الإفطار الغني بالبروتين يخفض الشهية

أهلا و سهلا بكلٌ الأخوة بمنتدى العلوم والثقافة
و تحديدا منتدى العلوم الطبية




الإفطار الغني بالبروتين يخفض الشهية







يزيد تناول إفطار صحي وغني بالبروتين الشعور بالشبع ويخفض الشعور بالجوع، على مدار اليوم، حسب دراسة أميركية لباحثين بجامعة ميزوري بمدينة كولومبيا، نشرت بدورية "البدانة".

فباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي "الوظيفي" (fMRI) للدماغ، وجد الباحثون أن تناول الإفطار الغني بالبروتين يقلل الإشارات المتحكمة في الرغبة في الطعام وسلوك الأكل المنطلق من الرغبة في الإثابة.

وتقول الباحثة وأستاذ التغذية بجامعة ميزوري هيذر لايدي، إن الجميع يعرف أهمية تناول الإفطار، لكن الكثيرين لا يعطونها الأولوية, وهذه الدراسة تقدم دليلا إضافيا على أن وجبة الإفطار في حد ذاتها إستراتيجية قيّمة لضبط الشهية.

مسح الدماغ
قامت الباحثة في هذه الدراسة بتقييم الجوع والشبع وذلك بقياس أحاسيس الشهية المحسوسة والمؤشرات الهرمونية بجانب دوافع الإثابة النفسية المحفزة للأكل، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي "الوظيفي" للتعرف على أنشطة الدماغ بمناطق محددة منه ذات صلة بالتحفيز للطعام والحصول على الإثابة.

وبحسب لايدي، استهدفت الدراسة المراهقين الذين يهملون وجبة الإفطار، وذلك لسببين أحدهما أن عدم الإفطار مرتبط بقوة بتناول أطعمة جاهزة غير صحية والإفراط في تناول الطعام خاصة في الليل, واكتساب الأوزان والبدانة, والآخر أن 60% تقريبا من المراهقين يتجنبون الإفطار بشكل يومي.

لمدة ثلاثة أسابيع واصل بعض المراهقين المشاركين في الدراسة تجنب الإفطار، وتناول مجموعة ثانية إفطارا بقيمة 500 سعرة حرارية من الغلال واللبن (بكميات بروتين طبيعية)، وتناولت مجموعة ثالثة إفطارا بمحتوى بروتيني أعلى، كالفطائر البلجيكية بمحلى مركز ولبن زبادي.

الشهية والشبع
وأجاب في نهاية كل أسبوع، المشاركون عن أسئلة استبيان حول إحساسهم بالشهية والشبع, وقبل الغداء مباشرة أجري لهم فحص للدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي، لتحديد استجابات الدماغ النشطة.

أدت كلتا الوجبتين لزيادة الشعور بالامتلاء وانخفاض الشعور بالجوع خلال الصباح، مقارنة بمن يتجنبون الإفطار
وأظهرت نتائج الرنين المغناطيسي انخفاض نشاط الدماغ المرتبط بالتحفيز للطعام والإثابة قبل الغداء لدى المشاركين الذين يفطرون صباحا
كذلك، يؤدي ارتفاع نسبة بروتين الإفطار لتغيرات أكبر للشهية والشبع وسلوك الأكل طلبا للإثابة، مقارنة بإفطار محتواه البروتيني عادي.

تخلص لايدي إلى أن تناول إفطار صحي بمحتوى بروتيني عالي يمثل استراتيجية بسيطة للشعور بالشبع فترة أطول، وبذلك يصبحون أقل ميلا للأطعمة الجاهزة والمستخدمة لسد الجوع بين الوجبات, لكنها غالبا عالية المحتوى من السكر والدهون، وتضيف كميات سعرات حرارية كبيرة للغذاء.

ارتباط وثيق
وقالت استشارية الطب النفسي الدكتورة نهلة الإبياري للجزيرة نت إن أهمية الدراسة هي في بحثها الأحوال الطبيعية للجوع والشبع والشهية، فالمشاركون لا يعانون أمراضا عضوية أو نفسية متصلة بالشهية، لكنها اقتصرت على المراهقين مما يحول دون تعميم نتائجها.

وأشارت الإبياري لأهمية تناول الدراسة الارتباط الوثيق لنظام الإثابة بالدماغ بمركز الجوع والشبع هناك.

فبينما يتأثر مركز الجوع والشبع بمستوى سكر الدم وبعض الهرمونات مباشرة، يعمل نظام الإثابة بشكل مركب لتأثره بعوامل عضوية ونفسية واعتماده على مستقبلات عصبية "بطيئة" تشارك في ارتباطات عصبية مع المركز, لذلك يتسبب تنوع الطعام واحتواؤه بروتينا عاليا في إطالة فترة الشبع.

من ناحية أخرى ترجح الباحثة أن أهمية وجبة الإفطار تحديدا قد تكون متصلة بالساعة البيولوجية للإنسان، وهذا يحتاج لمزيد من البحث والتقصي.

معلومات جد مفيدة