الكلام عن الخلافة سابق لأوانه

الكلام عن الخلافة سابق لأوانه

قد يستغرب البعض من العنوان
وقد يرفض البعض العنوان دون قراءة الموضوع ويقبل البعض الآخر دون فهم ايضا.
هذا ليس مهما بالنسية لي.
ما يشغلني حقا هو ابداء الرأي في هذا الموضوع الذي اسال الحبر واسال الدماء في عديد المرات.
بل اذهب اكثر من ذلك لأقول انه فرق الأفراد تفرقة قد تؤدي الى تطاحنات اشبه ما تكون بالقبلية رغم ما يدعيه البعض من النضج والذكاء.
ان اكبر دليل على ذلك ما نشاهده على الساحة الوطنية من احتجاجات واضطرابات واضرابات واعتصامات ورفع رايات وصيحات وجولات اختلط فيها المتعلم والجاهل الكبير والصغير العامل والبطال بين مطالب ورافض.
وهذا بغض النظر عن الشعارات المعادية للغرب والمطالبة بالقطع الفوري لكل العلاقات بما فيها الاقتصادية والعلمية والعسكرية.
وفي نفس الوقت لا يتقنون الا التهم للحكومة ويعرقلون كل سبل التواصل بالرفض للرفض
مطالبين بالعمل والحرية والديمقراطية والكرامة وسبل العيش الرغيد.
السؤال الذي يستحق الاجابة المعمقة بعيدا عن التزييف والمماطلة وقبل الحكم لهذا الطرف او ذاك هو:
كيف سيتعايش هذا الشعب المنقسم المتناحر المتعادي في ظل خلافة اسلامية؟
كيف سيعيش هذا الشعب الفقير بكل ما في كلمة فقر من معنى؟
كيف سيواجه بالجهل الذي ترسخ فيه لعقود ما وصل اليه العلم الحديث من تطور تكنولوجي وصناعي وطبي؟
شعب ذاق الأمرين في بضع ايام من تهاطل للثلوج والامطار كشفت عن حقائق مرة يعلمها القاسي والداني.
هل نحن حقا في غنى عن غيرنا من الدول الغربية؟
هل لنا القدرة والامكانيات للصمود والاعتماد على انفسنا؟
اليس من الحكمة والحنكة الاجابة على هذه الاسئلة و التفكير في هذا الجانب الهام الذي بدونه لا تستقيم الامورقبل الاندفاع الاجوف نحو المجهول؟
اليس الأفضل ان نتجه لاصلاح ما يمكن اصلاحه بالالتفاف حول طاولة واحدة لنتدارس الامور ونبحث عن الحلول التي قد توصلنا لجزء من اهدافنا الدينية والدنيوية.
اليست الفرصة مواتية لبناء جيل جديد وعلى اسس صلبة وضمن تخطيط محكم تكون حقا متجذرة من ديننا الحنيف في السلوك والمعاملات؟
جيل متخلق بخلق الاسلام يعمل بمبادئه ينمي فيه حب العمل وحب التعلم ويكون مرجعا لأجيال قادمة.
ام ان الخلافة الآن هي الحل؟
هل الخلافة وسط التفرقة الحاصلة بين الدول العربية واللامتجانسة في الرؤى والافكار ستنجح وستقود الامة الى بر الأمان؟
هل الخلافة الآن ستعيد للامة الاسلامية مجدها التي اضاعته بارادتها قبل ارادة غيرها ؟ هل تستطيع ذلك حقا؟
لا تقل الله عز وجل قادر على ذلك. الكل يعلم انه القادر القدير.وقد يستجيب لدعاء هذه الامة عندما يراها اهلا لذلك.
واظنها ليست كذلك الان.
عمل جاد وعظيم وجبار ينتظر هذه الامة ويجب السير فيه بخطى ثابته في كنف التوحد والتحابب والصدق في القول والاخلاص في العمل
عندها يمكن القول اننا اصبحنا قوة ولنا كلمتنا بين الامم
عندها يمكننا القول اننا اصبحنا شريكا فاعلا وفعالا بين الامم.

والســــلام عليكـــم

.

صدقت يا عم يوسف و جزاك الله كل خير يا غالى