منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-07, 22:27 رقم المشاركة : 13



Thread Dot 16


محبة المؤمنين



من أعمال القلوب العظيمة الثواب والجليلة الجزاء أن يحب المسلم إخوانه المسلمين محبة دينية لا لأجل غرض دنيوي.

وهذه المحبة من علامات حب العبد لله ولرسوله؛ لأن حب المؤمنين ناشئ من إيمانهم بالله تعالى؛ فهو يحب كل ما يحبه الله تعالى ويحبه رسوله -صلى الله عليه وسلم- والله ورسوله يحبون المؤمنين، ولذا فالمؤمن يحب المؤمن؛ فيحب إيمانه وطاعته وعبادته؛ وهو من علامات سعادة العبد في هذه الحياة؛ ومن أسباب تذوق حلاوة الإيمان التي لا يجدها إلا المؤمنون.

روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ).

قال الحافظ ابن رجب في كتابه فتح الباري: والحب في الله من أصول الإيمان وأعلى درجاته. وفي "المسند" عن معاذ بن أنس الجهني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن أفضل الإيمان، فقال: (أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله ) ، وفيه - أيضا - عن عمرو بن الجموح، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:( لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله، فإذا أحب لله، وأبغض لله فقد استحق الولاء من الله) ، وفيه: عن البراء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( أوثق عرى الإيمان: أن تحب في الله وتبغض في الله ). وخرج الإمام أحمد، وأبو داود عن أبي ذر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( أفضل الأعمال: الحب في الله والبغض في الله ). ومن حديث أبي أمامة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ). وخرجه أحمد، والترمذي من حديث معاذ بن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وزاد أحمد في رواية: ( وأنكح لله ).

وإنما كانت هذه الخصلة تالية لما قبلها، لأن من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما فقد صار حبه كله له، ويلزم من ذلك أن يكون بغضه لله وموالاته له ومعاداته له، وألا تبقى له بقية من نفسه وهواه، وذلك يستلزم محبة ما يحبه الله من الأقوال والأعمال، وكراهة ما يكرهه من ذلك، وكذلك من الأشخاص، ويلزم من ذلك معاملتهم بمقتضى الحب والبغض، فمن أحبه الله أكرمه وعامله بالعدل والفضل، ومن أبغضه لله أهانه بالعدل، ولهذا وصف الله المحبين له بأنهم: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ(سورةالمائدةآية54)، وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك )، فلا تتم محبة الله ورسوله إلا بمحبة أوليائه وموالاتهم وبغض أعدائه ومعاداتهم. وسئل بعض العارفين: بما تنال المحبة؟ قال: بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه، وأصله الموافقة.











 
قديم 2011-01-07, 22:43 رقم المشاركة : 14

Thread Dot 16


الإخلاص




من أعظم أعمال القلوب أهميةً ومنزلةً؛ الإخلاص لله تعالى في جميع الأمور، بل الإخلاص هو الدين كله، ولذلك قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة: 5) وقال سبحانه: ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ...) (النساء: 125).

والإخلاص مصدر أخلص يخلص وهو مأخوذ من مادّة (خ ل ص) الّتي تدلّ على تنقية الشّيء وتهذيبه.


ولقد ذكر العلماء معاني كثيرة للإخلاص، لكن أكثرها شمولاً هو قول أبي محمد سهل بن عبد الله التستري الذي يقول فيه: نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركاته وسكناته في سرِه وعلانيته لله تعالى وحده، لا يمازجه شيء لا هوى ولا نفس، ولا دنيا. (المجموع شرح المهذب 1/17).


وقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بأن يخلصوا له الدين، ويعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ومن ذلك قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) (الزمر: 11-12)، وقال تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (غافر: 65).


عن أبي أمامة الباهليّ- رضي اللّه عنه- قال: جاء رجل إلى النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذّكر، ما له؟ فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- : «لا شيء له». فأعاد ثلاث مرّات. يقول له رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- : «لا شيء له». ثمّ قال: «إنّ اللّه لا يقبل من العمل إلّا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه». رواه النسائي وغيره بسند حسن.


قال الفضيل بن عياض في تفسير قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا عليّ ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إنّ العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتّى يكون خالصا صوابا. الخالص أن يكون للّه والصّواب أن يكون على السّنّة. ثم قرأ قوله تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً.


وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميّة أنّ إخْلَاصُ الدِّينِ لِلَّهِ هُوَ الدِّينُ الَّذِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ سِوَاهُ، وَهُوَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ الْأَوَّلِينَ والآخرين مِنْ الرُّسُلِ، وَأَنْزَلَ بِهِ جَمِيعَ الْكُتُبِ، وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ أَهْلِ الْإِيمَانِ، وَهَذَا هُوَ خُلَاصَةُ الدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَهُوَ قُطْبُ الْقُرْآنِ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ رَحَاهُ. (مجموع الفتاوى 10 / 49)

ونقيض الإخلاص هو الرياء، وهو عدم إرادة وجه الله تعالى والعمل له، وذلك خطر عظيم على صاحبه، لأنه إذا عدم الإخلاص لم تنفع الأعمال الصالحة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى يعرفه نعمته فعرفها، قال فما عملت فيها: قال قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم! وقرأت القرآن ليقال: قارئ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: جواد! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على زجهه حتى ألقي في النار". رواه مسلم.









 
موضوع مغلق


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:25


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت