كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن نموذجها الجديد لطائرة مقاتلة بدون طيار اطلقت عليها اسم تارانيس واحتاج تصميمها الى اكثر من 3 ملايين ساعة عمل.
وبامكان تارانيس حمل صواريخ واطلاقها عن بعد، ولدى الاعلان عنها وصفها وزير الدفاع البريطاني جيرالد هوارث بـ"المشروع الرائد الذي يشير الى تقدم الامة البريطانية في ما يتعلق بالتكنولوجيا والتصميم العسكريين".
ومن المتوقع ان تبدأ هذه الطائرة اولى رحلاتها التجريبية مطلع العام المقبل.
وتعتبر تارانيس التي تحمل اسم اله الرعد في ميثولوجيا السلتيك الخطوة الاولى في مجال تصميم المقاتلات بدون طيار بامكانها اختراق اجواء معادية، في مفارقة مع الطائرات بدون طيار المستخدمة حاليا والتي تحمل صواريخ لكنها لا غير صالحة للاستعمال في المجال الجوي للعدو.
وقال برونو وود آمر السرب في سلاح الجو البريطاني لبي بي سي ان "تارانيس تفتتح جيلا جديدا في مجال تكنولوجيا الطائرات الحربية قد يساعد تطويره الى حد بعيد في ايجاد حلول للمشاكل التي يواجهها سلاح الجو البريطاني".
يذكر ان فكرة اطلاق طائرات بدون طيار كانت في بادئ الامر مثيرة للجدل، على الرغم من اعتراف العالمين في تكنولوجيا الطيران الحربي بأن الطيار يشكل الحلقة الاضعف في الطائرة، وتحديدا بسبب تصميم العديد من الصواريخ المضادة للطائرة لتنفجر على مقربة من مقصورة الطيار بهدف جرح او قتل الطيار.
اختراق تكنولوجي
وفي حديث مع بي بي سي يقول بيتر فيلستيد رئيس تحرير مجلة "جاينز للدفاع" الاسبوعية ان "اطلاق اول طائرة بدون طيار يشبه الى حد بعيد الاختراق التكنولوجي لاول طائرات يقودها طيارون خلال الحرب العالمية الاولى، والتي استعملت في بادئ الامر من اجل تنفيذ مهمات استطلاع، قبل ان تبدأ بالتسلح واطلاق الصواريخ، حتى تتطور لتصبح قادرة على خوض معارك جوية مع طائرات اخرى"، مضيفا بأن "ترانيس لم تصمم لتخوض معارك، بل للتجارب التكنولوجية وتحسين وتطوير القدرات ومعرفة في اي اتجاه يسير التطور في هذا المجال".
ويقول رئيس التحرير بأن "الطائرات بدون طيار قد تكون فعالة جدا لقصف مواقع على الارض، لكن من غير الواقعي الاستغناء عن الطيار حين يتعلق الامر بالمعارك الجوية مع مقاتلات اخرى، لان رؤية ما يجري في الخارج من داخل الطائرة الحربية امر مهم جدا في المعارك الجوية".
وفي السياق ذاته، تقول وزارة الدفاع البريطانية ان "كل الطائرات بدون طيار والتي تحمل صواريخ وقنابل هي تحت اشراف مجموعة من العسكريين المدربين على توجيه والتحكم بهذه المقاتلات واسلحتها".