الغاية من الاصرار على كلمة " المؤقت"؟

كلمة المؤقت او تلك العبارة التي تعودنا على سماعها واحيائها بعد الثورة هي صفة او نعتا اعتمدها الكثيرون وتمسكوا بها وعارضها الكثيرون ولاموا قائليها ومردديها من ذلك مثلا رفع دعوى قضائية من طرف رئيس بلادنا الحالي في شان القناة التلفزية الاولى ولكنه خسرها امام القضاء ..فالقضاء لم يخطئ في الحكم بعدم سماع الدعوى وبطلان التهم المنسوبة لافراد الطاقم الاعلامي بالقناة باعتبار ان هاته المرحلة من تاريخ تونس هي فعلا مرحلة ظرفية عابرة وكل ما تاسس وتكونت بعد الثورة من انتخابات وتكتلات بين الافراد والجماعات الفائزة فيها في تشكيل حكومة وتعيين رئيسا للبلاد ورئيسا للمجلس التاسيسي وسن تشاريع وقوانين تاسيسية مؤقتة لبناء نظام جديد بعد الانتهاء من اعداد دستور البلاد الجديد المرتقب والدخول في انتخابات لاحقة تكون حاسمة وناتئجها ثابتة ..وان لم ينتصر اصحاب الدعوى ومن يقف وراءها قانونيا ولم يربحوا القضية و لم يستسيغوا ويقبلوا بالامر الواقع فان خسارتهم ابعد من قضية رفعت في المحاكم وقال القضاء كلمته في شانها بل الامر اخطر من ذلك بكثير ويبرز هذا في التعود والمكتسب عبر التاريخ في المجتمع التونسي ككل على مستوى الافراد والجماعات ..فلقد تعود الجميع على رئيس دولة ثابت قار تكون اوامره وقراراته وخياراته غير قابلة للرفض او النقاش احيانا كذلك الشان بالنسبة للحكومة وسادتها اصحاب الحقائب الوزارية ومسؤولي النظام برمته من اعلى الهرم الى اسفله..حتى اخر ممثل للدولة كرجل الامن او العمدة او غيرهم ممن خول لهم النظام تطبيق القوانين الفوقية بحذافرها على بقية المواطنين ..ومن نتائج هذا المؤقت بين ظفرين غياب تام للخشية من عواقب مخالفة تنفيذ الاوامر و التزام القوانين والتوجيهات التي تصدر عن سلطة يراها الجميع انها مؤقتة بعبارة اوضح القوانين والتشاريع والاوامر كلها مؤقتة باعتبارمن يقف وراءها سلطة مؤقتة زائلة عن قريب وبالتالي تفتقد لقوة السلطة او القانون كما لايمكنها امتلاك عصا غليظة وهي سلطة القوة التي ان استعملتها وجربت نفوذها بها سلطة الترويكا الحاكمة ستنعت وتوصف بالمستبدة والظالمة والمتدكترة الجديدة حتى وان كانت مجبرة ومكرهة على استقرار اوضاع البلاد وامن العباد والقطع مع الماضي ..والسعي لاعادة البناء على اسس مغايرة وثابتة جديدة بعيدا عن رموز و رواسب النظام البائد واعداء الثورة ..وان احترمت هاته السلطة الحديثة المؤقتة اهدافها ولم تحيد عن مراسيم واهداف الثورة المباركة فانها في منظور الكثيرين من المجتمع سلطة ضعيفة تنقصها الارادة ..ارادة القول وارادة الفعل والتنفيذ .. وبالتالي غاب الالتزام وغيب غالبا في الاعتراف بها او الانحناء لها او حتى مجرد احترامها والعمل الى جانبها لالشيء سوى لانها وقتية والمؤقت في نفوس البعض نقصا وعجزا وضعفا لايرتقي الى مكانة السلطة القوية المتمكنة التي يخشاها الجميع ويمتثلون لسياساتها وكل ما يصدر عنها حتى تنتهي فترها الشرعية التي خولها لها القانون وجاءت به الديمقراطية ..واما شان المعارضة فكان واجبا عليها ومطلوبا منها معارضتها حين يقتضي الامر تعارضا وموافقتها حين تستدعي مصلحة البلاد والشعب ذلك .فالحكومة ان احسنت صنيعا تشكر وان حادت وتمادت في الاخطاء تصوب وتقاوم باساليب حضرية راقية تحترم من كافة الاطراف في المجتمع حاكمة ومحكومة .. ومانراه اليوم من دور المعارضة ليس الا ثمرة من ثمار مجتمع تعود على من يمتلك سلطة القوة ولا يمتثل الا لارادتها وان كانت ظالمة مستبدة .. وكان الامريشير الى ان المؤقت هوالضعف والعجز والفشل وليس لينا وحنكة وحلما ورفقا حفاظا على الهدوء والعمل برصانة وحكمة دون جر البلاد الى الفوضى العارمة وجني ما لايحمد عقباه ..حينها لن يسلم احدا سواء ثابتا قارا او مؤقتا منتهيا .مع التاكيد على صعوبة المرحلة وضخامة التركة والعراقيل التي تحول دونها والنجاح في ظرف زمني قصير وقبل انتهاء المدة الوقتية ومع ذلك ينفذ صبر الكثير على اداء الحكومة ولا يترددوا لحظة في السعي للاطاحة بها وكان لديها عصا سحرية تنجز المطلوب منها قبل نفاذ مدة سلطتها المؤقتة.؟.
مع الود نلتقي في

شيء يعمل العار والله ! إعلام العار


المؤقت، المؤقت، المؤقت، المؤقت،....

معادش يراعوا حتى قواعد اللغة العربية ، تكرار كلمة مؤقت لدرجة أن الجملة لا عادت تفهم

شكراً عم صلاح على الموضوع