منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-24, 15:27 رقم المشاركة : 61



افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ores76 مشاهدة المشاركة
سؤال الثاني



-:ما هي أسماء- يوم القيامة- التي ورد ذكرها في- القرآن الكريم:- ؟
حسب علمي أخي الكريم، أسماء يوم القيامة التي تم ذكرها في كتاب الله هي :

القيامة
الواقعة
اليوم الآخر
البعث
يوم الفصل
يوم الجمع
يوم التغابن
النبأ العظيم
الصاخة
الراجفة
الطامة الكبرى
الحاقة
القارعة
الساعة



  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-24, 18:46 رقم المشاركة : 62

افتراضي


بعض أسماء وصفات يوم القيامة في القرآن الكريم
الآخرة- الخافضة- الحاقّة- الرّاجفة- الرّادفة- الرّافعة- الساعة- الصاخّة- الغاشية- القارعة- المعاد- الواقعة- اليوم الآخر- يوم البعث- يوم تُبلى السرائر- يوم التغابن- يوم التّلاق- يوم التناد- يوم الجمع- يوم الحساب- يوم الحسرة- يوم الحق- يوم الخروج- يوم الخلود- يوم الدين- يوم عسير- يوم عظيم- يوم عقيم- يوم الفتح- يوم الفصل- يوم القيامة- يوم كبير- يوم محيط- يوم مشهود- يوم معلوم- يوم موعود- يوم الوعيد-يوم الجزاء- يوم النّدامة- يوم الشهادة- يوم النشور- يوم لاينفع مال ولابنون الاّ من اتى الله بقلب سليم.



  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-03, 15:02 رقم المشاركة : 63

Icon14 قصص التابعين





الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد فمرحبا بإخواني و أخواتي وأهلي و أحبابي أعضاء منتدى جوهرة سوفت
وعلى بركت الله نبدء





التابعون:

وهم من لم يروا النبي لكنهم أمنوا به فأتبعوه، وكان رسول الله حيًا في قلوبهم، موجودًا في حياتهم، لا يتقدمون إلا بأمره، لا ينتهون إلا بنهيه ممتثلين سنته في أقواله ووصاياه وما نقل إليهم من أفعاله.
وقد مدحهم الله تعالى في القرآن الكريم كما مدح الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ،

قال تعالى :

{ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } . التوبة 100 .




نبدء أول القصص مع التابعي الجليل

عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز




مولد عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ونشأته :


ولد عبد الملك سنة 82هـ ومات سنة 101هـ، وهو في التاسعة عشرة من عمره، في زهرة شبابه مات صافيًا لم يعرف آثام الحياة.

وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه

فتى مكتهل كان قائدًا مع أبيه, فكان نعم العون ولمّا يتجاوز السادسة عشر من عمره؛ فقد كان –رحمه الله- ابن أم ولد لعمر بن عبد العزيز، وقد أعجب به أبوه أيما إعجاب.



فضل عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ومكانته :


فضل عبد الملك لا ينكر، إلا أن شهرة أبيه الواسعة ألهت الباحثين عن ذكره كما يشغل المؤرخ دائمًا بذكر الملوك وإنجازاتهم مع اختصار دور الوزراء.

روى أبو نعيم في الحلية عن بعض مشيخة أهل الشام قال: "كنا نرى أن عمر بن عبد العزيز إنما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك".

وقال سيار بن الحكم خادم عمر: "قال ابن لعمر بن عبد العزيز يقال له عبد الملك, وكان يفضل على أبيه: يا أبي أقم الحق ولو ساعة من نهار".
وقال عمر بن عبد العزيز t: "لولا أن يكون زُيِّنَ لي من أمر عبد الملك ما يُزين في عين الوالد من ولده، لرأيت أنه أهل للخلافة". وهذا الكلام صادر من عمر، وكفى به مزكيًا، ولكن عمر يربأ بولده عن أن يكون وريثًا له في الإمارة، وإن كان لذلك أهلاً.

وروى الدورقي قال: "إن عمر قال لابنه عبد الملك يومًا: إني أخبرك خبرًا، والله ما رأيت فتى ماشيًا قط أنسك منك نسكًا، ولا أفقه فقهًا، ولا أقرأ منك، ولا أبعد من صبوة في صغر ولا كبر منك يا عبد الملك".

لأجل هذا قال ابن رجب الحنبلي في مناقب عبد الملك: "فعسى الله أن يجعل في سماع أخباره لأحد من جنسه أسوة، ولعل أحدًا كريمًا من أبناء الدنيا تأخذه بذلك حمية على نفسه ونخوة؛ ففي ذكر أمثال أخبار هذا السيد الجليل مع سنه توبيخ لمن جاوز سنه وهو بطال، ولمن كان بعيدًا عن أسباب الدنيا هو إليها ميال".



زهد عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز وتقشفه :


إنما الزاهد من مَلَكَ فترك! فليس يعد زاهدًا من لم ينل من الدنيا إلا القليل، فتعبد في صومعة، ولو فتحت عليه الدنيا لم ندر ما يكون حاله، فهذا فقيرٌ الله أعلم بنيته, إنما الزاهد من ملك الدنيا ثم تركها ابتغاء ما عند الله، وجعلها مزرعة لآخرته، وهذا الفرق بين الزهد والفقر، وقد كان رسول الله زاهدًا لا فقيرًا؛ إذا أقبلت الدنيا لا يفرح، وإذا أدبرت لا يحزن.

والزهد في حال الشيخوخة محتمل، لكنه في الشبيبة نادر، وعلى هذا الدرب كان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز.

فعن ميمون بن مهران قال: "دخلت على عبد الملك بن عمر فحضر طعامه، فأتى بقلية مدنية وهي عظام اللحم، ثم أتى بثريدة قد ملئت خبزًا وشحمًا، ثم أتى بزبد وتمر، فقلت: لو كلمت أمير المؤمنين يخصك منه بخاصة، فقال: إني لأرجو أن يكون أوفى حظًّا عند الله من ذلك، فقلت لنفسي: أنت لأبيك, ودخلت عليه مرة أخرى فإذا بين يديه ثلاثة أرغفة وقصعة فيها خل وزيت".

وقال ابن رجب الحنبلي في كتابه سيرة عبد الملك بن عمر: "لقد كان -رحمه الله- مع حداثة سنه مجتهدًا في العبادة، ومع قدرته على الدنيا وتمكنه منها راغبًا مؤثرًا للزهادة".



عبادة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز :


الشباب مظنة الاستهتار والغفلة، لذلك فإن الطاعة من الشاب أحب إلى الله تعالى من الشيخ، ومن السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "وشاب نشأ في طاعة الله"، ومن هؤلاء عبد الملك بن عمر؛ فقد قال عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز: "وفدت إلى سليمان بن عبد الملك ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا العشاء وآوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت فإذا هو في هذه الآية: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ} [الشعراء: 205، 206]، فيبكي ثم يرجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك حتى قلت سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله والحمد لله كالمستيقظ من النوم؛ لأقطع عليه ذلك شفقة عليه، فلما سمعني سكت، فلم أسمع له حسًّا -رحمه الله- فانظر رحمك الله كيف حال هذا الشاب الوزير مع ربه بالليل؟



نصيحة عبد الملك لأمير المؤمنين :

كان دائمًا يأتي بالخبر الفصل، وينطق بالكلام الجزل في القضايا العويصة, وبشجاعة يعجز عنها الأفذاذ، فموقع الوزارة من أبيه عمر جعله دائمًا ينظر إلى صلاح آخرة الأمير، وهذه مهمة الوزير الحقيقية: النصيحة الشجاعة، وليس تبرير تصرفات الأمير كأنه سكرتير خالص له!!

فقد جمع عمر بن عبد العزيز الناس واستشارهم في رد مظالم الحجاج، فكان كلما استشار رجلاً قال له: يا أمير المؤمنين ذاك أمر في غير سلطانك ولا ولايتك, فكان كلما قال له رجل ذلك أقامه، حتى خلص بابنه عبد الملك، فقال له ابنه: يا أبي ما من رجل استطاع أن يرد مظالم الحجاج فلم يردها إلا شركه فيها، فقال له عمر: لولا أنك ابني لقلت: إنك أفقه الناس؛ الحمد لله الذي جعل لي وزيرًا من أهلي عبد الملك ابني.



حلم عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز :


قليل من الناس لا تغيرهم المناصب، بل يغيرونها بأخلاقهم، واسمع لهذا الموقف من الشاب المكتهل، فعن إسماعيل بن أبي الحكم قال: غضب عمر بن عبد العزيز يومًا فاشتد به غضبه وعبد الملك حاضر، فلما سكن غضبه قال: يا أمير المؤمنين أنت في قدر نعمة الله عليك، وفي موضعك الذي وضعك الله به، وما ولاك من أمر عباده يبلغ بك الغضب ما أرى؟ قال: كيف قلت؟ فأعاد عليه الكلام، فقال له عمر: أما تغضب يا عبد الملك؟ قال: ما تغني سعة جوفي إن لم أرد فيه الغضب حتى لا يظهر منه شيء أكرهه، وفي رواية: لا والذي أكرمك بما أكرمك به، ما ملأني الغضب قط.

وذات يوم أمر عمر غلامه بأمر، فغضب عمر، فقال عبد الملك: يا أبتاه.. ما هذا الغضب والاختلاط؟ فقال عمر: إنك لتتحلم يا عبد الملك؟ فقال عبد الملك: لا والله ما هو التحلم، ولكن الحلم.

قال ابن رجب: "ومراد عبد الملك أن الحلم عنده صفة لازمة، وهو مجبول عليها، ولا يحتاج أن يصطنعه ويتكلفه من غير أن يكون عنده حقيقة".



الحزم قبل أن ينتقض العزم :


روى أبو بكر الآجري: أنه لما دفن سليمان بن عبد الملك خطب عمر الناس ونزل، ثم ذهب يتبوأ مقيلاً، فأتاه ابنه عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين, من لك أن تعيش إلى الظهر؟ قال: اُدن مني أي بني، فدنا منه، فالتزمه وقبله بين عينيه, وقال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني، وخرج فلم يُقِل، وأمر مناديًا: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها.

وعن إبراهيم بن أبي عبلة قال: "جلس عمر يومًا للناس، فلما انتصف النهار ضجر وعلَّ وملَّ، فقال للناس: شأنكم حتى أنصرف إليكم، فدخل يستريح ساعة، فجاءه عبد الملك فسأل عنه قالوا: دخل يستريح، فاستأذن عليه فأذن له، فلما دخل قال: يا أمير المؤمنين ما أدخلك؟ قال: أستريح ساعة، قال: أَوَأَمِنْتَ الموت أن يأتيك ورعيتك ينتظرونك وأنت محتجب عنهم؟ فقام من ساعته وخرج إلى الناس.



موعظة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه :

قلما تجد معزيًّا يذكر الأمير بقضية الموت، وينقل صاحب البلية من الانشغال بالبكاء على غيره للبكاء على نفسه؛ فعن يحيى بن إسماعيل قال: "مات ابن لعمر بن عبد العزيز، فكشف عمر الثوب عن وجهه، وجعل يستدمع، فجاء عبد الملك فقال: أشغلك يا أمير المؤمنين ما أقبل من الموت إليك؟ بل وهو في شغل عما حل لديك، فكأنك قد لحقت به وساويته تحت التراب بوجهك، فبكى عمر ثم قال: رحمك الله يا بني فوالله إنك لعظيم البركة، نافع الموعظة لمن وعظت، ولكن جزعي لما علمت أن ملك الموت دخل داري، فراعني دخوله، فكان الذي رأيت.



تورع عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز عن الحرام :


إن المال المتراكم لدى الأمراء الناتج عن سوء استخدام السلطات أو الهدايا التي تأتيهم من الرعية رغبًا ورهبًا كان لعبد الملك فيها رأي, فقال عمر يومًا لمولاه مزاحم: إن هؤلاء القوم -يعني بني عمه من الخلفاء الذين كانوا من قبله- قد أعطونا عطايا، وما كان لنا أن نتقبلها، وإن ذلك صار إليّ، وليس عليّ فيها دون الله محاسب. فقال له مزاحم: يا أمير المؤمنين هل تدري كم عيالك؟ هم كذا وكذا، فذرفت عيناه فجعل يستدمع ويقول: أكِلَُهم إلى الله ثم انطلق مزاحم من ساعته حتى استأذن على عبد الملك، فقال له عبد الملك: ما جاء بك يا مزاحم؟ هل حدث حدث؟ قال: اشتد الحدث عليك وعلى بني أبيك، قال: وما ذاك؟ قال: دعاني أمير المؤمنين، وذكر القصة..

فقال عبد الملك: فما قلت له؟ قال قلت: يا أمير المؤمنين أتدري كم عيالك؟ هم كذا وكذا، قال: فما قال لك؟ قال: جعل يستدمع ويقول: أكِلُهم إلى الله , فقال عبد الملك: بئس وزير الدين أنت يا مزاحم, ثم وثب وانطلق إلى باب عمر، فاستأذن عليه، فقيل: إن أمير المؤمنين وضع رأسه للقائلة، فقال: استأذن لا أم لك, فسمع عمر الكلام فقال: دعه فدخل، فقال عمر: ما حاجتك يا بني هذه الساعة؟ قال: حديث حدثنيه مزاحم, قال: فأين وقع رأيك من ذلك؟ قال: عليّ إنفاذه ومن الساعة، فحمد عمر ربه وقال: نَعَمْ يا بني, أصلي الظهر ثم أصعد المنبر وأردها علانية على رءوس الناس، فقال عبد الملك: ومن لك بالظهر؟ ومن لك إن بقيت للظهر أن تسلم لك نيتك؟ فقال عمر: تفرق الناس ورجعوا للقائلة، قال عبد الملك: تأمر المنادي فيجمع الناس، ففعل عمر, والمراد أن عبد الملك حثه على فعل ذلك، وعلى المبادرة إليه حين عزم عليه؛ خشية أن تنفسخ نيته إن أخره، أو يموت قبل الفعل؛ فقد ينوي المرء خيرًا لكن التكاسل والتسويف يمحقان أثر هذه النية.



هوان نفسه في سبيل الله :


قال ميمون بن مهران: قال عبد الملك بن عمر لأبيه يومًا: يا أبى ما منعك أن تمضي لما تريد من العدل؟ فوالله ما كنت أبالي لو غَلتْ بي وبك القدور في ذلك.

يعني: نعذب في سبيل إقامة الحق ولو وضعنا في القدور التي يغلي فيها الزيت الحار.

وقال عمر يومًا: والله لوددت أني عدلت يومًا واحدًا وأن الله توفى نفسي.. فقال عبد الملك: أنا والله لوددت أني عدلت فواق ناقة وأن الله توفى نفسي، فقال عمر: آلله؟ فقال عبد الملك: آلله, ولو غَلتْ بي وبك القدور، فقال عمر: جزاك الله خيرًا.

وقال لأبيه ذات يوم: ماذا أنت قائل لربك غدًا إن سألك وقد تركت حقًّا لم تحيه، وباطلاً لم تمته؟



وفاة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز :


قال عمر ذات يوم لعبد الملك ابنه: ما كنت أحب أن أراه فيك إلا قد رأيته إلا شيئًا واحدًا قال: ما هو؟ قال: موتك (أي يبتلى بفقده، فيكون في صحيفة حسناته) قال: أراكه الله، فأصابه الطاعون في خلافة أبيه، فمات قبل أبيه وعمره تسعة عشر عامًا، ووقف عمر على قبره وقال: رحمك الله يا بني، فلقد كنت برًّا بأبيك، وما زلت منذ وهبك الله لي مسرورًا، ولا والله ما كنت أشد سرورًا ولا أرجى لحظي من الله فيك منذ وضعتك في الموضع الذي صيرك الله إليه، فرحمك الله وغفر ذنبك، وجزاك بأحسن عملك، وتجاوز عن سيئه، ورحم كل شافع يشفع لك من شاهد وغائب، رضينا بقضاء الله، وسلمنا لأمره والحمد لله رب العالمين.

رحم الله عبد الملك بن عمر، وأسكنه فسيح جناته.. آمين.

يتبع...



آخر تعديل ABDELBAKI 2011-07-03 في 15:07.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-04, 14:25 رقم المشاركة : 64

Icon1


الأحنف بن قيس



نسبه وقبيلته

هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين التميمي السعدي، أبو بحر البصري، والأحنف لقب، واسمه الضحاك و قيل: صخر ابن أخي صعصعة، ولقب بالأحنف لحنف كان برجله، وعده أصحاب السير من الطبقة الثانية من كبار التابعين، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث.
وهو من أهل البصرة وقدم إلى المدينة في عهد عمر بن الخطاب، ورحل إلى مرو وهراة ونيسابور فاتحًا ومات بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير.



إسلامه ودعاء رسول الله له

أسلم الأحنف بن قيس في حياة رسول الله ولم يره، إلا أن الرسول دعا له، يقول الأحنف بن قيس: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفان t إذ جاء رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال: ألا أبشرك؟ فقلت: بلى قال: هل تذكر إذ بعثني رسول الله إلى قومك بني سعد؟ فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنه ليدعوكم إلى خير، وما حسن إلا حسنًا، فبلغت ذلك إلى رسول الله فقال رسول الله : "اللهم اغفر للأحنف". فقال الأحنف: هذا من أرجى عملي عندي.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث.



الصحابة الذين تعلم على أيديهم

قدم الأحنف المدينة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، مما أتاح له مقابلة عدد كبير من كبار الصحابة ليتعلم منهم ويأخذ عنهم، مما كان له من كبير الأثر في حياته، فتعلم من سيدنا عمر بن الخطاب، وتعلم من علي بن أبي طالب، وجلس مع أبي ذر الغفاري، وأخذ عن عثمان بن عفان، وتعلم من عبد الله بن مسعود، وغيرهم من أصحاب النبي .



أثر الصحابة فيه

عمر بن الخطاب

كان للصحابة أثرًا قويًا في نفوس التابعين، وممن تأثر بالصحابة y، وتربى على أيديهم الأحنف بن قيس خاصةً من سيدنا عمر بن الخطاب ومن مواقفه التي تدل على أن سيدنا عمر كانت له توجيهات قوية، وتأثيرًا كبيرًا في نفس الأحنف ما يرويه عن موقفه معه فيقول: قدمت على عمر بن الخطاب t فاحتبسني عنده حولاً، فقال: يا أحنف، إني قد بلوتك وخبرتك فرأيت علانيتك حسنة، وأنا أرجو أن تكون سريرتك على مثل علانيتك، وإنا كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم.

وعن الأحنف بن قيس قال: خرجنا مع أبي موسى وفودًا إلى عمر، وكانت لعمر ثلاث خبزات يأدمهن يومًا بلبن ويومًا بسمن ويومًا بلحم عريض ويومًا بزيت، فجعل القوم يأكلون ويعذرون فقال عمر: إني لأرى تعذركم وإني لأعلمكم بالعيش، ولو شئت لجعلت كراكر وأسنمة وصلاء وصنابًا وصلائق، ولكن أستبقي حسناتي إن ذكر قومًا فقال: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ}.

ويقول سيدنا عمر بن الخطاب للأحنف مربيًا: يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه.

صعصعة بن معاوية

وممن كان له أثرًا كبيرًا في نفس الأحنف عمه صعصعة الذي تعلم منه الحلم والأناة تلك الخصلة التي يحبهما الله ، يقول الأحنف بن قيس لأصحابه يومًا: أتعجبون من حلمي وخُلقي؟ إنما هذا شيء استفدته من عمي صعصعة بن معاوية، شكوت إليه وجعًا في بطني فأسكتني مرتين ثم قال لي: بابن أخي لا تشك الذي نزل بك إلى أحد؛ فإن الناس رجلان: إما صديق فيسوءه، وإما عدو فيسره، ولكن اشك الذي نزل بك إلى الذي ابتلاك، ولا تشك قط إلى مخلوق مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه مثل الذي نزل بك، بابن أخي إن لي عشرين سنة لا أرى بعيني هذه سهلاً ولا جبلاً فما شكوت ذلك لزوجتي ولا غيرها.

قيس بن عاصم المنقري

وممن رباه أيضًا على الحلم قيس بن عاصم المنقري، وقد سئل الأحنف بن قيس يومًا: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري لقد اختلفنا إليه فى الحلم كما يختلف إلى الفقهاء، فبينا نحن عنده يوما وهو قاعد بفنائه محتب بكسائه، أتته جماعة فيهم مقتول ومكتوف فقالوا: هذا ابنك قتله ابن أخيك قال: فوالله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له في المسجد فقال: أطلق عن ابن عمك، ووار أخاك، واحمل إلى أمه مائة من الإبل فإنها غريبة.



أثره في الآخرين

كان للأحنف بن قيس أثرًا في نفوس الآخرين فكان يجلس مع مصعب بن الزبير على سريره فجاء يومًا ومصعب ماد رجليه فلم يقبضهما، وقعد الأحنف فزحم بعض الزحم فرأى ذلك فيه فقال: عجبًا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين.

وكتب الأحنف بن قيس إلى صديق له ينصحه: أما بعد فإذا قدم عليك أخ لك موافق فليكن منك مكان سمعك وبصرك، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف، ألا تسمع إلى قول الله لنوح في شأن ابنه:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} يقول: ليس من أهل ملتك، فانظر إلى هذا وأشباهه فاجعلهم كنوزك وذخائرك وأصحابك في سفرك وحضرك، فإنك إن تقربهم تقربوا منك، وإن تباعدهم يستغنوا بالله والسلام.



مواقفه مع عمر بن الخطاب

أوفد أبو موسى الأشعري وفدًا من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب فيهم الأحنف بن قيس، ولم يكن عمر رأى الأحنف قبل ذلك، فلما دخلوا عليه تكلم كل رجلاً فيهم في خاصة نفسه وكان الأحنف آخر القوم، فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال: يا أمير المؤمنين إن أهل الشام نزلوا منازل أهل قيصر، وإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه، وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار العذبة والجنان الحسنة، وفي مثل عين البعير وأتتهم ثمارهم قبل أن يحصدوا، وإن أهل البصرة نزلوا في سنحة نشاشة لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها، طرفها في بحر أجاج وطرفها بالفلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مدى النعامة، فارفع خسيستنا ولا تفشي وقيصتنا وزد في رجالنا رجالاً وفي عيالنا عيالاً، وأصغر درهمنا وأكبر فقيرنا، ومر بنهر يكرى لنا نستعذب منه فقال عمر للقوم: أعجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد قال الأحنف: فما زالت بعد أسمعها من الناس هذا والله السيد.

وعن الفضل بن عميرة قال: أن الأحنف بن قيس قدم على عمر بن الخطاب في وفد من العراق، وكان ذلك في يوم صائف شديد الحر وهو متحجز بعباءة يهنأ يهنأ. - يقال: هنأت البعير أهنؤه إذا طليته بالهناء وهو القطران -. ببعير من إبل الصدقة فقال: يا أحنف ضع ثيابك، وهلم وأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه من إبل الصدقة فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين فقال رجل: يغفر الله لك يا أمير المؤمنين فهلا تأمر عبدًا من عبيد الصدقة فيكفيك هذا؟ فقال عمر: يا ابن فلانة، وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف بن قيس هذا؟ إنه من ولي أمر المسلمين فهو عبد للمسلمين، يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة.

وروي أن عمر ذكر بني تميم فذمهم، فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلم، قال: إنك ذكرت بني تميم بالذم، وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح، فقال: صدقت فقفا بقول حسن فقام رجل كان يناوئ الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم فقال: اجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف.



مواقفه مع معاوية بن أبي سفيان

قال يزيد بن معاوية أرسل أبي إلى الأحنف بن قيس فلما وصل إليه قال له: يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟ قال: يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة وبهم نصول على كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فارضهم؛ يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلاً فيملوا حياتك ويودوا وفاتك ويكرهوا قربك، فقال له معاوية بن أبي سفيان: لله أنت يا أحنف لقد دخلت علي وأنا مملوء غضبا وغيظا على يزيد. فلما خرج الأحنف من عنده رضي عن يزيد، وبعث إليه بمائتي ألف درهم ومائتي ثوب، فأرسل يزيد إلى الأحنف بمائة ألف درهم ومائة ثوب فقاسمه إياها على الشطر.

ومن مواقفه مع معاوية أنه وفد عليه فقال له: أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفين والمخذل عن عائشة أم المؤمنين! قال: لا تؤنبنا بما مضى منا، ولا ترد الأمور على أدبارها، فإن القلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا، والسيوف التي قاتلناك بها على عواتقنا، فلما خرج قالت أخت معاوية: من هذا الذي يتهدد؟ قال: هذا الذي إن غضب؛ غضب لغضبه مائة ألف من تميم، لا يدرون فيم غضب.



من أهم ملامح شخصيته

عبادته

لقد كانت عامة صلاة الأحنف بالليل، وكان يضع المصباح قريبًا منه فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول: حس، ثم يقول: يا أحنف ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا.

وقد قيل للأحنف بن قيس: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه.

خوفه ومحاسبته لنفسه

كان الأحنف بن قيس يقول: عرضت عملي على عمل أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونًا بعيدًا لا نبلغ أعمالهم، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم مكذبون بكتاب الله وبرسل الله مكذبون بالبعث بعد الموت، فقد وجدت من خيرنا منزلة قومًا خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا.

وكان يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك، وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.

وصعد الأحنف بن قيس فوق بيته يومًا فأشرف على جاره فقال: سوءة سوءة، دخلت على جاري بغير إذن لا صعدت فوق هذا البيت أبدًا.

شجاعته

عرف عن الأحنف بن قيس أنه كان من الشجعان، فيرُوى أن عمر بن الخطاب t بعثه على جيش قِبَل خراسان فبيتهم العدو ليلاً ففرقوا جيوشهم أربعة جيوش، وأقبلوا معهم الطبول ففزع الناس وكان أول من ركب الأحنف فأخذ سيفه فتقلده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول:

إن على كل رئيس حقًا *** أن يخضب القناة أو تندقا

ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، فلما فقد أصحابه الصوت انهزموا ثم حمل على الكردوس الآخر ففعل مثل ذلك، ثم حمل على الآخر ففعل، ثم حمل على الآخر ففعل مثل ذلك، وهو وحده ثم جاء الناس وقد انهزم العدو فاتبعهم الناس يقتلون ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لها: مرو الروذ.

حلمه

اشتهر الأحنف بحلمه، ولقد عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة، وقيل إن رجلاً خاصم الأحنف وقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشرًا فقال: لكنك إن قلت عشرًا لم تسمع واحدة.

تواضعه

ومما عرف عنه تواضعه ومن ذلك أنه استعمل على خراسان، فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة قال: فلم يوقظ أحدًا من غلمانه ولا جنده، وانطلق يطلب الماء قال: فأتى على شوك وشجر حتى سالت قدماه دمًا فوجد الثلج قال: فكسره واغتسل، قال: فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين قال: فلبسهما فلما أصبح أخبر أصحابه فقالوا: والله ما علمنا بك.

رجاحة عقله

يقول هشام بن عقبة: شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم فتكلم فيه وقال: احتكموا قالوا: نحتكم ديتين قال: ذاك لكم فلما سكتوا قال: أنا أعطيكم ما سألتم، فاسمعوا إن الله قضى بدية واحدة، وإن النبي قضى بدية واحدة، وإن العرب تعاطي بينها دية واحدة، وأنتم اليوم تطالبون، وأخشى أن تكونوا غدًا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم قالوا: ردها إلى دية.



من كلماته

قال الأحنف بن قيس: الكامل من عدت هفواته، ولا تعد إلا من قلة.

وقال: ليس فضل الحلم أن تُظلم فتحلم حتى إذا قدرت انتقمت، ولكنه إذا ظُلِمت فحلمت ثم قدرت فعفوت.

وسُئل الأحنف بن قيس عن الحلم فقال: أن تصبر على ما تكره قليلاً.

وقال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي مالا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.

وعن الأحنف بن قيس قال: في خلال ثلاث ما أذكرها إلا أن يعتبر رجل بخلق صالح، ما أتيت باب سلطان قط إلا أن دعا، ولا دخلت بين اثنين قط إلا أن يأمراني، ولا خلفت أحدًا بعده بسوء قط.

ويقول: ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الآتي طعامًا لم يدع إليه، والمتآمر على رب البيت في بيته، وطالب الفضل من أعدائه، وراجي الخير من اللئام، والمقبل بحديثه على من لا يسمعه، والجالس في المجلس الذي لا يستأهله، والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه، والمتقدم بالدالة على السلطان.



وفاته

كان موته بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين ومشى مصعب في جنازته وقال مصعب يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرأي.

ولقد مات الأحنف بن قيس في دار ابن أبي عصيفير بالكوفة، فجاءت امرأة على بغل في رحالة وحولها جماعة نساء فقالت: أيها الأمير إن ابن عمي مات بأرض غربة فأذن لي أندبه فقيل: شأنك فقالت: لله درك من مجن في جنن، ومدرج في كفن، أسأل الله الذي ابتلانا بفقدك وفجعنا بيومك، أن يوسع لك في لحدك، وأن يكون لك في يوم حشرك، ثم أقبلت على الناس فقالت: أيها الناس إن أولياء الله في بلاده شهود على عباده وإنا لقائلون حقًا ومثنون صدقًا ثم قالت: أما والدي كنت من أمره إلى مدة، ومن المضمار إلى غاية من الموت إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك. لقد عشت حميدًا مودودًا، ومت شهيدًا فقيدًا، ولقد كنت في المحافل شريفًا، وعلى الأرامل عطوفًا، ومن الناس قريبًا، وفيهم غريبًا، وإن كنت لمسودًا، وإلى الخلفاء موفدًا، وإن كانوا لفقدك لمستمعين ولرأيك لمتبعين.

يتبع...



  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-05, 14:30 رقم المشاركة : 65

Icon1


الحسن البصري



الحسن البصري نسبه وقبيلته

هو الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري ويقال مولى أبي اليسر كعب بن عمرو السلمي. وكان أبوه مولى جميل بن قطبة وهو من سبي ميسان، سكن المدينة وأُعتِق وتزوج بها في خلافة عمر بن الخطاب فولد له بها الحسن رحمة الله عليه لسنتين بقيتا من خلافة عمر. وأمة خيرة مولاة لأم سلمة أم المؤمنين كانت تخدمها، وربما أرسلتها في الحاجة فتشتغل عن ولدها الحسن وهو رضيع فتشاغله أم سلمة بثدييها فيدران عليه فيرضع منهما، فكانوا يرون أن تلك الحكمة والعلوم التي أوتيها الحسن من بركة تلك الرضاعة من الثدي المنسوب إلى رسول الله، ثم كان وهو صغير تخرجه أمه إلى الصحابة فيدعون له وكان في جملة من يدعو له عمر بن الخطاب قال: اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس.

عدَّه ابن سعد في طبقاته من الطبقة الثانية وهم دون من قبلهم في السن.



بلد المعيشة والرحلات

أصله من ميسان، ولد ونشأ بالمدينة بين الصحابة، وسافر إلى كابل، وكان كاتبًا للربيع بن زياد في خراسان في عهد سيدنا معاوية بن أبي سفيان y وسكن بعد ذلك البصرة، وعرف بالحسن البصري.



الصحابة الذين تعلم على أيديهم

ولد الحسن البصري في المدينة ونشأ بين الصحابة رضوان الله عليهم، مما دفعه إلى التعلم من الصحابة، والرواية عنهم، ورأى الحسن البصري عدد من الصحابة وعاش بين كبار كعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله، وروى عن عمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة وسمرة بن جندب وأبي بكرة الثقفي والنعمان بن بشير وجابر وجندب البجلي وابن عباس وعمرو بن تغلب ومعقل بن يسار والأسود ابن سريع وأنس بن مالك وروى عن عدد كبير من الصحابة.



أثر التابعين فيه

كما كان للصحابة أثرًا في تربية الحسن بسبب نشأته بينهم، وتعلمه على أيديهم، كان لبعض التابعين أثرًا كبيرًا في نفسه: فلقد روي أنه كان يقص في الحج فمر به علي بن الحسين رضي الله عنهما فقال له: يا شيخ، أترضى نفسك للموت؟ قال: لا قال: فلله في أرضه معاد غير هذا البيت، قال: لا قال: فثم دار للعمل غير هذه الدار، قال: لا قال: فعملك للحساب، قال: لا قال: فلم تشغل الناس عن طواف البيت قال: فما قص الحسن بعدها.



أثره في الآخرين

إن رجلاً تربى على يد الصحابة وأخذ عنهم وتعلم منهم تجد له آثارًا واضحة في الآخرين، فعن إياس بن أبي تميمة يقول: شهدت الحسن في جنازة أبي رجاء على بغلة والفرزدق إلى جنبه على بعير، فقال له الفرزدق: قد استشرفنا الناس يقولون: خير الناس، وشر الناس قال: يا أبا فراس، كم من أشعث أغبر ذي طمرين خير مني؟ وكم من شيخ مشرك أنت خير منه؟ ما أعددت للموت؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله قال: إن معها شروطًا فإياك وقذف المحصنة قال: هل من توبة؟ قال: نعم.

وخرج الحسن من عند ابن هبيرة فإذا هو بالقراء على الباب فقال: ما يجلسكم ها هنا؟ تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء، أما والله ما مجالستهم مجالسة الأبرار، تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم، قد فرطحتم نعالكم وشمرتم ثيابكم وجززتم شعوركم فضحتم القراء فضحكم الله، والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم أبعد الله من أبعد.



موقفه مع ابن سيرين

كان بين الحسن البصري وبين محمد بن سيرين هجرة، فكان إذا ذكر ابن سيرين عند الحسن يقول: دعونا من ذكر الحاكة، وكان بعض أهل ابن سيرين حائكًا، فرأى الحسن في منامه كأنه عريان، وهو قائم على مزبلة يضرب بالعود، فأصبح مهموما برؤياه، فقال لبعض أصحابه: امض إلى ابن سيرين، فقص عليه رؤياي على أنك أنت رأيتها، فدخل على ابن سيرين وذكر له الرؤيا فقال ابن سيرين: قل لمن رأى هذه الرؤيا، لا تسأل الحاكة عن مثل هذا. فأخبر الرجل الحسن بمقالته، فعظم لديه، وقال: قوموا بنا إليه، فلما رآه ابن سيرين، قام إليه وتصافحا وسلم كل واحد منهما على صاحبه، وجلسا يتعاتبان، فقال الحسن: دعنا من هذا، فقد شغلت الرؤيا قلبي. فقال ابن سيرين: لا تشغل قلبك، فإن العري عري من الدنيا، ليس عليك منها علقة وأما المزبلة فهي الدنيا، وقد انكشفت لك أحوالها، فأنت تراها كما هي في ذاتها، وأما ضربك بالعود، فإنه الحكمة التي تتكلم بها وينتفع بها الناس. فقال له الحسن: فمن أين لك أني أنا رأيت هذه الرؤيا? قال ابن سيرين: لما قصها علي فكرت، فلم أر أحدًا يصلح أن يكون رآها غيرك.



موقف الحسن البصري مع عمر بن عبد العزيز

كتب الحسن بن أبي الحسن إلى عمر بن عبد العزيز: أما بعد يا أمير المؤمنين، اعلم أن الدنيا ليست بدار إقامة وإنما أهبط آدم إليها عقوبة؛ فبحسب من لا يدري ثواب الله أنه ثواب، وبحسب من لا يدري عقاب الله أنه عقاب، ليست صرعتها كالصرعة تهين من أكرمها، وتذل من أعزها، وتفقر من جمعها، ولها في كل حين قتيل، فالزاد منها تركها والغنى فيها فقرها، هي والله يا أمير المؤمنين كالسم يأكله من لا يعرفه ليشفيه وهو حتفه؛ فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحه يحتمي قليلاً مخافة ما يكره طويلاً، ويصبر على شدة الدواء مخافة البلاء، فأهل البصائر الفضائل فيها يا أمير المؤمنين مشيهم بالتواضع، وملبسهم بالاقتصاد، ومنطقهم بالصواب، ومطعمهم الطيب من الرزق، قد نفذت أبصارهم في الآجل كما نفذت أبصارهم في العاجل، فخوفهم في البر كخوفهم في البحر، ودعاؤهم في السراء كدعائهم في الضراء، ولولا الأجل الذي كتب عليهم لم تقر أرواحهم في أبدانهم إلا قليلاً خوفًا من العقاب وشوقًا إلى الثواب، عظم الخالق في أعينهم وصغر المخلوق عندهم فارض منها بالكفاف وليكفك ما بلغك المحل.



من ملامح شخصية الحسن البصري

عبادته وعلمه

كان الحسن البصري صوامًا قوامًا، فكان يصوم الأشهر الحرم والاثنين والخميس. ويقول ابن سعد عن علمه: كان الحسن جامعًا عالمًا عاليًا رفيعًا ثقة مأمونًا عابدًا ناسكًا كبير العلم فصيحًا جميلاً وسيمًا وكان ما أسند من حديثه وروى عمن سمع منه فحسن حجة، وقدم مكة فأجلسوه على سرير واجتمع الناس إليه فحدثهم، وكان فيمن أتاه مجاهد وعطاء وطاووس وعمرو بن شعيب فقالوا أو قال بعضهم: لم نر مثل هذا قط.

وكان أنس بن مالك يقول: سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا.

وقال أبو سعيد بن الأعرابي في طبقات النساك: كان عامة من ذكرنا من النساك يأتون الحسن ويسمعون كلامه ويذعنون له بالفقه في هذه المعاني خاصة، وكان عمرو بن عبيد وعبد الواحد بن زيد من الملازمين له، وكان له مجلس خاص في منزله لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك وعلوم الباطن، فإن سأله إنسان غيرها تبرم به وقال: إنما خلونا مع إخواننا نتذاكر، فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث والفقه وعلم القرآن واللغة وسائر العلوم، وكان ربما يسأل عن التصوف فيجيب، وكان منهم من يصحبه للحديث، وكان منهم من يصحبه للقرآن والبيان، ومنهم من يصحبه للبلاغة، ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص كعمرو بن عبيد وأبي جهير وعبد الواحد بن زيد وصالح المري وشميط وأبي عبيدة الناجي وكل واحد من هؤلاء اشتهر بحال يعني في العبادة.

وعن بكر بن عبد الله المزني قال: من سره أن ينظر إلى أفقه من رأينا فلينظر إلى الحسن.

وقال قتادة: كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام.

خوفه وخشيته

ومما يعرف عن الحسن البصري شدة خوفه وخشيته لله ، ومن ذلك ما رواه حميد الطويل قال: خطب رجل إلى الحسن فكنت أنا السفير بينهما قال: فكأن قد رضيه، فذهبت يوما أثني عليه بين يديه فقلت: يا أبا سعيد، وأزيدك أن له خمسين ألف درهم قال: له خمسون ألفًا ما اجتمعت من حلال، قلت: يا أبا سعيد إنه ما علمت لورع مسلم، قال: إن كان جمعها من حلال فقد ضن بها عن حق، لا والله لا يجري بيننا وبينه صهر أبدا.

وعن علقمة بن مرثد في ذكر الثمانية من التابعين قال: وأما الحسن فما رأينا أحدًا أطول حزنًا منه، ما كنا نراه إلا حديث عهد بمصيبة. ويقول يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما. وعن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غدًا في النار ولا يبالي.

قوله الحق

لما ولي عمر بن هبيرة الفزاري العراق وأضيفت إليه خراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك؛ استدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي وذلك في سنة ثلاث ومائة فقال لهم: إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده، وأخذ عليهم الميثاق بطاعته، وأخذ عهدنا بالسمع والطاعة، وقد ولاني ما ترون فيكتب إلي بالأمر من أمره فأقلده ما تقلده من ذلك الأمر فما ترون؟ فقال ابن سيرين والشعبي قولاً فيه تقية، فقال ابن هبيرة: ما تقول يا حسن؟ فقال: يا ابن هبيرة، خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله، وأوشك أن يبعث إليك ملكًا فيزيلك عن سريرك ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا ينجيك إلا عملك، يا ابن هبيرة، إن تعص الله فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرًا لدين الله وعباده؛ فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسن فقال الشعبي لابن سيرين سفسفنا له فسفسف لنا.

بذله النصيحة


وكان الحسن ناصحًا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وكتب إليه عمر بن عبد العزيز: أنصحني فكتب إليه: إن الذي يصحبك لا ينصحك، والذي ينصحك لا يصحبك.

ولما كانت فتنة بن الأشعث إذ قاتل الحجاج بن يوسف انطلق عقبة بن عبد الغافر وأبو الجوزاء وعبد الله بن غالب في نفر من نظرائهم فدخلوا على الحسن فقالوا: يا أبا سعيد، ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام، وترك الصلاة وفعل وفعل؟ فقال الحسن: أرى أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، قال: فخرجوا من عنده وهم يقول نطيع هذا العلج، فخرجوا مع بن الأشعث؛ فقتلوا جميعًا.

وعن حمزة الأعمى قال ذهبت بي أمي إلى الحسن فقالت يا أبا سعيد ابني هذا قد أحببت أن يلزمك فلعل الله أن ينفعه بك قال فكنت أختلف إليه فقال لي يوما يا بني أدم الحزن على خير الآخرة لعله أن يوصلك إليه وأبك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين قال وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي وآتيه مع الناس وهو يبكي وربما جئت وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه قال فقلت له يوما يا أبا سعيد إنك لتكثر من البكاء قال فبكى ثم قال يا بني فما يصنع المؤمن إذا لم يبك يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكيا فافعل لعله يراك على حالة فيرحمك بها فإذا أنت قد نجوت من النار.

روى عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون فقال إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون.

شجاعته

كان الحسن البصري أشجع أهل زمانه كما يقول هشام بن حسان، وكان جعفر بن سليمان يقول: كان الحسن من أشد الناس، وكان المهلب إذا قاتل المشركين يقدمه.

زهده واستغناؤه عن الناس

كان الحسن البصري من الزاهدين حقاً فهو الذي زهد فيما عند الملوك فرغبوا فيه واستغنى عن الناس وما في أيديهم فأحبوه، فعن يونس بن عبيد قال: أخذ الحسن عطاءه فجعل يقسمه، فذكر أهله حاجة فقال لهم: دونكم بقية العطاء أما إنه لا خير فيه إلا أن يصنع به هذا.

وعن خالد بن صفوان قال: لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال: يا خالد أخبرني عن حسن أهل البصرة؟ قلت: أصلحك الله أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في مجلسه، وأعلم من قلبي به أشبه الناس سريرة بعلانية وأشبهه قولاً بفعل، إن قعد على أمر قام به وإن قام على أمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، رأيته مستغنيًا عن الناس ورأيت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك كيف يضل قوم هذا فيهم؟! وعن مطر قال: دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه.

معرفته لحقوق إخوانه

لقد كان الحسن البصري ممن يعرف للإخوة حقوقها، فعن معمر عن قتادة قال: دخلنا على الحسن وهو نائم وعند رأسه سلة فجذبناها فإذا خبز وفاكهه وجعلنا نأكل فانتبه فرآنا فسره فتبسم وهو يقرأ {أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ}. وعن جرير بن حازم قال: كنا عند الحسن وقد انتصف النهار وزاد فقال ابنه: خفوا عن الشيخ، فإنكم قد شققتم عليه فإنه لم يطعم طعامًا ولا شرابًا، قال: مه وانتهره، دعهم فوالله ما شيء أقر لعيني من رؤيتهم أو منهم، إن كان الرجل من المسلمين ليزور أخاه فيتحدثان ويذكران ويحمدان ربهما حتى يمنعه قائلته. ولقي الحسن بن أبي الحسن البصري بعض إخوانه فلما أراد أن يفارقه خلع عمامته فألبسه إياه وقال: إذا أتيت أهلك فبعها واستنفق ثمنها.



من كلمات الحسن البصري

يقول الحسن: بئس الرفيقان الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقاك.

وقال الحسن: أهينوا الدنيا فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها.

وكان يقول: اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم فإنهم سيصحبونك بمثله.

ومن أقواله: فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا.

وروى ثابت عنه قال: ضحك المؤمن غفلة من قلبه.

وسأله رجل فقال له: يا أبا سعيد، ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة فقال: يا أبا سعيد ما الصبر والسماحة؟ قال: الصبر عن معصية الله، والسماحة بأداء فرائض الله.



موقف الوفاة

يقول أبو طارق السعدي: شهدت الحسن عند موته يوصي فقال لكاتب: اكتب هذا ما يشهد به الحسن بن أبي الحسن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله من شهد بها صادقًا عند موته دخل الجنة، ولما حضرته الوفاة جعل يسترجع فقام إليه ابنه فقال: يا أبت قد غممتنا، فهل رأيت شيئًا؟ قال: هي نفسي لم أصب بمثلها.



وفاة الحسن البصري

قال رجل لابن سيرين: رأيت كأن طائرًا آخذًا الحسن حصاه في المسجد فقال ابن سيرين: إن صدقت رؤياك مات الحسن قال: فلم يلبث إلا قليلا حتى مات.

ومات الحسن ليلة الجمعة، وغسله أيوب وحميد، وأخرج حين انصرف الناس وازدحموا عليه، حتى فاتت الناس صلاة العصر، لم تصل في جامع البصرة. وكان مماته سنة عشر ومائة، وعمره تسع وثمانون سنة، وقيل ست وتسعون سنة. وقال هشام بن حسان: كنا عند محمد بن سيرين عشية يوم الخميس فدخل عليه رجل بعد العصر فقال: مات الحسن فترحم عليه محمد وتغير لونه وأمسك عن الكلام فما تكلم حتى غربت الشمس، وأمسك القوم عنه مما رأوا من وجده عليه، وما عاش محمد بن سيرين بعد الحسن إلا مئة يوم. قال ابن علية: مات الحسن في رجب سنة عشر ومائة. وقال عبد الله بن الحسن إن أباه عاش نحوا من ثمان وثمانين سنة. وقد مات في أول رجب، وكانت جنازته مشهودة صلوا عليه عقيب الجمعة بالبصرة فشيعه الخلق وازدحموا عليه حتى إن صلاة العصر لم تقم في الجامع ويروى أنه أغمي عليه ثم أفاق إفاقة فقال لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم.



فضله ومناقبه

يقول علي بن زيد: أدركت عروة بن الزبير ويحيى بن جعدة والقاسم فلم أر فيهم مثل الحسن ولو أن الحسن أدرك أصحاب النبي وهو رجل لاحتاجوا إلى رأيه..

وقال الأعمش: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها، وكان إذا ذكر عند أبي جعفر يعني الباقر قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء..

يتبع...




  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-05, 22:50 رقم المشاركة : 66

افتراضي مشروع حفظ القرآن الكريم في سنتين , من معي ؟؟؟






للجـــــــــــــــــــــــــــــــادين فقـط

الســــلام عليـــــــــكم ورحمــــــــة اللـــــــه وبركاتــــــه

ملاحظات قبل البدء:
*الفكرة ليست مبتكرة الأهم التطبيق
لايهم كثرة المعجبين المهم الجدية والاستمرارية
إذا اشتركت ولم تلحق بنا في البداية انتظر حتى بداية سورة جديدة حتى تحفظ من بداية السورة
ان كانت الصفحة غير اهتماماتك ممكن تنشرها فقط فالدال على الخير كفاعله

حفظ صفحة كل يوم عدا الجمعة مراجعة وبعد الانتهاء من كل جزء يوم للمراجعة
الفكرة كالآتي:
السنتين = 730 يوم (رأس المال)
عدد صفحات القرآن الكريم = 604 صفحة بـ604 يوم
يتبقى (730-604)= 126 يوم للمراجعة
في السنتين حوالي 104 جمعة مراجعة اسبوعية يتبقى 22 يوم ونستلف 8 أيام من السنة الثالثة يبقى 30 يوم مراجعة لكل جزء يوم

الجوائز كثيرة وعظيمة:
*عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته). (صحيح الجامع2165)
*عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). (صحيح الجامع8122)
*حديث جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد. (صحيح البخاري)
*عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) . (حسن) (صحيح الجامع 2199)
*حديث أبى هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) .(حسن) (صحيح الجامع8030)
*عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ).(البخاري ومسلم)
*يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ( من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه) رواه الترمذي
*عن النبي قال اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر




آخر تعديل sirine 2011-07-05 في 23:10.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 03:53 رقم المشاركة : 67

افتراضي انكسرى لله: علامـة إلتزامك في مدى إنكسارك




اللهــم أغفر وأرحم وأعفــو عما تعلــم و أهدنا

[B]وتكــرم .. سبحـــــانكـ الأعز الأكــرم
[/B]أختـي في
الله ..
هناك في دينك شيء يجعلـك أعظــم

شأنـاً و أكثــر ربحــاً ومن غير ما تتكلفي إنفـاق كـل
مالــك
عن أبي هريرة رضي الله عنه

قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" [رواه أبو يعلى والبزار وحسنه
الألباني]


إبتسامه جميلــه

منك .. أدبــك .. سلوكيـاتك التي تُظهر حُسن أخلاقكتقدري تكسبي و تربحي أكثر في

طريقك لربنــا،،
نعم ديننا دين الأخلاق ..
وأعظــم الطاعات في ديننا : حُســـن
الخُلــــق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البــر حُسن الخلق" [رواه مسلم]
نعم، التميز


الحقيقي بين المسلمين هو التميـــز بالأخلاق ..
النبي صلى الله عليه و سلم قال :

إن من
خياركم أحســنكم أخلاقا" [متفق عليه]
رُجحان الموازين يوم القيامة سيبقى

حسن الخُلق
ما من
شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلقِ حســن
ومن

أعظــم أسبــاب دخول الجنة
هي حُسن الخلــق
قال صلى الله عليه وسلم لما سُأل عن

أكثر ما يُدخل الناس الجنة، قال:
"تقوى الله وحسن الخلق" [رواه الترمذي وحسنه

الألباني]
ديننا يقول إن رفقة النبي محمد صلى
الله عليه و سلم في الجنة ستبقى

ائزة أكثــر الناس تميزاً في حسن الخلق ..
قال صلى الله
عليه وسلم : "إن من أحبكم

إليَّ و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنــكم أخلاقا" [رواه
الترمذي وصححه الألباني]


فتعالي يا أختــاه نقولها كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يقولها


اللهــم كما أحســنت

خَلقَــنا .. فاللهــم أحســِن خُلُقنــا

يا ترى ما هي أبرز أخــلاق الأخت
الملتزمــة؟؟

ما هى أبرز الصفات التي يجب أن تتحلى بها الأخت المسلمـة؟؟
هما صفتان
::

ا لحيـــــــــــــــــــــــــــــــــاءوالإنكس ـــــــــــــــــــــــــــارالإنكســار صفة التواضع وصفة الخضوع

والذل لله رب العالمين
تريدين أن تعرفي هل أنتِ مُحققه معاني العبودية أم لا ؟؟


علامـة إلتزامك في مدى إنكسارك ..




آخر تعديل JASON 2013-11-19 في 19:02.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 03:57 رقم المشاركة : 68

افتراضي أنواع المسؤولية





أولا: مسؤولية القدوة والمنصب: ومن كان في هذا الموضع لابد له من الالتزام: فلا مخالفة ولا انفصام في الشخصية قال تعالى وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه [هود:88]. وعقوبة المخالفة في إسلامنا عظيمة للحديث: ((يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق بها أقتابه (أمعاؤه) فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطوف به أهل النار فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه " وهذا أكبر مقت عند الله قال تعالى :" يا أيّها الذين لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "

ثانيا: مسؤولية الكلمة: والكلمة أنواع: ............................................. ......

أ- الكلمة المكتوبة: وعلى المرء أن يستشعر لقاءه بالله يوم الحساب عند ما يكتب أو يخط بيده فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
ورحم الله شهيد الإسلام، صاحب الظلال، وقد طلب منه أن يكتب استرحاما للطاغية فقال: (إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة يأبى أن ينحني فيخط كلمة يسترضي بها طاغية). وهذا شأن كلّ أولئك الذين كتبوا يناشدون الرّئيس البائد من أجل التّرشّح للرّئاسة ثمّ وقّعوا على ما كتبوا وناشدوا )


ب- الكلمة المقولة: وهي التي تنطق بها الألسن : وللحديث: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها سبعين خريفا في جهنم. "

ج- الكلمة المسموعة: فإذا أسرك أخوك بحديث وخصّك به فلا يجوز نشره أبداً فذلك يقدح في المروءة ويطعن في الصحبة بما لا ينفع معه دواء. إذ المجالس بالأمان وما أكثر ما يروج الكلام بيننا هذه الأيّام وما أكثر ما تروج الإشاعات والأباطيل والأكاذيب والغيبة والنّميمة وتبادل الاتّهامات إلى حدّ التّكفير

ثالثا : مسؤولية العهد: بينك وبين الله: كالبيعة فهي عهد على الطاعة لولي الأمر، ولكنها لا بدّ أن تكون مع الله وبالله ولله، قال تعالى: إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله [الفتح:10] ولحديث عبادة بن الصامت قال: ((دعانا النبي فبايعنا، فقال أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحاً عندكم من الله فيه برهان "اللهمّ ثبّتنا على طاعتك وطاعة نبيّك ص وأرنا الحقّ حقّا وارزقنا اتّباعه وأرنا الباطل باطلا وجنّبنا اتّباعه والحمد لله ربّ العالمين .




  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 04:00 رقم المشاركة : 69

افتراضي سر تشقق المساجد





إعجاز أعجبني :

.
....
.
.
.
.

سأل أحدهم شيخ : لماذا الكنائس في بنياتها تعمر أكثر من المساجد؟؟!!
...
والمساجد تتشقق أسرع من الكنائس..

فالكنائس تعيش لمئات السنين

بينما المساجد خلال هذه الفتره ربما قامت بأعمال صيانه كثيره !!

ماذا تتوقع الرد!!!

هل سكت الشيخ !!

هل أتى بالجواب !!

هل كانت الاجابه واقعيه !!

هل كانت من السنه !!!! . . .

لقد رد الشيخ بكل هدووووووووووء

فقال :

قال تعالى: ( لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )

سبحاان الله إذا الجبل يتصدع ويتشقق من خشية الله فما بالك بالمسااااااجد !!

سبحانك ربى ما أعظمك أفلا يتدبرون القرآن




  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 04:20 رقم المشاركة : 70

افتراضي غزوة خيبر وعن اليهود




من الجدير بالملاحظة والذكر ان نصف غزوات الرسول (ص) تقريبا كانت مع اليهود وان اليهود هم من تسبب فى غزوة الاحزاب وغيرها وهم من نقضوا وعودهم مع الرسول وحاولوا قتله وكانوا سوف يتسببوا فى دخول الفرس والروم الى شبه الجزيرة العربية (والله هو مايحدث الان الروم هم امريكا...والفرس هم روسيا او الصين الان )

وان اليهود هم من قالوا "عداوته مابقينا" وهم اكبر خطر على المسلمين والان لنلق نظرة على جزء صغير من غزوة خيبر يلخص مانحتاجه للقضاء على اليهود فى العالم كما قضى عليهم الرسول (ص) فى شبه الجزيرة العربية .

بالمناسبة من ادخل عبادة الاوثان فى شبه الجزيرة العربية هو يهودى (على حد معلوماتى والله اعلم)

هنا الاهم بالله عليك اقرأ وتمعن

بعد انتصار الرسول فى صلح الحديبية وضمان استقرار المدينة وان قريش اصبحت محايدة .....كان لابد للرسول للقضاء على اليهود لانهم كما ذكرنا سابقا سبب كل مصيبة تحدث للمسلمين تقريبا وخيبر لم تكن الغزوة الاولى للرسول مع اليهود ولكن
قبلها غزوات مع اليهود ولكن خيبر كانت من قضى على وجودهم فى شبه الجزيرة وهى ماظل محفورا فى قلوبهم والدليل انه عند انتصار لليهود فى فلسطين (لا اذكر ماهو بالظبط )يقف موشى ديان فى وسط اليهود اللذين يحتفلون بالانتصار ويقول هذا يوم كيوم خيبر ...

قرر الرسول (ص) ان يخرج الى يهود خيبر وهم عددهم يزيد عن 10 الاف مقاتل ولهم حصون مايقارب الثمانية اى قوة لا يستهان بها وهنا ياتى الرسول الكريم ويرفض ان يخرج معه الا من خرج معه فى صلح الحديبية وهم 1400 مقاتل فقط... لماذا؟؟؟ لانهم قوم بايعوه على الموت (كما قال صلى الله عليه وسلم) رغم انه كان يستطيع ان ياتى بعدد اكبر من ذلك بكثييييير ولكن الفكرة ليست فى العدد ولا العدة ولكن فى انهم قوم بايعوا على الموت ....لانحتاج الى اسلحة حديثة ولا جيش جرار لهزيمة اليهود بقدر حاجتنا الى جند بايعوا على الموت فى سبيل الله والدليل ان عددنا كمسلمين (او كعرب حتى) اكثر بكثيييييييير من اليهود ورغم ذلك لانستطيع هزيمتهم لاننا قوم لم نبايع على الموت ..فهيا كلن نبايع على الموت فى سبيل الله ...ننتصر ولو كنا قلة وما نحن بقلة والله...

ونصر الله رسوله فى خيبر ونحن نقول لهم الان (خيبر خيبر يايهود... جيش محمد سوف يعود... ولنا فى القدس وعد ووعود)




  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 04:36 رقم المشاركة : 71

Icon1


مجاهد بن جبير



نسبه وقبيلته

هو الإمام شيخ القراء والمفسرين مجاهد بن جبير أبو الحجاج المكي الأسود، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، ويقال: مولى عبد الله بن السائب القارئ، ويقال: مولى قيس بن الحارث المخزومي، عده ابن سعد في الطبقة الثانية من التابعين.



بلد المعيشة والرحلات

كان مجاهد بن جبير كثير الأسفار والرحلات، فقد سافر إلى مصر وعاش فيها فترة من الزمن، ثم انتقل إلى الكوفة وعاش فيها فترة من الزمن، وسافر إلى اليمن للسياحة والتأمل.



الصحابة الذين تعلم على أيديهم

روى عن عبد الله بن عباس فأكثر وأطاب، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه، وكان ملازمًا لابن عباس، ومن خاصة تلاميذه، وكان يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أوقفه على كل آية أسأله فيم نزلت؟ وكيف كانت؟

وروى عن أبي هريرة وعائشة أم المؤمنين وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر ورافع بن خديج وأم كرز وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأم هانئ بنت أبي طالب وأسيد بن ظهير، وعدة من أصحاب الرسول .



من تعلموا على يديه

تعلم على يديه وأخذ عنه عكرمة مولى ابن عباس وطاوس بن كيسان وعطاء بن أبي رباح وهم من أقرانه، وعمرو بن دينار وأبو الزبير والحكم بن عتيبة وابن أبي نجيح ومنصور بن المعتمر وسليمان الأعمش وأيوب السختياني وابن عون وعمر بن ذر ومعروف ابن مشكان، وقتادة بن دعامة والفضل بن ميمون وإبراهيم بن مهاجر وحميد الأعرج وبكير بن الأخنس والحسن الفقيمي وخصيف وسليمان الأحول وسيف بن سليمان وعبد الكريم الجزري وأبو حصين والعوام ابن حوشب وفطر بن خليفة والنضر بن عربي، وخلق كثير.



من أهم ملامح شخصيته

العلم

يعد مجاهد من أوعية العلم وقد أخذ ابن عمر بركابه يومًا وقال له: وددت أن ابني سالمًا وغلامي نافعًا يحفظان حفظك. وقد تفقه على يد عبد الله بن عباس حبر الأمة حتى صار أعلم أهل زمانه بالتفسير، ولم يرد بعلمه يومًا مالاً أو دنيا، حتى قيل: إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاوس. وجاء في كنز العمال: أنه قدم عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب، فسأله عمر: من استخلفت على مصر؟ قال: مجاهد بن جبير. فقال له عمر: مولى ابنة غزوان. قال: نعم، إنه كاتب. فقال عمر: إن العلم ليرفع بصاحبه.

وكان عالمًا بالقرآن الكريم؛ فعن قتادة قال: أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري، وأعلم من بقي بالقرآن مجاهد.

وتمنى بعض العلماء لو تعلم على يد مجاهد، وأخذ عنه ولو شيئًا يسيرًا، يقول ابن جريج: لأنْ أكون سمعت من مجاهد فأقول سمعت مجاهدًا أحب إليَّ من أهلي ومالي.

السير في الأرض للتأمل والتدبر

وكان مجاهد بن جبير رجل قرأ القرآن وتشبع بمعانيه، وقرأ فيه {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ} [العنكبوت: 20] فخرج في الأرض للسير فيها متفكرًا متدبرًا في خلق الله ؛ فعن الأعمش قال: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها، فذهب إلى حضرموت إلى بئر برهوت. يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء: بلغنا أنه ذهب إلى بابل وطلب من متوليها أن يوقفه على هاروت وماروت، قال: فبعث معي يهوديًّا حتى أتينا تنورًا في الأرض فكشف لنا عنهما، فإذا بهما معلقان منكسان، فقلت: آمنت بالذي خلقكما. فاضطربا فغشي عليَّ وعلى اليهودي، ثم أفقنا بعد حين فلامني اليهودي وقال: كدت أن تهلكنا.



منهجه في التفسير

صنف مجاهد تفسير القرآن، وكان مجاهد من أهل الاستنباط والاجتهاد، والحرية العقلية، فربما يصرف النصوص عن ظاهرها كتأويل المسخ قردةً بمسخ القلوب، وقد عرَّضه ذلك لاحقًا لشيء من الانتقاد، وما كان ذلك لينقص من قدره، فعليه اعتماد الشافعي في التفسير، وكذا البخاري في صحيحه.

من تفسيراته

عن مجاهد بن جبير أن اليهود لما صلبوا ذلك الرجل الذي شبه لهم وهم يحسبونه المسيح وسلم لهم أكثر النصارى بجهلهم ذلك، تسلطوا على أصحابه بالقتل والضرب والحبس، فبلغ أمرهم إلى صاحب الروم وهو ملك دمشق في ذلك الزمان، فقيل له: إن اليهود قد تسلطوا على أصحاب رجل كان يذكر لهم أنه رسول الله، وكان يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص، ويفعل العجائب، فعدوا عليه فقتلوه وأهانوا أصحابه وحبسوهم، فبعث فجيء بهم وفيهم يحيى بن زكريا وشمعون وجماعة، فسألهم عن أمر المسيح فأخبروه عنه، فبايعهم في دينهم وأعلى كلمتهم وظهر الحق على اليهود، وعلت كلمة النصارى عليهم، وبعث إلى المصلوب فوضع عن جذعه وجيء بالجذع الذي صلب عليه ذلك الرجل فعظمه.

ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تُسْتنكر. فقد ذهب إلى بابل، وطلب من متوليها أن يوقفه على هاروت وماروت، قال: فبعث معي يهودي، حتى أتينا تنورًا في الأرض، فكشف لنا عنهم، فإذا بهما معلَّقان منكَّسان، فقلت: آمنت بالذي خلقكم. فاضطربا فغُشِي عليَّ وعلى اليهودي، ثم أفقنا بعد حين، فلامني اليهودي، وقال: كِدْتَ أن تهلكنا.

قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب.



آراء العلماء فيه

قال عنه ابن كثير: "أحد أئمة التابعين والمفسرين، كان من أخصاء أصحاب ابن عباس، وكان أعلم أهل زمانه بالتفسير، حتى قيل إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاوس. وقال مجاهد: أخذ ابن عمر بركابي وقال: وددت أن ابني سالمًا وغلامي نافعًا يحفظان حفظك. وقيل إنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة وقيل مرتين، أقفه عند كل آية وأسأله عنه".

قال عنه سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. وقال عنه الذهبي: "أبو الحجاج المكي المقرئ المفسر أحد الأعلام".

قال الثوري: خذوا التفسير على أربعة: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والضحاك. وقال خصيف: كان مجاهد أعلمهم بالتفسير.

وقال قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد. وقال عنه الأعمش: "كان إذا نطق خرج من فمه اللؤلؤ". قال ابن جريج: "لأن أكون سمعت من مجاهد فأقول: سمعت مجاهدًا أحب إليَّ من أهلي وما لي".

قال ابن معين وجماعة: مجاهد ثقة. وقيل: سكن الكوفة بأخرة.

قال سلمة من كهيل: "ما رأيت أحدًا يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة: عطاء، ومجاهد، وطاوس".

وعن قتادة، قال: أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري، وأعلم من بقي بالقرآن مجاهد.



من كلماته

قال مجاهد: من أعز نفسه أذل دينه ومن أذل نفسه أعز دينه. وقال: إن الله ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده.

وكان يقول: لا تحد النظر إلى أخيك، ولا تسأله من أين جئت وأين تذهب. وقال: ذهبت العلماء فما بقي إلا المتعلمون، وما المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيمن كان قبلكم.

وعن مجاهد قال: لو لم يصب المسلم من أخيه إلا أن حياء منه يمنعه من المعاصي، لكان في ذلك خير.

وقال: الفقيه من يخاف الله وإن قل علمه، والجاهل من عصى الله وإن كثر علمه، والعبد إذا أقبل على الله بقلبه أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه.



وفاته

قال الفضل بن دكين: مات مجاهد سنة اثنتين ومائة يوم السبت وهو ساجد. وقال يوسف بن سليمان: توفي مجاهد بمكة سنة ثلاث ومائة. وعن يحيى بن سعيد قال: مات مجاهد سنة أربع ومائة. وقال ابن جريج: بلغ مجاهد يوم مات ثلاثًا وثمانين سنة رحمه الله تعالى.

يتبع...




آخر تعديل ABDELBAKI 2011-07-06 في 04:38.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 07:52 رقم المشاركة : 72

افتراضي


بارك الله فيك اخي



  رد مع اقتباس
إضافة رد


الكلمات الدلالية (Tags)
القراءة فيها, جهراً, صلاة التهجد, سراً, طريقة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:24


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت