصانِ زيتونٍ
وتنحلُّ إلى أوراقِ تينْ
تتدلى أسفلَ البطنِ
وفي أعلى الجبينْ !
وأخيراً قبلَ الناقصُ بالتقسيمْ
فانشقَّتْ فلسطينُ إلى شِقَّينِ :
للثوّارِ : فِلسٌ
ولإسرائيلَ : طِينْ !
و أبي الحافي المدين
أبي المغصوب من أخمص رجليه
إلي حبل الو تين
ظل لا يدري لماذا
و حده
يقبض با ليسرى و يلقي باليمين
نفقات الحرب و الغوث
يأ يدي الخلفاء الشاردين !

عا ئـد من الـمـنـتجع

حين أتى الحمارُ منْ مباحثِ السلطانْ
كان يسير مائلاً كخطِ ماجلانْ
فالرأسُ في إنجلترا ، والبطنُ في تا نزا نيا
والذيلُ في اليابان !
خيراً أبا أتانْ ؟
أتقثد ُونَني ؟
نعم ، مالكَ كالسكرانْ ؟
لا ثئ بالمرَّة ، يبدو أنني نعثانْ .
هل كانَ للنعاسِ أن يُهَدِّم الأسنانِ
أو يَعْقِد اللسانْ ؟
قل ، هل عذبوك ؟
مطلقاً ، كل الذي يقال عن قثوتهم بُهتانْ
بشَّركَ الرحمن
لكننا في قلقٍ
قد دخل الحصانُ من أشهرٍ
ولم يزلْ هناك حتى الآن
ماذا سيجري أو جرى لهُ هناك يا ترى ؟
لم يجرِ ثيءٌ أبداً
كونوا على اطمئنان
فأولاً : يثتقبلُ الداخلُ بالأحضانْ
وثانياً : يثألُ عن تُهمتهِ بِمُنتهى الحنانْ
وثالثاً : أنا هو الحِثانْ .!!!

الـمـعـجزة

ماتَ خالي !
هكــــذا !
دونَ اغتيالِ !!
دونَ أن يُشنقَ سهواً !
دونَ أن يسقطَ ـ بالصدفةِ ـ مسموماً
خلالَ الاعتقالِ !
ماتَ خالي
ميتةً أغربَ ممّا في الخيالِ !
أسلَمَ الروحَ لعزرائيلَ سِرَّاً
ومضى حَرَّاً .. محاطاً بالأمانِ !
فدفناهُ
وعُدْنا نتلقى فيه منْ أصحابنا
أسمى التهاني !!

حـبـيـب الـشعـب

صورةُ الحاكمِ في كلِّ اتِّجاهْ
أينما سِرنا نراهْ !
في المقاهي
في الملاهي
في الوزاراتِ
وفي الحارات
والباراتِ
والأسواقِ
والتلفازِ
والمسرحِ
والمبغى
وفي ظاهرِ جدرانِ المصحّاتِ
وفي داخلِ دوراتِ المياهْ
أينما سرنا نراه !
* * *
صورةُ الحاكمِ في كلِّ اتّجاهْ
باسِمٌ
في بلدٍ يبكي من القهرِ بُكاهْ !
مُشرقٌ
في بلدٍ تلهو الليالي في ضُحاهْ !
ناعِمٌ
في بلدٍ حتى بلاياهُ
بأنواعِ البلايا مبتلاةْ !
صادحٌ
في بلدٍ مُعتقلِ الصوتِ
ومنزوعِ الشِّفَاهْ !
سالمٌ
في بلدٍ يُعدمُ فيهِ النّاسُ
بالآلافِ ، يومياً
بدعوى الاشتباهْ !
* * * *
صورةُ الحاكم في كُلِّ اتّجاهْ
نِعمةٌ منهُ علينا
إذْ نرى ، حين نراهْ
أنَّه لمَّا يَزَلْ حَيَّاً
وما زِلنا على قيدِ الحياةْ !!!

حيـثـيـات الاسـتـقـالـة

لا ترتكبْ قصيدةً عنيفةْ
لا ترتكبْ قصيدةً عنيفة
طَبْطَبْ على أعجازِها طَبْطَبهً خفيفةْ
إنْ شئتَ أنْ
تُنشرَ أشعاركَ في الصَّحيفَةْ !
حتى إذا ما باعَنا الخليفةْ ؟!
( ما باعنا ) ... كافيةٌ
لا تذكُرِ الخليفةْ
حتى إذا أطلقَ منْ ورائنا كلابَهْ ؟
أطلقَ من ورائنا كلابهُ ... الأليفةْ !
لكنها فوقَ لساني أطبقتْ أنيابها !!
قُلْ : أطبقتْ أنيابَها اللطيفةْ !
لكنَّ هذي دولةٌ
تزني بها كلُّ ا لدُّنا
ومَا لنا .. ؟
قل إنها زانيةٌ عَفيفة !
وهاهُنا
قَوّادُها يزني بنا !
لا تَنفعِلْ
طاعتُنا أمرَ وليِّ أمرنا
ليستْ زِنى
بل سَمِّها .... إنبطاحةً شريفهْ !
الكذبُ شيءٌ قذرٌ
نَعَمْ ، صَدقتَ ...
فاغسلْهُ إذنْ بكذبةٍ نظيفةْ !
***************
أيتها الصَحيفةْ
الصِّدْقُ عندي ثورةٌ
وكِذبتي
ذا كَذَبتَ َمرَّةً ـ
ليستْ سوى قذيفةْ !
فلتأكلي ما شئتِ ، لكنِّي أنا
مهما استبدَّ الجوعُ بي
أرفضُ أكلَ الجِـيفَةْ
أيتُها الصحيفةْ
تمسَّحي بِذُلَّةٍ
و ا نطر حي بِرهبَةٍ
وانبطحي بِخِيفَةْ
أمّا أنا
فهذهِ رِجلي بأمِّ هذهِ الوظيفَةْ

خطـة

حينَ أموتْ
وتقومُ بتأبيني السُّلطةْ
ويشيِّعُ جثماني الشرطةْ
لا تَحْسَبْ أنَّ الطاغوت
قد كرَّمني
بل حاصرني بالجَبَروتْ
وتبعني حتى آخرِ نقطهْ
كي لا أشعْرَ أني حُرٌّ
حتى وأنا في التابوتْ !!

الحافـز

مائتا مليونِ نملهْ
أكلتْ في ساعةٍ جثةَ فيلْ
ولدينا مائتا مليونِ إنسانٍ
ينامونَ على قُبْحِ المَذَلَّةْ
ويُفيقونَ على الصبرِ الجميلْ
مارسوا الإنشاد جيلاً بعد جيلْ
ثمَّ خاضوا الحربَ
لكنْ .....
عجزوا عن قَتلِ نملهْ !!

الأوسـمـة

شاعرُ السُّلطة ألقى طَبقهْ
ثُمَّ غَطَّ المِلعـقةْ
وَسْطَ قِدْرِ الزندَقةْ
ومضى يُعربُ عنْ إعجابهِ بالمَرَقَةْ !
وأنا ألقيتُ في قِنّينةِ الحِبرِ يَراعي
وتناولتُ التياعي
فوقَ صحنِ الورقةْ
شاعرُ السُّلطةِ حَلّى بالنياشينِ
وحَلّيْتُ بِحبلِ المِشنقَةْ !!

الناس للناس

أمّ عبدِ الله ثاكلْ
مات عبدُ الله في السجنِ
وما أدخله فيه سوى تقرير عادلْ
عادلٌ خلَّف مشروعَ يتيمٍ
فلقد أُعدِمَ والزوجةُ حاملْ
جاء في تقريرِ فاضلْ
أنهُ أغفَلَ في تقريرهِ بعضَ المسائلْ
فاضلُ اغتيلَ
ولم يتركْ سوى أرملةٍ.. ماتتْ
وفي آخر تقريرٍ لها عنهُ ادَّعتْ
أن التقاريرَ التي يُرسلها.. دونَ توابلْ
كيف ماتتْ ؟
بنتُ عبد الله في التقرير قالتْ :
أنها قد سمعتْ في بيتها صوتَ بلابلْ !
بنتُ عبدِ الله لن تحيا طويلاً
إنها جاسوسة طبعاً..
وجاري فوضَوِيّ
وشقيقي خائنٌ
وابني مُثيرٌ للقلاقلْ !
سيموتون قريباً
حالما أُرسِلُ تقريري
إلى الحزب المناضلْ
وأنا ؟
بالطبعِ راحلْ
بعدهمْ.. أو قبلهم
لابدّ أن يرحمني غيري
بتقريرٍ مماثلْ
نحن شعبٌ متكافل ْ !

أمير المخبرين

تهتُ عنْ بيتِ صديقي
فسألتُ العابرين
ْقيلَ لي امشِ يَساراً
سترى خلفكَ بعضَ المخبرينْ
حِدْ لدى أولهمْ
سوفَ تُلاقي مُخبراً
يَعملُ في نصبِ كمينْ
اتَّجِهْ للمخبرِ البادي أمامَ المخبرِ الكامنِ
واحسبْ سبعة ، ثم توقفْ
تجدِ البيتَ وراءَ المخبرِ الثامنِ
في أقصى اليمينْ
سلَّم اللهُ أميرَ المخبرينْ
فلقدْ أتخمَ بالأمنِ بلادَ المسلمينْ
أيها النّاسُ اطمئنوا
هذه أبوابكمْ محروسة في كلِّ حينْ
فادخلوها بسلامٍ آمنينْ .

الـرقـيـب

قالَ ليَ الطبيبْ :
خُذ نفساً
فكدتُ ـ من فرط اختناقي
بالأسى والقهر ـ أستجيبْ
لكنني خشيتُ أن يلمحني الرقيبْ
وقال : ممَّ تشتكي ؟
أردتُ أن أُجيبْ
لكنني خشيتُ أن يسمعني الرقيبْ
وعندما حيَّرتهُ بصمتيَ الرهيبْ
وجّه ضوءاً باهراً لمقلتي
حاولَ رفعَ هامتي
لكنني خفضتها
ولذتُ بالنحيبْ
قلتُ له : معذرةً يا سيدي الطبيبْ
أودّ أن أرفعَ رأسي عالياً
لكنني
أخافُ أنْ .. يحذفهُ الرقيبْ !

صـدمـة

شعرتُ هذا اليوم بالصدمةْ
فعندما رأيتُ جاري قادماً
رفعتُ كفّي نحوهُ مُسَلِّمَاً
مكتفياً بالصمتِ والبسمة
لأنني أعلمُ أنَّ الصمت في أوطاننا
حكمـهْ
لكنهُ ردَّ عليَّ قائلاً :
عليكم السلام والرحمـةْ
ورغم هذا لم تسجلْ ضده تُهمهْ .
الحمدُ لله على النعمـةْ
مـنْ قالَ ماتتْ عنـدنا
حُريّــةُ الكلمـةْ ؟!

أبا العوائد

قرأتُ في الجرائدْ
أنَّ أبا العوائدْ
يبحثُ عنْ قريحةٍ تنبحُ بالإيجارْ
تُخرجُ ألفي أسدٍ منْ ثقبِ أنفِ الفارْ
وتحصدُ الثلجَ منَ المواقدْ
ضحكتُ منْ غبائِهِ
لكنني قبلَ اكتمالِ ضحكتي
رأيتُ حولَ قصرهِ قوافل التُّجارْ
تنثرُ فوقَ نعلهِ القصائدْ
لا تعجبوا إذا أنا وقفتُ في اليسار
وحدي ، فرُبَّ واحد
تَكثُرُ عن يمينهِ قوافل
ليستْ سِوى أصفارْ !!

بين الأطلال

أضم في القلب أحبائي أنا
و القلب أطلال
أخدعني
أقول : لا زالوا
رجع الصدى يصفعني
يقول : لا... زالوا

عجائب

إنْ أنَا في وَطَـني
أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا
أو أَنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي
دونَ أن أدفعَ رأسي ثَمَنا
أو أنا أطلَقتُ شِعـري
دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَـنا
أو أنا لم أشهَـدِ النّاسَ
يموتونَ بِطاعـونِ القَلَمْ
أو أنا أبْصَـرتُ (لا) واحِـدَةً
وسْـطَ ملايينِ (نَعَـمْ)
أو أنا شاهَدتُّ فيها سـاكِناً
حرّكَ فيها ساكِنا
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَـراً مُمتَهَنا
أو أنا عِشْـتُ كريماً مُطمئنّاً آمِنـا
فأنا- لا ريبَ - مجْنـونٌ
و إلاّ ..
فأنا لستُ أنا !

دور

أَعْلَـمُ أنَّ القافيَـةْ
لا تستَطيعُ وَحْـدَها
إسقـاطَ عَرْشِ ألطّاغيَـةْ
لكنّني أدبُـغُ جِلْـدَهُ بِهـا
دَبْـغَ جُلـودِ الماشِـيَةْ
حتّى إذا ما حانتِ السّاعَـةُ
وانْقَـضَّتْ عليهِ القاضِيَـةْ
واستَلَمَتـْهُ مِنْ يَـدي
أيـدي الجُمـوعِ الحافيَـةْ
يكـونُ جِلْـداً جاهِـزاً
تُصْنَـعُ مِنـهُ الأحـذيَةْ !

القتيل المقتـول

بينَ بيـنْ .
واقِـفٌ، والموتُ يَعـدو نَحـْوَهُ
مِـنْ جِهَتينْ .
فالمَدافِـعْ
سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلَّ يُدافِعْ
والمَدافِـعْ
سـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجُـعْ ‍
واقِـفٌ، والمَوتُ في طَرْفَـةِ عينْ.
أيـنَ يمضـي ؟
المَـدى أضيَـقُ مِن كِلْمَـةِ أيـنْ ‍
ماتَ مكتـوفَ اليديـنْ .
مَنحـو جُثّتَـهُ عضـويّةَ الحِـزْبِ
فَناحَـت أُمُّـهُ : و ا حَـرَّ قلبي
قَتَـلَ الحاكِـمُ طِفْلـي
مَرّتيـنْ

حتـّى النهايـة ..

لمْ أَزَلْ أمشي
وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .
الدُّجـى داجٍ
وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !
والمَهالِكْ
تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
" أنتَ هالِكْ
أنتَ هالِكْ "
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،
ودمعـي
مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !

الدولـة

قالت خيبر:
شبران… و لا تطلب أكثر.
لا تطمع في وطنٍ أكبر.
هذا يكفي…
الشرطة في الشبر الأيمن
و المسلخ في الشبر الأيسر.
إنا أعطيناك "المخفر" !
فتفرغ لحماسٍ و انحر.
إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !

المتكتم

ألقيت خطاباً في النادي،
و تلوت قصائد في المقهى،
و نقدت السلطة في المطعم.
هل تحسب أنّا لا نعلم ؟!
……… !
في يوم كذا…
حاورت مذيعاً غربياً
و عرضت بتصريح مبهم
لغباوة قائدنا الملهم.
هل تحسب أنا لا نعلم ؟!
……… !
في يوم كذا…
جارك سلّم.
فصرخت به: أيّ سلام
و كلانا، يا هذا، نعش
يتنقل في بلدٍ مأتم ؟
هل تحسب أنا لا نعلم ؟!
هذي أمثلةٌ… و الخافي أعظم
إنّ ملفك هذا متخم !
هل عندك أقوال أخرى ؟
……… !
لا تتكتّم.
دافع عن نفسك… أو تعدم !
……… !
لا تتكلّم ؟
إ فعل ما تهوى… لجهنم.
* * *
شنق الأبكم !!!

جواز

قال: إلهي… إنني لم أحفظ السنة
و لم أقدم لغدي
ما يدفع المحنة.
عصيت ألف مرة
و خنت ألف مرة
و ألف أ لف مرةٍ
وقعت في الفتنة.
لكنني…
و منك كل الفضل و المنّة
كنت بريئاً دائماً
من حب أمريكا
و من حب الذي يحب أمريكا
عليها و على آبائه أللعـنة.
هل ليَ من شفا عهٍ ؟
قيل: ادخل الجنة !

حوار وطني

دعوتني إلى حوار وطني…
كان الحوار ناجحاً…
أقنعتني بأنني أصلح من يحكمني.
رشحتني.
قلت لعلّي هذه المرة لا أخدعني.
لكنّي وجدت أنّني
لم أ نتخبني
إنما إ نتخبتني !
لم يرضني هذا الخداع العلني.
عارضتني سراً
و آ ليت على نفسي أن أسقطني !
لكنني قبل إ ختما ر خطتي
وشيت بي إليّ
فاعتقلتني !
* * *
الحمد لله على كلٍّ…
فلو كنت مكاني
ربّما أعدمتني !

مزايا و عـيـوب

نبح الكلب بمسئول شؤون العاملين:
سيدي إني حزين.
ها ك… خذ طالع مِلفي
قذرٌ من تحت رجليَّ إلى ما فوق كتفي
ليس عندي أي دين.
لاهثٌ في كل حين.
بارعٌ في الشمّ و النبح و عقر الغافلين.
بطلٌ في سرعة العدو،
خبيرٌ في إ قتفاء الهاربين
فلماذا يا ترى لم يقبلوني
في صفوف المخبرين ؟!
هتف المسئول: لكن
فيك عيبان يسيئان إليهم
أنت يا هذا وفيٌ و أمين !

تقويم إجمالي

سألت أستاذ أخي
عن وضعه المفصّل
فقال لي: لا تسألْ.
أخوك هذا فطحلْ !
حضوره منتظم
سلوكه محترم
تفكيره مسلسلْ.
لسانه يدور مثل مغزلْ
و عقله يعدل ألف محمل.
ناهيك عن تحصيله…
ماذا أقول ؟ كاملٌ ؟
كلاّ… أخوك أكمل.
ترتيبه، يا سيدي، يجيء قبل الأول !
و عنده معدّلٌ أعلى من المعدل !
لو شئتها بالمجمل
أخوك هذا يا أخي ليس له
مستقبل !

شموخ

في بيتنا
جذع حنى أيامه
و ما انحنى.
فيه أنا !

علامة الموت

يوم ميلادي
تعلقت بأجراس البكاء
فأفاقت حزم الورد , على صوتي
و فرت في ظلام البيت أسراب الضياء
و تداعى الأصدقاء
يتقصون الخبر
ثم لما علموا أني ذكر
أجهشوا ... بالضحك ,
قالوا لأبي ساعة تقديم التهاني
يا لها من كبرياء
صوته جاوز أعنان السماء
عظم الله لك الأجر
على قدر البلاء.


.



  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-26, 01:45 رقم المشاركة : 11

Thread Dot 16






الجــــزء الحـــــادي عشـــــــــر



العهد الجديد


كان حتى ألا كتئاب

غارقا في ألا كتئاب

فجميع الناس في بلدتنا

بين قتيل و مصاب

و الذي ليس على جثته بصمه ظفر

فعلى جثته بصمه ناب

كلنا يحمل ختم الدولة الرسمي

من تحت الثياب

** **
ذات فجر

مادت الأرض

و ساد ألا ضطراب

و إ ستفز الناس من مراقدهم

صوت مجنزر

تم ترم الله أكبر

تم ترم الله أكبر

إ نقلا ب

تم ترم تم

و ا نتهى عهد الكلاب

** **
بعد شهر

لم نعد نخرج للشارع ليلا

لم نعد نحمل ظلا

لم نعد نمشي فرادى

لم نعد نملك زادا

لم نعد نفرح بالضيف

إذا ما دق عند الفجر باب

لم يعد للفجر باب

** **
فص ملح الصبح

في مستنقع الظلمة ذاب

هذه الأنجم أحداق

و هذا البدر كشاف

و هذه الريح سوط

و السماوات نقاب

تم

ترم

تم

كلنا من آدم نحن

وما آدم إلا من تراب

فوقه تسرح ... قطعان الذئاب


الجريمة و العقاب


مرة , قال أبي

إن الذباب

لا يعاب

إنه أفضل منا

فهو لا يقبل منا

و هو لا ينكص جبنا

و هو إن لم يلق ما يأكل

يستوف الحساب

ينشب الأرجل في الأرجل

و الأعين

و الأيدي

و يجتاح الرقاب

فله الجلد سماط

و دم الناس شراب

** **

مرة قال أبي

لكنه قال و غاب

و لقد طال الغياب

قيل لي إن أبي مات غريقا

في السراب

قيل : بل مات بداء ا لترا خو ما

قيل : جراء اصطدام

بالضباب

قيل ما قيل و ما أكثر ما قيل

فراجعنا أطباء الحكومة

فأفادوا أنها ليست ملومة

و رأوا أن أبي

أهلكه حب الشباب

إصلاح زراعي


قرر الحاكم إصلاح الزراعة

عين الفلاح شرطي مرور

و ا بنة الفلاح بياعة فول

و ابنه نادل مقهى

في نقابات الصناعة

و أخيرا

عين المحراث في القسم أ لفو لو كلوري

و الثور مديرا للإذاعة

****

قفزة نوعية في ألا قتصاد

أصبحت بلدتنا الأولى

بتصدير الجراد

و بإنتاج المجاعة

مـرسـوم


نحن لسنا فقراء

بلغت ثروتنا مليون فقر

و غدا الفقر لدى أمثالنا

و صفا جديدا للثراء

وحده الفقر لدينا

كان أغنى الأغنياء

** **
بيتنا كان عراء

و الشبابيك هواء قارس

و السقف ماء

فشكونا أمرنا عند ولي الأمر

فأغتم

و نادى الخبراء

و جميع الوزراء

و أقيمت ندوة و ا سعة

نوقش فيها وضع إ ير لندا

و أنف ا لجيو كندا

و فساتين اميلدا

و قضايا هو نو لو لو

و بطولات جيوش الحلفاء

ثم بعد الأخذ و الرد

صباحا و مساء

أصدر الحاكم مرسوما

بإلغاء الشتاء!

تـبـلـيـط


ر صفوا البلدة , يوما

بالبلاط

ثم لما و ضعوا فيه الملا ط

منعوا أي نشاط

فا لتزمنا الدور

حتى يتأتى للملا ط

زمن كاف لكي يلصق جدا

با لبلا ط.


الرحمة فوق القانون


ذات يوم

رقص الشعب و غنى

و أ حتسـي بهجته حتى الثمالة

إذ رأى أول حالة

تنعم البلدة فيها بالعدالة

زعموا أن فتى سب نعاله

فأحالوه إلى القاضي

ولم يعدم. . . !!

بدعوى شتم أصحاب أ لجلا لة !

الموجز


ليس الناس في أمان

ليس للناس أمان

نصفهم يعمل شرطيا لدى الحاكم

... و النصف مدان

تـوبـة


صاحبي كان يصلي

دون ترخيص

و يتلو بعض آيات الكتاب

كان طفلا

و لذا لم يتعرض للعقاب

فلقد عزره القاضي

.... و تاب.


يـقـظـة


صباح هذا اليوم

أيقظني منبه الساعة

وقال لي : يا بن العرب

قد حان وقت النوم !


ياليتنى كنت معي


أصابعي تفر من أصابعي

و أدمعي حجارة تسد مجرى أدمعي

و خلف سور أضلعي

مجمرة تفور بالضرام

تحمل في ثانية كلام ألف عام

لكنني بيني و بيني تائه

فها أنا من فوق قبري واقف

و ها أنا في جوفه أنام

وأحرفي مصلوبة بين فمي و مسمعي

ما أصعب الكلام

ما أصعب الكلام

يا ليتني مثلي أنا أقوى على المنام

يا ليتني مثلي أنا أقوي على القيام

حيران بين موقفي و مضجعي

يا ليتني ... كنت معي

الصدى


صرخت : لا

من شدة الألم

لكن صدى صوتي

خاف من الموت

فارتد لي : نعم


خطاب تاريخي


رأيت جرذاً

يخطب اليوم عن النظافة

وينذر الأوساخ بالعقاب

وحوله

يصفق الذباب !

فقاقيع


تنتهي الحرب لدينا دائماً

إذ تبتدئ

بفقاقيع من الأوهام تر غـو

فوق حلق المنشد

(( تم ترم .. الله أكبر

فوق كيد المعتدي ))

فإذا الميدان أسفر

لم أجد زاوية سالمة في جسدي

ووجدت القادة (( الأشراف )) باعوا

قطعة ثانيةً من بلدي

وأعدوا ما استطاعوا

من سباق الخيل

و (( الشاي المقطر ))

وهو مشروب لدى الأشراف معروف

ومنكر

يجعل الديك حماراً

وبياض العين أحمر
***
بلدي ... يا بلدي

شئت أن أكشف ما في خلدي

شئت أن أكتب أكثر

شئت ... لكن

قطع الوالي يدي

و أنا أعرف ذنبي

إنني

حاجتي صارت لدى كلبٍ

و ما قلت له : يا سيدي

بحث في معنى الأيدي


أيها الشعب

لماذا خلق الله يديك؟

ألكي تعمل؟

لا شغل لديك.

ألكي تأكل؟

لا قوت لديك.

ألكي تكتب؟

ممنوع وصول الحرف

حتى لو مشى منك إليك!

أنت لا تعمل

إلا عاطلاً عنك..

ولا تأكل إلا شفتيك!

أنت لا تكتب بل تُكبت

من رأسك حتى أ خمصيك!

فلماذا خلق الله يديك؟

أتظن الله - جل الله -

قد سوّاهما..

حتى تسوي شاربيك؟

أو لتفلي عا رضيك؟

حاش لله..

لقد سواهما كي تحمل الحكام

من أعلى الكراسي.. لأدنى قدميك!

ولكي تأكل من أكتافهم

ما أكلوا من كتفيك.

ولكي تكتب بالسوط على أجسادهم

ملحمة أكبر مما كبتوا في أ صغر يك.

هل عرفت الآن ما معنا هما؟

إ نهض، إذن.

إ نهض، وكشر عنهـما.

إ نهض

ودع كُلك يغدو قبضتيك!

نهض النوم من النوم

على ضوضاء صمتي!

أيها الشعب وصوتي

لم يحرك شعرة في أذنيك.

أنا لا علة بي إلا كَ

لا لعنة لي إلا كَ

إ نهض

لعنة الله عليك!

أجب عن أربعة أسئلة فقط


- ما هو رأيك في الماشين

من خلف جنازة (ر ا بين)

- طلبوا الأجر على عادتهم

ولقد ذهبوا،

ولقد عادوا..

مأجورين!

- ماذا سأقول لمسكين

يتمنى ميتة ( ر ا بين)؟

- قل: آمين!

- كيف أواسي المرزوئين

بوفاة أخيهم (ر ا بين)؟

- إ مزح معهم.

إ مسح بالنكتة أدمعهم.

إ رو لهم طرفة تشرين

دغدغهم بصلاح الدين.

ضع في الحَطَّةِ كل الحِطَّة

واستخرج أرنب حطين!

- هاهم يبكون لر ا بيـن

لِمَ لَمْ يبكوا لفلسطين؟!

- لفلسطين؟

ماذا تعني بفلسطين؟!

الحل


أنا لو كنت رئيساً عربيا

لحللت المشكلة…

و أرحت الشعب مما أثقله…

أنا لو كنت رئيساً

لدعوت الرؤساء…

و لألقيت خطاباً موجزاً

عما يعاني شعبنا منه

و عن سر العناء…

و لقاطعت جميع الأسئلة…

و قرأت البسملة…

و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة…


الولد


رئيسنا كان صغيراً، و ا نفقد

فانتاب أمه الكمد

وانطلقت ذاهلة

تبحث في كل البلد.

قيل لها لا تجزعي

فلن يضِلّ للأبد.

إن كان مفقود ك هذا طاهرا

وابن حلال.. فسيلقاه أحد.

صاحت: إذن.. ضاع الولد!

المتهم


كنت أمشي في سلام…

عازفاً عن كل ما يخدش

إحساس النظام

لا أصيخ السمع

لا أنظر

لا أبلع ريقي…

لا أروم الكشف عن حزني…

و عن شدة ضيقي…

لا أميط الجفن عن دمعي.

و لا أرمي قناع الابتسام

كنت أمشي… و السلام

فإذا بالجند قد سدوا طريقي…

ثم قادوني إلى الحبس

و كان الاتهام…:

أنّ شخصاً مر بالقصر

و قد سبّ الظلام

قبل عام…

ثم بعد البحث و الفحص الدقيق…

علم الجند بأن الشخص هذا

كان قد سلم في يومٍ

على جار صديقي…!

الهارب


في يقظتي يقفز حولي الرعبْ…

في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ…

يحيط بي في منزلي

يرصدني في عملي

يتبعني في الدربْ…

ففي بلاد العرب

كلّ خيالٍ بدعةٌ

و كل فكرٍ جنحةٌ

و كل صوت ذنبْ…

هربت للصحراء من مدينتي

و في الفضاء الرحبْ…

صرخت ملء القلبْ…

إ لطف بنا يا ربنا من عملاء الغربْ…

إ لطف بنا يا ربْ…

سكتُّ… فارتد الصدى:

خسئت يا ابن الكلبْ…!


يحيا العدل


حبسوه

قبل أن يتهموه…

عذبوه

قبل أن يستجوبوه…

أطفأ و ا سيجارةً في مقلته

عرضوا بعض ا لتصا وير عليه:

قل… لمن هذي الوجوه ؟

قال: لا أبصر…

قصوا شفتيه

طلبوا منه اعترافاً

حول من قد جندوه…

و لما عجزوا أن ينطقوه

شنقوه…

بعد شهرٍ… بر ّأوه…

أدركوا أن الفتى

ليس هو المطلوب أصلاً

بل أخوه…

و مضوا نحو الأخ الثاني

و لكن… وجدوه…

ميتاً من شدة الحزن
فلم يعتقلوه……

أدوار الإستحالة


مراحل استحالة البعوضة:

بويضة.

دو يبةٌ في يرقة

عذراء وسط شرنقة.

بعوضةٌ كاملة

… ثم تدور الحلقة.

o مراحل استحالة المواطن:

بويضة

فنطفة معلّقة

فمضغةٌ مخلّقة

فلحمة من ظلمة لظلمة منزلقة

فكتلة طرية بلفةٍ مختنقة

فكائن مكتمل من أهل هذي المنطقة.

فتهمة بالسرقة

أو تهمة بالزندقة

أو تهمة بالهر طـقة

فجثة راقصة تحت حبال المشنقة

و حولها سرب من البعوض

يغوص وسط لحمها

و يرتوي من دمها

و يطرح البيوض.

و للبيوض دورة استحالة موفقة:

بويضة

دويبة في يرقة

عذراء وسط شرنقة

بعوضة كاملة…

حفلة شنقٍ لاحقة

… ثم تدور ( الحلقة ) !

احتمالات


ربما الماء يروب،

ربما الزيت يذوب،

ربما يحمل ماء في ثقوب،

ربما الزاني يتوب،

ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب،

ربما يبرأ شيطان،فيعفو عنه غفار الذنوب،

.إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب


حي على الجماد

حي على الجهاد؛

كنا وكانت خيمة تدور في المزاد،

تدور ثم إنها تدور ثم إنها يبتاعها الكساد؛

حي على الجهاد؛

تفكيرنا مؤمم وصوتنا مباد،

مرصوصة صفوفنا كلا على انفراد،

مشرعة نوافذ الفساد،

مقفلة مخازن العتاد،

والوضع في صالحنا والخير في ازدياد؛

حي على الجهاد؛

رمادنا من تحته رماد،

أموالنا سنابل مودعة في مصرف الجراد،

ونفطنا يجري على الحياد،

والوضع في صالحنا فجاهدوا يا أيها العباد،

رمادنا من تحته رماد،

من تحته رماد،

من تحته رماد،

حي على الجماد.

إسـتغـاثـة

الناس ثلاثةُ ا مـوا ت

في أوطاني

والميت معناه قتيل

قسم يقتله (( أصحاب الفيل ))

والثاني تقتله (( إسرائيل ))

والثالث تقتله (( عربا ئيل ))

وهي بلاد

تمتد من الكعبة حتى النيل

والله إ شتقنا للموت بلا تنكيل

والله اشتقنا

واشتقنا

ثم اشتقنا

أنقذنا ... يا عزرائيل

إرادة الحيـاة

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلا بد أن يُبتلى (( بالمرينز ))..

ولا بد أن يهدموا ما بناه

ولا بد أن يخلفوا (( الإنجليز ))

ومن يتطوع لشتم الغزاة

يُطوع بأولاد عبد العزيز

فكيف سيمكن رفع الجباه

وأكبر رأس لدى العرب طيـ ... ؟!


صـورة

لو ينظر الحاكم في المرآة

لمات

وعنده عذر إذا لم يستطع

تحمل المأ ساه!

تـفـاهـم


علاقتي بحاكمي

ليس لها نظير

تبدأ تم تنتهي ..

براحة الضمير

متفقان دائماً

لكننا

لو وقع الخلاف فيما بيننا

نحسمه في جدل قصير

أنا أقول كلمة

وهو يقول كلمة

وإنه من بعد أن يقولها ...

يسير

وإنني من بعد أن أقولها ...

أسير !


القصيدة المقبولة


ـ أكتب لنا قصيدة

لا تزعج القيادة

( . . . . . . . . . )

ـ تسع نقاط ؟؟!

ما لذي يدعوك للزيادة ؟

( . . . . . . . )

سبع نقاط ؟؟!

لم يزل شعرك فوق العادة

( . . . . . )

ـ خمس نقاط ؟؟!

عجباً !

هل تدعي البلادة ؟

( . )

ـ واحـــدة ؟!

عليك أن تحذف منها نقطة

إ حذف

فلا جدوى من ألا سها ب والإعادة

( )
ـ أحسنت

هذا منتهى الإيجاز والإفادة !!

السيدة والكلب


يا سيدتي . . هذا ظلم !

كلب يتمتع باللحم

وشعوب لا تجد العظم !

كلب يتحمـم بالشامبو

وشعوب تسبح في الدم !

كلب في حضنك يرتاح

يمتص عصير التفاح

وينال القُبلة بالفم !

وشعوب مثل الأشباح

تقتات بقايا الأرواح

وتنام با ثناء النوم !

Who are they ?

قومي

Do not mention them

قومك هم أولى بالذم

وبحمل الذلة والضيم

هذا ظلم يا سيد تي

أين الظلم ؟؟

ومن المتلبس بالجرم ؟!

أنا دللت الكلب ولكن . . . هـــم

أعطوه مقاليد الحكم!

مــبــارزة

لو كان في حكامنا شجاعـة
فليبرزوا لي واحداً فواحداً

وليحمل الواحد منهم إن بدا

آي سلاح

ماعدا

سلاحه المستورد ا

ليمتشق خنجره

أو سيفه

أو العصا

أو اليد ا

وسوف ا لقاه أنا مجردا !

والله في نصف نهار

لن تروا منهم عليها أحداً

أشجعهم سوف يموت خائفاً

قبل ملاقاة الردى
****
لو كان في حكامنا شجاعة

لو كان

لو . . .

حرف امتناع لامتناع

صرخة بلا صدى !

لو كان . . ما كان

لأمسى خبراً في ا لـمـبتـد ا

فالكل قواد

تلقى الدرس في مبغى العدى

ثم دعوه ( قائداً )

وهيأ و ا مقعده

ليمتطينا أبداً

يحرس نفطنا لهم

ويحرسون المقعد ا !

لفت نظر

السلطان

لا يمكن أن يفهم طوعاً

أنك مجروح الوجدان

بل لا يفهم ما الوجدان !

السلطان مصاب دوماً

بالنسيان وبالنسوان

مشغول حتى فخذيه

لا فرصة للفهم لديه

ولكي يفهم

لا بد ببعض الأحيان

أن تُـسعفه بالتبيان

أن تقرصه من أذنيه

وتعلقه من رجليه

وتمد أصابعك العشرة في عينيه

وتقول له : حان الآن

أن تفهم أني إنسان

يا ... حيوان !

إ حفروا القبر عميقاً

مــم نخشى ؟

الحكومات التي في ثقبها

تفتح إسرائيل مــمشى

لم تزل للفتح عطشى

تستزيد النبش نبشاً !

وإذا مر عليها بيت شعرٍ تتغشى !

تستحي وهي بوضع الفُحشِ

أن تسمع فُحشا !

***
مــم نخشى ؟

أبصرُ الحكام أعمى

أكثر الحكام زهداً

يحسب البصقة قِرشا

أطول الحكام سيفاً

يتقي الخيفة خوفاً

ويرى ا للا شئ وحشا !

أوسع الحكام علماً

لو مشى في طلب العلم إلى الصين

لما أفلح أن يصبح جحشا !
***
مــم نخشى ؟

ليست الدولة والحاكم إلا

بئر بترول وكرشا

دولة ٌ لو مسها الكبريت . . طارت

حاكم لو مسه الدبوس . . فـشـا

هل رأيتم مثل هذا الغش غشـا ؟!
***
مــم نخشى ؟

نملة ٌ لو عطست تكسح جيشا

وهباءٌ لو تمطى كسلاً يقلبُ عرشا !

فلماذا تبطشُ الدمية ُ بالإنسان بطشا ؟!
***
إ نهـضـوا . .

أنَ لهذا الحاكم المنفوش مثل الديك

أن يشبع نفشا

إ نهشوا الحاكم نهشا

واصنعوا من صولجان الحكم ر فـشـا

واحفروا القبر عميقاً

واجعلوا الكرسي نعشا !


شـيخان


ذاك شيخ ٌ فوق بئر ٍ

مطرق مثلَ ا لإ ماء

رأسه أدنى من الأرض

لفرط ا لانحناء

بئره نارُ حريقٍ لأهاليه

ونورٌ لظلام الغرباء

وزمام الأمر في كفيه

معقود على ملء وتفريغ الدلاء

****
ذاك شيخ ٌ فوق بئر ٍ

مُفعم بالكبرياء

رأسه الشامخ أسمى

من سماوات السماء !

بئره قبرٌ عميق ٌ لأ عاديه

وري لأ ها ليه ا لـضـماء

وزمام الأمر في كفيه

معقود على الإنماء أخذاً وعطاء

ها هنا ( شين ) و ( باء )

وهنا ( شين ) و ( باء )

يستوي الشكلان

لكنهما ليسا سواء !

يا إلهي لكَ نذرٌ

إن توصلت لحل اللغز هذا

فسأعطيه لكل الفقراء

****

جلجلت ملء الفضاء

ضِحكةٌ مثل البُكاء

شيخُ دُنيا . . . بئرُ نفطٍ

شيخُ دينٍ . . . بئرُ ماء !




  رد مع اقتباس
قديم 2012-03-26, 13:22 رقم المشاركة : 12

Thread Dot 16






الجـــــزء الثــــاني عشــــــر



السـفـيـنـة

هذي البلاد سفينةٌ

والغربُ ريحٌ

والطغاةُ همُ الشراع !

والراكبونَ بكل ناحيةٍ مشاع

إن أذعنوا . . عطشوا وجاعوا

وإذا تصدوا للرياحِ

رمت بهم بحراً . . وما للبحر قاع

وإذا ابتغوا كسر الشراع

ترنحوا معها . . وضاعوا

****

د عهم

فإن الراكبين هُـمُ الفرائسُ . . والسباعُ

د عـهـم

فلو شا و ؤ ا التحرر لاستطاعوا

هم ضائعون لأنهم

لم يدر سوا علم الملاحة

هم غارقون لأنهم

لم يتقنوا فن السباحة

هم متعبون لأنهم . . ركنوا لراحة

****

د عـهـم

فليس لمثلهم يُرجى اللقاء

لمثلهم يُزجى الوداع !

باعوا القرار ليضمنوا

أن يستقر لهم متاع

باعوا المتاع ليأ منوا

أن لا تُـقـص لهم ذراع

باعوا الذراع ليتقوا . . .

باعوا

وباعوا

ثم باعوا

ثم باعوا البيع

لما لم يعد شيء يُباع!

الواحد في الكل

مُخبرٌ يسكنُ جنبي

مُخبرٌ يلهو بـجـيـبـي

مُخبرٌ يفحصُ عقلي

مُخبرٌ ينبشُ قلبي

مُخبرٌ يدرسُ جلدي

مُخبرٌ يقرأُ ثوبي

مُخبرٌ يزرعُ خوفي

مُخبرٌ يحصدُ رعبي

مُخبرٌ يرفع بـصـما ت يقيني

مُخبرٌ يبحثُ في عينات ريـبـي

مُخبرٌ خارجَ أكلي

مُخبرٌ داخلَ شُربي

مُخبرٌ يرصد بيتي

مُخبرٌ يكنسُ دربي

مُخبرٌ في مخبرٍ

من منبعي حتى مصبي !

مُخلصاً أدعـوك ربي

لا تعذبهم بذنبي

فإذا أهلكتهم

كيف سأ حيا . . . دون شعبي ؟!

الـوصـايـا

( 1 )

عندما تذهب للنوم

تذكر ا ن تنام

كل صحوٍ خارجَ النومِ

حرام !

وخذِ الفرشاة َ والمعجونَ

وأغسل

ما تبقى بين أسنانكَ من بعضِ الكلام

أنت لا تأ من أن يدهمكَ الشرطةُ

حتى في المنام !

ربُما تشخرُ

أو تعطسُ

أو تنوي القيام

فـد ع المصباحَ مشبوباً

لكي تدرأ عنكَ ألا تهام !

يا صديقي

كل فعلٍ في الظلام

هو تخطيط ٌ لأ سقا طِ النظام !

( 2 )

إ حترم حظر التجول

لا تغادر غرفة النومِ

إلى الحمامِ , ليلاً

للتبول

( 3 )

قبل أن تنوي الصلاة

إ تصل بالسلطات

واشرح الوضع لها

لا تتذمر

وخذ الأ مر بروح ٍ وطنية

يا صديقي

خطرٌ آي اتصال ٍ

بجهات ٍ خارجية !

( 4 )

عند إفطاركَ

لا تشرب سوى كوبِ اللبن

قَـدحُ البُن مُنبه

فتجنبهُ إذن !

قَـدحُ الشاي مُنبه

فتجنبهُ إذن !

يا صديقي

كلُ شخصٍ مُتنبه

هو مشبوه ٌ , مثيرٌ للفِـطـَن

ينبغي أن يُشعـل الوعيَ

لإ حرا ق ِ الوطن !

( 5 )

لك في المطبخ ِ آلا ت

تُثيرُ الإ ر تيا ب

إ نتز ع اُ نبو بة الغاز ِ

و لا تنسَ السكاكينَ , و أعواد الثقاب

وسفا فيدَ الكباب

رُبما تطبخُ شيئاً

وتفوح ُ الرائحة

ما الذي تفعله ُ لو ضبطوا

عندك َ هذي الأسلحة ؟!

هل تُـرى تـُقـنعهم

أ نك مشغول ٌ بإ عداد ِ طبـيـخ ٍ

لا بإ عدادِ انقلاب ؟!

( 6 )

قبل أن تخرج

د ع رأسك في بـيـتـك

من باب ِ الحذر

يا صديقي

في بلاد العـُرب أضـحـى

كلُ راس ٍ في خطر

ما عدا راسَ الشهر !

( 7 )

إ نـتـبـه عند َ ا لإشارة

لا تقف حتى إذا احـمـرت

إذا كنتَ قريباً من سفارة !

( 8 )

لا تؤجل عملَ اليوم ِ إلـى الغـد

رُبما قبلَ حلول ِ الليـل ِ

تُـبـعد !

( 9 )

أ غلق ِ السمعَ

ولا تُصغِ لأبواق ِ الخيانة

ليسَ في التحقيق ِ ذُلٌ

أو عذابٌ , أو إهانة

أنت في التحقيقِ موفورُ الحصانة

رُبما يشتمك الشرطيُ

من باب (( ا لـمـيا نه ))

هل تُسمي ذلكَ اللُـطفَ إهانة ؟!

رُبما نُربط في مروحةِ السقفِ

لكي تُصبحَ في أعلى مكانه

هل تُسمي ذلكَ العِزّ إهانة ؟!

رُبما مصلحةُ التحقيقِ تضطرُ المحقـق

أن يجس النبضَ من كُـل الزوايا

ويُدقـق

فإذا جسكَ من ( ظهرِكَ)

أو ثبتَ فيهِ الخيزُرانة

لا تظُنّ الأمرَ ذُلاً

أو عذاباً أو مهانة

يا صديقي

إن إثبات العصا في ( الظهرِ)

إجراءٌ ضروريٌ

لإ ثبات الإدانة !

( 10 )

لا تمُت مُنتحراً

لا تُسلم ِ الروحَ لعزرائيل

في وقت ِ الوفاة

ليس من حقك

أن تختار نوعية َ أو وقت َ الممات

انتبه

لا تتدخل في اختصاص ِ السُـلُـطات !!!

صلاة في سـو هـو

أبصرتُ في بيت ِ الحرام ِ

خليفة َ ( البيت ِ الحلال )

مُتخففاً من لبسه ِ زُهداً

فليس عليهِ من كُـلّ الثياب ِ

سوى العِقال ِ !

و لو اقتضى حُكمُ الشريعة ِ خلعَـهُ

لرمى به ِ

لـكـنـهُ . . شرفُ الرجال ِ!

ورأيتُهُ يتـلو على سَـمـع الموائد ِ

ما تيسّـرَ من لآلي

من بعدما صَلى صلاةَ السهو ِ

في (( سـو هـو ))

على سَجّادة ٍ مثـل ِ الغزال ِ

تنسابُ من فرط ِ الخشوع ِ

كـحـيـة ٍ فوق َ الرمال ِ !

تنأى

فيلهجُ بالدعاء ِ لها :

تعالي !

تدنو . .

فَيُشعِـرُهُ التُـقى با لإ حو لا ل

ويرى عليها قِبلتين ِ

فقبلةً جهة َ اليمين ِ

وقبلةً جهة َ الشمال ِ

وتهزُهُ التـقـوى

فيسجدُ باتجاهِ القِـبلـتـيـنِ

فمرةً للا بتها ل

ومرةً للا هتبا ل !

لمّا رأى في مقلتي

شرر انفعالي

قطع الفريضةَ عامدا ً

وأجاب من قبل ِ السؤال ِ

على سؤالي :

قد حرم اللهُ الرّبا

لكنني رجلٌ

اُ وظفُ ( رأس مالي )

ما بين أجساد القِصارِ

وبين أجسادِ الطوال ِ !

يا صاح

إن ( الفتحَ ) منهجُنا ا لرسا لي !

أدري

بأن الفتح َ يُهلِكُ صِحتي

أدري

بأن السُهدَ يُذبلُ مُقلتي

لكنّ من طلبَ العُلا

سَهِـرَ الليالي !!

حديقة الحيوان

في جهةٍ ما

من هذي الكرة الأرضية

قفصٌ عصريٌ لوحوش ِ ا لغاب

يحرسُهُ جُندٌ وحراب

فيه فهودٌ تؤمنُ بالحرية

وسباعٌ تأكلُ بالشوكة ِ والسكين

بقايا الأدمغة ِ البشرية

فوقَ المائدةِ الثورية

وكلابٌ بجوارِ كلاب

أذنابٌ تخبطُ في الماءِ على أذناب

وتُحني اللحيةَ بالزيت

وتعتمرُ الكوفية !

فيه ِ قرودٌ أفريقية

رُبطت في أطواق ٍ صهيونية

ترقصُ طولَ اليومِ على الألحان الأمريكية

فيه ذئاب

يعبدُ ربّ (( العرشِ ))

وتدعو الأغنام إلـى الله ِ

لكي تأكُـلها في المحراب

فيه ِ غرابٌ

لا يُشبههُ في الأوصافِ غـُراب

(( أ يـلـو لـي )) الريشِ

يطيرُ بأجنحة ٍ ملكيه

ولهُ حجمُ العقرب

لكن له صوتَ الحية

يلعنُ فرخَ (( النسر ِ))

بـكـلّ السُبـل ِ الإعلامية

ويُقاسمُهُ ــ سِـراً ــ بالأسلاب

ما بين خراب ٍ وخراب

فيه ِ نمورٌ جمهوريّة

وضباعٌ د يمقـراطية

وخفافيش ٌ دستوريه

وذبابٌ ثوريٌ بالمايوهات (( الخا كية ))

يتساقطُ فوق الأعتاب

ويُناضـلُ وسط الأكواب

(( ويدُ قُ على الأبواب

وسيفـتـحُـها الأبواب )) !

قفصٌ عصريٌ لوحوش ِ ا لغاب

لا يُسمحُ للإ نسانية

أن تد خُـلـهُ

فلقد كتبوا فوق الباب :

(( جامعةُ الدول ِ العربيّة )) !!

هذه الأرض لنا

قـُوتُ عِيالنا هنا

يهدرهُ جلا لهُ الحمار

في صالة القمار

وكلُ حقهِ بهِ

أنّ بعيرَ جدهِ

قد مرَ قبلَ غيرهِ

بهذهِ ا لأبار
****
يا شُرفاءُ

هذهِ الأرضُ لنا

الزرعُ فوقها لنا

والنفط ُ تحتها لنا

وكلُ ما فيها بماضيها وآتيها لنا

فما لنا

في البرد لا نلبسُ إِلا عُرينا ؟

وما لنا

في الجوع ِ لا نأكُلُ إلا جوعنا ؟

وما لنا نغرقُ وسط القار

في هذه ا لأبار

لكي نصوغَ فقرنا

دفئاً وزاداً وغِـنى

من أجل ِ أولاد ِ ا لزّنى ؟!

مكسب شعبي

آبارُنا الشهيدة

تنزفُ ناراً ودماً

للأمم البعيدة

ونحن في جوارها

نُطعِمُ جوعَ نارها

لكننا نجوع !

ونحملُ البردَ على جُلودنا

ونحملُ الضلوع

و نستضئُ في الدُجى

بالبدر والشموع

كي نقرأ القُرآنَ

والجريدةَ الوحيدة !
****
حملتُ شكوى الشعبِ

في قصيدتي

لحارس ِ العقيدة

وصاحب ِ ا لجلالهِ الأكيدة

قلتُ له :

شعبُكَ يا سيدَنا

صار (( على الحديدة ))

شعبُكَ يا سيدَنا

تهرأت من تحته ِ الحديدة

شعبُكَ يا سيدَنا

قد أكلَ الحديدة !

وقبلَ أن أفرغَ

من تلاوة ِ القصيدة

رأيتُهُ يغرقُ في أحزانه ِ

ويذرفُ ا لد موع
****
وبعد َ يوم ٍ

صدرَ القرارُ في الجريدة :

أن تصرفَ الحكومةُ الرشيدة

لكلّ رَبّ أسرة ٍ

. . . حد يد ة ٌ جديدة !

حكمـة

قالَ أبي :

في آيَ قُطر ٍ عربي

إن أعلنَ الذكيُ عن ذكائه ِ

فهو غبي !

أنـشـودة

شعبُنا يومَ الكفاح

رأسُهُ . . . يتبعُ قَولَه !

لا تقـُل : هاتِ السلاح

إنّ للباطل ِ دولة

ولنا خصرٌ , ومزمارٌ , وطبلة

ولنا أنظمة ٌ

لولا العِـد ا

ما بقيت في الحُكم ِ ليلة !

الـقـضـيـة

زعموا أنّ لنا

أرضاَ, وعرضاَ, وحمية

وسُيوفاَ لا تُباريها المنية

زَعَموا . .

فالأرضُ زالت

ودماءُ العِرض ِ سالت

و ولاة ٌ الأمرَ لا أمرَ لهُم

خارجَ نصّ المسرحية

كُـلُهم راع ٍ ومسئولٌ

عن التفريط ِ في حقّ الرعية !

وعن الإرهابِ والكبتِ

وتقطيع ِ أيادي ِ الناس ِ

من أجل القضية
****
والقضية

ساعة َ الميلادِ , كانت بُندقية

ثم صارت وتداً في خيمةٍ

أغرقهُ (( الزيتُ ))

فأضحى غـُصنَ زيتونٍ

. . وأمسى مزهرية

تُنعِشُ المائدةَ الخضراء

صُبحاً وعَشية

في القصورِ الملكية
****
ويقولونَ ليّ : إ ضحك !

حسناً

ها إنني أ ضحكُ من شرّ البلية ّ!

نـمـور مـن خشـب

قُتلَ (( السادات )) . . و(( الشاةُ)) هرب

قُتلَ (( الشاةُ )) . . و(( سو موزا)) هرب

و(( ا لنمير يُ)) هرب

و((د و فا لييه)) هرب

ثمّ (( ماركوس)) هرب

كُلُ مخصيّ لأمريكا

طريدٌ أو قتيلٌ مُرتقب !

كُـلُهم نِمرٌ , ولكن من خشب

يتهاوى

عندما يسحقُ رأسَ الشعبِ

فالشعبُ لهب !

كلّ مَخصيّ لأمريكا

على قائمةِ الشَطبِ

فعُقبى للبقايا

من سلاطين ِ العرب !

ذكرى

أذكرُ ذاتَ مرة ٍ

أن فمي كانَ بهِ لسان

وكانَ يا ما كان

يشكو غيابَ العدل ِ والحُرية

ويُعلنُ احتقارهُ

للشرطةِ السريةِ

لكنهُ حينَ شكا

أجرى لهُ السلطان

جراحةُ رَسمية

من بعد ما أثبتَ بالأدلةِ القطعية

أنّ لساني في فمي

زائدة ٌ دودية !

بوابة المغادرين

ملكٌ كانَ على بابِ السماء

يختمُ أوراقَ الوفودِ الزائرة

طالباً من كُلّ آتٍ نُبذ ة ٌ مُختصرة

عن أراضيهِ . . وعمن أحضره

• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة

كُنتُ في طائرةٍ مُنذُ قليل

غيرَ أني

قبلَ أن يطرفَ جَفني

جئتُ محمولاً هُنا فوقً شظايا الطائرة !

• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة

مُنذُ ساعاتٍ ركبتُ البحرَ

لكن

جئتُ محمولاً على متنِ حريق الباخرة !

• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة

وأنا لم أركبِ الجوّ

أو البحرَ

ولا أملُكُ سِعرَ التذكرة

كنتُ في وسطِ نقاشٍ أخويٌ في بلادي

غير أني

جئتُ محمولاً على متنِ رصاصِ المجزرة!

• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة

كنتُ من قبلِ دقيقة

أتمشى في الحديقة

أعجبتني وردةٌ

حاولتُ أن أقطفها . . . فاقتطفتني

وعلى باب السماواتِ رمتني

لم أكن أعلمُ أنّ الوردةَ الفيحاءُ

تغدو عبوةٌ متفجرة

• أنا من تلكَ الكُرة

. . . في انقلابٌ عسكري

• أنا من تلكَ الكُرة

اجتياحٌ أجنبي

• أنا من . . .

أعمالُ عُنفٍ في كرا تشي

• أنا . . . . .

حربٌ دائرةٌ

• ثورةٌ شعبيةٌ في القاهرة

• عُبوةٌ ناسفة

• طلقةُ قنا ص

• كمين

• طعنة ٌ في الظهرِ

• ثأرٌ

• هزةٌ أرضيةً في أنقره

• أنا . . .

• من . . .

• تلكَ ا لـ . . .

• . . . كُرة

الملاكُ اهتزّ مذهولاً

وألقى دفتره :

أأنا أجلسُ بالمقلوبِ

أم أنّي فقدتُ الذاكرة ؟

أسألُ الله الرضا والمغفرة

إن تكُن تلكَ هي ا لدُنيا

. . . فأينَ الآخِـرة ؟ !

الخلاصـه

أنا لا أدعو

إلى غير ا لسرا ط المستقيمِ

أنا لا أهجو

سوى كُلّ عُتُلّ وزنيم

وأنا أرفضُ أنّ

تُصبحَ أرضُ اللهِ غابة

وأرى فيها العِصابة

تتمطى وسط جناتِ النعيم

وضِعافَ الخلق ِ في قعرِ الجحيم

هكذا أُبدعُ فنّي

غيرَ أنّي

كلما أطلقتُ حرفاً

أطلقَ الوالي كِلابه

* * * *

آهِ لو لم يحفظِ اللهُ كلامه

لَتولتهُ الرقابة

ومحت كُلَ كلامٍ

يُغضبُ الوالي الرجيم

و لأمسى مُجملُ الذكرِ الحكيم

خمسَ كلماتٍ

كما يسمحُ قانونُ الكتابة

هي :

(( قرآنٌ كريم

. . . صَدقَ اللهُ العظيم )) !

مـؤهـلات

تنطلقُ الكلابُ في مُختلفِ الجهات

بلا مُضايقات

تَلهثُ باختيارها

تنبحُ باختيارها

تبولُ باختيارها . . واقفة

أمامَ (( عبدِ ا لـلا ت ))

بلا مُضايقات !

وتُعربُ الحميرُ عن أفكارها

بأ نكر ِ الأصوات

بلا مُضايقات

وتمرقُ الجمالُ من مراكزِ الحدودِ

في أسفارها

وتمرقُ البغالُ في آثارها

من غيرِ إثباتات

بلا مُضايقات

ونحنُ نسلَ أدمٍ

لسنا من الأحياءِ في أوطاننا

و لا من الأموات

نهربُ من ظِلالنا

مخافةَ انتهاكنا

حَظرَ التجمعات !

نهربُ للمرآةِ من وجوهِنا

ونكسرُ المرآة

خوفَ المداهمات !

نهربُ من هروبنا

مخافةَ اعتقالنا

بتهمةِ الحياة !

صِحنا بصوتٍ يائسٍ :

يا أيها الولاة

نُريدُ أن نكونَ حيوانات

نُريدُ أن نكونَ حيوانات !

قالوا لنا : هيهات

لا تأملوا أن تعملوا

لدى المخابرات !

مـوازنـة

الذي يسطو لدى الجوع ِ

على لُقمتهِ . . لصٌ حقير !

والذي يسطو على الحُكمِ

وبيتِ المالِ , والأرضِ

أمير !
* *
أيُها اللصُ الصغير

يأكُلُ الشرطيّ والقاضي

على مائدةِ اللصّ الكبير

فـبما ذا تستجير ؟

و لمن تشكو ؟

اللقا نون ِ . . والقانونُ معدومُ الضمير ؟

أ إلى خفّ بعير

تشتكي ظُلم البعير؟

* *
أيُها اللصُ الصغير

ارم ِ شكواكَ إلى بئس المصير

واستعر بعضَ سعيرِ الجوعِ

واقذفه بآبارِ السعير

واجعلِ النارَ تُدوي

واجعلِ التيجانَ تهوي

واجعلِ العرشَ يطير

هكذا العدلُ يصير

في بلادٍ تنبحُ القافلةُ اليومَ بها

والكلبُ يسير !

رحلة علاج

. . إنهُ في ليلةِ السابعِ

من شهر ِ مُحرم

شعرَ الوالي المُعظم

بانحرافٍ في المزاج

كرشُهُ السامي تَضخم

واعترى عينيهِ بعضُ الاختلاج

فأتى لندنَ من أجلِ العِلاج !
* * *
قبلَ أن يَخضعَ للتشخيصِ

بالإيمان هاج

فتيمم

بتُرابٍ إنكليزيٌ لهُ صدرٌ مُطهم

ثُمّ صلى . . . وتحمّم

ثُمّ صلى . . . وتحمّم

ثُمّ صلى . . . وتحمّم

ولدى إحساسهِ بالانزعاج

أفرغوا في حلقهِ

قنينةَ ( الشاي المُعقم )
* * *
قُلتُ للمُفتي :

كأنّ الشاي في قنينةِ الوالي نبيذ؟

قالَ: هذا ماءُ زمزم !

قُلتُ : والأنثى التي . . . ؟

قالَ : مَسَا ج !

قلتُ : ماذا عن جهنم ؟

قالَ: هذا ليسَ فُسقاً

إنّما . . . واللهُ أعلم

هو للوالي علاج

فله عينٌ مِنَ اللحمِ

. . وعينٌ من زجاج !

في جنازة حسون

بالأمسِ ماتَ جارُنا (( حسون))

وشيّعوا جُثمانَهُ

وأهلُهُ في أثرِ التابوتِ يندبون :

ويلا هُ يا حسون

أهكذا يمشي بكَ الناعون

لحُفرةٍ مُظلمةٍ يضيقُ منها الضيق

وحينَ تستفيق

يُحيطكَ المكَّلون بالحسابِ

ثمَّ يسألون

ثمَّ يسألون

ثمَّ يسألون

ويلا ه ياحسون

وفي غمارِ حالةِ التكذيبِ والتصديقِ

هتفتُ في سَمع أبي :

هل يدخُلُ الأمواتُ أيضاً يا أبي

في غُرفِ التحقيقّ؟!

فقالَ : لا يا ولدي

لكنَّهم

من غُرفِ التحقيق ِ يخرجون !



  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:57


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت