منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-27, 14:39 رقم المشاركة : 97



افتراضي







الـفـاروق رضي الله عـنـه وأرضـاه

قـصـة إسـلامـه

قـال عـبـد الله بـن مـسـعـود رضي الله عـنـه

قـال رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم

{ الـلـهـم أعِـز الإسـلام بـعـمـر بـن الـخـطـاب أو بـأبـي جـهـل بـن هـشـام }

فـجـعـل الله دعـوة رسـولـه صلى الله عـلـيـه وسـلـم لـعـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه ، فـبـنَـى عـلـيـه الإسـلام وهـدم بـه الأوثـان

أخـرجـه الـطـبـرانـي

*
*
*

عـن أسـلـم قـال ...

قـال لـنـا عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه : أتـحـبـون أن أعـلـمـكـم أول إسـلامـي ؟

قـلـنـا : نـعـم

قـال : كـنـت مـن أشـد الـنـاس عـداوة إلـى رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم

فـأتـيـت الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـي دار الـصـفـا فـجـلـسـت بـيـن يـديـه ، فـأخـذ بـمـجـمـع قـمـيـصـي

ثـم قـال : أسـلـم يـا ابـن الـخـطـاب ، الـلـهـم اهـدِه

فـقـلـت : أشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأشـهـد أنـك رسـول الله

فـكـبـَّـر الـمـسـلـمـون تـكـبـيـرة سُمِـعَـت فـي طـرق مـكـة

أخـرجـه أبـي نـعـيـم

*
*
*

عـن عـبـدالله ابـن عـمـر رضي الله عـنـه قـال ...

لـمَّـا أسـلـم عـمـر رضي الله عـنـه قـال : أي قـريـش أنـقـل لـلـحـديـث ؟

قـالـوا : جـمـيـل بـن مـعـمـر الـجـمـحـي ، فـغـدا عـلـيـه عـمـر

قـال عـبـدالله : فـغـدوت أتـبـع أثـر أبـي وأنـظـر مـاذا يـفـعـل وأنـا غـلام أعـقـل كـل مـا رأيـت حـتـى جـاءه

فـقـال لـه : أعـلـمـت يـا جـمـيـل أنـي أسـلـمـت ودخـلـت فـي ديـن مـحـمـد صلى الله عـلـيـه وسـلـم ؟

قـال عـبـدالله : فـوالله مـا راجـعـه حـتـى قـام يـجـر رداءه واتـبـعـه عـمـر واتـبـعـتـه أنـا ، حـتـى قـام عـلـى بـاب الـمـسـجـد

صـرخ بـأعـلـى صـوتـه : يـا مـعـشـر قـريـش ... وهـم فـي أنـديـتـهـم حـول الـكـعـبـة ... ألا إن ابـن الـخـطـاب قـد صـبـأ

قـال عـمـر مـن خـلـفـه : كـذب ، ولـكـنـي أسـلـمـت وشـهـدت أن لا إلـه إلا الله وأن مـحـمـدا رسـول الله

وثـاروا إلـيـه فـمـا بـرح يـقـاتـلـهـم ويـقـاتـلـونـه حـتـى قـامـت الـشـمـس عـلـى رؤوسـهـم ، فـأعـيـا الـتـعـب عـمـر فـقـعـد

وقـامـوا عـلـى رأسـه وهـو يـقـول :

إفـعـلـوا مـا بـدا لـكـم ، فـأحـلـف بـالله ، أن لـو قـد كـنـا ثـلاثـمـائـة رجـل لـقـد تـركـنـاهـا لـكـم أو تـركـتـمـوهـا لـنـا

فـبـيـنـمـا هـم عـلـى ذلـك إذ أقـبـل شـيـخ مـن قـريـش عـلـيـه حُـلـة حِـبـَـرة وقـمـيـص مُـوشَّـى حـتـى وقـف عـلـيـهـم

فـقـال : مـا شـأنـكـم ؟

قـالـوا : صـبـأ عـمـر

قـال : فـمَـه ! رجـل اخـتـار لـنـفـسـه أمـرا فـمـاذا تـريـدون ، أتـرون بـنـي عـدي يُـسْـلِـمـون لـكـم صـاحـبـهـم هـكـذا ؟ خـلـوا عـن الـرجـل

قـال عـبـد الله : فـوالله لـكـأنـمـا ثـوبـا كُـشِـط عـنـه

فـقـلـت لأبـي : بـعـد أن هـاجـر إلـى الـمـديـنـة : يـا أبـت ، مـن الـرجـل الـذي زجـر الـقـوم عـنـك بـمـكـة يـوم أسـلـمـت وهـم يـقـاتـلـونـك ؟

قـال : ذاك ــ أي بُـنـي ــ الـعـاص بـن وائـل الـسـهـمـي

أخـرجـه ابـن اسـحـاق

*
*
*

رقـة قـلـبـه رضي الله عـنـه

عـن أبـي عـمـران الـجـونـي قـال :

مَـرَّ عـمـر رضي الله عـنـه بـراهـب فـوقـف ونـودي بـالـراهـب فـقـيـل لـه هـذا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن

فـاطَّـلـع الـراهـب ، فـإذا إنـسـان بـه مـن الـضـر والإجـتـهـاد وتـرْكِ الـدنـيـا

فـلـمـا رآه عـمـر بـكـى

فـقـيـل لـعـمـر : إنـه نـصـرانـي

قـال : قـد عـلـمـت ولـكـنـي رحـمـتـه ، ذكـرت قـول الله عَـزَّ وجـل

{ عَـامِـلَـةٌ نَـاصِـبَـةٌ * تَـصْـلَـى نَـارًا حَـامِـيَـةً ... الـغـاشـيـة : 3 ـــ 4 }

رحِـمْـتُ نـصَـبـَـه ( تـعـبـه ومـشـقـتـه ) واجـتـهـاده وهـو فـي الـنـار

أخـرجـه الـبـيـهـقـي

*
*
*

عـن عـبـدالـرحـمـن الـقـارئ قـال :

قـدِم عـلـى عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه رجـل مـن قِـبَـل أبـي مـوسـى الأشـعـري رضي الله عـنـه فـي خـوزسـتـان

فـسـألـه عـن الـنـاس ، فـأخـبـره

ثـم قـال عـمـر : هـل كـان فـيـكـم مـن مُـغَـرَّبـة خـبـر ؟ ( خـبـر جـديـد )

قـال : نـعـم ، رجـل كـفـر بـعـد إسـلامـه

قـال عـمـر : فـمـا فـعـلـتـم بـه ؟

قـال : قـرَّبـنـاه فـضـربـنـا عـنـقـه

قـال عـمـر : فـهـلاَّ حـبـسـتـمـوه ثـلاثـا ، وأطـعـمـتـمـوه كـل يـوم رغـيـفـا ، واسـتـتـبـتـمـوه لـعـلـه يـتـوب ويـراجـع أمـر الله ؟ !

الـلـهـم ، إنـي لـم أحـضـر ، ولـم آمـر ، ولـم أرضَ إذ بـلـغـنـي ! !

*
*
*

شـجـاعـتـه رضي الله عـنـه

عـن عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه قـال :

مـا عـلـمـت أحـدا هـاجـر إلا مـخـتـفـيـا إلا عـمـر بـن الـخـطـاب فـإنـه لـمَّـا هَـمَّ بـالـهـجـرة تـقـلـد سـيـفـه وتـنـكـب قـوسـه

وانـتـضـى فـي يـده أسـهـمـا وأتـى الـكـعـبـة ، وأشـراف قـريـش بـفـنـائـهـا ، فـطـاف سـبـعـا ، ثـم صـلـى ركـعـتـيـن عـنـد الـمـقـام

ثـم أتَـى حِـلَـقِـهـم واحـدة واحـدة ، فـقـال :

شـاهـت الـوجـوه ، مـن أراد أن تـثـكـلـه أمـه ، ويُـؤتَـم ولـده ، وتَـرمَّـل زوجـتـه فـلـيـتـبـعـنـي وراء هـذا الـوادي

... فـمـا تـبـعـه مـنـهـم أحـد

أخـرجـه ابـن عـسـاكـر

*
*
*

تـفـقـده لإسـتـقـامـة الـولاة والأمـراء

عـن الأسـود بـن يـزيـد قـال ...

كـان عـمـر رضي الله عـنـه إذا قـدم عـلـيـه الـوفـد سـألـهـم عـن أمـيـرهـم :

أيـعـود الـمـريـض ؟ أيـجـيـب الـعـبـد ؟ كـيـف صـنـيـعـه ؟ مـن يـقـوم عـلـى بـابـه ؟

فـإن قـالـوا لـخـصـلـة مـنـهـا ... لا ... عـزلـه

أخـرجـه الـبـيـهـقـي

*
*
*

عـن عـاصـم بـن أبـي الـنـجـود قـال ...

أن عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه إذا بـعـث أمـراء عـلـى الـمـسـلـمـيـن اشـتـرط عـلـيـهـم

أن لا تـركـبـوا بـرذونـا ( الـخـيـول الـتـركـيـة ) ولا تـأكـلـوا نـقـيًّـا ( الـخـبـز الأبـيـض ) ولا تـلـبـسـوا رقـيـقـا ، ولا تـغـلـقـوا أبـوابـكـم

دون حـوائـج الـنـاس ، فـإن فـعـلـتـم شـيـئـا مـن ذلـك حَـلَّـت بـكـم الـعـقـوبـة ، ثـم يُـشـيَّـعـهـم ( يـخـرج مـعـهـم سـائـرا حـتـى يُـغـادروا الـمـديـنـة )

فـإذا أراد أن يـرجـع قـال لـهـم :

إنـي لـم أسـلـطـكـم عـلـى دمـاء الـمـسـلـمـيـن ، ولا عـلـى أبـشـارهـم ، ولا عـلـى أعـراضـهـم ، ولا عـلـى أمـوالـهـم

ولـكـنـي بـعـثـتـكـم لـتـقـيـمـوا بـهـم الـصـلاة وتـقـسـمـوا فـيـهـم فـيـئـهـم وتـحـكـمـوا بـيـنـهـم بـالـعـدل فـإذا أشـكـل عـلـيـكـم شـيء فـارفـعـوه إلـيَّ

ألا فـلا تـضـربـوا الـعـرب فـتـذلـوهـا ، ولا تـجـمـروهـا فـتـفـتـنـوهـا ، ولا تـعـتـلـوا عـلـيـهـا فـتـُـحـرَمـوهـا ، وجَـرِّدوا الـقـرآن

( أي ... لا تـكـتـبـوا مـع الـقـرآن الـحـديـث أو غـيـره )

*
*
*

عـدلـه رضي الله عـنـه

عـن سـعـيـد بـن الـمـسـيِّـب أن مـسـلـمـًـا ويـهـوديـا اخـتـصـمـا إلـى عـمـر رضي الله عـنـه ، فـرأى الـحـق لـلـيـهـودي فـقـضـى لـه عـمـر بـه

فـقـال لـه الـيـهـودي : والله لـقـد قـضـيـت بـالـحـق

فـضـربـه عـمـر بـالـدرَّة وقـال : ومـا يـدريـك

قـال الـيـهـودي : والله إنـا نـجـد فـي الـتـوراة ... لـيـس قـاضٍ يـقـضـي بـالـحـق إلا كـان عـن يـمـيـنـه مَـلَـك

وعـن شـمـالـه مَـلَـك يـسـددانـه ويـوفـقـانـه مـادام مـع الـحـق ، فـإذا تـرك الـحـق عـرجـا وتـركـاه

أخـرجـه مـالـك

عـن إيـاس بـن سـلـمـة عـن أبـيـه قـال ...

مَـرَّ عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه فـي الـسـوق ومـعـه الـدرَّة ، فـخـفـقـنـي بـهـا خـفـقـة فـأصـاب طـرف ثـوبـي

فـقـال : أمِـط ( تـنـحَّ ) عـن الـطـريـق

فـلـمـا كـان فـي الـعـام الـمـقـبـل لـقـيـنـي

فـقـال : يـا سـلـمـة تـريـد الـحـج ؟

فـقـلـت : نـعـم

فـأخـذ بـيـدي فـانـطـلـق بـي إلـى مـنـزلـه فـأعـطـانـي سـتـمـائـة درهـم

وقـال : اسـتـعـن بـهـا عـلـى حَـجِّــك ، واعـلـم أنـهـا بـالـخـفـقـة الـتـي خـفـقـتـك

قـلـت : يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن مـا ذكـرتـهـا

قـال عـمـر : وأنـا مـا نـسـيـتـهـا ! !

أخـرجـه الـطـبـري
*
*
*

حـبـه لآل بـيـت الـنـبـي ومـن يَـقـرُب إلـيـه بـنـسـب صلى الله عـلـيـه وسـلـم

عـن جـعـفـر بـن مـحـمـد عـن أبـيـه قـال ...

قـدِـم عـلـى عـمـر رضي الله عـنـه حُـلـل مـن الـيـمـن فـكـسـا الـنـاس فـراحـوا بــالـحُـلـل وهـو بـيـن قـبـر النبي صلى الله عليه وسلم والـمـنـبـر جـالـس

والـنـاس يـأتـونـه فـيـسـلِّـمـون عـلـيـه ويـدعـون لـه

فـخـرج الـحـسـن والـحـسـيـن رضي الله عـنـهـمـا مـن بـيـت أمـهـمـا فـاطـمـة رضي الله عـنـهـا

يـتـخـطـيـان الـنـاس ، ولـيـس عـلـيـهـمـا مـن تـلـك الـحـلـل شـيء ، وعـمـر قـاطـب صـارٌّ بـيـن عـيـنـيـه ( عـابـس الـوجـه )

ثـم قـال : والله مـا هـنـأ لـي مـا كـسـوتـكـم

قـالـوا : يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن كـسـوت رعـيـتـك فـأسَـنْـتَ

قـال : مـن أجـل الـغـلامـيـن يـتـخـطـيـان الـنـاس ولـيـس عـلـيـهـمـا مـنـهـا شـيء كـبُـرت عـنـهـمـا وصـغـرا عـنـهـا ( أي الـثـيـاب )

ثـم كـتـب إلـى عـامـلـه فـي الـيـمـن : أن ابـعـث بـحـلـتـيـن لـلـحـسـن والـحـسـيـن وعـجِّـل ، فـبـعـث إلـيـه بـحـلَّـتـيـن فـكـسـاهـمـا

أخـرجـه ابـن سـعـد

*
*
*

عـن مـحـمـد بـن سـلام قـال ...

أرسـل عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه إلـى الـشـفـاء بـنـت عـبـد الله الـعـدويـة رضي الله عـنـهـا : أن اغـدي إلـيَّ

قـالـت : فـغـدوت عـلـيـه فـوجـدت عـاتـكـة بـنـت أسَـيْـد بـن أبـي الـعـيـص رضي الله عـنـهـا بـبـابـه فـدخـلـنـا فـتـحـدثـنـا سـاعـة

فـدعـا بـمِـرط ( ثـوب ) فـاعـطـاهـا إيـاه ودعـا بـمِـرط دونـه فـأعـطـانـيـه

فـقـلـت : يـا عـمـر أنـا قـبـلـهـا إسـلامـا ، وأنـا بـنـت عـمـك دونـهـا ، وأرسـلـتَ إلـيَّ وأتـتـك مـن قِـبـل نـفـسـهـا

قـال عـمـر : مـا كـنـت رفـعـت ذلـك إلا لـك ، فـلـمـا اجـتـمـعـتـمـا تـذكـرت أنـهـا أقـرب إلـى رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم مِـنـكِ

أخـرجـه الـزبـيـر بـن بـكـار

*
*
*

تـمـنِّـيـه الـشـهـادة رضي الله عـنـه

عـن قـيـس ابـن حـازم قـال :

خـطـب عـمـر رضي الله عـنـه الـنـاس ذات يـوم فـقـال فـي خـطـبـتـه

إن فـي جـنـات عـدن قـصـرا لـه خـمـس مـئـة بـاب ، عـلـى كـل بـاب خـمـسـة آلاف مـن حـور الـعـيـن ، لا يـدخـلـه إلا نـبـي

ثـم الـتـفـت إلـى قـبـر رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـقـال : هـنـيـئـا لـك يـا صـاحـب الـقـبـر

ثـم قـال : أو صِـدِّيـق ، ثـم الـتـفـت إلـى قـبـر أبـي بـكـر رضي الله عـنـه فـقـال : هـنـيـئـا لـك يـا أبـا بـكـر

ثـم قـال : أو شـهـيـد ، ثـم أقـبـل عـلـى نـفـسـه فـقـال ... وأنَّـى لـك الـشـهـادة يـا عـمـر ؟

ثـم قـال : إن الـذي أخـرجـنـي مـن مـكـة إلـى هـجـرة الـمـديـنـة قـادر عـلـى أن يـسـوق إلـي الـشـهـادة

*
*
*

عـن أسـلـم عـن عـمـر رضي الله عـنـه قـال ...

أن عـمـر رضي الله عـنـه قـال : الـلـهـم ارزقـنـي شـهـادة فـي سـبـيـلـك ، واجـعـل مـوتـي فـي بـلـد رسـولـك صلى الله عـلـيـه وسـلـم

أخـرجـه الـبـخـاري

فـلـمـا سـمـعـت حـفـصـة بـنـت عـمـر بـذلـك ، قـالـت : فـقـلـت ... وأنَّـى يـكـون هـذا ؟

قـال عـمـر : يـأتـي بـه الله إذا شـاء

*
*
*

عـن ابـن عـمـر أن عـمـر رضي الله عـنـه قـال يـوم أحـد لأخـيـه زيـد : خـذ درعـي يـا أخـي

قـال زيـد : أريـد الـشـهـادة مـثـل الـذي تـريـد !

فـتـركـاه جـمـيـعـا

أخـرجـه الـطـبـرانـي
*
*
*

قـصـة الـلـحـظـات الأخـيـرة مـن حـيـاتـه رضي الله عـنـه

عـن عـبـدالله ابـن عـمـر رضي الله عـنـهـمـا قـال ...

لـمـا طـعـن أبـو لـؤلـؤة الـمـجـوسـي عـمـر رضي الله عـنـه طـعـنـتـيـن ، فـظـن عـمـر أن لـه ذنْـبـا فـي الـنـاس لا يـعـلـمـه

فـدعـا ابـن عـبـاس رضي الله عـنـه وكـان يـحـبـه ويُـدنِـيـه ويَـسـمَـع مـنـه

فـقـال لـه عـمـر : أحـب أن نـعـلـم ، عـن مَـلأ مـن الـنـاس كـان هـذا ؟ ( أي : هـل هـوعـن رضـاء مـن الـنـاس )

فـخـرج ابـن عـبـاس ، فـكـان لا يَـمُـر بـمـلأ مـن الـنـاس إلا وهـم يـبـكـون ، فـرجـع إلـى عـمـر

فـقـال : يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن ، مـا مـررت عـلـى مـلأ إلا رأيـتـهـم يـبـكـون ، وكـأنـهـم فـقـدوا أبـكـار أولادهـم

فـقـال عـمـر : مـن قـتـلـنـي ؟

قـال ابـن عـبـاس : أبـو لـؤلـؤة الـمـجـوسـي ، عـبـد ، الـمـغـيـرة بـن شـعـبـة

قـال ابـن عـبـاس : فـرأيـت الـبِـشْـر فـي وجـهـه

قـال عـمـر : الـحـمـد لله الـذي لـم يـقـتـلـنـي أحـد يـحـاجـنـي بـقـول لا إلـه إلا الله

أمـا إنـي قـد نـهـيـتـكـم أن تـجـلـبـوا إلـيـنـا مـن الـعـلـوج ( كـفـار الـعـجـم ) أحـدا فـعـصـيـتـمـونـي

ثـم دعـا بـشـربـة مـن لـبـن فـشـرب ، فـخـرج بـيـاض الـلـبـن مـن الـجـرحـيـن ، فـعـرف أنـه الـمـوت

فـقـال : الآن لـو أن لـي الـدنـيـا كـلـهـا لافـتـديـت بـهـا مـن هـول الـمـطـلـع ( يـوم الـقـيـامـة ) ومـا ذاك ــ والـحـمـد لله ــ أم أكـون رأيـت إلا خـيـرا

فـقـال ابـن عـبـاس : وإن قـلـت فـجـزاك الله خـيـرا ألـيـس قـد دعـا لـك رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم أن يُـعِـز بـك الـديـن والمـسـلـمـيـن

إذ يـخـافـون بـمـكـة ، فـلـمـا أسـلـمـت كـان إسـلامـك عِـزا ، وظـهـر بـك الإسـلام ورسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم وأصـحـابـه ، وهـاجـرت

إلـى الـمـديـنـة فـكـانـت هـجـرتـك فـتـحـا ، ثـم لـم تَـغِـبْ عـن مـشـهـد شـهـده رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم مـن قـتـال الـمـشـركـيـن مـن

يـوم كـذا ويـوم كـذا ، ثـم قـبِـض رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم وهـو عـنـك راضٍ فـوازرت ( أعـنـت وسـاعـدت ) الـخـلـيـفـة عـلـى مـنـهـاج

رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـضـربـت بـمَـن أقـبـل عـلـى مـن أدبـر حـتـى دخـل الـنـاس فـي الإسـلام طـوعـا ، ثـم قُـبِـض الـخـلـيـفـة وهـو

عـنـك راضٍ ، ثـم وَلِـيـتَ بـخـيـر مـا ولِـيَ الـنـاس ، مَـصَّـرَ ( بَـنَـى ) الله بـك الأمـصـار ، وجَـبَـى ( جـمـع ) بـك الأمـوال ، ونـفَـى بـك الـعـدو

وأدخـل الله بـك عـلـى كـل أهـل بـيـت مـن تـوسـعـتـهـم في ديـنـهـم وتـوسـعـتـهـم فـي أرزاقـهـم ، ثـم خـتـم لـك بـالـشـهـادة فـهـنـيـئـا لـك

قـال عـمـر : والله إن الـمـغـرور مـن تـغـرُّونـه

ثـم قـال : أتـشـهـد لـي يـا عـبـد الله عـنـد الله يـوم الـقـيـامـة ؟

قـال ابـن عـبـاس : نـعـم

قـال عـمـر : الـلـهـم لـك الـحـمـد ، ألـصـق خـدي يـا عـبـد الله بـن عـمـر بـالأرض

قـال ابـن عـمـر : فـوضـعـتـه مـن فـخـذي عـلـى سـاقـي

فـقـال عـمـر : ألـصـق خـدي بـالأرض ، فـتـرك لـحـيـتـه وخـده حـتـى وقـع بـالأرض

فـقـال : ويـلـك وويـل أمـك يـا عـمـر إن لـم يـغـفـر الله لـك يـاعـمـر !

فـقـال لإبـنـه عـبـد الله بـن عـمـر : أنـظـر مـا عـلـيَّ مـن الــديـن فـأحـسـبـه

قـال عـبـد الله : سـتـة وثـمـانـون ألـفـا

فـقـال عـمـر : إن وفَـى بـهـا مـال آل عـمـر فـأدِّهـا عـنـي مـن أمـوالـهـم وإلا فـسَـل بـنـي عـدي بـن كـعـب

فـإن لـم تـفِ أمـوالـهـم وإلا فـسَـل قـريـشـا ولا تَـعـدُهـم ( تـتـجـاوزهـم ) إلـى غـيـرهـم فـأدِّهـا عـنـي

اذهـب إلـى عـائـشـة أم الـمـؤمـنـيـن فـسَـلِّـم

وقـل : يـسـتـأذن عـمـر بـن الـخـطـاب ــ ولا تـقـل أمـيـر الـمـؤمـنـيـن ، فـإنـي لـسـت الـيـوم بـأمـيـر الـمـؤمـنـيـن ــ أن يُـدفـن مـع صـاحـبـيـه

فـأتـاهـا عـبـد الله بـن عـمـر رضي الله عـنـهـمـا فـوجـدهـا قـاعـدة تـبـكـي فـسـلَّـم

ثـم قـال : يـسـتـأذن عـمـر بـن الـخـطـاب أن يُـدفـن مـع صـاحـبـيـه

قـالـت رضي الله عـنـهـا : قـد كـنـت والله أريـده لـنـفـسـي ، ولأوثِـرنَّـه الـيـوم عـلـى نـفـسـي

فـلـمـا رجـع قـال عـمـر : مـا لـديـك ؟

قـال عـبـد الله : قـد أذِنَـت لـك

قـال عـمـر : مـا كـان شـيء بـأهـم عـنـدي مـن ذلـك ، إذا أنـا مـت فـاحـمـلـونـي عـلـى سـريـري

ثـم اسـتـأذن فـقـل : يـسـتـأذن عـمـر بـن الـخـطـاب فـإن أذِنَـت لـك فـأدخـلـنـي وإن لـم تـأذن فـردَّنـي إلـى مـقـابـر الـمـسـلـمـيـن

فـلـمَّـا حُـمِـل كـأن الـنـاس لـم تـصـبـهـم مـصـيـبـة إلا يـومـئـذ ، فـسـلَّـم عـبـد الله بـن عـمـر

وقـال : يـسـتـأذن عـمـر بـن الـخـطـاب

فـأذِنَـت لـه رضـي الله عـنـهـا وأرضـاهـا

فـدُفِـن رحـمـه الله حـيـث أكـرمـه الله مـع الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم وأبـي بـكـر رضي الله عـنـه


**********
*******************
**********



هـذا هـو الـفـاروق عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه ! وأيـن مـثـل عـمـر !

كـانـت الـصـوامِـت تـنـطـق بـفـضـلـه وهـو أسـيـر خـوفـه وحـزنـه ، ولـو رأيـتـه لـقـلـت لـه ...


سَــلْ عـن فـضـائــلــك الــزمـــان فـتُـخـبـــرا فـنـظــيـــر مـجــدك لا أراه ولا يُــرى

أوْ لا فــدَعْــه وادَّعَـىَ الـشــرف الــذي أعــيــا الأنـــام فـلـســـتَ تـلـقـى مُـنـكِــــرا

مـا احـتـــاج يـومــا أن يُـقـــام بـشـاهـــــد حــقٌ أزال الـشـــك واجــتـــاح الــمِـــرا

لـقـد جـمَـعْـتَ مَـنـاقِـبًـا مـا اسـتـجـمَـعَـت مـشـهــــورةً مـا اسـتـعـجَـمَــت فـتـفـسَّـرا

فـضْــل الأنـــام وأنـت أثـبـتَـهـــمـ قَــرا فـي حَـمْــل نـائـــبـــة وأعـجـلـهـــمـ قِــــرا

لـو لـم تُـمَـلِّـكـك الأمـور قـيـادَهـا صَــفَــقَــتْ فُــرَّى مـمـا عَــرَى وَوُهَـــتْ عُــرَى

فــتــقَـــدَّمْــتَ الأمــــراء غــيـــر مـنــــازع فـوراء زنــــدك كـل زنــــد قــد وَرَى

مـا بــيــن مــجـــدك والـمـحـــــاول مـثـلـه إلا كـمـا بـيــن الــثــــريـَّـا والــثــــرَى


الـقـصـيـدة مـن قـصـائـد ابـن الـجـوزي رحـمه الله




  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 14:56 رقم المشاركة : 98

Great علاقة المسلم مع الآخر من هدي الرسول


[IMG]http://i53.************/2wn5m60.gif[/IMG]





علاقة المسلم مع الآخر من هدي الرسول




بنيت علاقة المسلم مع الآخر على أسس واضحة تجعلني أستغرب الطرح المخالف لها أياً كان صاحبه.

ولا يشكك أحد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هوالأفقه في دين الله ولهذا سأسترشد بهداه ومواقفه بدءآً بموقفه من حلف الفضول الذي كان في الجاهلية فقد قال عنه : (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت). ثم علاقته مع عمه أبي طالب إلى أن مات عمه (التجأ لمشرك لحمايته والذود عنه) ثم الهجرة الأولى إلى الحبشة «النصارى» طلبا للنصرة ثم حلفه مع خزاعة «القبيلة المشركة» وحلفه مع اليهود.

وللرسول صلى الله عليه وسلم مواقف مع الآخر على امتداد الرسالة وهذا بعضها:

٭ الموقف الأول: هزيمة الروم (النصارى) من قبل فارس وحزن المسلمين لذلك. وقد أنزل الله آيات يعزي فيها المسلمين بهزيمة الروم ويبشرهم بأن النصر سيكون حليفهم في المستقبل القريب. قال تعالى {ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون} يفرح المؤمنون بنصر الروم برغم الممارسات الشركية التي كان جل النصارى إن لم يكن كلهم يمارسها آنذاك. ولهذا دلالة كبيرة على أن علاقتنا بالمسيحيين تصل إلى درجة أن تسوؤنا هزيمتهم ويفرحنا نصرهم.

٭ الموقف الثاني: صيام يوم عاشوراء وهو يوم كانت العرب تصومه في الجاهلية. ولما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجد اليهود يصومونه فلما سألهم عن سبب صيامه قالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.

٭ الموقف الثالث: موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من مشركي مكة عند فتحها وكان ذلك قبل وفاته بسنة وأشهر. فقد نهى عن مقاتلة المشركين إلا من قاتل المسلمين، وإذا استثنينا من أهدر دمهم وهم أربعة رجال وقيل ستة رجال وأربع نساء فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمن المشركين على أموالهم وأعراضهم وضمن لهم حرية المعتقد في أقدس البقاع وأشرفها.

٭ الموقف الرابع: في غزوة حنين طلب النبي صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية - وكان مشركاً آنذاك- « يا أبا أمية أعرنا سلاحك نلق فيه عدونا. فقال أغصباً يامحمد؟ قال بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك» فأعطاه مائة درع.

بل لقد انتقل المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى رحمة ربه ودرعه مرهون عند يهودي.
هذه الأمثلة وغيرها كثير لم تكن في فترة محددة ولا مكان محدد بل لقد غطت الرسالة زمانا ومكانا لترسم لنا الطريق الأمثل في التعامل مع الآخر(غير المسلم) وهذا يعارض ما يذهب إليه المتشددون في ذلك المجال من معاصرينا ومن سبقهم.

ومن الأهمية بمكان أن نشدد هنا على أن ذلك الموقف المتسامح من المسلم تجاه الآخر موقف دائم ولكنه لايتعارض مع آيات الجهاد لتحرير الأرض والدفاع عن أنفس المسلمين وأموالهم وأعراضهم، قال تعالى: { أذن للذين يقاتَلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير}.

ولهذا فليس غريبا برغم كثرة الغزوات في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لايتعدى قتلى جميع المعارك من المشركين واليهود 803 قتلى.

أسوق هذه الرؤية لكي يطلع المسلمون على الكيفية التي كان يتعامل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلم على امتداد الرسالة.




بقلم :
د. محمد القويز

[IMG]http://i54.************/29prjmc.gif[/IMG]








آخر تعديل sirine 2011-06-27 في 15:01.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 15:24 رقم المشاركة : 99

Icon1 اليقين: تعريفه مفهومه ودرجاته



اليقين





تعريفه:

اليقين مصدر مأخوذ من (يقن) الّتي تدلّ على زوال الشّكّ.
قال الجوهريّ: اليقين: العلم وزوال الشّكّ، يقال منه: يقنت الأمر يقنًا (ويقينًا)، وأيقنته، وأيقنت به، واستيقنته، واستيقنت به، وتيقّنت: كلّه بمعنى: أي علمته وتحقّقته.
وعرّفه بعض العلماء بأنه: الاعتقاد الجازم الثّابت المطابق للواقع.

مفهومه:

قال العلامة ابن القيّم رحمه اللّه: ومن منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ: منزلة اليقين، وهو من الإيمان بمنزلة الرّوح من الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمّر العاملون، وعمل القوم إنّما كان عليه، وإشاراتهم كلّها إليه، وإذا تزوّج الصّبر باليقين، ولد بينهما حصول الإمامة في الدّين. قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [سورة السجدة آية: 24] وخصّ سبحانه وتعالى أهل اليقين بالانتفاع بالآيات والبراهين، فقال- وهو أصدق القائلين-: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ [سورة الذاريات آية: 20] وخصّ أهل اليقين بالهدى والفلاح بين العالمين، فقال سبحانه: ﴿ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة البقرة الآيان: 4-5] وأخبر عن أهل النّار: بأنّهم لم يكونوا من أصحاب اليقين، فقال عزّ من قائل: ﴿ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ [سورة الجاثية آية: 32

فاليقين روح أعمال القلوب الّتي هي أرواح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصّدّيقيّة، وقطب هذا الشّيء الّذي عليه مداره، واليقين قرين التّوكّل، ولهذا فسّر التّوكّل بقوّة اليقين. ومتى وصل اليقين إلى القلب، امتلأ نورًا وإشراقًا وانتفى عنه كلّ شكّ وريب، وهمّ وغمّ، فامتلأ محبّةً للّه، وخوفًا منه، ورضًى به، وشكرًا له، وتوكُّلًا عليه، وإنابةً إليه، فهو مادّة جميع المقامات والحامل لها.

درجات اليقين:

لليقين ثلاث درجات:

الأولى: علم اليقين.
الثانية: عين اليقين.
الثالثة: حق اليقين.

وإلى بعض هذه الدرجات أشارت الآيات في قوله تعالى: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [سورة التكاثر].

وممّا يوضّح ذلك: أن يخبرك شخص أنّ عنده عسلا وأنت لا تشكّ في صدقه، ثمّ أراك إيّاه فازددت يقينًا، ثمّ ذقت منه. فالأوّل علمُ اليقين، والثّاني عينُ اليقين، والثّالث حقُّ اليقين.

فعلمنا الآن بالجنّة والنّار علم اليقين، فإذا أُزلفت الجنّة للمتّقين وشاهدها الخلائق، وبُرِّزت الجحيم للغاوين وعاينها الخلائق، فذلك عين اليقين، فإذا أُدخِل أهلُ الجنّةِ الجنّةَ، وأهلُ النّارِ النّارَ، فذلك حينئذ حقُّ اليقين.

والموت يطلق عليه اليقين؛ لأنه حق لا مرية فيه؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [سورة الحجر آية: 99].

النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه اليقين:

روى النسائي والترمذي وغيرهما عن نافع قال: (كان ابن عمر إذا جلس مجلسًا لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات، وزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهن لجلسائه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ).

الآيات الشرعية والكونية لا ينتفع بها إلا أهل اليقين:


قال تعالى: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ [سورة الذاريات آية: 20].

وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [سورة الرعد آية: 2].

وقال تعالى: ﴿ حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [سورة الجاثية، الآيات: 1-4].

وقال تعالى: ﴿ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [سورة الجاثية، الآية 20].

بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين:

قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [سورة السجدة، الآية 24].

قال ابن القيم -رحمه الله-: ففتنة الشبهات تدفع باليقين، وفتنة الشهوات تدفع بالصبر، ولذلك جعل سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين، فقال: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [سورة السجدة، الآية 24]، فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.






موقع الإسلام


[IMG]http://i54.************/29prjmc.gif[/IMG]






آخر تعديل JASON 2013-11-19 في 14:58.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 15:27 رقم المشاركة : 100

افتراضي


بارك الله فك وفي أعمالك اخت siiriinn




  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 15:29 رقم المشاركة : 101

افتراضي


بارك الله فك وفي أعمالك اخت siiriinn




  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 15:38 رقم المشاركة : 102

افتراضي


الـعـلاقـة بـيـن عـمـر بـن الـخـطـاب وعـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـهـمـا

قـال عـمـر بـن الـخـطـاب لـعـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـهـمـا :

يـا أبـا حـسـن ربـمـا شـهـدتَ وغِـبْـنـا ، وربـمـا شـهـدنـا وغِـبْـتَ ( يـقـصـد مـجـالـس رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم )

ثـلاث أسـألـك عـنـهـن ، هـل عـنـدك مـنـهـن عـلـم ؟

قـال عـلـي : ومـا هـنّ ؟

قـال عـمـر : الـرجـل يـحـب الـرجـل ولـم يَـرَ مـنـه خـيـرا ، والـرجـل يـبـغـض الـرجـل ولـم يَـرَ مـنـه شـرَّا

قـال عـلـي : نـعـم ، قـال رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم

{ إن الأرواح فـي الـهـوى أجـنـاد مُـجَـنـَّـدة تـلـتـقـي فـتـشـام ( تـتـقـارب وتـتـعـارف ) فـمـا تـعـارف مـنـهـا ائـتـلـف ومـا تـنـاكـر مـنـهـا اخـتـلـف }

قـال عـمـر : واحـدة ، ثـم قـال : الـرجـل يُـحـدّث الـحـديـث إذ نـسـيـه ، إذ ذكـره

قـال عـلـي : سـمـعـت رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم يـقـول ...

{ مـا مـن الـقـلـوب قـلـب إلا ولـه سـحـابـة كـسـحـابـة الـقـمـر }

{ بـيـنـمـا الـقـمـر يـضـيء إذ عـلـتـه سـحـابـة فـأظـلـم ، إذ تـجـلـَّـت عـنـه فـأضـاء }

{ وبـيـنـا الـرجـل يُـحَـدّث الـحـديـث إذ عـلـتـه سـحـابـة فـنـسـي إذ تـجـلـت عـنـه فـذكـر }

قـال عـمـر : اثـنـتـان ، ثـم قـال : والـرجـل يـرى الـرؤيـا فـمـنـهـا مـا يـصـدق ومـنـهـا مـا يـكـذب

قـال عـلـي : نـعـم ، سـمـعـت رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم يـقـول :

{ مـا مـن عـبـد ولا أمَـة يـنـام فـيـسـتـثـقـل نـومًـا إلا عُـرج بـروحـه إلـى الـعـرش }

{ فـالـتـي لا تـسـتـيـقـظ إلا عـنـد الـعـرش فـتـلـك الـرؤيـا الـتـي تـصـدق }

{ والـتـي تـسـتـيـقـظ دون الـعـرش فـهـي الـرؤيـا الـتـي تـكـذب }

قـال عـمـر : ثـلاث كـنـت فـي طـلـبـهـن فـالـحـمـد لله الـذي أصـبـتـهـن قـبـل الـمـوت

***

وعـن سـعـيـد بـن الـمـسـيّـب قـال : كـان عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه يـتـعـوّذ بـالله مـن مـعـضـلـة لـيـس فـيـهـا أبـو الـحـسـن

أي : أن عـمـر رضي الله عـنـه كـان يـتـعـوّذ بـالله مـن حـدوث مـشـكـلـة لا يـكـون عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه قـريـب مـنـه ، لـيـأخـذ بـرأيـه ومـشـورتـه

***

كـان عـلـي بـن أبـي طـالـب جـالـس هـو وعـمـر ابـن الـخـطـاب رضي الله عـنـهـمـا ، فـذكـر عـلـي فـِتـنـًـا تـكـون فـي آخـر الـزمـان

فـقـال لـه عـمـر : مـتـى ذلـك يـا عـلـي ؟

قـال عـلـي : إذا تــُـفِـقــَّـهَ لـغـيـر الـديـن ، وتــُـعِـلــَّـم الـعِـلـم لـغـيـر الـعـمـل ، والـتــُـمِـسَـت الـدنـيـا بـعـمـل الآخـرة

***

عـن عـبـد الله ابـن عـبـاس رضي الله عـنـهـمـا قـال :

قـال عـمـر ابـن الـخـطـاب لـعـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـهـمـا : عِـظـْـنـي يـا أبـا الـحـسـن

قـال عـلـي رضي الله عـنـه : لا تـجـعـل يـقـيـنـك شـكَّـا ، ولا عـلـمـك جـهـلا ، ولا ظـنـّـك حـقـا

واعـلـم أنـه لـيـس لـك مـن الـدنـيـا إلا مـا أعْـطِـيـتَ فـأمـضـيـتَ وقـسـمـت فـسـوَّيـت ، ولـبـسـت فـأبـلـيـت

قـال عـمـر : صـدقـت يـا أبـا الـحـسـن

***

قـال عـلـي بـن أبـي طـالـب لـعـمـر ابـن الـخـطـاب رضي الله عـنـهـمـا :

يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن إن سَـرَّك أن تـلـحـق بـصـاحـبـيـك ( الـنـبـي وأبـو بـكـر )

فـأقـصـر الأمـل ، وكُـل دون الـشـبـع وقـصِّـر الإزار ، وارقـع الـقـمـيـص ، واخـصِـف الـنـعـل تـلـحـق بـهـمـا

( هـذه الـوصـايـا أخـذهـا عـلـي رضي الله عـنـه مـن مـعـايـشـتـه حـيـاة الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم وأبـو بـكـر رضي الله عـنـه )

***

لـمَّـا أمـر عـمـر بـن الـخـطـاب بـإقـامـة صـلاة الـتـراويـح جـمـاعـة عـلـى إمـام واحـد فـي رمـضـان

خـرج عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه فـي أول لـيـلـة مـن ذلـك الـشـهـر ، فـسـمـع الـقـرآن يُـتـلـى في الـمـسـجـد والـقـنـاديـل مـشـتـعـلـة

قـال رضي الله عـنـه : نـوَّر الله لـك يـا ابـن الـخـطـاب فـي قـبـرك كـمـا نـوَّرت مـسـاجـد الله تـعـالـى بـالـقـرآن

***

جـاء ابـن جـرمـوز ( اسـمـه عـمـرو وهـو الـذي قـتـل الـزبـيـر ابـن الـعـوام رضي الله عـنـه )

يـســـتـأذن عـلـى عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه فـاسـتـجـفـاه ( أبـعـده )

فـقـال ابـن جـرمـوز : أمـا أصـحـاب الـبـلاء ( الـذيـن أبـلـوا فـي الـحـرب )

قـال عـلـي رضي الله عـنـه : بـفِـيـكَ الـتـراب ! إنـي لأرجـو أن أكـون أنـا وطـلـحـة بـن عـبـيـد الله والـزبـيـر بـن الـعـوام رضي الله عـنـهـم

مـن الـذيـن قـال الله فـيـهـم { وَنَـزَعْـنَـا مَا فِي صُـدُورِهِـمْ مِـنْ غِـلٍّ إِخْـوَانًـا عَـلَى سُـرُرٍ مُـتَـقَـابِـلِـيـنَ }

***

عـن الـحـسـن بـن كـثـيـر عـن أبـيـه قـال : أتـى رجـل إلـى عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه

فـقـال : أنـت خـيـر الـنـاس !

قـال عـلـي رضي الله عـنـه : هـل رأيـت رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم

قـال الـرجـل : لا

قـال عـلـي رضي الله عـنـه : هـل رأيـت أبـا بـكـر وعـمـر رضي الله عـنـهمـا

قـال الـرجـل : لا

قـال عـلـي رضي الله عـنـه : أمـا إنـك لـو قـلـت رأيـت الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم لـقـتـلـتـك

ولـو قـلـت رأيـت أبـا بـكـر وعـمـر لـحـددتـك ( أي أقـمـت عـلـيـك حـد الـمـفـتـري )

هـكـذا كـان صـحـابـة رسـول الله رضـوان الله عـلـيـهـم أجـمـعـيـن مـع آل بـيـت رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم

وهـكـذا كـان آل بـيـت رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم مـع صـحـابـة رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم

ولـيـس كـمـا يـصـوّر لـنـا حـالـهـم الـبـعـض فـي هـذا الـزمـان بـأنـهـم مـتـنـاحـريـن مـتـنـافـريـن وأنـهـم يـتـنـافـسـون

عـلـى الأمـارة والـخـلافـة ويـكـيـدون الـمـؤامـرات والـدسـائـس ضـد بـعـضـهـم الـبـعـض

***

تـواضـعـه رضي الله عـنـه وأرضـاه

أخـرج الـبـخـاري فـي كـتـاب الأدب عـن صـالـح بـيـَّـاع الأكـسـيـة عـن جـدتـه قـالـت :

رأيـت عـلـيـا رضي الله عـنـه اشـتـرى تـمـرا بـدرهـم فـحـمـلـه فـي مـلـحـفـتـه

فـقـلـت : أحـمـل عـنـك يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن

قـال رضي الله عـنـه : لا ، أبـو الـعـيـال أحـق أن يَـحـمِـل

***

وأخـرج ابـن سـعـد عـن جـرمـوز ، قـال :

رأيـت عـلـيـا رضي الله عـنـه يـخـرج مـن الـقـصـر وعـلـيـه قـطـريـتـان ( حـلـل فـيـهـا خـشـونـة تـأتـي مـن الـبـحـريـن )

إزار إلـى نـصـف الـسـاق ، ورداء مـشـمّـر ، ومـعـه دِرَّة لـه ( عـصـا ) يـمـشـي بـهـا فـي الأسـواق ، ويـأمـرهـم بـتـقـوى الله وحُـسْـن الـبـيـع

ويـقـول : أوفـوا الـكـيـل

***

قـال عـلـي رضي الله عـنـه

ثـلاث هُـنَّ رأس الـتـواضـع

أن يـبـدأ بـالـسـلام مـن لـقـيـه ، ويـرضـى بـالـدون مـن شـرف الـمـجـلـس ، ويـكـره الـريـاء والـسـمـعـة

***

وأخـرج ابـن راهـويـه واحـمـد فـي الـزهـد ، عـن أبـي مـطـر

قـال : خـرجـت مـن الـمـسـجـد فـإذا رجـل يـنـادي خـلـفـي : ارفـع إزارك فـإنـه أتـقـى لـقـلـبـك وأنـقـى لـثـوبـك وخـذ مـن رأسـك إن كـنـت مـسـلـمـا

فـإذا هـو عـلـي ومـعـه الـدرّة فـانـتـهـى إلـى سـوق الإبـل

فـقـال : بـيـعـوا ولا تـحـلـفـوا فـإن الـيـمـيـن تـنـفـق الـسـلـعـة وتـمـحـق الـبـركـة

ثـم أتـى صـاحـب الـتـمـر فـإذا جـاريـة تـبـكـي

فـقـال : مـا شـأنـك ؟

قـالـت : بـاعـنـي هـذا تـمـرا بـدرهـم فـأبـىَ مـولاي أن يـقـبـلـه

فـقـال لـصـاحـب الـتـمـر : خـذه واعـطـهـا درهـمـا فـإنـه لـيـس لـهـا أمـر

فـكـأن الـبـائـع أبـىَ

فـقـلـت : ألا تـدري مـن هـذا ؟

قـال : لا !

قـلـت : عـلـي أمـيـر الـمـؤمـنـيـن

فـصـب تـمـره وأعـطـاهـا درهـمـا

وقـال : أحـب أن تـرضـى عـنـي يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن

قـال رضي الله عـنـه : مـا أرضـانـي عـنـك إذ وفـّـيـتـهـم

ثـم مـرّ بـأصـحـاب الـتـمـر

فـقـال رضي الله عـنـه : أطـعـمـوا الـمـسـكـيـن يـربـو كـسـبـكـم

ثـم مـرّ مـجـتـازا حـتـى انـتـهـى إلـى أصـحـاب الـسـمـك

فـقـال :لا يُـبـاع فـي سـوقـنـا طـاف

( هـو الـسـمـك الـذي يـمـوت فـي الـمـاء فـيـعـلـو ويـظـهـروهـو يـؤكـل فـي الـمـذهـب الـشـافـعـي ولا يـؤكـل فـي الـمـذهـب الـحـنـفـي )

ثـم أتـى دار بـزَّار وهـي سـوق الـكـرابـيـس ( الـقـطـن )

فـقـال : يـا شـيـخ أحـسـن بـيـعـي فـي قـمـيـص بـثـلاثـة دراهـم

فـلـمـا عـرفـه لـم يـشـتـرِ مـنـه شـيـئـا ، ثـم أتـى آخـر فـلـمـا عـرفـه لـم يـشـتـرِ مـنـه شـيـئـا ، ثـم أتـى غـلامـا حَـدَثـا

فـاشـتـرى مـنـه قـمـيـصـا بـثـلاثـة دراهـم ، ولـبـسـه مـا بـيـن الـرسـغـيـن إلـى الـكـعـب ، فـجاء صـاحـب الـثـوب

فـقـيـل لـه : إن ابـنـك بـاع أمـيـر الـمـؤمـنـيـن قـمـيـصـا بـثـلاثـة دراهـم

قـال لإبـنـه : فـهـلاَّ أخـذت مـنـه درهـمـيـن ؟

فـأخـذ الـدرهـم ثـم جـاء بـه إلـى عـلـي رضي الله عـنـه

فـقـال : أمـسـك هـذا الـدرهـم

قـال رضي الله عـنـه : مـا شـأنـه

قـال : كـان قـمـيـصـا ثـمـنـه درهـمـان بـاعـك ابـنـي بـثـلاثـة دراهـم

قـال رضي الله عـنـه : بـاعـنـي رضـاي وأخـذت رضـاه !

***

يـقـيـنـه فـيـمـا أخـبـره الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـي شـأن مـقـتـلـه

عـن فـضـالـة بـن أبـي فـضـالـة الأنـصـاري قـال :

خـرجـت مـع أبـي إلـى يـنـبـع عـائـدا لـعـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه ، وكـان مـريـضـا بـهـا حـتـى ثـقـل ( زاد عـلـيـه الـمـرض )

فـقـال لـه أبـي : مـا يـقـيـمـك بـهـذا الـمـنـزل ؟ ولـو مِـتَّ لـم يَـلِـك ( يـخـلِـفـُـك ) إلا أعـراب جـهـيـنـة ؟ !

احـتـمـل حـتـى تـأتـي الـمـديـنـة فـإن أصـابـك أجـلـك ولِـيَـك أصـحـابـك وصـلـّـوا عـلـيـك ـــ وكـان أبـو فـضـالـة رضي الله عـنـه مـن أصـحـاب بـدر ـــ

فـقـال عـلـي : إنـي لـسـت مـيـتـا مـن وجـعـي هـذا ، إن رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم عـهـد إلـيّ أنّـي لا أمـوت حـتـى أؤمَّـر ( يـكـون أمـيـرا )

ثـم تـخـتـضـب هـذه ( لـحـيـتـه ) مـن هـذه ( هـامـتـه ) أي رأسـه .

***

حُـبـِّـه لـقــُـرّاء الـقـرآن

عـن كـلـيـب بـن شـهـاب قـال :

سـمـع عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه ضَـجَّـة ( أصـوات ) فـي الـمـسـجـد يـقـرؤون الـقـرآن ويُـقـْـرِئـونـه

فـقـال : طـوبـى لـهـؤلاء ! ! هـؤلاء كـانـوا أحـب الـنـاس إلـى رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم

***

اهـتـمـامـه بـالـسـنـن الـرواتـب

عـن حـذيـفـة بـن أسـيـد قـال :

رأيـت عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه إذا زالـت الـشـمـس صـلـَّـى أربـعًـا طـوالا ،،، فـسـألـتـه

فـقـال : رأيـت رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم يُـصَـلـِّـيـهـا

***

عـن عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه قـال :

أوصـانـي رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم أن أصَـلـِّـي قـبـل الـعـصـر أربـعـًـا لا أدعـهـن مـا حـيـيـت

***

تـأديـبـه لـطـلاب الـعـلـم

عـن عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه قـال :

إن مـن حـق الـعـالـم أن لا تـكـثـر عـلـيـه الـسـؤال ، ولا تـعـنـتـه فـي الـجـواب ، وأن لا تـلـح عـلـيـه إذا أعـرض ، ولا تـأخـذ بـثـوبـه إذا كـسـل

ولا تـشـيـر إلـيـه بـيـدك ، وأن لا تـغـمِـزه بـعـيـنـك ، وأن لا تـسـأل فـي مـجـلـسـه ، وأن لا تـطـلـب زلـَّـتـه ، وإن زل تـأنـيـت أوبـتـه وقـبـلـت فـيـئـتـه ( رجـعـتـه )

وأن لا تـقـول : قـال فـلان خـلاف قـولـك ، وأن لا تـفـشـي لـه سِـرّا ، وأن لا تـغـتـاب عـنـده أحـد ، وأن تـحـفـظـه شـاهـدا وغـائـبـا ، وأن تـعُــمّ الـقـوم بـالـسـلام

وتـخـصـه بـالـتـحـيـة ، وأن تـجـلـس بـيـن يـديـه ، وإن كـانـت لـه حـاجـة سـبـقـت الـقـوم إلـى خـدمـتـه وأن لا تـمـل مـن طـول صـحـبـتـه ، وإنـمـا هـو كـالـنـخـلـة

تـنـتـظـر مـتـى يـسـقـط عـلـيـك مـنـهـا مـنـفـعـة ، وإن الـعـالـم بـمـنـزلـة الـصـائـم الـمـجـاهـد فـي سـبـيـل الله ، فـإذا مـات الـعـالـم انـثـلـمـت فـي الإسـلام ثـلـمـة

لا تــُـسَـد إلـى يـوم الـقـيـامـة ، وطـالـب الـعـلـم يـشـيّـعـه ألـفـا مـن مـقـرّبـي الـسـمـاء

***

قـال عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه

مـا كـان الله لـيـفـتـح بـاب الـشـكـر ويـخـزن بـاب الـمـزيـد ( مـن الـنـعـمـة )

ومـا كـان الله لـيـفـتـح بـاب الـدعـاء ويـخـزن بـاب الإجـابـة

ومـا كـان الله لـيـفـتـح بـاب الـتـوبـة ويـخـزن بـاب الـمـغـفـرة

أتـلـو عـلـيـكـم مـن كـتـاب الله

قـال الله تـعـالـى

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ... ابـراهـيـم : 7 }

وقـال تـعـالـى

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ... غـافـر : 60 }

وقـال تـعـالـى

{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ... الـبـقـرة : 152 }

وقـال تـعـالـى

{ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ... الـنـسـاء : 110 }

***

عـلـمـه رضي الله عـنـه فـي الـقـرآن

قـال عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه

والله مـا نـزلـت آيـة إلا وقـد عـلـمـت فـيـمـا نـزلـت وأيـن نـزلـت وعـلـى مـن نـزلـت ، إن ربـي وهـب لـي قـلـبـا عـقـولا ولـسـانـا طـلـقـا ( فـصـيـحـا )

***

زهـده في الـدنـيـا رضي الله عـنـه

جـاء ابـن الـنـبـاح إلـى عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه

فـقـال : يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن امـتـلأ بـيـت مـال الـمـسـلـمـيـن ، مـن صـفـراء وبـيـضـاء ( ذهـب وفـضـة )

فـقـال رضي الله عـنـه : الله أكـبـر

فـقـام مـتـكـئـا عـلـى ابـن الـنـبـاح حـتـى قـام عـلـى بـيـت مـال الـمـسـلـمـيـن

فـقـال : هـذا جـنـايَ وخـيـاره فـيـه * * * وكـل جـانٍ يـده إلـى فـيـه

يـا صـفـراء ويـا بـيـضـاء غُـرَّي غـيـري ، هـا ، وهـا ، حـتـى مـا بـقـي مـنـه ديـنـار ولا درهـم ، ثـم أمـر بـنـضـحـه وصـلَّـى فـيـه ركـعـتـيـن

***

إيـمـانـه رضي الله عـنـه بـالـتـوكـل عـلـى الله عَـزَّ وجَـلَّ

عـن يـحـي بـن مـرة قـال : كـان عـلـي رضي الله عـنـه يـخـرج بـالـلـيـل إلـى الـمـسـجـد يُـصـلِّـي تـطـوعـا ، فـجـئـنـا نـحـرسـه

فـقـال رضي الله عـنـه : مـا يُـجـلـسـكـم ؟

قـلـنـا : نـحـرسـك

قـال : أمِـن أهـل الـسـمـاء تـحـرسـون أم مـن أهـل الأرض ؟

قـلـنـا : بـل مـن أهـل الأرض

قـال : إنـه لا يـكـون فـي الأرض شـيء حـتـى يُـقـضَـى فـي الـسـمـاء ، ولـيـس مـن أحـد إلا وُكِّـل بـه مَـلَـكـان يـدفـعـانـه ويـكـلآنـه ( يـحـرسـانـه )

حـتـى يـجـيء قَـدَرُه فـإذا جـاء قـدره خـلَّـيـا بـيـنـه وبـيـن قـدره ، وإن عـلـيَّ مـن الله جُـنَّـة حـصـيـنـة ( وقـايـة ) فـإذا جـاء أجـلـي كـشـف عـنـي

وإن الـمـؤمـن لا يـجـد طـعـم الإيـمـان حـتـى يـعـلـم أن مـا أصـابـه لـم يـكـن لـيـخـطـئـه ، ومـا أخـطـأه لـم يـكـن لـيـصـيـبـه

***

قـال رضي الله عـنـه

مـن رضـي بـقـضـاء الله جـرى عـلـيـه ولـه أجـر ، ومـن لـم يـرضَ بـقـضـاء الله جـرى عـلـيـه وحـبُـط عـمـلـه

***

تـرغـيـبـه رضي الله عـنـه بـالأمـر بـالـمـعـروف والـنـهـي عـن الـمـنـكـر

قـال رضي الله عـنـه فـي إحـدى خـطـبـه

أيـهـا الـنـاس إنـمـا هـلـك مـن هـلـك قـبـلـكـم بـركـوبـهـم الـمـعـاصـي ولـم يـنـهـهـم الـربـانـيـون والأحـبـار ( عـلـمـاء الـيـهـود )

وكـمـا تـمـادوا فـي الـمـعـاصـي ولـم يـنـهـهـم الـربـانـيـون والأحـبـار أخـذتـهـم الـعـقـوبـات ، فـمُـرُوا بـالـمـعـروف وانـهَـوا عـن الـمـنـكـر

قـبـل أن يـنـزل بـكـم مـثـل الـذي نـزل بـهـم ، واعـلـمـوا أن الأمـر بـالـمـعـروف والـنـهـي عـن الـمـنـكـر لا يـقـطـع رزقـا ولا يُـقـرِّب أجـلا

***

وقـال رضي الله عـنـه

أول مـا تُـغـلـبـون عـلـيـه مـن الـجـهـاد الـجـهـاد بـأيـديـكـم ، ثـم الـجـهـاد بـقـلـوبـكـم

فـأي قـلـب لـم يـعـرف الـمـعـروف ولـم يـنـكـر الـمـنـكـر نُـكِّـس أعـلاه أسـفـلـه كـمـا يُـنـكَّـس الـجـراب فـيُـنـثَـر مـا فـيـه

***************************************


والـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن



  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 15:48 رقم المشاركة : 103

افتراضي


جازاك الله خيرا أختي سيرين

واصلي أعمالك المشرفة




  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 15:50 رقم المشاركة : 104

Icon1 ثمرات الإيمان


[IMG]http://i53.************/2wn5m60.gif[/IMG]





ثمرات الإيمان





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب جاء بالأعاجيب في العقائد والأعمال والأخلاق، ورأى الناس منه العجب العجاب في سائر الأحوال، الإيمان الذي من أوتيه فقد أوتي خيرًا كثيرًا، بل جعل الله دخول الجنة موقوفًا على الإيمان، وجعل الإيمان موقوفًا على المحبة، والمحبة موقوفة على السلام، والسلام لا يكون من الإنسان إلا بوازع من الإيمان.

الإيمان الذي يعيش به الإنسان سعيدًا ويموت به حميدًا، فـ:(
من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)، يقول الله: ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ [سورة يس آية: 25- 26]، فما ذكر الله الجنة إلا جعل أول أوصاف أهلها الإيمان.

إن الإيمان معناه أن تعبد الله على نور من الله ترجو ثواب الله وتخاف عقاب الله، الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية نسأل الله العظيم أن يزيدنا إيمانًا ويكمله لنا، ففي الدعاء: «اللهم أسألك إيمانًا كاملًا ويقينًا صادقًا»، وإذا تبين هذا كله فإليكم ثمرات الإيمان وآثاره الطيبة وعواقبه الحميدة في الدنيا والآخرة.

من ثمرات الإيمان حبُّ الله لأهل الإيمان: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [سورة المائدة آية: 54].

الإيمان الذي لا يعطيه الله إلا أحبابه وصفوته من خلقه: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [سورة يونس آية: 62- 63].


وفي الحديث: (إن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب)، فخير وصية لك أن تحب الله بكل قلبك، وكيف لا تحب الله وما من طرفة عين إلا وله عليك نعمة وفضل، وكل شيء قد تكون مبالغًا في حبه إلا الله فإنك مهما أحببته فإنك لا تزال مقصرًا في حبه، والعجيب أنك إذا أحببته أحبك، فإن تقربت منه شبرًا تقرب منك ذراعًا، وهو مع هذا كله أغنى ما يكون عنك.

بل انظر إلى عظم محبة الله للعبد المؤمن ففي الحديث: (وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)، الله أكبر ما أعظم مقام أهل الإيمان عند الله يحبون الله، والله يحبهم ويرضون عن الله والله راضٍ عنهم.

ومن ثمرات الإيمان رضا الله عن أهل الإيمان، يقول الله عنهم: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [سورة البينة آية: 8]

فأعز شيء في هذه الدنيا وأعظمه رضا الله عن العبد، وإذا رضي الله عن العبد أسعده وأرضاه وثبت قلبه على الصراط المستقيم، ويسر له الخير حيث كان وأينما كان وأينما توجه، بل يرضى الله عنه في الدنيا ويرضى عنه عند الممات، ويذكر أن الحسن لما مات سمع الناس هاتفًا يقول: "لقد قدم الحسن البصري على الله وهو عنه راض"، وعلى كل بقدر كمال إيمان العبد يكون رضا الله عنه، وفي الحديث: (من التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس والعكس).






يتبع ...


[IMG]http://i54.************/29prjmc.gif[/IMG]




  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 16:00 رقم المشاركة : 105

Thread Dot 16



ومن ثمرات الإيمان أن لهم الأمن التام، يقول الله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [سورة الأنعام آية: 82]، فأخبر - سبحانه - أن من وفِّق للإخلاص رزقه الله فائدتين الأمن التام والهداية في الدنيا والآخرة، وقد فسر الأمن هنا بأنه أمن الدنيا، وقيل: أمن الآخرة، وعلى كل إذا كمل توحيد العبد فإنه لا يخاف شيئًا سوى الله، ففي الصحيح عن جابر قال:( كنا إذا سافرنا تركنا أفضل ظل للنبي -صلى الله عليه وسلم- فرأينا دوحة عظيمة فتركناها له، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزل تحتها وعلق سيفه بها وجاءه أعرابي فاخترط السيف وقال: يا محمد، من يمنعك مني؟ قال: «الله»، فسقط سيفه من يده وأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: «من يمنعك مني؟» قال: كن خير آخذٍ فعفا عنه).

وهذا يدل على كمال توحيده – صلى الله عليه وسلم - ولن يخيب عبد تعلق بالله ولو كادته السماوات والأرض إلا جعل الله له من بين أطباقهن فرجًا، فالمؤمن الكامل لا يدخل الخوف قلبه أبدًا.
وقيل: المراد بالأمن أمن الآخرة إذا خرج الناس من قبورهم حفاة عراة وبدت من الآخرة أهوالها وأصبح الناس في خوف شديد وفزع عظيم: ﴿أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ [سورة فصلت آية: 40].

ومن ثمرات الإيمان ثبات القلوب، فمن أعظم المصائب تقلب القلوب عن طاعة الله: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [سورة إبراهيم آية: 27]، فأهل الإيمان أهل ثبات ويقين لا تضرهم الفتن مهما عظمت، ولا تقلبهم المحن مهما اشتدت لأنهم تمسكوا بحبل الله المتين.

ومن ثمرات الإيمان الهداية والرحمة: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [سورة التغابن آية: 11]، وقال سبحانه: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [سورة الأنعام آية: 82]، أي الهداية التامة في كل أحوالهم وفي جميع شئونهم، الهداية التي لا ضلال معها.

ومن ثمرات الإيمان لذة الطاعة وحلاوة المناجاة، ففي الحديث: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا)، فأخبر أن للإيمان طعمًا، فثمرة الرضا ذوق طعم الإيمان قال ابن القيم في المدارج: «هذا الحديث عليه مدار مقامات الدين وتضمن الرضا بالربوبية والألوهية لله سبحانه، والرضا بالرسول والانقياد له، والرضا بدينه والتسليم له، ومن اجتمعت له هذه الطرق الأربعة فهو الصديق حقًّا نسأل الله العظيم أن يذيقنا حلاوة المناجاة والإيمان والطاعة، وقد قيل ليحيى بن معاذ: متى يبلغ العبد مقام الرضا؟ قال: «بأربع: يقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت».

ومن ثمرات الإيمان أن الله يدفع عن أهله كل مكروه، يقول الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [سورة الحج آية: 38]، يقول السعدي -رحمه الله-: «وهذا إخبار ووعد وبشارة للمؤمنين أن الله يدافع عنهم - وذلك بسبب إيمانهم - كل شر من شرور الكفار وشرور الوسوسة وشرور النفس والسيئات، ويخفف عنهم المكاره غاية التخفيف، وهذه المدافعة بحسب الإيمان فمستقل ومستكثر».

ومن ثمرات الإيمان أنه إذا كان على طاعة دعته أخرى إليها، وذلك بأن يشرح الله صدره وييسر أمره ويكون سببًا للتوفيق لعمل آخر فيزداد بها عمل المؤمن: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [سورة الليل آية: 5- 7]، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا [سورة الشورى آية: 23]، أي فلا يزال ميسرًا للخير والطاعات.

ومن ثمرات الإيمان أن الله يحيي به قلب العبد فتصبح أشجانه وأحزانه كلها لله وللآخرة ففي الحديث: (كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: مؤمنًا حقًّا، قال: إن لكل قول حقيقة قال: يا رسول الله، عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها)، فمن يؤمن بالله يكن للآخرة ذاكرًا وكثير التعلق بها، وكلما جاءته طاعة نظر إلى عواقبها الحميدة يوم القيامة، فإذا صلى ركعتين وأحس بفتور تذكر أنه سوف يفرح بها في قبره ويوم القيامة فدعاه ذلك التذكر إلى حسن العبادة والإكثار منها.

ومن ثمرات الإيمان استغفار الملائكة للمؤمن: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [سورة غافر آية: 7]، وهذا من أعظم فوائد الإيمان.

ومن ثمرات الإيمانعدم تسلط الشياطين على المؤمن: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [سورة النحل آية: 99]، فأخبر - سبحانه - في كتابه أن أعظم سبب في دفع شر الشيطان الاستعاذة بالله منه، وبين أيضًا أن هناك سببًا أقوى في دفعه وهو التحلي بالإيمان والتوكل.






يتبع ...


[IMG]http://i54.************/29prjmc.gif[/IMG]



  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 16:08 رقم المشاركة : 106

Thread Dot 16


خاتمة:

يا أيها الناس إذا عرفنا ثمرات الإيمان وفضائله فاعلموا أننا في زمن فاسد يجب علينا أن نحافظ على عقيدتنا وعلى إيماننا وعلى ديننا، وينبغي علينا أن نحفظ أنفسنا لئلا نخرج عن جادة الدين من حيث لا نشعر، وقد تفننت شياطين الإنس والجن بمداخل وأساليب خفية لا نكاد نشعر بها، وقد ورد أنه في آخر الزمان أن الرجل يصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا والعكس، وقد تداخلت حدود الإيمان والكفر، وخفيت على كثير من الناس.

يقول شيخنا محمد المختار حفظه الله: «إنه لما أمن الناس من الشرك وقعوا فيه، تأتي الرجل فتقول له: إن الشرك باب عظيم وخطير لأنه لا يقبل الله لك عملًا بدون صحة التوحيد فيقول لك: يا أخي، الناس موحدون، الناس يقولون: لا إله إلا الله، نسأل الله العافية».

وعلى كل فمن كمل إيمانه وخلص من الشرك فله الأمن التام والهداية التامة في الدنيا والآخرة، وحصل على جميع فضائل الإيمان. والواجب على كل مسلم أن يفكر كل لحظة كيف يزداد من الإيمان والعمل الصالح.

تنبيه هام: يقول الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: «محركات القلوب إلى الله ثلاثة: المحبة والخوف والرجاء، وأقواها المحبة وهي مقصودة لذاتها لأنها معه في الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فهو مقصود لغيره، فإنه يكون معه في الدنيا دون الآخرة، فعلى قدر المحبة يكون سير العبد إلى محبوبه، والخوف يمنعه من الخروج عن طريق المحبوب، أما الرجاء فهو حادٍ يحدو ويقود».

ويقول -رحمه الله-: «وهذا أصل عظيم يجب التنبه إليه فإنه لا يحصل للعبد العبودية بدونه، أما المحبة فأعظم شيء يحركها في القلب أمران:

الأول: كثرة الذكر للمحبوب لأن كثرة الذكر تعلق القلب به، ولهذا أمرنا الله بالإكثار من ذكره ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [سورة الأحزاب آية:41- 42].

الثاني: مطالعة آلائه ونعمائه: ﴿فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة الأعراف آية: 69]، وقوله تعالى:﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [سورة النحل آية: 53]، فلا إله إلا الله لو خرست الألسنة وصمت الآذان وعميت العيون؛ كيف يكون حالنا؟! ولكن الله أعطانا السمع والبصر والفؤاد كله رحمة منه».

هذا، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، وعلى أتباعه بإحسان إلى يوم الدين.



موقع الإسلام


[IMG]http://i54.************/29prjmc.gif[/IMG]






  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 16:42 رقم المشاركة : 107

افتراضي


بارك لله فيك صديقي
ربنا إهدنا وإهدي أخواتنا وأمهاتنا وجميع المؤمنات لما فيه صلاح الدين




  رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 19:24 رقم المشاركة : 108

افتراضي


[IMG]http://www.vb******.net/vb/mwaextraedit4/extra/70.gif[/IMG]




  رد مع اقتباس
إضافة رد


الكلمات الدلالية (Tags)
آداب طلب العلم, طالب العلم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:54


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2024 © منتديات جوهرة سوفت